انتَقلت جيوشُ العالم من الجَبَهات إلى الشوارع.. فالعسكرُ أخلّى ثُكُناتِ الكرة الأرضية ليَسْرحَ شرطياً في طُرُقاتٍ يَطرُقُ الموتُ أبوابَها أَقفلت أسلحةُ الدمارِ الشامل مُفاعلاتِها.. وأَعطت مجدَها المُحرّم لجنرالٍ أكثرَ فتكاً يُدعى كورونا المستجِد.. وهو في نسيجِه الخَفي: كورونا المُستبِدّ. ومعَ سباقِ الفايروس إلى التسلُّح بالأرواح.. كانت بورصةُ الدول على خريطةِ العالم تَستنجِدُ بالتِنين الصيني لحمايتِها من هذا السفّاح ظَلّت الصين متصدرةً الرقْم واحد في عدّادِ الإصابات لكنَ كُلاً من إيطاليا والولاياتِ المتحدة وإسبانيا تنافستْ على المركزِ الثاني وبَدَت أوروبا هذه المرة قارةً عجوز مُنهكة تَلفِظُ أنفاسَها ولا تَجِدُ يداً تَمتدُّ إليها سِوى جمهوريةِ الصين الأكثرَ شعبيةً بين الدول فأميركا لا تُفكّرُ إلا بلَقاحٍ لشعبِها.. وهي عندما وَجدتْه في ألمانيا سَعت لقرصنتِه حصرياً لها.. وعندما لاحت بوادرُ لَقاحاتٍ من فرنسا تَحوّلَ الرئيس دونالد ترامب إلى طبيبٍ مُختصّ في التهاباتِ الرِئة.. يُنظّرُ في العِلمِ والاختراعات ويُحوّلُها إلى صُندوقِه الانتخابي.
لا عزاءَ لأوروبا اليوم سِوى الصناعةِ الصينية فالبلادُ البعيدة التي مَدّتْ طريقَ حريرٍ اقتصادي سَيّرتِ اليوم طريقَ الحرير الصِحي وأَطلقت الرحلةَ الأولى لقطارِ شحنٍ يَحمِلُ مساعداتٍ ويتّجهُ إلى أوروبا.
هو تغييرٌ جيوسياسي عميق سيُصبحُ فيه التِنين تِنيناً حقيقياً يَبتلعُ دورَ أميركا كصديقٍ وهمي للدول فترامب سيَحسِبُ كلَ خُطوة ٍ مَرَضية من الآن وصاعداً خُطوةً انتخابية.. من انخفاضِ سعرِ البترول إلى سَرِقة البراءات الطِبية في الكشفِ عن اللَقاح.. وآخِرُ ما سيُفكِّرُ فيه هو أرواحُ الناس لكنْ كلُ براءاتِ الاختراع في العالم ما زالت في طَوْرِ التجرِبة وقد لجأَ الطِبُ في كثيرٍ من المختبراتِ العالمية وبينَها فرنسا إلى العلاجِ المُستخدم في مرض الملاريا وتطويرِه
ولمّا بدأَ لبنان في استخدامِ هذه العلاجات نبّهت وِزارةُ الصِحة في بيانٍ تحذيري إلى أنّه على الرَغمِ منَ النتائجِ المشجّعة عالمياً للدواء في علاجِ المرضى المصابين بفيروس كورونا تَبقَى للدواء مفاعيلُ طِبيةٌ ضارّة عندَ الاستخدام غيرِ المراقَبِ طِبياً