قد يكون اكتشاف الكدمات على الجلد الداكن أمراً صعباً في بعض الأحيان، مما يحد من قدرة الاطباء على توثيق الجروح والإدلاء بشهادتهن أمام المحكمة، حسب وكالة «تريبيون».
ويعتمد الكشف عن الكدمات وتشخيصها على العين المجردة، وتحت الضوء العادي، وغالباً ما تصعب رؤية كدمات ضحايا العنف استناداً إلى لون بشرتهم وعمر الإصابة؛ فالأشخاص أصحاب البشرة الداكنة غالباً ما يصعب التعرف على إصاباتهم وتوثيقها بشكل صحيح، وهو ما يكون له تأثير كبير على النتائج الطبية والقانونية لضحايا العنف. وللتغلب على هذه المشكلة، عملت كاثرين سكافيد، طبيبة طب شرعي حاصلة على درجة الدكتوراه، وأستاذة في كلية الصحة العامة وكلية التمريض بجامعة جورج ميسون، على إيجاد طريقة لتغيير ذلك.
وقالت سكافيد أخيراً لموقع «Nurse.org»: «غالباً ما يرد إليَّ مرضى ذوو بشرة داكنة للإبلاغ عن إصابات، لكنني لا أستطيع رؤية شيء. إنّها مشكلة في حد ذاتها، فإن لم تتمكن من رؤية إصابة، لن تستطيع توثيقها، ولا يمكنك بالتالي من الإدلاء بشهادتك بشأنها». واستطردت: «إذا كان لون بشرتك داكناً، فإن الميلانين الذي يساهم في هذا التصبغ يقع فعلياً فوق مكان وجود الكدمات في طبقات الجلد. لذلك إذا كان لديك الكثير من تصبغ الجلد، فسيكون من الصعب رؤية الكدمة».
وفي عام 2020، قارنت سكافيد الضوء الأبيض بمصدر ضوء بديل لمعرفة أيهما أكثر فعالية في اكتشاف الكدمات، واكتشفت أن مصدر الضوء البديل كان أفضل بـ5 مرات عن الضوء الأبيض في العثور على كدمات على ضحايا ذوي ألوان مختلفة من الجلد.
وتستخدم تقنية «مصدر الضوء البديل» لتسهيل التعرف على الكدمات. وأضافت سكافيد: «ربما شاهدت هذه التقنية تُستخدم في برامج الجريمة على شاشة التلفزيون عندما يسلطون الضوء (على جسد الضحية) بحثاً عن بقع الدم أو أنواع أخرى من الأدلة الكامنة التي لا يمكنك رؤيتها جيداً».
يكتسب البحث الذي أجرته سكافيد أهميته، من حقيقة أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي في المحكمة من دون دراسة تثبت فعاليتها.
الآن، وبعد أن قدمت سكافيد وفريق عملها دليلاً على فعالية تقنية «مصدر الضوء البديل»، فإنهم يعملون على صياغة إرشادات سريرية وتدريب متخصصي الرعاية الصحية على استخدامها.
وأضافت في حديثها: «نأمل أن تكون مصادر الضوء البديلة في المستقبل أكثر سهولة، لتسهّل على الأطباء الشرعيين فهم كيفية استخدامها وكيفية تفسير ما يرونه». واختتمت قائلة: «إن تفسير ما يرونه وتوثيقه أمر جوهري، لأنه إذا أساءت الطبيبة (الطبيب) تفسير ما تراه، أو أخطأت في توثيقه؛ فقد يكون لذلك تأثير كبير على التبعات القانونية والطبية، لذلك نريد التأكد من تدريبهن وتعليمهن كيفية استخدامه بشكل صحيح».
دراسة تؤكد: قصار القامة أكثر غضباً من غيرهم
أكدت دراسة جديدة أن قصار القامة يكونون أكثر غضباً من غيرهم لـ«تعويض نقص الأمتار بأطوالهم».
ووفقاً لصحيفة «تلغراف» البريطانية، فقد قام فريق الدراسة البولندي بالتحقيق في «متلازمة نابليون» أو «متلازمة الرجل القصير»، وهي مشكلة نفسية تنسب إلى قصار القامة، وتزعم معاناتهم من العصبية والغضب المفرط والسلوك العدواني، لتعويض أوجه القصور الجسدية لديهم.
وقالت الدراسة إن هذه المتلازمة، التي سميت على نابليون بونابرت، الذي بلغ طوله 5 أقدام و2 بوصة (1.58 متر) فقط، ترتكز على حقيقة علمية مؤكدة.
وأجرى الفريق مسحاً على 367 شخصاً وبحثوا عن أدلة على السيكوباتية والنرجسية والميكيافيلية، التي تشكل سمات شخصية تُعرف باسم «الثالوث المظلم» وترتبط بسلوك تصادمي كبير وميول شريرة وهجومية.
والنرجسية هي الإعجاب المفرط بالذات، في حين أن السيكوباتية هي اضطراب نفسي يتجلّى في سلوكيات أنوية (تركّز على الأنا والذات) ومعادية للمجتمع، أما المكيافيلية فهي نظرية سياسية طرحها في القرن السادس عشر الفيلسوف الإيطالي نيكولو مكيافيلي تبرّر استخدام الإنسان لكلّ الوسائل الضرورية مهما تجرّدت من المبادئ لتحقيق النتيجة النهائية التي يرجوها.
وكشفت البيانات أن الرجال الأقصر يكونون أكثر عرضة للتصرف بطريقة عدائية تجاه الآخرين، وأنهم غالباً ما يمتلكون سمات الشخصية السيكوباتية أو النرجسية أو الميكيافيلية.
ويفترض فريق الدراسة أنه عندما يشعر الشخص بأنه قصير أو غير مرئي بالشكل الذي يبتغيه، أو بمعنى آخر ليس له هيبة في الشكل والحضور بسبب قصر قامته، فإنه يحاول إظهار نفسه وإثبات حضوره بطرق أخرى.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة مونيكا كوزلوفسكا، الأستاذة في جامعة فروتسواف في بولندا: توفر دراستنا أول تقييم علمي لكيفية ارتباط سمات «الثالوث المظلم» بالطول. وأضافت: «حين يشعر الأشخاص بعدم الرضا عن أطوالهم، يحاولون تعويض ذلك في شخصياتهم عن طريق التعامل مع الغير بعنف وقسوة وعدوانية لتعزيز ثقتهم بأنفسهم».
ونُشرت الدراسة الجديدة في مجلة Personality and Individual Differences.
وسبق أن أشارت مجموعة من الدراسات السابقة إلى أن طول المرء أو قصره يمكن أن يتسبب في جعله أكثر أو أقل عرضة للإصابة ببعض الأمراض.
فقد توصلت دراسة ألمانية أجريت في عام 2019 إلى أن الأشخاص الأقصر قامة يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وفي الوقت نفسه، وجد علماء سويديون في عام 2017 أن الأشخاص طوال القامة أكثر عرضة للإصابة بتجلطات الدم.
وتشير دراسات أخرى إلى أن الأشخاص الأطول قامة أكثر عرضة بقليل للإصابة بالسرطان.