من يجرؤ على كشف حقيقة ما حصل في ملف الفاخوري؟
دخل البلادَ عَمودياً وغادرها عمودياً على مرأى سلطةٍ سياسيةٍ عسكريةٍ أمنيةٍ أُفقية انبطحت لإملاءات؟ أم خضعت لصفْقةٍ تتقِي شرَّ مزيدٍ منَ العقوبات ما عاد مهماً فالأهمُّ أنها نكأت جراحَ مئاتِ الأسرى وأعادتهم مرةً ثانيةً إلى عَتَمَةِ زنازينِهم إلى المعتقلاتِ التي خاوَت عذاباتِهم إلى أصداءِ الوجعِ والتعذيب تحت أيدي الجلادين. عامر الفاخوري صار بالجو وسيادة لبنان بالأرض طوافةٌ عسكريةُ أميركية عبَرَتِ الأجواءَ اللبنانيةَ عبوراً آمناً من فوقِ البحرِ واجتازت سلامةَ الملاحةِ الجويةِ مِن فوقِ المطارِ ومحيطِه واستقرّت فوق مقرِّ السفارةِ الأميركيةِ في عوكر. لم تكن مهمةُ إنقاذِ الفاخوري بالمُهمةِ المستحيلة ولا استعينَ بالعميلِ جايمس بوند ولا بكوماندوس الوَحَداتِ الخاصةِ لتحريرِه بل تمّت العمليةُ على عينِ المَلَأِ وفي وضَحِ النهار ووُثّقت بالمشاهدِ المصوّرةِ للطوّافةِ وهي تتمايلُ في الأجواءِ اللبنانية لم تَلفَحْها ريح ولا حتى أُصيبت بالعين. على هديرِ الطوافة التي نَقلت الفاخوري من عوكر إلى البرِّ الأميركيّ صَمتٌ رسميٌّ لبنانيُّ رافقَ القضيةَ مِن لحظةِ تجاوزِ العميلِ نِقاطَ التفتيشِ في مطارِ بيروتَ في ايلول الماضي حتّى تخريجِه بريئاً من المحكمةِ العسكرية حيث كان القانونُ مَطيّةً لتغطيةِ الأمرِ السياسيِّ بالإفراجِ عن العميل في يومِ عُطلٍة وفي عَتَمَةِ ليل. ساعاتٌ ويصلُ الفاخوري إلى دارِه العامر وليس أمامَ السلطةِ متّسعٌ منَ الوقتِ ولا التمنّي بطولِ الساعات فالمسرحيةُ انتهت والصفْقةُ الفضيحةُ وقعت ولكنْ مَن سيجرؤُ مِن الرؤساءِ الثلاثةِ على مكاشفةِ الشعبِ المأخوذِ بالكورونا ومصائبِه؟ والمتلهي بالاستحصالِ على ابسطِ مقوِّماتِ الصمودِ في وجهِ تهديداتِ الفيروس القاتل مَن مِن أولياءِ الدم ِالمقاوم؟ وأصحابِ النّخوةِ الوطنيةِ والذين حاكوا الصْفْقةَ وخضعوا لشروطِ الأميركيين وتهديداتِ وفودِهم التي ما انقطعت أن يكونَ على قدْرٍ مِن المسؤوليةِ الوطنية ويقول هكذا أُفرج عن العميل وهذه بنودُ الصفْقة. في زمنِ الكورونا الأزْمةُ الوحيدةُ التي على الرؤساءِ الثلاثةِ أن يتعاطَوها بلا كفوفٍ هي أزْمةُ تحريرِ كبيرِ العملاء ومعهم حِزبُ الله الذي وضع كمّامةً على موقفِه واستَخدمَ كلَّ الوسائلِ لتطهيرِ نفسِه واستفاقَ بعدَ سَكرةٍ لاستعجالِ قانونٍ في مجلسِ النواب يحدُّ من مفعولِ سقوطِ التُهمةِ بعد عشَرةِ أعوام وحيث لم تعد تفيدُ الإدانة حمّلت كتلةُ الوفاءِ للمقاومة جناحَها القضائيَّ في المحكمةِ العسكريةِ المسؤولية وقالت للقضاةِ المؤتمرين سياسياً كان الأولى بهم والأشرفُ لهم أن يستقيلوا بدلاً مِن أن يفعلوا ما فعلوه وعلى السلطةِ المعنيةِ إحالتُهم اليومَ إلى المحاسبة. بعضُهم قال يوماً إن الضعيف يلجأ إلى القضاء فعن أي سلطة معنية تحدث حزب المقاومة؟ وهل من سلطة ملكت الجرأة لتقف بوجه الطلب الأميركي؟ فانصاعت وخضعت للإملاء والشروط. كلكم متورطون بالأصالة أم بالوكالة وكلكم مطالبون بقول الحقيقة قبل أن تفضحكم الإدارة الأميركية. فالسيناتور جين شاهين كانت أول من أعلنت أن عامر الفاخوري أطلق سراحه وهو في طريقه إلى الولايات المتحدة والرئيس الأميركي دونالد ترامب شكر الحكومة اللبنانية على تعاونها بشأن إطلاق سراح الرهينة بحب قوله عامر الفاخوري ومثله فعل وزير الخارجية مايك بومبيو. وترامب ذهب إلى أبعد من شكر الحكومة إذا تحدث عن تواصل مع سوريا لإطلاق سراح سجين أميركي في إيران ومن مجانينهم خذوا أسرارهم سجين مقابل عميل مقابل أمور أخرى سيكشفها المقبل من الأيام لصفقة جرت راس براس وبلا وسيط أين منها صفقةُ تبادل الأسرى بوساطة ألمانية والتي رفعت رأس لبنان قبل أن نكسر مع الأميركي هذا الرأس.