سباق مع الزمن لإخراج الغواصة.. وتجربة صادمة “لا تبشر بالخير”
أمام فرق الإنقاذ 50 ساعة لينتهي الأوكسجين من داخل الغواصة
تسابق فرق الإنقاذ الزمن، الثلاثاء، للعثور على غواصة سياحية صغيرة اختفت قرب حطام “تايتانيك” على عمق 12500 قدم تحت الماء بعد 370 ميلاً من ساحل نيوفاوندلاند، كندا بينما كان على متنها خمسة أشخاص.
ويقول المولجون بعمليات البحث إنهم يسابقون الزمن للعثور عليهم في الأعماق المظلمة للمحيط الأطلسي، قبل نفاد الأكسجين الموجود على متن الغواصة والذي لم يعد يكفي إلا لنحو 50 ساعة فقط، وهم داخل الغواصة الضيقة التي يبلغ طولها 22 قدمًا.
تجربة سابقة “لا تبشر بالخير”
وأخبر صحافي تلفزيوني سابق كيف أنه “كاد يموت” في غواصة علقت قرب حطام التايتانيك. وكشف مايكل غيلن، محرر العلوم السابق في ABC، عن تجربته المرعبة في عام 2000 عندما أصبح أول مراسل تلفزيوني يدخل غواصة لزيارة الحطام – الذي يقع على بعد ميلين ونصف ميل من سطح المحيط الأطلسي قبالة نيوفاوندلاند.
وتحدثت اللقطات الإخبارية التي نشرها الدكتور غيلن عن كيفية وقوع السفينة فجأة في تيار قوي تحت الماء دفعها نحو مراوح تيتانيك التي يبلغ وزنها 21 طناً.
وبعد أن انحصرت أسفل المؤخرة، حاول الطاقم عكس اتجاهها – وعند هذه النقطة سمع دوي عندما شوهدت قطع من الحطام تطفو في الماء.
فهل نحن عالقون أم ماذا؟ يمكن سماع صوت يسأل في اللقطات. تمكن الفريق في النهاية من تحرير الغواصة وإعادتها إلى السطح، لكن الدكتور غويلن قال إن الحادث “كاد أن يودي بحياتي”.
كان الدكتور غيلن على غواصة تسمى Mir 1 والتي تم بناؤها في عام 1987. وقال غيلين، الذي كتب في كتابه الصادر عام 2021، الإيمان برؤية: “بدا لي أننا كنا نتجه نحوها [المروحة] بسرعة كبيرة. في وقت لاحق، علمت أن غواصتنا قد علقت بطريق الخطأ في تيار سريع الحركة وعميق تحت الماء. بعد جزء من الثانية، اصطدم مير 1 بمروحة تيتانيك. شعرت بقوة الاصطدام: حطام صدئ يتساقط على غواصتنا، مما يحجب وجهة نظري من خلال الفتحة”.
قال الدكتور غيلن إن “30 دقيقة مرت وكان الفريق يحاول إزاحة السفينة عن طريق “تحريكها للأمام والخلف، للأمام والخلف من أجل إخراجنا من وضعنا العالق”. في هذه المرحلة، بدأ يعتقد أنهم لن يتمكنوا من تحقيق ذلك. لكنه قال إنه شعر فجأة كما لو أن “وجودًا غير مرئي” قد دخل إلى الغواصة ، و”بعد فترة وجيزة ساد صمت” وتوقف المحرك عن “الزئير” وشعرت أنها عادت تطفو مرة أخرى.
وتم تحديد هوية أحد الركاب على أنه رجل أعمال بريطاني يدعى هاميش هاردينغ والذي نشرت شركته المتخصصة بالطيران منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي عن رحلته الاستكشافية.
كذلك كان على متن الغواصة رجل الأعمال الباكستاني البارز شاهزاده داود، وهو نائب رئيس مجموعة “إنغرو”، مع نجله سليمان، بحسب بيان للعائلة.
