«سي آي إيه» تحيي طائر «الدودو» المنقرض
شوهد آخر طائر «دودو» حي في جزيرة موريشيوس عام 1662 وسرعان ما انقرض غالبا بسبب الكائنات الحية الأخرى التي جلبها البشر لتغزو الجزيرة. لكن طائر «الدودو» قد يعود إلى الحياة مرة أخرى، وذلك باستخدام جين مستخلص من أقرب أقربائه الأحياء. وتعتزم شركة «Colossal» العاملة بمجال الجينات، استخدام أدوات التعديل الجيني لإعادة الطائر من الموت إلى الحياة.
وفي هذا الصدد، قالت بيث شابيرو، عالمة الوراثة القديمة والمستشارة العلمية لشركة «Colossal Biosciences» التي تتبنى تكنولوجيا لإحياء الحيوانات المنقرضة لمكافحة فقدان التنوع البيولوجي واستعادة النظم البيئية والمناخات التي تدهورت من دونها، إن «طائر الدودو هو مثال رئيسي على الأنواع التي انقرضت لأننا كبشر جعلنا من المستحيل لها البقاء على قيد الحياة في موطنها الأصلي».
وأعلنت الشركة الناشئة التي تتخذ من دالاس مقرا لها منذ عامين عن خطط لإحياء «فيل صوفي» يتحمل البرد يمكنه الحفاظ على الشجيرات والأشجار في القطب الشمالي تحت السيطرة وتخصيب الأعشاب بسمادها، إلى جانب «نمر تسمانيا» الذي جرى الحفاظ عليه من الانقراض، مما ساعد في الحفاظ على النظم البيئية في أستراليا في حالة توازن حتى أوائل القرن العشرين.
وفي هذا الصدد، تلقت جهود إحياء طائر «الدودو»، التي تقودها جمعية «Avian Genomics Group»، أو مجموعة جينات الطيور، التي تأسست حديثا، تمويلا بقيمة 150 مليون دولار أميركي في إطار المرحلة الثانية من التمويل.
آخر طائر «دودو» شوهد في موريشيوس عام 1662 (تريبيون ميديا)
وتهدف الجهود الحالية في مجال الهندسة الوراثية وتقنيات الإنجاب المساعدة إلى العمل مع حكومة موريشيوس على إعادة أحياء الطائر في موطنه السابق.
وبحسب تقديرات بن لام، الرئيس التنفيذي لشركة «Colossal»، فإن أول «طائر دودو» سيولد قبل ولادة عجل الماموث الضخم، المستهدف ولادته في عام 2028 باستخدام رحم اصطناعي.
واختتم بن لام قائلا: «بالنظر إلى مدة فقس البيض الأقصر بكثير والتي تبلغ 30 يوما مقابل 22 شهرا مدة حمل الأفيال، أعتقد أنه من المحتمل جدا أن نرى طائر الدودو قبل أن نرى الماموث» مرة أخرى.
وحصل طائر الدودو على اسمه من الكلمة البرتغالية التي تعني «أحمق»، بعد أن سخر المستعمرون من افتقارها الواضح للخوف من الصيادين البشريين. ويعد أحد أهم أسباب انقراضه هو أنه أصبح فريسة للقطط والكلاب والخنازير التي تم إحضارها مع البحارة الذين يستكشفون المحيط الهندي.
وكانت آخر مشاهدة مؤكدة لطائر الدودو في عام 1662، بعد أن اكتشف البحارة الهولنديون النوع لأول مرة قبل 64 عاماً فقط في عام 1598.
البريطانيون يلجأون إلى المكتبات للتدفئة
يلجأ عدد متزايد من البريطانيين إلى إحدى المكتبات في شرق إنجلترا، للاحتماء فيها من برد الشتاء القارس، إذ يواجهون صعوبات في سداد فواتير الطاقة، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
ويقول مارينا فلين (54 عاماً) الذي يمضي يومه داخل المكتبة إنّ «المكان دافئ لقضاء وقت فيه، نظراً إلى تكلفة الطاقة المرتفعة اليوم». ويضيف: «الجوّ داخل المنزل بارد كما في الخارج هذا الشتاء»، مع تدني درجة الحرارة في إيبسويتش لتلامس 5 درجات، نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي. ويرتاد فلين العاطل عن العمل مكتبة «شانتري»، بصورة منتظمة، منذ عام، للتدفئة والتسلية وتناول وجبات أو الحصول على مستلزمات نظافة تُوَزّع في المكان.
