يواجه أكثر من ثلثي مواقع تعشيش طائر البفن في أوروبا الغربية خطر الزوال بسبب الاحترار المناخي، على ما حذّر علماء بريطانيون أطلقوا دليلاً للمساعدة في حماية هذه الطيور البحرية.
وتوصّلت دراسة أجرتها جمعية «زولودجيكل سوسايتي أوف لندن» وجامعة كمبردج، إلى أنّ 68 في المائة من مواقع تعشيش البفن مهددة بالزوال بحلول نهاية القرن؛ بسبب تضاؤل موارد الطيور الغذائية وتسجيل موجات طويلة من العواصف الناجمة عن الاحترار المناخي.
وتواجه الخطر نفسه 80 في المائة من مواقع تكاثر طيور أبو موس، و87 في المائة من مواقع تعشيش طيور الخرشنة القطبية، في حال لم تُتخذ أي إجراءات عاجلة.
وفي مواجهة هذا التهديد، نشر علماء بريطانيون دليلاً مؤلفاً من 274 صفحة لحماية 47 نوعاً من الطيور التي تتكاثر على ساحل المحيط الأطلسي؛ بهدف «إعطاء أمل لمستقبل» هذه الطيور البحرية من خلال تقييم احتياجاتها ووضع تدابير لازمة لحمايتها.
ويضمّ المشروع نتائج أعمال 80 مساهماً، بينهم مدافعون عن البيئة وصنّاع قرار من 15 بلدا أوروبياً، بالإضافة إلى معلومات جُمعت من مجلات علمية بعشر لغات مختلفة، حسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية.
وتظهر مجموعة من الأبحاث، أنّ تشجيع البفن على الانتقال إلى مواقع تعشيش جديدة ممكن من خلال وضع طيور وهمية في هذه المواقع.
وحقق العلماء نتائج ناجحة أكثر مع طيور النورس، من خلال استخدام منصات من صنع البشر.
وقد تكون إجراءات مماثلة «أساسية» لنقل الطيور المهددة بالانقراض إلى أماكن أكثر أماناً، في ظل موجات الحرّ وتضاؤل الموارد الغذائية المتمثلة بالأسماك.
وقال هنري هيكينين، باحث ما بعد الدكتوراه في معهد «زيد إس ال» لعلم الحيوان «من غير المعقول أن ينقرض طائر البفن الأطلسي، أحد أهم الطيور في أوروبا، من شواطئنا بحلول نهاية القرن، إلى جانب أنواع أخرى بارزة من الطيور البحرية».