.. الجيش يمشط أحياء الخرطوم، والمدنيون يحاولون الفرار
شهدت عدة أحياء بالعاصمة السودانية الخرطوم تبادلاً لإطلاق النار، الجمعة 21 أبريل/نيسان 2023، في اليوم الأول من عطلة عيد الفطر، فيما تجوبها قوات من الجيش سيراً على الأقدام للمرة الأولى منذ اندلاع القتال قبل نحو أسبوع مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقال شهود إن جنوداً وعناصر من الدعم السريع تبادلوا إطلاق النار في مناطق سكنية في شمال المدينة وغربها ووسطها، بما في ذلك خلال صلاة العيد في ساعة مبكرة من صباح اليوم.
وأودى القتال بحياة المئات وقوّض مسعى قام به الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتوسط في هدنة مؤقتة خلال عطلة العيد والسماح للمدنيين بالانتقال إلى مناطق آمنة.
وفي ظل عدم التوصل لوقف لإطلاق النار، لن يتسنى للدول الأجنبية بما في ذلك الولايات المتحدة إجلاء مواطنيها من السودان.
وقال قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أمس، إنه لا يرى حالياً طرفاً آخر ليفاوضه، وأنه لا خيار إلا الحل العسكري، وأطاح الصراع بين البرهان وبين قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، بالآمال في إحراز تقدم باتجاه تحقيق الديمقراطية في السودان، كما قد يؤجج منافسة إقليمية بين روسيا والولايات المتحدة.
ويمكن سماع دوي إطلاق نيران من أسلحة ثقيلة في أنحاء الخرطوم ومدن أخرى، وأظهرت لقطات نشرتها القوات المسلحة استقبالاً حافلاً وهتافات لقوات من الجيش تحمل أسلحة نصف آلية.
فيما تحققت وكالة رويترز من أن موقع تصوير الفيديو في شمال المدينة، لكنها لم تتمكن على الفور من التحقق من تاريخ التقاطه.
مئات القتلى من المدنيين في السودان
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن 413 شخصاً على الأقل قُتلوا وأصيب الآلاف في الصراع الذي يدفع السودان إلى كارثة إنسانية في ظل تعرض المستشفيات لهجمات وفرار ما يصل إلى 20 ألفاً إلى الجارة تشاد.
وكان حوالي ربع سكان السودان يعانون بالفعل من الجوع الشديد حتى قبل اندلاع الصراع، وأوقف برنامج الأغذية العالمي واحدة من كبرى عمليات المساعدات العالمية التي يقدمها في السودان بعد مقتل ثلاثة من موظفيه.
واندلع العنف بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني يوم السبت، الأمر الذي أخرج خطة مدعومة دولياً للانتقال إلى الديمقراطية المدنية عن مسارها بعد أربع سنوات من سقوط الرئيس السابق عمر البشير في احتجاجات حاشدة، وبعد عامين من انقلاب عسكري.
ويتبادل الطرفان الاتهامات بإفشال عملية الانتقال.
ضحايا في دارفور
وكانت قوات الدعم السريع قد نددت، في وقت سابق من اليوم، بالجيش وقالت إنه ينفذ هجوماً كاسحاً يستهدف الأحياء السكنية، وأضافت في بيان: “في هذه اللحظة التي يستعد فيها المواطنون لاستقبال أول أيام عيد الفطر، تستفيق أحياء العاصمة الخرطوم على وقع قنابل الطائرات والمدافع الثقيلة في هجوم كاسح استهدف بشكل مباشر الأحياء السكنية”.
فيما فر آلاف المدنيين من العاصمة الخرطوم وسط إطلاق نار وانفجارات أمس الخميس، وعبَّرت أعداد كبيرة الحدود إلى تشاد هرباً من القتال الدائر في منطقة دارفور بغرب السودان.
وقال سايرس باي، منسق مشاريع منظمة أطباء بلا حدود في الفاشر بشمال دارفور، إن مستشفى ولادة جرى تحويله لعلاج الضحايا امتلأ عن آخره وتنفد الإمدادات منه بسرعة. وتم إغلاق بقية مستشفيات المدينة.
وأضاف أن معظم المصابين الذين استقبلهم المستشفى منذ يوم السبت والبالغ عددهم 279 كانوا من المدنيين الذين أصيبوا برصاصات طائشة، وكثير منهم من الأطفال. وأشار إلى أن 44 منهم لقوا حتفهم.
وذكرت مجموعة أطباء أخرى أن ما لا يقل عن 26 شخصاً لقوا حتفهم، وأصيب 33 في مدينة الأبيض غربي الخرطوم. وتحدث شهود عن اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وأعمال نهب واسعة النطاق.
فيما قال غوتيريش للصحفيين بعد اجتماع عبر الإنترنت مع قادة الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمات أخرى أمس الخميس: “كان هناك توافق شديد في الآراء على إدانة القتال الدائر في السودان والدعوة إلى وقف الأعمال العدائية باعتبار ذلك أولوية فورية”.
وأضاف أنه يتعين السماح للمدنيين المحاصرين في مناطق النزاع بالخروج من هذه المناطق والحصول على العلاج الطبي والغذاء والإمدادات الأخرى.
وقال قائد الجيش السوداني البرهان لقناة الجزيرة الإخبارية إنه سيدعم هدنة بشرط السماح للمواطنين بالتحرك بحرية، وهو أمر قال إن قوات الدعم السريع تمنعه حتى الآن
آخر الأخبار
الجيش السوداني يعلن بدء «مرحلة التنظيف التدريجي لبؤر وجود الجماعات المتمردة»