فقدان الاتصال بها
وبدأت الغواصة البالغ طولها 6,5 أمتار والتي تشغّلها شركة “أوشنغيت اكسبديشنز” الغوص باتّجاه الحطام الأحد، لكن الاتصال معها فُقد بعد ساعتين، بحسب السلطات.
وجاء في بيان عائلة داود “حتى الآن، الاتصال مفقود مع غواصتهم والمعلومات المتوافرة محدودة”. وتابع “نشعر بالامتنان للاهتمام الذي أظهره زملاؤنا وأصدقاؤنا ونرغب بالطلب من الجميع الصلاة من أجل سلامتهم”.
دول تشارك بالبحث
وأطلق خفر السواحل الأميركيون طائرتين لمسح المنطقة النائية في شمال المحيط الأطلسي بينما أرسل خفر السواحل الكنديون أيضا طائرة وسفينة.
يعد الوقت عاملا حاسما إذ إن الغواصة قادرة على توفير الأكسجين على مدى 96 ساعة لطاقم من خمسة أشخاص. وأكد الأميرال جون موغر من خفر السواحل الأميركيين بعد الظهر الاثنين أنه يعتقد بأن ما زال لديها 70 ساعة أو أكثر من الأكسجين.
وأفاد الصحافيين في بوسطن الاثنين “إجراء عمليات بحث في تلك المنطقة النائية أمر صعب للغاية، لكننا نوظف كامل إمكانياتنا المتاحة لضمان تحديد موقع المركب وإنقاذ الأشخاص على متنه”.
لكن في غياب أي بلاغات عن رؤية الغواصة أو إشارات اتصال، علّق خفر السواحل الأميركيون عملياتهم مساء الاثنين وأفادوا أن الحرس الوطني الأميركي ومشغّل الرحلة سيقودان عمليات البحث خلال الليل. وأضاف خفر السواحل بأن عمليات البحث التي تجريها طائرات كندية تستخدم عوامات من أجل عمليات المسح تحت سطح البحر ستتواصل صباح الثلاثاء.
وأفاد ناطق باسم “أوشنغيت اكسبديشنز” وكالة فرانس برس في وقت متأخر الاثنين “فقدنا الاتصال مع إحدى مركبات الاستكشاف التابعة إلينا التي تزور حاليا موقع حطام +تايتانيك+”. وتابع “ينصب تركيزنا الكامل حاليا على سلامة الطاقم ونتخذ كل خطوة ممكنة لإعادة أفراد الطاقم الخمسة بسلامة”.
غواصة “تيتان” برحلة لحطام “تايتانيك”
تستخدم الشركة غواصة تطلق عليها “تيتان” في الرحلات إلى حطام “تايتانيك” حيث تبلغ قيمة التذكرة للحصول على مقعد فيها 250 ألف دولار، بحسب موقعها.
وقال هاردينغ، وهو طيار وسائح في الفضاء ورئيس شركة “أكشن أفييشن” البالغ 58 عاما، في منشور على حسابه في إنستغرام، إنه يشعر بالفخر للانضمام إلى مهمة استكشاف حطام “تايتانيك” عن طريق خدمات “أوشنغيت”.
المهمة الأولى والوحيدة المأهولة
وكتب “بسبب أسوأ شتاء شهدته نيوفاوندلاند منذ 40 عاما، يرجّح أن المهمة ستكون الأولى والوحيدة المأهولة إلى “تايتانيك” في 2023″.
وذكر هاردينغ في منشوره أن الغواص المخضرم والخبير في حطام “تايتانيك” بول-هنري نارجيوليه ضمن طاقم “تيتان”.
وجاء في المنشور أن “فريق الغواصة يضم عددا من المستكشفين الأسطوريين، غاص بعضهم أكثر من 30 مرة إلى “آر إم إس تايتانيك” منذ ثمانينات القرن الماضي بمن فيهم نارجيوليه”.