ويقول فلين، وهو يتصفّح أحد الكتب في المكتبة التي تعجّ بأطفال حضروا برفقة آبائهم أو مربياتهم للمشاركة في نشاط موسيقي: «ألجأ إلى بنك الأغذية كثيراً (…) إذ لم يعد بإمكاني شراء الأطعمة».
وبما أنّ المكتبات العامة البريطانية التي تُموّلها مجالس البلدية تلعب دوراً متزايداً في المجتمعات، اضطرت إلى جمع موارد إضافية أو اللجوء إلى متطوّعين، بعدما خفّضت ميزانيتها بصورة كبيرة منذ بدء الأزمة المالية.
وتزامناً مع ارتفاع التضخم وتزايد أسعار الطاقة، أصدرت جمعية «كيليب» الخيرية المتخصصة في إتاحة المكتبات للسكان، توجيهات للجهات الراغبة في إنشاء «نقاط للتدفئة»، كالكنائس وقاعات البلديات مثلاً.
ويوضح مدير «كيليب» التنفيذي، نِك بول، أنّ «هذه الخدمات شائعة جداً»، تحديداً «في المناطق التي تعاني من صعوبات متعددة» ويستفيد منها الفقراء وكبار السن والمدمنون على السواء.
إلا أنّ المكتبات التي تواجه ضغطاً مستمراً لكي توفّر مزيداً من الخدمات تواجه بدورها مشكلة الارتفاع في أسعار الطاقة والكهرباء. ويقول نِك بول آسفاً: «يصعب عليها الاستمرار».
وتموّل حكومة ريشي سوناك المحافظة سقفاً لفواتير الكهرباء والغاز هذا الشتاء، لكن لا يزال يتعين على الأسر والشركات أن تدفع مبالغ أعلى بكثير مما كانت تسدده قبل عام، أي قبل الحرب في أوكرانيا.
وبهدف مساعدة سكان الحي الفقير في إيبسويتش، يوفر مقهى صغير أُقيم في إحدى زوايا المكتبة، خلف أرفف الكتب، مشروبات ساخنة وأطباقاً من الحساء مجاناً، كل يوم أحد.
أخبار ذات صلة
سكان شقق مكشوفة ينتصرون على متحف «تايت» اللندني
انتصر أصحاب شقق ذات واجهات زجاجية يمكن رؤية داخلها بوضوح من منصة مراقبة تابعة لمتحف تايت، الوجهة السياحية الشهيرة في لندن، في معركتهم القضائية ضد المتحف بتهمة انتهاك الخصوصية. وكانت المحكمة العليا قد أيدت مدّعين يملكون خمس شقق تقع في حي سكني راق على بعد بضعة أمتار من متحف الفن المعاصر، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتقدم الصالة الخارجية الواقعة في الطبقة العاشرة من متحف «تايت مودرن» والتي افتُتحت سنة 2016 وتستقطب مئات آلاف الزائرين سنويا، إطلالة بانورامية شاملة على لندن. كما تتيح التمتع بمنظر لا يُحجب لمباني المدعين ذات الواجهات الزجاجية، ما يجعلهم «تحت المراقبة المستمرة (من الزوار) خلال جزء كبير من النهار، طوال أيام الأسبوع»، وفق ما اعتبره القاضي جورج ليغات خلال تلاوته قرار المحكمة. وأضاف القاضي «ليس من الصعب أن نتصور إلى أي درجة يشعر بالاضطهاد كل شخص طبيعي يعيش في مثل هذه الظروف»، مشبّها وضع المدعين بحيوانات «معروضة في حديقة حيوانات».
وشدد ليغات على أن الصالة الخارجية في المتحف تشكل «إزعاجاً» لهؤلاء الأشخاص الذين كانوا يُصوّرون باستمرار من الزوار وتُنشر بعض صورهم على الشبكات الاجتماعية. ولفت القاضي إلى أن هذا الإزعاج «يتخطى كل ما يمكن اعتباره لازما أو نتيجة طبيعية لاستخدام عادي وشائع» لمتحف مثل «تايت مودرن».
وكانت شكاوى المدّعين رُدت مرتين من القضاء قبل هذا الطلب المقدم أمام المحكمة العليا، والذي ستتيح نتيجته لهم الاستمرار في شكواهم التي ستُدرس مجددا بغية تحديد التدابير الرامية للتخلص من هذا الإزعاج. وهم يقترحون على سبيل المثال منع الدخول إلى جزء من الصالة أو وضع عوازل تحجب الرؤية عن شققهم. ولم يرد متحف «تايت مودرن» على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية في هذه القضية. هذه الصالة المذكورة مغلقة حاليا، شأنها في ذلك شأن مساحات أخرى في المتحف لم تفتح أبوابها منذ الإغلاق بسبب جائحة كوفيد – 19.