لا يرى الفنانون، والمصممون، والمصورون، والمؤلفون، والممثلون، والموسيقيون الكثير من الفكاهة في المزاح حول برامج الذكاء الصناعي التي ستقوم بعملهم يوما ما مقابل أجور زهيدة، حسب صحيفة (الغارديان) البريطانية.
وهنالك كميات هائلة من المخرجات الخيالية للعمل الذي قام به الناس في نوع من الوظائف التي يُفترض أنها محمية من تهديد التكنولوجيا. لكن مثلما كُشف عن (جي بي تي – 4) GPT – 4، النسخة المعززة من محرك النص التوليفي للذكاء الصناعي، شرع الفنانون، والمؤلفون، والجهات التنظيمية في الكفاح بكل جدية ضد تهديدات التكنولوجيا.
ويذكر أن الحملات الجماعية، والدعاوى القضائية، والقواعد الدولية، واختراقات تكنولوجيا المعلومات، تُنشر جميعها بسرعة واضحة لصالح الصناعات الإبداعية في محاولة إن لم تكن للفوز بالمعركة، فعلى الأقل «لا بد من السخط والإعراب عن الغضب ضد احتضار الضياء»، على حد تعبير الشاعر الويلزي ديلان توماس.
وقد لا يزال الشعر يُشكل صعوبة في أن يتغلب عليه الذكاء الصناعي بصورة مُقنعة، لكن المصورين والمصممين هم أول من يواجه التهديدات الحقيقية لسبل معيشتهم. ويمكن أن ينتج البرنامج التوليدي صورا بلمسة من الزر، في حين أن مواقع مثل «نايت كافيه» الشهيرة تصنع عملا فنيا «أصليا» مستمدا من البيانات استجابة لبعض التلميحات الكلامية البسيطة. ويتمثل خط الدفاع الأول في حركة متنامية من ممارسي الفنون المرئية ووكالات التصوير الذين «يختارون» الآن عدم السماح لبرمجيات الذكاء الصناعي باستخدام أعمالهم، وهي عملية تُسمى «تدريب البيانات». نتيجة لذلك، نشر الآلاف لافتات تقول «لا تستخدموا الذكاء الصناعي» على حساباتهم على وسائل الإعلام الاجتماعية ومنافذ العرض على شبكة الإنترنت.
وقد أثار «تقريب برمجيّ» لكلمات المغ
ني ومؤلف الأغاني الأسترالي «نيك كيف»، غضبه العارم في وقت سابق من هذا العام. فقد وصفه بأنه «استهزاء شديد بما يعنيه كونه إنسانا». ليس نقدا رائعا على أي حال. وفي الوقت نفسه، تهدد ابتكارات الذكاء الصناعي، مثل «جيوك بوكس»، مختلف الموسيقيين والملحنين أيضا.
أما تقنية استنساخ الصوت الرقمي، فتجعل الروائيين والممثلين الحقيقيين خارج العمل المنتظم. في فبراير (شباط) الماضي، لاحظ الراوي المُخضرم للكتب المسموعة «غاري فورلونغ» من تكساس، أن شركة «أبل» حازت على حق «استخدام ملفات الكتب المسموعة لأغراض التدريب ونمذجة التعلم الآلي» في أحد عقوده.
ولكن نقابة «ممثلي الشاشة والاتحاد الأميركي لفناني التلفزيون والإذاعة – SAG – AFTRA» قد تناولت قضيته. ومنذ ذلك الوقت، وافقت الوكالة المعنية «فيندواي فويسز»، المملوكة راهنا لشركة «سبوتيفي»، على الدعوة إلى تعليق مؤقت وتشير إلى فقرة «الإلغاء» في عقودها. لكن هذا العام، أصدرت شركة أبل أول كتبها المسموعة التي ترويها اللوغاريتمات، وهي الخدمة التي دأبت شركة غوغل على تقديمها منذ عامين.
أخبار ذات صلة
الطحالب الضارة «تسمم» عطلة الربيع في فلوريدا
يصلح شاطئ «ليدو كي بيتش» ليكون صورة مثالية لشواطئ فلوريدا لولا عشرات الأسماك النافقة التي تشوّه المشهد، والتي قتلها تكاثر الطحالب السامة، وهي ظاهرة تعرف باسم المد الأحمر، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وعادة ما يضرب تكاثر الطحالب السامة ساحل خليج فلوريدا في الصيف، لكن هذا العام ضربه خلال فصل الربيع، وهو الوقت الذي تتدفق فيه آلاف العائلات الأميركية إلى هذه الولاية خلال العطلة المدرسية، فيما ينذر هذا الانتشار بالسوء لقطاع السياحة فيها.
وعلى شرفة منتجع «ليدو بيتش ريزورت»، تأسّف جيف نابيير، وهو موظف يبلغ 62 عاما، لتأثير المد الأحمر على الأعمال التجارية. وقال: «ألغي كثير من الحجوزات. الناس يمرضون. لِمَ ستبقى هنا وتنفق مبالغ كبيرة من الأموال؟».
ويمكن أن تقتل الكميات الكبيرة من الطحالب الضارة المعروفة باسم «كارينيا بريفيس» الحياة البحرية، وأن تسبب مضاعفات في الجهاز التنفسي لدى بعض الأشخاص بسبب الرائحة الكبريتية النافذة التي تطلقها.
وعلى مسافة خمسين كيلومترا من «ليدو كي بيتش»، يعمل علماء من مختبر «مارين لابراتوري» منذ عام 2020 لتقليل تأثير المد الأحمر، وهي ظاهرة أبلغ عن وجودها مستكشفون إسبان في القرنين الخامس عشر والسادس عشر؛ استنادا إلى روايات السكان الأصليين في المنطقة.
والهدف من البحث هو «قتل الطحالب وتغيير طبيعة السموم، وعدم التأثير بشكل كبير على الأنواع غير المستهدفة»؛ كما أوضح الرئيس والمدير التنفيذي للمختبر الدكتور مايكل كروسبي.
ومن أجل تحقيق ذلك، يزرع الباحثون عينات من «كارينيا بريفيس» في خزّانات ضخمة من مياه البحر تحاكي النظام البيئي لخليج المكسيك، وتختبر الكثير من المواد التي تستهدفها.
وحتى الآن، اكتشفوا عشرات الطرق الناجحة، وعلى مدى العامين المقبلين يخططون لاختبارها في المحيط، وفق كروسبي.
وأشار كروسبي إلى أن الانتشار الحالي للطحالب حدث بسبب الإعصار إيان الذي ضرب فلوريدا في سبتمبر (أيلول)، ودفع المد الأحمر الذي كان موجودا أصلا إلى السطح.
بمجرد وصولها إلى الساحل، تتكاثر الطحالب الدقيقة عندما تتلامس مع المياه الغنية بالمغذيات، سواء بشكل طبيعي أو عبر النشاط الزراعي.
وقال كروسبي: «ندرس إلى أي مدى يمكن النشاط البشري، خصوصا مدخلات المغذيات الأرضية، أن يفاقم المد الأحمر من حيث الكثافة أو المدة»، وأضاف «لكن حتى لو أُخرج كل البشر من ولاية فلوريدا، فسوف يبقى هناك مد أحمر».