طيور الفلامينغو تتصادق كالبشر
كشف بحث عن الطبيعة المعقدة لمجتمعات طيور الفلامينغو، وقد يساعد ذلك في إدارة المجموعات التي تعيش في الأسر، حسب صحيفة (الإندبندنت) البريطانية. عندما يتعلق الأمر بالمثل القائل إن الطيور على أشكالها تقع، لا تمثل طيور الفلامينغو استثناء؛ حيث تشير دراسة جديدة إلى أن الطيور تكوّن مجموعات متقاربة التوجه، وتميل إلى قضاء الوقت مع آخرين لديهم شخصيات مشابهة لشخصياتهم.
وكان قد قام علماء في جامعة «إكستر» ومؤسسة «وايلدفاول أند ويتلاندز تراست» بتحليل شخصيات طيور فلامينغو الكاريبي والفلامينغو التشيلي وسلوكها الاجتماعي. وكشفت الدراسة الطبيعة المعقدة لمجتمعات طيور الفلامينغو، وقد يساعد ذلك في إدارة مجموعات طيور الفلامينغو التي تعيش في الأسر. على سبيل المثال، الطيور الأكثر جرأة تكون لديها علاقات أقوى وأكثر ثباتاً بالطيور الجريئة الأخرى، في حين أن الطيور الخانعة تميل إلى قضاء وقتها مع طيور الفلامينغو الخانعة الأخرى. وقد قيّم الباحثون شخصية الطيور من خلال قياس فروق فردية متسقة، مثل العدائية والرغبة في الاستكشاف. وقالت دكتورة فينيولا ماكالي، التي تعمل حالياً في جامعة «ليفربول»، والتي جمعت بيانات للدراسة في أثناء دورة تدريبية عن سلوك الحيوانات خاصة برسالة الماجيستير في جامعة «إكستر»: «يبدو أن طيور الفلامينغو، مثل البشر، تكوّن أدواراً مختلفة في المجتمع على أساس شخصياتها».
وأضافت قائلة: «على سبيل المثال، لاحظنا مجموعات من الطيور ذات التوجه العدائي، التي تحاول الهيمنة والسيطرة على المنافسين، وهي تميل إلى الانخراط في القتال على نحو أكبر. على الجانب الآخر، ربما يكون دور الطيور الخانعة أكثر تعقيداً من كونها تأتي في مرتبة متدنية من التسلسل الهرمي؛ حيث ربما تستخدم نهجاً مختلفاً للحصول على ما تحتاج إليه». كذلك أوضحت قائلة: «تقدم المجموعات المختلفة من الشخصيات مساعدة اجتماعية لأعضائها من خلال دعم بعضها في كثير من المشاجرات التي تحدث لدى قطعان الفلامينغو».
كذلك اكتشف الباحثون أن هناك بين طيور فلامينغو الكاريبي، طيورا ذات شخصية محددة تضطلع بدور محدد داخل القطيع بوجه عام، لكن لم يتم ملاحظة ذلك لدى طيور الفلامينغو التشيلي. في الوقت الذي لا توجد فيه أسباب واضحة لهذا.
جنوح أكثر من 900 دلفين على الشواطئ الفرنسية
جنحت 910 دلافين على الأقل على شواطئ المحيط الأطلسي الفرنسية، منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفقاً لإحصاء جديد صادر عن «مرصد المحيطات» (بيلاجيس) الذي سجل موجة جنوح جديدة «شديدة» لأكثر من 400 جنوح منذ أسبوع.
وأوضح «بيلاجيس»، أمس (الجمعة)، أن «نحو 420 من الحوتيات الصغيرة» جنحت على ساحل المحيط الأطلسي بين 10 و17 مارس (آذار) الحالي، بينها 120 في 11 و12 مارس وحدهما. ووصف «المرصد» هذا الرقم بأنه «غير مسبوق». ولاحظ «المرصد» الذي يتولى منذ 1970 إحصاء حالات جنوح الحوتيات على ساحل المحيط الأطلسي «تنوعاً كبيراً في حال الجيف»، ويظهر منها أن بعض الدلافين المنجرفة إلى الساحل نفقت قبل بضعة أيام فحسب، في حين يعود نفوق أخرى إلى أسابيع عدة طبقاً لتقرير «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأفادت المنظمة بأن «الفحوص التي أُجريت على عدد قليل من الجيف أظهرت في الغالب آثار معدات صيد».
وذكر «بيلاجيس» أن موجة أولى «شديدة» سُجلت في بداية السنة، حين تجاوز عدد الحوتيات الجانحة 360، من منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2022 إلى نهاية يناير (كانون الثاني) 2023.
وبلغ معدل حالات الجنوح في فصل الشتاء 850، ما بين 2017 و2020.
