-
-
الولايات المتحدة تزود أستراليا بغواصات نووية تصدياً لنفوذ الصين
الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا تتفق على تشكيل أسطول من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية لمواجهة نفوذ الصين المتزايد في المنطقة.
الصين وروسيا تشجبان اتفاقية الغواصات النووية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا
شجبت الصين وروسيا اتفاقية دفاعية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا سيتم بمقتضاها تزويد أستراليا بغواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الدول الثلاث تنتهج مسارا “خاطئا وخطيرا”، ووصفت الصفقة بأنها انتهاك لأهداف معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية الدولية. من جانبها قالت روسيا إن اتفاق الغواصات سيؤدي إلى مواجهة تستمر لسنوات في آسيا.
وبموجب الاتفاقية التي أبرمت أمس الاثنين وتعرف باسم تحالف أوكوس ستتشارك الولايات المتحدة وبريطانيا مع أستراليا تكنولوجيا الغواصات النووية المتقدمة.
وسيتم في البداية تزويد أستراليا بثلاث غواصات أمريكية الصنع على أن يتم في مرحلة لاحقة تصميم وبناء نموذج جديد من الغواصة – من طراز أوكوس في بريطانيا وأستراليا.
رغم تدخل إدارة جو بايدن بخطة إنقاذ عاجلة بعد إفلاس بنك وادي السيليكون وبنك آخر، انتشرت عدوى الأزمة لتصيب الأسواق العربية، وكانت البورصة المصرية الأكثر تأثراً، فماذا يحدث؟
كانت الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن قد تدخلت لضمان أموال المودعين في بنك وادي السيليكون بعد إفلاسه، بينما أعلن بنك أمريكي آخر الإفلاس أيضاً، خوفاً من “تأثير الدومينو” وتكرار الأزمة المالية عام 2008، والتي بدأت بطريقة مشابهة أيضاً من أمريكا.
فبعد مطلع أسبوع حافل بالأحداث التي أثارت الذعر في القطاع المصرفي في أمريكا وحول العالم أيضاً، قالت الجهات التنظيمية الأمريكية إن عملاء البنك المفلس سيتمكنون من الوصول إلى ودائعهم بدءاً من الإثنين 13 مارس/آذار، كما أنشأت الجهات التنظيمية منشأة جديدة حتى يمكن للمصارف الحصول على تمويلات الطوارئ. واتخذ مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) قراراً للتيسير على البنوك للاقتراض منه في حالات الطوارئ.
التأثير السلبي في الشرق الأوسط
لكن يبدو أن الخطوات التي أعلنت عنها إدارة بايدن لم تجد صدى إيجابياً في الشرق الأوسط؛ حيث أغلقت معظم أسواق الأسهم في منطقة الخليج، الإثنين 13 مارس/آذار، على انخفاض مواصلة خسائرها من الجلسة السابقة على خلفية انهيار بنك سيليكون فالي (وادي السيليكون)، الذي أثار مخاوف من حدوث أزمة مالية جديدة.
قال فادي رياض، كبير محللي السوق لدى كابيكس دوت كوم، لرويترز إن الإخفاقات التي يشهدها القطاع المصرفي الأمريكي لا تزال تؤثر على أسواق الأسهم الخليجية وزادت من حالة عدم اليقين حول السياسة النقدية الأمريكية.
إذ لا تزال أسواق الأسهم مضطربة على الرغم من هذه الجهود، فقد تراجع المؤشر السعودي 0.8% متأثرا بانخفاض سهم مصرف الراجحي 1.5% وتراجع سهم شركة رتال للتطوير العمراني 0.8%. وتراجعت جميع أسهم البنوك في السعودية، بما في ذلك البنك العربي الوطني الذي انخفض 5.9%.
وأغلق مؤشر دبي على انخفاض 0.9% مع تراجع سهم إعمار العقارية 2.9%. كما انخفض مؤشر أبوظبي 1.6%.
وانخفضت أسعار النفط، وهو محفز رئيسي للأسواق المالية الخليجية، أربعة دولارات متأثرة بانهيار بنك سيليكون فالي لكن تعافي الطلب الصيني قدم بعض الدعم. وانخفض المؤشر القطري 1.5%.
لكن التأثير السلبي الأكبر ظهر مباشرة خارج منطقة الخليج؛ إذ انخفض مؤشر الأسهم القيادية المصري 3.1% متأثراً بانخفاض سهم البنك التجاري الدولي، أكبر مقرض في البلاد، 3.9%.
