تداول ناشطون على منصة تويتر فيديو لطيور تهاجم مُسنّةً إسبانية كانت ذاهبة للتسوق وكادت تمنعها من السير بينما تبحث عن طعام لم تعد تجده منذ أوقف فيروس كورونا الحياة.
ناشرو الفيديو أشاروا إلى أنه التقط من نافدة منزل في مدينة بينيدورم، جنوب شرقي إسبانيا. وبدا الشارع خالياً تماماً بسبب حظر للتجوال.
الطيور اعتادت أن تحصل على طعامها من السائحين والسكان ومن باب المطاعم والمحال التجارية، لكن ذلك لم يعد متاحاً، فقد توقفت الحياة وجاعت الطيور.
إسبانيا في اليوم الحادي عشر من إغلاق مدته 15 يوماً، ومن المتوقع مدّه إلى 30 يوماً. وأغلقت المدارس والحانات والمطاعم وأغلب المتاجر ومنعت التجمعات الاجتماعية وبقي الناس في منازلهم.
وقال فيرناندو سايمون، رئيس الطوارئ الصحية، في مؤتمر صحفي: “حققنا خفضاً شبه كامل للاتصال الاجتماعي”، وأضاف أن إسبانيا أوشكت على الوصول لذروة التفشي.
بالعودة إلى أسباب إغلاق السلطات للحياة في إسبانيا نجد أن عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد في هذا البلد الأوروبي قفز بمعدل 738 حالة في يوم الأربعاء، ليتجاوز عدد الوفيات بسبب المرض في الصين التي ظهر بها الفيروس لأول مرة في الوقت الذي تبذل فيه سلطات البلد جهوداً مضنية للتعامل مع ارتفاع حالات الإصابة.
إجمالي عدد الوفيات في إسبانيا بلغ 3434 حالة حتى الأربعاء لتأتي في المرتبة الثانية في عدد الوفيات على مستوى العالم بعد إيطاليا، حيث قتل المرض 6820 شخصاً وحوّل مدينة مدريد إلى مشرحة وأدى إلى وفاة العشرات في دور الرعاية على مستوى البلاد.
شكوى ضد الحكومة
العاملون بالقطاع الطبي في إسبانيا الذين أصيب آلاف منهم بالمرض رفعوا دعاوى قضائية على الحكومة، شاكين من نقص أدوات الوقاية الأساسية مثل الكمامات والقفازات.
يقول ميجيل فيلارويا، قائد القوات المسلحة، إن الجيش الإسباني طلب من حلف شمال الأطلسي أجهزة تنفس وأدوات حماية وأجهزة فحص.
وزاد عدد حالات الإصابة بمقدار الخُمس الأبعاء ليصل إلى 47610 حالات. وفي مدريد بدأت السلطات في إجراء فحوص جماعية على فيروس كورونا في أرض المعارض بساحة عامة.
إلى جانب الأثر الصحي المدمر وجّه الإغلاق صفعة قوية للاقتصاد الإسباني، فجرى تسريح عشرات الآلاف من العمال والموظفين مؤقتاً، في حين توقفت قطاعات كاملة مثل السكك الحديدية والسفر والسياحة والصناعات التحويلية.
البنك المركزي قال الأربعاء إن الاقتصاد تعرض لتعطيل كبير منذ الأول من مارس/آذار، وشهد انكماشاً حاداً في إنفاق المستهلكين.
ودعا زعماء 9 من دول الاتحاد الأوروبي منها إسبانيا وفرنسا وإيطاليا الاتحاد، الأربعاء، للموافقة على “أداة دين مشتركة” لجمع المال لدعم القطاع الصحي في مكافحة فيروس كورونا، فضلاً عن دعم الاقتصاد بشكل عام.