وأفادت “أكشن أفييشن” على تويتر الأحد بأن “إطلاق الغواصة كان ناجحا ويقوم هاميش بالغوص حاليا”، مرفقة التغريدة بعدة صور لهاردينغ وطاقم الغواصة فوق سطح البحر.
“الوقت ينفد”
اصطدمت “تايتانيك” بجل جليد وغرقت عام 1912 خلال رحلتها الأولى من إنجلترا إلى نيويورك وعلى متنها 2224 شخصا من ركاب وأفراد الطاقم. ولقي أكثر من 1500 شخص حتفهم في الحادثة.
وعُثر العام 1985 على حطام السفينة المنقسم إلى شطرين رئيسيين على بعد 650 كيلومترا عن نيوفاوندلاند في كندا وعلى عمق 4000 متر تحت سطح البحر. وما زال يجذب خبراء الملاحة البحرية والسياح المهتمين بالغوص.
وأشار اليستر غريغ أستاذ الهندسة البحرية في كلية لندن الجامعية إلى نظريّتين محتملتين بناء على صور الغواصة التي نشرها الإعلام، علما بأنه لم يسبق أن شملت دراساته الغواصة المفقودة بالتحديد.
سيناريوهات مرعبة
وقال إنه إذا كانت المشكلة مرتبطة بالكهرباء والاتصالات، فإن الغواصة يمكن أن تعود إلى سطح البحر وتواصل العوم “بانتظار العثور عليها”.
وتابع في بيان أن “السيناريو الآخر هو أن عطلا طرأ على وحدة الضغط ووقع تسرّب.. في هذه الحالة، فإن التوقعات لن تكون جيّدة”.
ومع أن الغواصة قد تكون لا تزال سليمة حتى الآن، إلا أن عدد الغواصات القادرة على الإبحار في العمق الذي يمكن أن تكون “تيتان” وصلت إليه “محدود للغاية”.
بدوره، لفت الاستاذ المساعد في جامعة أديلييد إريك فيوسل في بيان إن “الوقت ينفد ويعرف أي غواص إلى أي حد يمكن للقاع أن يكون بلا رحمة. خوض الأعماق يعادل في صعوبته، إن لم يكن أصعب، ارتياد الفضاء من المنظور الهندسي”.
سباق مع الزمن لإخراج الغواصة.. وتجربة صادمة “لا تبشر بالخير”
أمام فرق الإنقاذ 50 ساعة لينتهي الأوكسجين من داخل الغواصة
تسابق فرق الإنقاذ الزمن، الثلاثاء، للعثور على غواصة سياحية صغيرة اختفت قرب حطام “تايتانيك” على عمق 12500 قدم تحت الماء بعد 370 ميلاً من ساحل نيوفاوندلاند، كندا بينما كان على متنها خمسة أشخاص.
ويقول المولجون بعمليات البحث إنهم يسابقون الزمن للعثور عليهم في الأعماق المظلمة للمحيط الأطلسي، قبل نفاد الأكسجين الموجود على متن الغواصة والذي لم يعد يكفي إلا لنحو 50 ساعة فقط، وهم داخل الغواصة الضيقة التي يبلغ طولها 22 قدمًا.
تجربة سابقة “لا تبشر بالخير”
وأخبر صحافي تلفزيوني سابق كيف أنه “كاد يموت” في غواصة علقت قرب حطام التايتانيك. وكشف مايكل غيلن، محرر العلوم السابق في ABC، عن تجربته المرعبة في عام 2000 عندما أصبح أول مراسل تلفزيوني يدخل غواصة لزيارة الحطام – الذي يقع على بعد ميلين ونصف ميل من سطح المحيط الأطلسي قبالة نيوفاوندلاند.
وتحدثت اللقطات الإخبارية التي نشرها الدكتور غيلن عن كيفية وقوع السفينة فجأة في تيار قوي تحت الماء دفعها نحو مراوح تيتانيك التي يبلغ وزنها 21 طناً.