وكانت البورصة المصرية قد أغلقت الأحد أيضاً على انخفاض بأكثر من 3%، وذلك على خلفية هبوط الأسهم العالمية يوم الجمعة بسبب مخاوف من انتقال العدوى في أعقاب انهيار بنك سيليكون فالي (إس.في.بي).
فقد تراجع المؤشر المصري للأسهم القيادية 3.1%، مع وجود 28 من أصل 31 سهماً على المؤشر في المنطقة الحمراء، بما في ذلك سهم البنك التجاري الدولي الذي انخفض 1.8%.
لا تمثل هذه الانخفاضات تأثيراً حصرياً للمنطقة العربية بطبيعة الحال، فقد هبطت أسهم أغلب البنوك حول العالم، ويبدو أن تطمينات الرئيس الأمريكي بايدن، التي أكد خلالها أن النظام المالي في الولايات المتحدة “آمن”، لم تفلح بعد في تهدئة الأعصاب المتوترة بشدة.
وتعهد بايدن باتخاذ “كل ما يلزم” لحماية النظام المصرفي، لكن هناك مخاوف حيال إمكانية انهيار مقرضين آخرين متأثرين بتبعات انهيار بنكي وادي السيليكون وسيجنتشر، مما أدى إلى هبوط حاد في أسهم بعض البنوك على مستوى العالم.
إذ تراجعت، الإثنين، أسهم بنك سانتاندر الإسباني وكوميرسبانك الألماني بحوالي 10% دفعة واحدة. كما عانى عدد من البنوك الأمريكية الأصغر حجماً من خسائر أكبر من بنوك أوروبية، رغم تأكيد جميع البنوك لعملائها على أن لديها سيولة أكثر من اللازم توفر لها الحماية من الصدمات.
لماذا البورصة المصرية الأكثر تأثراً؟
تحدث خبراء اقتصاد ومحللون مصرفيون إلى وسائل الإعلام المحلية عن أسباب ظهور التأثير السلبي الأكبر لأزمة البنوك الأمريكية مباشرة في أسواق الشرق الأوسط عموماً، والبورصة المصرية خصوصاً وبنسبة مقلقة.
هشام عبد الغفار، خبير ريادة الأعمال، رصد أسباب حالة الذعر التي أصابت أصحاب الشركات الناشئة، قائلاً إن بنك سيليكون فالي يمثل حاضنة أساسية لكافة الشركات الصغيرة والمتوسطة؛ حيث يملك البنك أسهم بقيمة تقارب الـ 220 مليار دولار.
وفي هذا السياق، يعتبر ما حدث من انهيار البنك جرس إنذار لسوق التمويل عموماً، وهناك شركات مصرية ليست بالقليلة تتعامل بشكل مباشر أو من خلال شركاء مع بنك سيليكون فالي؛ لذا الكارثة التي وقعت في وادي السيليكون سيصل مداها إلى القاهرة، بحسب عبد الغفار.
“الشركات الناشئة في مصر ستواجه الأزمة كاملة، حيث في حال لم تتمكن الشركات الناشئة المصرية من استرداد ودائعها سيكون هناك أزمات متتالية من شأنها أن تدفع البعض لإغلاق أبوابه أو عدم الإلتزام بدفع رواتب الموظفين”، كما قال خبير ريادة الأعمال لصحيفة المصري اليوم المحلية.
وهناك أيضاً الخوف من تفاقم أزمة البنوك وهو ما يمثل عنصراً إضافياً من عناصر الهلع، فالسوق المصري متأثر أيضاً بالمخاوف من تفاقم الأزمة وبالتالي هناك عمليات هبوط جماعي مخيف في كافة أسواق المال، بحسب المهندس محمد سعد، المحلل المالي.
“من وجهة نظري أن تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة والتي تبناها الفيدرالي على مدار سنة 2022 بحزم كان لها دور، وأعتقد أنه سيستمر دورها في التعاظم خلال الشهور القادمة مع ازدياد احتمالات حدوث ركود كبير في الاقتصاد الأمريكي، وانهيارات البنوك ليست إلا واحداً من نتائج التحول في الاقتصاد الأمريكي خلال سنة 2023 بداية من الربع الثاني”، كما قال سعد.
وحقيقة الأمر هنا هي أن جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، عبرت عن هذا الذعر الذي ينتاب الأسواق حول العالم، بالقول إنه رغم قدرة البنك الفيدرالي الأمريكي على تخطي الأزمة، إلا أنها في الوقت ذاته تثير الكثير من المخاوف لدى الجميع.