دراسة ترصد تغييرا بسلوك الحيوانات عند بدء الجائحة!
في دراسة نُشرت العام الماضي، اكتشف باحثون كيف تفاعل الرئيسيات من الحيوانات مع التحول الذي حصل عند بدء جائحة كورونا، بالنظر إلى سلوك قرود البونوبو والشمبانزي والغوريلا الغربية المنخفضة وقردة الزيتون، حيث وجدوا أن الحيوانات غيرت عاداتها بطرق متنوعة، بما في ذلك كمية الوقت الذي قضته في الراحة والأكل.
ويُعتقد أن تفاعلات الزائرين أمر بالغ الأهمية لرفاهية حيوانات حديقة الحيوان. ومع ذلك، من المحتمل أن تكون هذه التفاعلات إيجابية أو سلبية. لذلك كان الباحثون حريصين على رؤية الفرق عندما لم تكن حشود الجماهير موجودة.
وفي ذلك قالت سامانثا وارد عالمة رعاية الحيوانات في حديقة الحيوان من جامعة نوتنغهام ترنت في المملكة المتحدة العام الماضي 2022 إن «الرئيسيات هي من أكثر الأنواع تقدمًا من الناحية المعرفية في حدائق الحيوان وتفاعلاتها مع الزوار معقدة. وأن أحد القيود على فهم كيفية تأثير الزائرين على سلوك الحيوانات في حدائق الحيوان والمتنزهات هو أنها نادرًا ما تكون قريبة من الجمهور لفترات طويلة، لذا فقد أتاح لنا هذا فرصة فريدة»، وذلك وفق «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن مجلة «الحيوانات». وقد تم تسجيل الملاحظات في «Twycross Zoo» و«Knowsley Safari» في المملكة المتحدة قبل وبعد عودة الزوار.
وعلى مدى عدة أشهر وفترات فتح وإغلاق متعددة، كانت هناك تغييرات ملحوظة في سلوك الرئيسيات والتي تختلف باختلاف الحيوانات؛ فعندما بدأ الزائرون في العودة إلى حديقة الحيوان، قضت قرود البونوبو والغوريلا وقتًا أقل بمفردها، بينما كانت الغوريلا تقضي أيضًا وقتًا أقل في الراحة. وفي غضون ذلك، كانت الشمبانزي تأكل أكثر وتتفاعل مع حاوياتها أكثر عندما أعيد افتتاح حدائق الحيوان. لكن من الصعب تحديد ما إذا كانت هذه التغييرات إيجابية أم لا. لذا يقترح الباحثون أن الزائرين العائدين بدوا وكأنهم يحفزون الشمبانزي والبابون، في حين أن الغوريلا والبونوبو تقضي وقتًا أقل بمفردها يمكن اعتباره إيجابيًا أيضًا.
في الوقت نفسه، يمكن القول إن الغوريلا (وهي حيوانات أكثر استقرارًا بشكل طبيعي) قد تؤثر عليها الحشود لأنها تقضي وقتًا أقل في الراحة.
وفي هذا الاطار، فإن قيام الغوريلا بتغيير أجزاء حظائرها التي قضت معظم الوقت فيها عندما عاد الزوار يشير إلى أن الحيوانات يمكنها إلى حد ما إدارة هذا الاضطراب.
وفي تعليق على هذا الأمر، قالت إلين ويليامز باحثة رعاية الحيوانات بحديقة الحيوان بجامعة هاربر آدامز في المملكة المتحدة «إن التغييرات والتغييرات السلوكية … بوجود الزائرين تسلط الضوء على قدرة أنواع حدائق الحيوان على التكيف مع بيئاتها. وإن توفير البيئات التي تمكن الحيوانات من التكيف بنشاط بهذه الطريقة أمر مهم حقًا لرفاهيتها». وقد لاحظ الفريق أيضًا أن هناك حدًا لعدد الزائرين عندما يتعلق الأمر ببابون الزيتون، حيث توقفت الحيوانات بعد ذلك عن أن تصبح نشطة بشكل متزايد وتحفزها السيارات المارة بحديقة السفاري. هذه كلها بيانات قيّمة للباحثين في مجال رعاية الحيوانات، الذين يعرفون أن للزوار جميع أنواع التأثيرات على الحياة البرية؛ من إضافة مشاعر الرفقة والأمان إلى أن يكونوا مصدر إزعاج أو حتى تهديدات. يجب أن يؤخذ هذا في الاعتبار بكيفية إدارة وتصميم حدائق الحيوان.
وتضيف ويليامز «يمكن أن يشمل العمل المستقبلي النظر في التأثير على مجموعة واسعة من الأنواع في كل من حدائق الحيوان ومتنزهات السفاري بالإضافة إلى الاختلافات بين الحيوانات».