قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن الولايات المتحدة أصبحت تناشد حلفاءها لمساعدتها في الحصول على اللوازم الطبية للتغلب على النقص الحاد الذي تشهده في معركتها ضد فيروس كورونا.
يأتي هذا بعد أن قال ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، أمس الثلاثاء 24 مارس/آذار 2020، إنه: “لا يجب أن نعتمد على دولة أجنبية للحصول على وسائل نجاتنا. أمريكا لن تتوسل يوماً لأحد”.
هذا ما يحدث خلف الكواليس
إلا أن إدارته تواصلت خلف الكواليس مع حلفائها في أوروبا وآسيا لتأمين مستلزمات أدوات الفحص والمعدات الطبية الأخرى التي تشهد الولايات المتحدة نقصاً كبيراً فيها.
فيما اتصل ترامب، الثلاثاء 24 مارس/آذار 2020، بنظيره الكوري الجنوبي، مون جاي إن، سائلاً إياه عن قدرة بلاده على تزويد الولايات المتحدة بالمعدات الطبية.
أما البيت الأبيض فلم يشر إلى هذا الطلب، ولكن وفقاً لرئاسة كوريا الجنوبية، البيت الأزرق، أجريت هذه المكالمة بـ”طلب عاجل” من ترامب.
واشنطن تبحث عن الدعم في أزمة كورونا
يُشار إلى أن ترامب أشاد ببرنامج الفحوص الكوري الجنوبي، الذي ساعد في احتواء تفشي المرض هناك. وقال مون لترامب إنه سيدعم صادرات كوريا الجنوبية من الإمدادات الحيوية إلى الولايات المتحدة “إذا توفر فائض محلي”.
فيما أوردت مجلة Foreign Policy أن دبلوماسياً من الدرجة الثالثة في وزارة الخارجية، ويدعى ديفيد هيل، طلب قائمة بالدول التي قد تكون قادرة على بيع “المستلزمات والمعدات الطبية المهمة” إلى الولايات المتحدة.
وجاء في رسالة بريد إلكتروني مرسلة إلى سفارات في أوروبا وأوراسيا: “تبعاً للاحتياجات الملحة، يمكن للولايات المتحدة أن تسعى لشراء العديد من هذه المواد بمئات الملايين وشراء المعدات الأعلى مستوى مثل أجهزة التنفس الصناعي بمئات الآلاف”.
كما أكدت رسالة البريد الإلكتروني أن الطلب مقدم إلى الدول التي تضم السفارات الأمريكية “ما عدا موسكو”.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة زادت من فحوص تشخيص المرض بعد بدايتها البطيئة في الاستجابة له وتفاخر ترامب يوم الثلاثاء بأن البلاد أجرت عدداً من الاختبارات في ثمانية أيام أكبر مما نجحت كوريا الجنوبية في إجرائه في ثمانية أسابيع.
نقص المعدات الصحية بسبب كورونا
وثمة نقص في بعض المكونات المهمة للفحص التشخيصي على مستوى العالم، ومنها الكواشف اللازمة لتحديد وجود فيروس كوفيد-19، والمسحات الأنفية المستخدمة لأخذ العينات.
وسيحدّ هذا النقص من قدرة الولايات المتحدة على إجراء فحوصات جماعية على المدى القريب، فيما يحث الخبراء الطبيون التابعون للإدارة على أن تقتصر الاختبارات على المرضى الذين أُدخلوا بالفعل إلى المستشفى.
وفي 18 مارس/آذار، أفاد موقع Defense One الإخباري العسكري بأن القوات الجوية الأمريكية نقلت سراً نصف مليون مسحة أنفية من إيطاليا إلى ممفيس، حيث وُزعت في أرجاء البلاد.
ويُذكر أن طلب الولايات المتحدة المساعدة من حلفائها يأتي في الوقت الذي توترت فيه العلاقات بينها وبين العديد منهم. إذ كان ترامب يطالب كوريا الجنوبية بدفع المزيد من الأموال، ما يصل إلى 5 مليارات دولار سنوياً وفقاً لما أوردته التقارير، لتغطية تكاليف القوات الأمريكية في أراضيها وهدد الجيش الأمريكي بتسريح آلاف الموظفين الكوريين إذا لم توافق سيول على الاتفاق.