الأوضاع الخانقة التي يعاني منها الاقتصاد المصري حالياً تمثل عاملاً آخر من عوامل تفاقم تأثير أزمة البنوك الأمريكية على الأسواق والبنوك المصرية. فالارتباط بين الدولار الأمريكي والجنيه المصري يؤثر بشكل مباشر على أسعار جميع السلع في البلاد، وبالتالي فإن متابعة الدولار وأسعار الفائدة أصبحت وجبة يومية لأغلب المصريين، وليس فقط المتخصصين في الاقتصاد.
وفي هذا السياق، فإن قلق المودعين من انهيار البنوك أو فقدان القدرة على سحب أموالهم يمثل هاجساً يدفع البعض إلى المسارعة بسحب ودائعهم من البنوك خوفاً من فقدانها، وهو ما يمثل عاملاً ضاغطاً على النظام المصرفي بطبيعة الحال ويهوي بأسعار أسهم البنوك تحديداً في البورصة.
إلى أين تتجه الأزمة إذن؟
قال الدكتور محمد حسام خضر، استشاري ريادة الأعمال والاستثمار، إن هناك العديد من الشركات الناشئة المصرية تعمل مع بنك سيليكون فالي وبالتالي ما حدث في البنك سيؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على هذه الشركات، بشكل عام الأمر كله سيكون له تأثير واسع المدى على الشركات الناشئة وتطورها ليست في مصر فقط ولكن في العالم.
ويشير خضر، في هذا السياق، إلى إمكانية البحث عن أسواق مختلفة وعدم الاعتماد على التمويل الأمريكي فقط، خاصة في ظل التسهيلات الكبيرة التي تمنحها بعض الدول العربية لأصحاب الشركات الناشئة.
“نشجع أصحاب الشركات الناشئة على الذهاب إلى السوق الخليجي، على سبيل المثال المملكة العربية السعودية تمنح تسهيلات كبيرة لأصحاب الشركات الناشئة، فهو سوق جديد ومبشر وهناك حزمة إجراءات تم اتخاذها من شأنها أن تشجع الجميع لبدء أعمالهم هناك”، بحسب خضر.
لكن القلق الذي يشعر به الناس بشأن البنوك يبدو مبرراً، في ظل ما حدث عام 2008، ففي أعقاب الأزمة المالية العالمية في ذلك العام، كان التركيز على إصلاح البنوك التي تعتبر “أكبر من أن تفشل”، وبالتالي فإن ما حدث من انهيار لبنك ترتيبه 16 في قائمة البنوك الأمريكية أمر يثير القلق فعلاً.
كما أن أزمة البنوك الأمريكية لا تبدو أزمة اقتصادية أو مالية فقط، بل هي أزمة سياسية أيضاً. فتدخل إدارة بايدن للإنقاذ قوبل بانتقادات عنيفة من جانب الجمهوريين. إذ وصف السيناتور الجمهوري تيم سكوت، الذي يُنظر إليه على أنه مرشح رئاسي محتمل في عام 2024، عملية الإنقاذ بأنها مشكلة، قائلاً “إن بناء ثقافة التدخل الحكومي لن تفعل شيئاً لمنع المؤسسات مستقبلاً من الاعتماد على الحكومة والانقضاض عليها بعد وقوع المخاطر”.
بول أشوورث، كبير الاقتصاديين في أمريكا الشمالية في كابيتال إيكونوميكس، قال لبي بي سي إن السلطات الأمريكية “تصرفت بقوة لمنع انتشار العدوى”، مضيفاً أنه “من الناحية المنطقية، يجب أن يكون هذا كافياً لمنع أي عدوى من الانتشار وإغلاق المزيد من البنوك، وهو ما يمكن أن يحدث في غمضة عين في العصر الرقمي. لكن العدوى كانت دائماً تتعلق بالخوف غير المنطقي، لذلك نؤكد أنه لا يوجد ضمانات بأن هذا سينجح”.
ورغم أن الأسواق المالية الأمريكية كانت ثابتة تقريباً في التعاملات المبكرة يوم الإثنين، إلا أن أسهم العديد من البنوك تعرضت لضغوط، وتراجعت الأسهم في بنك فيرست ريببلك في سان فرانسيسكو بنسبة 70٪ تقريباً قبل توقف التداول حيث باع المستثمرون الأسهم، خوفاً من انهياره.
