السبت – 20 رجب 1444 هـ – 11 فبراير 2023 مـ – رقم العدد16146
زلزال تركيا وسوريا: أهم التطورات في اليوم السادس من الكارثة
تجدد الأمل في العثور على أحياء بعد إنقاذ ثلاثة أشخاص من تحت أنقاض مبنى في مدينة جبلة السورية، بعد حوالي 110 ساعات من الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة يوم الاثنين.
وتمكنت فرق الإنقاذ في تركيا خلال الـ24 ساعة الأخيرة من إخراج 67 شخصا حيا من تحت الأنقاض، وبلغ عدد المصابين حتى الآن في تركيا 80 ألف مصاب يتلقون العلاج في المشافي، وأجلي 190 ألف مواطن إلى خارج المدن المنكوبة، ويعيش الآن مليون و50 ألفا من متضرري الزلزال في مراكز إيواء مؤقتة تم إنشاؤها في مناطق الزلزال.
والعثور في ولاية قهرمان مرعش التركية على سيدة بعد مرور 122 ساعة على بقائها تحت أنقاض مبنى مدمر أعاد الأمل في العثور على المزيد من الأحياء.
وتتواصل جهود الإنقاذ وسط انتقادات متزايدة للطريقة التي تعاملت بها الأمم المتحدة في سوريا والدعوات إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل.
ووافقت الحكومة السورية بحسب الإعلام المحلي على إيصال المساعدات الإنسانية عبر الخطوط الأمامية لمناطق المعارضة، مضيفة أن المساعدات ستصل لمن يحتاجونها بمساعدة الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي.
وفي محاولة لتسريع تسليم المساعدات إلى شمال غرب سوريا، خففت الولايات المتحدة مؤقتا العقوبات إذ لم تصل بسببها أي مساعدات إنسانية تقريبًا إلى البلاد رغم مقتل الآلاف في زلزال هذا الأسبوع.
وفي تركيا قالت السلطة البحرية إن العمليات في منطقة ميناء الإسكندرونة قد استؤنفت بعد التمكن من إخماد الحرائق التي تسبب بها الزلزال.
وتقول تقارير إعلامية أن عدد القتلى في سوريا وصل إلى 3550 وأكثر من خمسة آلاف مصاب.
أما في تركيا فقد تجاوز العدد ماكان متوقعا بكثير إذ بلغ أكثر من 20 ألف.
ولاتزال الهزات الارتدادية تعيق جهود الإنقاذ.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت 11 فبراير/شباط 2023، أن عدد قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا ارتفع إلى 21 ألفاً و43 قتيلاً، كما وصل عدد المصابين إلى 80 ألفاً و97 مصاباً، وذلك خلال جولة قام بها في المناطق المنكوبة بديار بكر، موجهاً في الوقت ذاته الشكر لجميع الدول الصديقة على تقديم المساعدات والإغاثة للمتضررين من الزلزال.
جاءت تصريحات الرئيس التركي في وقت تتضاءل فيه الآمال في العثور على ناجين، وذلك بعد مرور 5 أيام على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا، وشمالي سوريا.
كما أكد أردوغان أن عملية الإنقاذ والبحث انتهت في بعض المدن والمناطق المتضررة، لافتاً إلى أن 160 ألف عامل في البحث والإنقاذ من داخل تركيا وخارجها يواصلون العمل بالليل والنهار.
بدء عمليات بناء المنازل المؤقتة
في الوقت ذاته، قال الرئيس التركي إن “بعض الأحزاب والقوى السياسية للأسف تصيد في المياه العكرة، ولا تتحلى بروح الوحدة”، موجهاً الشكر لجميع الدول الشقيقة والصديقة على ما قدمته من دعم ومساندة.
وتابع أردوغان: “لن نترك أي مواطن تحت الأنقاض، وجميع الولايات التي ضربها الزلزال بدأت فيها عمليات بناء المنازل المؤقتة، ونعِد شعبنا بإنجاز عملية إعادة الإعمار في غضون عام”.
كما أعلن الرئيس أردوغان تأجيل العديد من الإجراءات لبعض الأشهر، من بينها الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية، مشيراً إلى أن جميع الوحدات السكنية الطلابية ستكون في خدمة المواطنين، والتعليم سيكون عن بعد حتى الصيف القادم.
أردوغان يتوعد مرتكبي جرائم السلب
وواصل أردوغان حديثه: “شعبنا معروف بقدرته على تجاوز أصعب الظروف، وحتماً سنتجاوز هذه المأساة، لكن هناك بعض ضعاف النفوس استغلوا الكارثة في النهب والسلب وخطف البشر، ولهذا أعلنّا حالة الطوارئ، وستتم محاسبتهم”.
ولفت أردوغان إلى أن الزلزال الذي ضرب بلاده تسبب في دمار على مساحة 500 كيلومتر، وشعروا به على مساحة ألف كيلومتر.
ووصف الرئيس التركي الزلزال الذي ضرب المناطق الجنوبية من تركيا بأنه أقوى وأكثر تدميراً بثلاثة أضعاف من زلزال عام 1999 المحفور في ذاكرة البلاد.
والجمعة، أقر أردوغان بوجود بعض الإخفاقات في بداية الكارثة، إلا أنه أكد أن الوزراء والمسؤولين كانوا على الأرض منذ اللحظة الأولى.
وكشف أردوغان أن الحكومة تعد برنامجاً شاملاً، سيضمن نهوض البلاد من جديد، لا سيما المنطقة المتضررة من الزلزال، كما وجّه الأوامر إلى الخطوط الجوية التركية لنقل المسافرين من وإلى مناطق الزلزال “مجاناً”.
كما وعد أردوغان بضمان انتقال المواطنين الذين لا يريدون البقاء في الخيام إلى منازل، وستتكفل الدولة بدفع إيجار السكن لهم لمدة سنة كاملة.
ويصنَّف الزلزال حالياً في المرتبة السابعة بين أكثر الكوارث الطبيعية فتكاً هذا القرن، متجاوزاً زلزال وتسونامي اليابان عام 2011، ومقترباً من إجمالي ضحايا زلزال وقع في إيران المجاورة في 2003، وأودى بحياة 31 ألف شخص.