اطلق احد الزملاء عن الفنان الراحل أسامة الروماني: مشعل الشموع..
واضاف أدهشني حقاً بأصالة بساطته وعمق ثقافته. كنت أحبه عن بعد كفنان، وما إن اقتربت منه وتنشقت عطر روحه الأخاذ حتى ازددت له حباً واحتراماً، وقد تعمق حبي له وتجذَّر عندما حضرت حفل تكريمه في المعهد العالي للفنون المسرحية حيث أعطى فأغنى وأدهش!
«طوال فترة وجوده في الكويت، التي امتدت نحو أربعين عاماً، كان في موقع المسؤولية ولهذا عندما تقاعد، كان ينوي أن يرتاح من ضغط المسؤولية». لكن أسامة الروماني اكتشف عقب عودته إلى الوطن أن المسؤولية بالنسبة له لم تكن متصلة بالوظيفة بل بالشعور، لذا عاد للتمثيل وعندما دعاه المخرج باسل الخطيب لأن يكون أحد الأساتذة المؤسسين للمعهد العالي للفنون السينمائية لم يتردد أبداً.كان الفنان الفقيد أسامة الروماني من أكثر أبناء جيله تشجيعاً للشباب، وقد أرجع اهتمامه بالشباب وتشجيعه لهم لثلاثة أمور: «الأول هو رد الجميل لمن شجعوه عندما كان شاباً، لأنه على حد قوله لم يكن مبشراً بأنه سيصبح معروفاً أو مشهوراً أو ناجحاً، لكن من هم أكبر منه لم يبخلوا عليه بالتشجيع. الأمر الثاني له علاقة بالشباب أنفسهم، فهو عندما يشجعهم لا يفعل ذلك من فراغ، فكل من يشجعهم لديهم بذرة النجاح وهم يحتاجون للتشجيع وحسب. صحيح أن تشجيعه لهم لا يشكل واحداً بالمليون من دوافعهم الذاتية لأن يكونوا أفضل، لكن واحداً بالمليون أفضل من لا شيء. الأمر الثالث هو أن ما يفعله هو الشيء الطبيعي، فالحياة يجب أن تستمر وكما يقال: الشمعة قبل أن تنطفئ تشعل شمعة أخرى».ومن الضروري أن يتبنى الفنانون هذا المفهوم، إذ لا أحد مُخَلَّداً ولا تستمر الحياة إلا عندما يقوم كل جيل بتسليم الجيل الذي يليه. وهذا برأيه ليس من باب التواضع بل من باب الإحساس بالمسؤولية.
في يوم تكريمه كتب عنه: طوال ساعتين من البوح الحميم تكرَّم المبدع أسامة الروماني، بنثر ذهب تجربته الثرية على رؤوسنا، أذاقنا عسل البدايات المر، ولقننا دروس حياته العميقة القاسية بحنان. كان يعطي عصارة عمره بغزارة عين الفيجة، فيضوع منه عطر روحه بتلقائية الوردة الشامية
اخيرا لاشك انن قاماتنا تزداد طولا باحتفائنا اللائق بهذا الفنان الفذ…رحمه الله ولروحه السلام واسكن قلبه وجعل مثواه الجنه