465 مليار دولار خسائر الأسهم المالية العالمية إثر انهيار بنك “وادي السيليكون”.. وأسواق المال تترقب
تسببت المخاوف من تبعات انهيار بنك سيليكون فالي (بنك وادي السيليكون)، في تكبد الأسهم المالية العالمية خسائر بـ465 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال يومين، وذلك بالتزامن مع اتجاه المستثمرين إلى خفض تعرضهم لمخاطر المُقرضين من نيويورك إلى اليابان، وذلك على الرغم من محاولات أمريكا طمأنة قطاع المصارف عقب إفلاس البنك.
وكالة Bloomberg الأمريكية أفادت، الثلاثاء 14 مارس/آذار 2023، بأن الخسائر اتسعت، اليوم الثلاثاء، مع انخفاض مؤشر MSCI للأسهم المالية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 2.7%، ليصل بذلك لأدنى مستوى له، منذ 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
كذلك تراجعت أسهم المجموعة المالية Mitsubishi UFJ بنسبة 8.3% في اليابان، بينما شهدت المجموعة المالية Hana Group الكورية الجنوبية هبوطاً بنسبة 4.7%، كما فقدت ANZ Group Holdings الأسترالية 2.8% من قيمتها.
يأتي هذا في ظل مخاوف من أنَّ الشركات المالية يمكن أن ترى تأثير القلق الناجم عن انهيار بنك وادي السيليكون يمتد إلى استثماراتها في السندات والأدوات المالية الأخرى.
وانخفضت عوائد سندات الخزانة، يوم الإثنين 12 مارس/آذار 2023، وسط توقعات بأن يقرر البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تأجيل رفع أسعار الفائدة بسبب الاضطرابات في النظام المصرفي.
في هذا السياق، قال جون وودز، كبير مسؤولي الاستثمار لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك Credit Suisse Group AG، إن “الأسواق المالية في وضع بالغ الحساسية. نحتاج حقاً إلى معرفة التأثير الدقيق الذي من المحتمل أن يُحدِثه هذا على نطاق أوسع في السوق”.
أضاف وودز في تصريح لوكالة Bloomberg: “إحساسي هو أنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما يتوقف مؤقتاً لأنني أعتقد أنَّ هذا يتعلق إلى حد كبير بمخاطر السيولة النقدية”.
خسائر أخرى
منذ يوم الجمعة 17 مارس/آذار 2023، انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للشركات المُدرَجة في مؤشر MSCI المالي العالمي ومؤشر MSCI EM Financials للأسواق الناشئة بنحو 465 مليار دولار.
كانت البنوك المحلية الأمريكية من بين الأكثر تضرراً في تعاملات يوم الإثنين، 13 مارس/آذار 2023، وقالت وكالة رويترز إن البنوك الأمريكية خسرت حوالي 90 مليار دولار من قيمتها بسوق الأسهم.
هذه الخسائر جاءت إثر انخفاض مؤشر KBW للبنوك المحلية بنسبة 7.7%، وهو أكبر انخفاض له منذ يونيو/حزيران 2020، فضلاً عن تراجع أسهم بنك وشركة First Republic بنسبة 73% تقريباً في ثلاث جلسات لتكون أكبر الخاسرين على مقياس MSCI World Financials في هذه الفترة.
كما تراجعت أسهم البنوك وشركات التأمين الأوروبية، يوم الإثنين 13 مارس/آذار. إذ انخفض سهم بنك Credit Suisse Group AG بنسبة تصل إلى 15% في انخفاض قياسي جديد.
والبنوك الكبرى في شمال آسيا لديها في الغالب “الحد الأدنى من مخاطر السحب المفاجئ للودائع الذي تسبب في انهيار بنك وادي السيليكون”، نظراً لودائعها الصلبة ومزيج الأصول والسيولة الذي تمتلكه، بحسب ما قاله فرانسيس تشان، المحلل في Bloomberg Intelligence.
أضاف تشان أن “المُقرضين الأصغرين قد يكون لديهم حجم سيولة نقدية ومخاطر ائتمانية يمكن التغاضي عنها بسهولة”.
يُشار إلى أن إغلاق بنك “وادي السيليكون” لا يمثل أكبر عملية إفلاس مصرفي منذ إغلاق بنك “واشنطن ميوتشوال” للادخار في عام 2008 فحسب، بل أيضاً يمثل ثاني أكبر إفلاس لبنك بالتجزئة في الولايات المتحدة.
-