نجح فريق بحثي دولي يضم باحثين من جامعتي شيفيلد وبرادفورد في بريطانيا، ومعهد «إل في براساد» للعيون بالهند، في إنتاج عدسة لاصقة ذكية، يمكن استخدامها لاختبار التهابات العين بطريقة سريعة وغير جراحية.
وحالياً، يتم اكتشاف البكتيريا أو الفطريات الموجودة في عدوى العين، عبر عملية جراحية يتم فيها «كشط» عين المريض تحت التخدير للحصول على عينة، ثم تُزرع العينة لمدة يومين قبل دراستها تحت المجهر، بينما يتيح الاختبار الجديد، الذي تم الإعلان عنه في تقرير نشره الاثنين، موقع جامعة شيفيلد، ارتداء المريض للعدسة الخاصة لمدة ساعة، حيث يمكن لهذه العدسة اكتشاف الفطريات، ليتم تحديد النتائج بعد ذلك بوقت قصير.
ويقول ستيفن ريمر، أستاذ الكيمياء بجامعة برادفورد، والباحث المشارك بالدراسة، في التقرير الذي نشره الموقع الإلكتروني لجامعة شيفيلد: «لقد أنتجنا هيدروجيل ذكياً يمكنه اكتشاف نوعين من البكتيريا والفطريات، وهو مصنوع من مواد مشابهة لتلك المستخدمة في صنع العدسات اللاصقة، التي يمكن تطبيقها بأمان على العين، حيث تلتصق به الكائنات الحية الدقيقة ويمكن بعد ذلك تحليلها».
ويضيف: «الطريقة الحالية ليست إجراء لطيفاً وتستغرق وقتاً، ونحن نعمل على كيفية إنتاج تغيير مرئي للون على العدسة لإظهار البكتيريا أو الفطريات الموجودة، ويمكن بعد ذلك تصويرها باستخدام الهاتف الجوال وتحميلها على موقع (ويب) ليقوم أحد الخبراء بتحليلها، ويمكن للخبير بعد ذلك تحديد ما إذا كان المريض بحاجة إلى مضادات حيوية أو ما إذا كان يحتاج إلى مزيد من التحاليل، فهدفنا هو أن يقوم شخص ما في الشارع بذلك دون تدريب على الإطلاق».
وتهدف هذه الخطوة إلى مواجهة خطر الأمراض الفطرية الغازية الآخذة في الارتفاع على مستوى العالم، لا سيما بين أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية كامنة أو ضعف في جهاز المناعة، ومع ذلك لا يوجد سوى قليل من الأبحاث حول هذه الأمراض، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وأبلغت المنظمة عن ارتباط بين جائحة «كوفيد – 19» والعدوى الفطرية بداء «الرشاشيات» وداء الغشاء المخاطي والمبيضات في الدم، بالإضافة إلى أدلة على أن معدل الإصابة والنطاق الجغرافي للعدوى الفطرية يتوسعان على مستوى العالم بسبب تغير المناخ.
ويقول الدكتور براشانت جارج، الرئيس التنفيذي لمعهد «إل في براساد للعيون»، إن «التهابات العين هي سبب رئيسي لفقدان البصر والعمى في جميع أنحاء العالم، لا سيما في الهند، ويمكن للتشخيص الصحيح وفي الوقت المناسب أن يسهل بدء العلاج في الوقت المناسب باستخدام الأدوية المناسبة، وبالتالي الحد من فقدان البصر».
باحثون يتوصلون للجزء المسؤول عن إدراك الزمن داخل المخ
توصل فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا إيرفين في الولايات المتحدة إلى أن إزالة أهداب النواة المخططية داخل المخ تؤثر على قدرة الإنسان على إدراك الزمن والحكم على الأمور، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
يفتح الاكتشاف الباب على مصراعيه أمام التوصل إلى وسائل جديدة لعلاج بعض الأمراض العقلية والعصبية مثل الفصام والشلل الرعاش والتوحد. وتختص النواة المخططية بمعالجة البيانات الخاصة بالبيئة المحيطة وتنسيق ردود الفعل الحركية.
وترتبط كثير من الأمراض النفسية بعدم قدرة المريض على التوافق مع متغيرات البيئة المحيطة أو تحديد ردود الفعل التي يتعين القيام بها في مواجهة هذه المتغيرات.
وكشفت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية «مولكيولار نيوروبيولوجي» أول الدلائل على أن إزالة أهداب النواة المخططية تعطل قدرة المخ على ادراك الزمن.
ويقول فريق الدراسة إن النواة المخططية تقوم بدور الساعة المركزية للجسم، وتضطلع بدور رئيسي في أداء بعض الوظائف مثل تنسيق الحركة والتعلم واتخاذ القرارات، فضلا عن تنشيط الذاكرة والانتباه، وأضافوا أن الأهداب تبرز مثل الهوائيات خارج النواة المخططية، وتقوم باستشعار وبث الإشارات الكهربائية من أجل إصدار ردود الفعل المناسبة.
وكان الباحثون قد قاموا باستئصال الأهداب من النواة المخططية لدى بعض فئران التجارب عن طريق تقنية جديدة للتحكم الوراثي، وتبين أن الفئران الخاضعة للتجربة فقدت القدرة على اكتساب مهارات حركية جديدة،
وتأخرت لديها القدرة على اتخاذ القرار مع ظهور أنماط أنشطة حركية متكررة لديها. كما تراجعت لدى هذه الفئران إمكانيات استرجاع المعلومات بشأن الموقع والوضع المكاني. ونقل الموقع الإلكتروني «ميديكال إكسبريس» المتخصص في الأبحاث العلمية عن الباحثة أمل الأشقر المشاركة في الدراسة والمتخصصة في مجال علوم الأدوية في جامعة كاليفورنيا أيرفينج قولها: «إن هذه الدراسة تهدف إلى فهم آليات عمل أهداب النواة المخططية في إدراك الزمن، من أجل التوصل إلى وسائل علاجية جديدة لتحسين أوجه القصور السلوكي لدى المرضى».