جنرالُ الهلعِ يَحكُمُ العالَم لكنّ الشعبَ اللبنانيَّ العنيدَ ما زال يكابرُ ويبارزُ أعتى الأوبئة فيتخالطُ ويتجانسُ ويتمشورُ ويرتفعُ عن سطحِ الارضِ علّوَ السماءِ فيسافرُ ويعودُ منَ المَهجر ويَضرِبُ مواعيدَ للحياةِ اليومية توازيهِ دولتُه في الاستهتار، وعلى طريقةِ المصارفِ فإنّ السلطةَ تُقسّطُ الهلعَ على دُفُعات والتدابيرَ على جُرُعاتٍ والإقفالَ على مَهل نحن في حربٍ شرِسة، صواريخُها تُصيبُ الرئةَ مباشرةً، لكنّنا ما زلنا نَحسَبُها مجردَ “قحة وبحة” سُعالٌ عابرٌ للصدور، من دونِ أن نتّخذَ له إجراءاتٍ أكثرَ مِن طارئة وعلى مستوى التعاملِ معَ الكوارث السفرُ ما زال متاحاً ذَهاباً وإياباً، الحدودُ البريةُ والبحريةُ مفتوحة، المستشفياتُ في خوفٍ على الأحياء ومِن الأمواتِ، وأجهزةُ التنفّسِ إلى احتضار وهي أصلاً موجودةٌ باختصار كل ذلك يتطلّبُ مِن الدولةِ والشعب معاً الدخولَ في زمنِ العُزلة، واعلانَ توقفِ حركاتِ الملاحةِ جوًا وبراً وبحرًا، فلبنانُ المُفلسُ لن تتعطّلَ عجَلةُ اقتصادِه ، وديونُه معلقة وله أن يسدّدَها لاحقاً “اذا بقينا طيبين” نعم الاجراءاتُ لم تكن بحجمِ الكارثة، فنحن اليومَ نواجهُ حرباً عدوُّها قاتلٌ بلا رحمة ، هزَمَ دولاً كانت تعتقدُ نفسَها قويةً فكيف ببلدٍ يحيا على فُتاتِ المساعدات ويَشحذُ التبرّعاتِ الدوليةَ ويتسوّلُ على ابوابِ العربِ والغرب كلُّ ما يمكنُنا فعلُه اليوم “أن نبقى في منازلِنا” ونقاتلَ عدوَّنا بالاختباء بالوقاية، لن يمكنَنا أن نرميَ عليه حَجَر فلْنتلزمْ بالحجر والى أن تقرّرَ دولتُنا إجراءاتِ العزلِ الشاملةَ يُمكنُ المواطنيينَ اتخاذُ هذهِ الخُطوةِ بتدبيرٍ شخصيٍ وبمبادراتٍ فردية “وخليك بالبيت” لانّ الحكوماتِ غالبًا ما تأتي قراراتُها متأخرة إن منَ المَقارِّ أوبالمؤتمراتِ الصِّحافيةِ ومع الانتقال من مرحلةِ الاحتواءِ إلى الانتشارِ لم يعدْ ينفعُ سِوى تطبيق “خليك بالبيت” وأُسوةً بالتعليمِ عن بُعد مراسلو الجديد اختبروا العملَ عن بُعد وأَعدوا تقاريرَ مِن صنُعِ ” البيت” لمواجهةِ كائنٍ مِجهرِيٍّ صغيرٍ بمفعولِ حربٍ عالمية ضاهى في انتشارِه سُرعةَ الصوت أوقف دورانَ الكرةِ الأرضية حولَ نفسِها حوّل عواصمَ الدولِ إلى غرفٍ معزولة وجعلَ الحكوماتِ مراكزَ إحصاءٍ للأموات وعدّاداً للمصابين. ووهان بلدُ المنشأ انتصرت على العدوِّ غيرِ المرئيّ وخرَجت إلى الضوء وسجّلتِ اليومَ أدنى نسبةِ إصابةٍ بالفيروس واحتَفلت بالنصرِ في أولِ اتهامٍ مُعلنٍ على لسانِ المتحدّثِ باسمِ الحكومةِ الصينيةِ الذي قال: ربما جلَبَالجيشُ الأميركيُّ الوباءَ إلى مدينةِ ووهان الصينيةِ التي كانت أكثرَ المناطقِ تضرّراً بسببِ التفشّي وتساءلَ المتحدّثُ متى ظهرَ المرَضُ في الولاياتِ المتحدة وما عددُ الذين أصيبوا وما أسماءُ المستشفيات؟ داعياً أميركا الى التحلّي بالشفّافيّة وإعلانِ البيانات. ترامب قرّر محاربةَ كورونا بالقوةِ الكاملة ِللحكومةِ الفدرالية وقال إنّ أميركا أعظمُ دولةٍ في العالم وسوف تُنجزُ خُطةَ كشفِ وعلاجِ وإنشاءِ لَقاحٍ ضِدَّ الفيروس لإنقاذِ الأرواحِ في أميركا والعالم وعلى الموجةِ نفسِها نغّمت إسرائيل وأعلنت إنتاجَ اللَّقاح. جبلٌ على جبلٍ لا يلتقي لكنّ نصاباً على نصابٍ يلتقي بالبيزنس وحساباتِ البيعِ والشراءِ لربحِ ملايينِ الدولارات وقد يكونُ ترامب نفسُه الفأرَ الذي سيخضعُ لاختبارِ اللَّقاحِ بعدَ إعلانِ الرئيسِ البرازيليّ أنّ وزيرَ الاتصالاتِ المصاب َبفيروس كورونا اجتمع بالرئيسِ الأميركيِّ الذي يستعدُّ للعودةِ إلى البيتِ الأبيض على متنِ لَقاحٍ لفيروس ٍمستجدٍ خصوصاً أنه أعلن أنّ أسعارَ النِّفط وصلَت إلى المستوى الذي كان يحلُمُ به.