خلايا عصبية مسؤولة عن الشيخوخة
كشف باحثون من جامعة «إلينوي أوروبانا شامبين» الأميركية مسؤولية نوع معين من الخلايا العصبية في الحُصين بالمخ عن إحداث تغييرات خلوية وسلوكية مرتبطة بالشيخوخة.
وخلال الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «PNAS Nexus»، أثبت الباحثون أنهم عندما قاموا بتثبيط الخلايا العصبية المسؤولة عن هرمون «السوماتوستاتين» بمنطقة الحُصين في الفئران، شاخت الفئران الصغيرة في غضون ثلاثة أسابيع.
واستخدم الباحثون في تجاربهم تقنيات ما يعرف بـ«علم الوراثة الكيميائية»، حيث تستخدم المستقبلات المعدلة وراثياً التي تستجيب لجزيئات صغيرة معينة، وليس لها تأثيرات أخرى، ويجري حزم هذه المستقبلات في نواقل فيروسية تحقن في منطقة معينة بالمخ.
واختار الباحثون في دراستهم مستقبلاً كيميائياً يثبط المسارات الخلوية الكيميائية الحيوية الأساسية، حيث يجري فقط تثبيط الخلايا التي تعبّر عن المستقبل الكيميائي الجيني، الخاص بخلايا «السوماتوستاتين».
وبتحليل سلوك الفئران، بعد ذلك، تبين أن الفئران التي جرى تثبيط خلاياها العصبية المسؤولة عن هرمون «السوماتوستاتين»، تظهر سلوك المسنين في التعلم والذاكرة.
وتقول جينروي ليو، من برنامج العلوم العصبية بجامعة «إلينوي أوروبانا شامبين» الأميركية في تقرير نشره، (السبت)، الموقع الإلكتروني للجامعة، إن «الدراسة أكدت وجود علاقة سببية بين انخفاض وظيفة بعض الخلايا العصبية الداخلية في الدماغ وحدوث الشيخوخة، بالإضافة إلى ذلك، أثبتت كيف يمكن استخدام النموذج التجريبي الجديد في دراسة الاضطرابات المعرفية المرتبطة بالعمر».
وتضيف أن «الشيخوخة عملية معقدة ومتعددة العوامل، ويعد التدهور المعرفي، مثل فقدان الذاكرة، إحدى أكثر المخاوف انتشاراً لدى كبار السن، وتلعب منطقة الحُصين دوراً حيوياً في التعلم والذاكرة، ويعد فهم الآليات الخلوية الكامنة وراء الشيخوخة أمراً بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات جديدة لمنع أو عكس الخلل الإدراكي المرتبط بالعمر، ولمنع أو عكس حالات العجز الإدراكي بعد الجراحة التي تحدث في المقام الأول للمرضى المسنين».
مسنّون «يروّجون» لشيخوخة سعيدة
ينشر مسنّون على إحدى المنصات الاجتماعية فيديوهات مضحكة لأنفسهم مزيلين الأفكار السابقة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي سن التاسعة والثمانين، تعيش دولوريس التي تستخدم اسم «دولي برودواي» على «تيك توك» «أفضل أيام حياتها»، وتشارك مقاطع فيديو طريفة لمتابعيها البالغ عددهم 2.4 مليون متابع.
لا شيء يوقف هذه «السيدة الكبيرة» اللبقة التي تظهر تارة وهي ترقص على أغاني فرقة «أبا».
وقال سيرج غيران عالم الاجتماع والمتخصص في الشيخوخة: «لم تعد للسن اليوم علاقة بما كانت عليه في السابق»، ومع سقوط الصور النمطية «لم يعد المسنون أشخاصاً يحتاجون حصراً إلى الأدوية والهدوء، بل يمكنهم أيضاً أن يكونوا في أفضل أحوالهم!»، خصوصاً أنهم أصبحوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير.
وأفاد معهد «بيو» الأميركي للبحوث، بأنه في حين كانت نسبة المسنين الأميركيين (فوق 65 عاماً) من مستخدمي المنصات الاجتماعية 10 في المائة فقط في عام 2010، أصبحت 45 في المائة في عام 2021.
وفي أوروبا، يشهد العدد المتنامي لـ«المؤثرين المسنين»، كما يطلق عليهم عبر المحيط الأطلسي، على ذلك.
ومن بين هؤلاء الألمانية erikarischko البالغة 83 عاماً، والشغوفة باللياقة البدنية، والتي لديها 1.3 مليون متابع، والفرنسية studiodanielle التي تنشر مقاطع فيديو فكاهية، وnicoletonnelleyoutubeuse البالغة 72 عاماً، وهي خبيرة تجميل تدعو إلى «التعامل مع التقدم في العمر بشكل جميل».
ودخلت هذه الأخيرة النشطة على «يوتيوب» و«إنستغرام» عالم «تيك توك» قبل ستة أشهر، وقالت: «في البداية كانوا يقولون ماذا تفعل هذه المرأة العجوز على هذا التطبيق؟»، موضحة أن عدد المؤثرين المسنين ما زال قليلاً في فرنسا بخلاف الولايات المتحدة.
واليوم، مع نحو 140 ألف متابع، تقدم نيكول نصائح تجميلية للنساء من جيلها، من دروس في الماكياج، إلى تنسيق الملابس. ويتيح لها هذا النشاط أيضاً تحقيق بعض المكاسب المادية بفضل عدد قليل من الشراكات المدفوعة، كما يسلط الضوء على مسألة حق المسنين في أن يكونوا موجودين على الشبكات الاجتماعية.