وبعد أن انحصرت أسفل المؤخرة، حاول الطاقم عكس اتجاهها – وعند هذه النقطة سمع دوي عندما شوهدت قطع من الحطام تطفو في الماء.
فهل نحن عالقون أم ماذا؟ يمكن سماع صوت يسأل في اللقطات. تمكن الفريق في النهاية من تحرير الغواصة وإعادتها إلى السطح، لكن الدكتور غويلن قال إن الحادث “كاد أن يودي بحياتي”.
كان الدكتور غيلن على غواصة تسمى Mir 1 والتي تم بناؤها في عام 1987. وقال غيلين، الذي كتب في كتابه الصادر عام 2021، الإيمان برؤية: “بدا لي أننا كنا نتجه نحوها [المروحة] بسرعة كبيرة. في وقت لاحق، علمت أن غواصتنا قد علقت بطريق الخطأ في تيار سريع الحركة وعميق تحت الماء. بعد جزء من الثانية، اصطدم مير 1 بمروحة تيتانيك. شعرت بقوة الاصطدام: حطام صدئ يتساقط على غواصتنا، مما يحجب وجهة نظري من خلال الفتحة”.
قال الدكتور غيلن إن “30 دقيقة مرت وكان الفريق يحاول إزاحة السفينة عن طريق “تحريكها للأمام والخلف، للأمام والخلف من أجل إخراجنا من وضعنا العالق”. في هذه المرحلة، بدأ يعتقد أنهم لن يتمكنوا من تحقيق ذلك. لكنه قال إنه شعر فجأة كما لو أن “وجودًا غير مرئي” قد دخل إلى الغواصة ، و”بعد فترة وجيزة ساد صمت” وتوقف المحرك عن “الزئير” وشعرت أنها عادت تطفو مرة أخرى.
وتم تحديد هوية أحد الركاب على أنه رجل أعمال بريطاني يدعى هاميش هاردينغ والذي نشرت شركته المتخصصة بالطيران منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي عن رحلته الاستكشافية.
كذلك كان على متن الغواصة رجل الأعمال الباكستاني البارز شاهزاده داود، وهو نائب رئيس مجموعة “إنغرو”، مع نجله سليمان، بحسب بيان للعائلة.
فقدان الاتصال بها
وبدأت الغواصة البالغ طولها 6,5 أمتار والتي تشغّلها شركة “أوشنغيت اكسبديشنز” الغوص باتّجاه الحطام الأحد، لكن الاتصال معها فُقد بعد ساعتين، بحسب السلطات.
وجاء في بيان عائلة داود “حتى الآن، الاتصال مفقود مع غواصتهم والمعلومات المتوافرة محدودة”. وتابع “نشعر بالامتنان للاهتمام الذي أظهره زملاؤنا وأصدقاؤنا ونرغب بالطلب من الجميع الصلاة من أجل سلامتهم”.
دول تشارك بالبحث
وأطلق خفر السواحل الأميركيون طائرتين لمسح المنطقة النائية في شمال المحيط الأطلسي بينما أرسل خفر السواحل الكنديون أيضا طائرة وسفينة.
يعد الوقت عاملا حاسما إذ إن الغواصة قادرة على توفير الأكسجين على مدى 96 ساعة لطاقم من خمسة أشخاص. وأكد الأميرال جون موغر من خفر السواحل الأميركيين بعد الظهر الاثنين أنه يعتقد بأن ما زال لديها 70 ساعة أو أكثر من الأكسجين.
وأفاد الصحافيين في بوسطن الاثنين “إجراء عمليات بحث في تلك المنطقة النائية أمر صعب للغاية، لكننا نوظف كامل إمكانياتنا المتاحة لضمان تحديد موقع المركب وإنقاذ الأشخاص على متنه”.
