صدر حديثاً عن «دار المدى للنشر» تحقيق جديد لـ«ألف ليلة وليلة» للدكتور محسن مهدي. وحسب الدار، فإن المفاجأة أن «ألف ليلة وليلة» ليست كذلك حقيقة، وأن النساخ والوراقين هم من أوصلوها إلى هذا الرقم الذي اشتهرت به.
وقام الباحث منذ سنوات بتحقيق الكتاب وصولاً إلى تحقيق الحكايات الحقيقية التي وجدت في الكتاب من دون إضافات النساخ والوراقين. وأبرز طبعات الكتاب تتحدد بطبعة بولاق، والطبعة الشعبية المغربية، ونسخة الأب صالحاني الصادرة عن المطبعة الكاثوليكية، ونسخة رشدي صالح – طبعة دار الشعب في بيروت، ونسخة برسلاو التي حقق أقساماً منها عبد الصاحب العقابي، ونشرها منجمة في مجلة «التراث الشعبي» العراقية في ثمانينات القرن العشرين.
الباحث حقق الليالي تحقيقاً علمياً معتمداً في ذلك على النسخة الخطية الأقدم (وهي نسخة المكتبة الوطنية في باريس)، وعلى نسختين أخريين هما نسخة المكتبة الرسولية في الفاتيكان، ونسخة مكتبة جون رايلندرز في مانشستر.
ووضع المحقق مقدمة ضافية تولت مناقشة النقاط التالية: نقد النسخ القديمة المطبوعة من الكتاب، وهي طبعة كلكتا الأولى، وطبعة برسلاو، وطبعة بولاق الأولى، وطبعة كلكتا الثانية، وتحقيق الكاتب، ونسخ الكتاب الخطية وشجرتها (الأمهات القديمة والأم والدستور، والفرع الشامي، والفرع المصري)، ولغة الكتاب: من حيث خصائصها العامة، والإملاء والترقيم. وتوصل الباحث إلى وجود نسخ خطية رئيسة للكتاب، تربطها شجرة من فرعين رئيسيين هما الفرع المصري، وفروع الأسرة الشامية ورواياتها. ويشير في تحقيقه إلى وجود نسخة «أم» لكل النسخ لم تعد في اليد الآن، وأن النسخة الدستور قد نقلت من النسخة الأم، أو من نسخة نسخت عليها، مؤكداً على أن النسخة الأم أُلفت في عصر دولة المماليك التي كانت تضم مصر والشام، وأن تأليفها لم يسبق النصف الثاني من القرن السابع للهجرة (النصف الثاني من القرن 13 الميلادي)، وهذا التحديد مرتبط بالنقطة التالية، ويسبق النسخة الأم نسخة الأم القديمة التي ألفت في القرن الثالث الهجري، وضاعت بين رواة القصص والمصادر الأدبية المتعددة.
ووجد محسن مهدي، أن هذا الكتاب لم يصل إلى 1001 ليلة في نسخته الأساسية، بل إلى 300 ليلة وحكاية تقريباً، عدا الحكاية الإطار، وأن النساخ وأصحاب دكاكين الوراقة أضافوا الليالي الباقيات كسباً لأجر من سائح، أو من هاوٍ.