القهوة أثناء ترشيحها في مقهى في ملبورن (أ.ف.ب)
يستهلك العالم نحو ملياري فنجان من القهوة يوميا، لكن ماذا يحدث بعد أول رشفة؟ إليك كل ما تحتاج إلى معرفته، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
يذكر أن «القهوة»، أو «عصير الطاقة»، أو «الذهب المسال»، جميعها أسماء تعكس تأثيراً نفسياً. في الماضي، كانت القهوة تستخدم كوسيلة للمساعدة على التركيز، لكنها أصبحت اليوم أكثر المشروبات انتشارا على كوكب الأرض، إذ نحتسي نحو ملياري كوب كل يوم.
وتعتبر القهوة من أكثر المشروبات قيمة، ومن ضمن الخلطات المرغوبة نوع يطلق عليه «العاج الأسود»، الذي ينتج من خلال إطعام الأفيال ثمار البن العربي، ثم استخلاص القهوة من فضلاتها، ليباع البن المستخلص بسعر يتخطى ألفي دولار للكيلوغرام الواحد.
وتجذب مسابقات صنع القهوة آلاف المشاهدين، لكن ماذا تفعل القهوة في أجسادنا؟ قد يكون كل ما تعرفه أن الكافيين يساعد على بقائك يقظا، ويقض مضجعك إن حاولت النوم، ويساعد على تحسين الأداء الرياضي، لكن هل تعلم الكمية التي يمكن احتساؤها بأمان؟ فبالنظر إلى أن قهوة «أميركانو» المعروفة تحتوي على أكثر من مائة مكون بيولوجي آخر غير الكافيين، دعنا نسأل: ماذا تعلم عن ذلك المخدر الذي تتناوله مرتين أو ثلاث مرات كل يوم؟ ماذا يحدث داخل جسمك عندما تحتسي «إسبرسو دابل» في الصباح؟
قد تبدأ التأثيرات قبل أول رشفة، فمجرد استنشاق رائحة القهوة يمكن أن تتحسن الذاكرة وتتحفز حالة اليقظة، بحسب دراسة أجريت عام 2019 على 80 متطوعاً تراوحت أعمارهم بين 18 و22 عاما.
واكتشفت دراسة أخرى أجريت عام 2018 أن المتطوعين أظهروا أداء أفضل في اختبارات التفكير التحليلي بعد احتساء قدح من القهوة الجيدة. غير أن آخرين أفادوا في دراسة جرت عام 2018 بأن التأثير ربما كان وهمياً بسبب عنصر التوقع المسبق لتحسن الأداء، الذي ربما كان مسؤولاً جزئياً عن تحسن الأداء.
ويعزو باحثون تأثيرات القهوة بعد احتسائها بفترة وجيزة للأسباب سالفة الذكر، فبينما وجدت دراسة أجريت عام 2008 أن آثار فنجان القهوة يمكن أن تحدث بعد عشر دقائق فقط من احتسائه، فإن ذروة تركيز الكافيين في الدم تحدث بعد 45 دقيقة.
ويمكن للكافيين أن يخدع خلاياك العصبية بأن يرتبط بها ويتأقلم معها، مما يمنع «الأدينوسين» من القيام بعمله. يعزز هذا الأمر حالة اليقظة، بينما يسمح أيضاً للناقلات العصبية المحفزة للدماغ (مثل الدوبامين) بالعمل بنشاط ظاهر. قد يكون ذلك معززاً لمزاج كثير من الناس، إلا أنه من الممكن أن يؤدي أيضاً إلى الإصابة بالقلق بعد الجرعات العالية، ففي حين يتكيف جسمك مع تأثيرات الكافيين بعد فترة زمنية معينة، يمكن أن يكون لدى أشخاص آخرين استجابات متباينة لنفس الكمية من الكافيين.