لكن في غياب أي بلاغات عن رؤية الغواصة أو إشارات اتصال، علّق خفر السواحل الأميركيون عملياتهم مساء الاثنين وأفادوا أن الحرس الوطني الأميركي ومشغّل الرحلة سيقودان عمليات البحث خلال الليل. وأضاف خفر السواحل بأن عمليات البحث التي تجريها طائرات كندية تستخدم عوامات من أجل عمليات المسح تحت سطح البحر ستتواصل صباح الثلاثاء.
وأفاد ناطق باسم “أوشنغيت اكسبديشنز” وكالة فرانس برس في وقت متأخر الاثنين “فقدنا الاتصال مع إحدى مركبات الاستكشاف التابعة إلينا التي تزور حاليا موقع حطام +تايتانيك+”. وتابع “ينصب تركيزنا الكامل حاليا على سلامة الطاقم ونتخذ كل خطوة ممكنة لإعادة أفراد الطاقم الخمسة بسلامة”.
غواصة “تيتان” برحلة لحطام “تايتانيك”
تستخدم الشركة غواصة تطلق عليها “تيتان” في الرحلات إلى حطام “تايتانيك” حيث تبلغ قيمة التذكرة للحصول على مقعد فيها 250 ألف دولار، بحسب موقعها.
وقال هاردينغ، وهو طيار وسائح في الفضاء ورئيس شركة “أكشن أفييشن” البالغ 58 عاما، في منشور على حسابه في إنستغرام، إنه يشعر بالفخر للانضمام إلى مهمة استكشاف حطام “تايتانيك” عن طريق خدمات “أوشنغيت”.
المهمة الأولى والوحيدة المأهولة
وكتب “بسبب أسوأ شتاء شهدته نيوفاوندلاند منذ 40 عاما، يرجّح أن المهمة ستكون الأولى والوحيدة المأهولة إلى “تايتانيك” في 2023″.
وذكر هاردينغ في منشوره أن الغواص المخضرم والخبير في حطام “تايتانيك” بول-هنري نارجيوليه ضمن طاقم “تيتان”.
وجاء في المنشور أن “فريق الغواصة يضم عددا من المستكشفين الأسطوريين، غاص بعضهم أكثر من 30 مرة إلى “آر إم إس تايتانيك” منذ ثمانينات القرن الماضي بمن فيهم نارجيوليه”.
وأفادت “أكشن أفييشن” على تويتر الأحد بأن “إطلاق الغواصة كان ناجحا ويقوم هاميش بالغوص حاليا”، مرفقة التغريدة بعدة صور لهاردينغ وطاقم الغواصة فوق سطح البحر.
“الوقت ينفد”
اصطدمت “تايتانيك” بجل جليد وغرقت عام 1912 خلال رحلتها الأولى من إنجلترا إلى نيويورك وعلى متنها 2224 شخصا من ركاب وأفراد الطاقم. ولقي أكثر من 1500 شخص حتفهم في الحادثة.
وعُثر العام 1985 على حطام السفينة المنقسم إلى شطرين رئيسيين على بعد 650 كيلومترا عن نيوفاوندلاند في كندا وعلى عمق 4000 متر تحت سطح البحر. وما زال يجذب خبراء الملاحة البحرية والسياح المهتمين بالغوص.
وأشار اليستر غريغ أستاذ الهندسة البحرية في كلية لندن الجامعية إلى نظريّتين محتملتين بناء على صور الغواصة التي نشرها الإعلام، علما بأنه لم يسبق أن شملت دراساته الغواصة المفقودة بالتحديد.
سيناريوهات مرعبة
وقال إنه إذا كانت المشكلة مرتبطة بالكهرباء والاتصالات، فإن الغواصة يمكن أن تعود إلى سطح البحر وتواصل العوم “بانتظار العثور عليها”.
وتابع في بيان أن “السيناريو الآخر هو أن عطلا طرأ على وحدة الضغط ووقع تسرّب.. في هذه الحالة، فإن التوقعات لن تكون جيّدة”.
