قالت صحيفة The Guardian البريطانية إنه ينبغي لمالكي القطط أن يكونوا أكثر حرصاً بشأن الاحتكاك بها، إذ كشفت دراسة أُجريت في الصين أن العدوى بمرض كوفيد-19 يمكن أن تنتقل بين القطط.
حسب تقرير الصحيفة الذي نُشر الأربعاء 1 أبريل/نيسان 2020، فقد وجد فريق بحثي بمعهد هاربين للبحوث البيطرية أن القطط سريعة التأثر بمرض كوفيد-19، وتستطيع نقل الفيروس للقطط الأخرى من خلال رذاذ الجهاز التنفسي. هذا عكس الكلاب، والدجاج، والخنازير، والبط والتي وُجد أنه من غير المرجح أن تلتقط العدوى.
فيروس كورونا ينتقل بين القطط
تبعت هذه النتائج تقارير حديثة عن قط منزلي في بلجيكا أُصيب بعدوى كوفيد-19. وبعد نحو أسبوع من بداية ظهور الأعراض على صاحب القط، عانى القط نفسه من مشكلات في التنفس، وإسهال، وقيء. وقد أظهرت الفحوصات المتتالية للأطباء البيطرين بجامعة ليجي، أن القط مصاب بفيروس كورونا.
تضمنت التجارب المعملية التي أجراها الفريق الصيني إعطاء عدد قليل من الحيوانات جرعات عالية من الفيروس، ولم يظهر أي دليل مباشر يفيد بأن القطط قد تستطيع أن تعدي البشر أيضاً. ولكن الفريق المسؤول عن التجربة قال إن النتائج التي خلصوا إليها أتاحت معلومات عن مستودع الحيوانات لـ”كوفيد-19″، وكيف قد يكون لإدارة حياة الحيوانات دور في مكافحة الجائحة.
تستنتج الورقة البحثية أنه “يجب اعتبار مراقبة فيروس سارس-كورونا-2 في القطط عاملاً مساعداً في القضاء على مرض كوفيد-19 لدى البشر”.
نُشرت الدراسة التي لم تراجَع بعدُ، يوم الأربعاء 1 أبريل/نيسان 2020، على الموقع الإلكتروني BioRxiv الذي تُنشر عليه الدراسات قبل طباعتها. في الدراسة، تم تلقيح خمس قطط بفيروس كورونا، ووُضعت ثلاث قطط منها في أقفاص بجانب قططٍ أخرى لم تتعرض للفيروس لتصاب إحداها، وهو ما يشير إلى انتقال العدوى من خلال قطرات الجهاز التنفسي.
ثم تكررت النتائج في مجموعة ثانية من القطط. وقد ثبت أن حيوانات النمس أيضاً عرضة للإصابة، إذ تُستخدم بالفعل في تجارب اللقاحات الخاصة بمرض كوفيد-19.
لكنها لا تنقل العدوى للإنسان
أفاد الخبراء بأن تلك النتائج قيّمة، ولكنها لا تشير إلى أن القطط عليها عامل مهم في نشر المرض بين البشر.
قال إريك فيفري، أستاذ ورئيس قسم الأمراض المعدية البيطرية في جامعة ليفربول: “يتوجب على الناس أخذ الاحتياطات العادية المتمثلة في غسل الأيدى عند التعامل مع حيواناتهم الأليفة، وتجنُّب التواصل الجسدي المبالَغ فيه معها، خاصةً إن كانت مريضة بكوفيد-19. ومن المهم معرفة أن ما أقوله لا يشرح شيئاً بخصوص إمكانية تسبب الفيروسات الخارجة من القط في إصابة الإنسان من عدمها”.
بينما قال الأستاذ الجامعي جوناثان بول، عالِم الفيروسات في جامعة نوتنغهام، إنه كانت هناك ملاحظات مشابهة لانتقال مرض السارس في القطط، وهو مرض يرتبط ارتباطاً وثيقاً بـ”كوفيد-19″. وأضاف: “ومع هذا، يجب أن نتذكر أنه ليس للقطط دور كبير -هذا إن كان لها دور من الأساس- في انتشار هذا الفيروس. فمن الواضح أن انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان هو المحرك الرئيسي للعدوى، لذلك لا داعي للذعر من القطط. ولكن بالطبع، إذا كنت تعتقد أنك مصاب بكوفيد-19، وكنت تملك قطاً في المنزل، فسيكون من المنطقي الحدُّ من التعامل عن قرب مع حيوانك الأليف حتى تتحسن حالتك”.