ومع أن الغواصة قد تكون لا تزال سليمة حتى الآن، إلا أن عدد الغواصات القادرة على الإبحار في العمق الذي يمكن أن تكون “تيتان” وصلت إليه “محدود للغاية”.
بدوره، لفت الاستاذ المساعد في جامعة أديلييد إريك فيوسل في بيان إن “الوقت ينفد ويعرف أي غواص إلى أي حد يمكن للقاع أن يكون بلا رحمة. خوض الأعماق يعادل في صعوبته، إن لم يكن أصعب، ارتياد الفضاء من المنظور الهندسي”.
تيتانيك: عمليات البحث مستمرة لإنقاذ طاقم وركاب الغواصة السياحية المفقودة أثناء رحلة لمشاهدة حطام تيتانيك
-
- جاريث إيفانز ولورا غوزي
- بي بي سي نيوز
تجري عملية بحث وإنقاذ كبرى في المحيط الأطلسي، إثر فُقدان غواصة كانت تُقلّ سائحين لمشاهدة حطام السفينة تيتانيك، وعلى متنها طاقمها.
وقالت قوات خفر السواحل الأمريكية إن الاتصال انقطع بالغواصة المفقودة بعد حوالي ساعة و45 دقيقة من بدء رحلتها إلى الأعماق.
وأكدت شركة أوشن غيت المالكة للغواصة إن جميع الخيارات تُدرس في الوقت الراهن لإنقاذ خمسة أشخاص على متن الغواصة.
وتبلغ تكلفة التذكرة 250 ألف دولار مقابل تلك الرحلة التي تمتد لثمانية أيام، شاملة الغوص إلى الموقع الذي استقر فيه حطام السفينة الأسطورية تيتانيك على عمق 3800 متر.
وتجري عملية البحث والإنقاذ بمشاركة وكالات حكومية، وقوات البحرية الأمريكية والكندية، وشركات تعمل في أعماق البحار.
ويستقر حطام تيتانيك على بعد حوالي 700 كيلو متر من جنوب سان جونز بالقرب من نيوفاوندلاند بينما تُدار عملية الإنقاذ من ولايتي بوسطن وماساتشوستس.
ويُعتقد أن الغواصة المفقودة هي “تيتان” المملوكة لشركة “أوشن غيت”، وهي بحجم الشاحنة وتتسع لخمسة أشخاص، وعادة ما تكون مجهزة عند الغطس بأكسجين يكفي من على متنها لمدة أربعة أيام.
وقال أدميرال المؤخرة موغر، من خفر السواحل الأمريكي، في مؤتمر صحفي: “نتوقع أن يكون لدينا ما يتراوح بين 70 و96 ساعة في الوقت الراهن”.
وأضاف أن طائرتين وغواصة وحوامات تحمل معدات مسح بالموجات الصوتية (سونار) شاركت في البحث عن الغواصة، لكنه أشار إلى أن المنطقة التي يجري البحث فيها “بعيدة” مما يجعل العمليات صعبة.
وقال الأدميرال موغر إن فرق الإنقاذ “تتعامل مع المفقودين كما لو كانوا ذويهم” ويفعلون كل ما في وسعهم لإعادة من كانوا على متن الغواصة “إلى منازلهم آمنين”.
ومن بين المفقودين على متن الغواصة رجل الأعمال الملياردير والمستكشف البريطاني هاشم هاردنغ.
وقال هاردينغ على حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة به عطلة نهاية الأسبوع الماضي إنه “فخور بالإعلان أخيرا” عن أنه سيكون على متن الرحلة إلى حطام السفينة تيتانيك، لكنه أضاف أنه بسبب “أسوأ شتاء في نيوفاوندلاند منذ 40 عاما، قد تكون هذه الرحلة هي الأولى والوحيدة الآهلة إلى تيتانيك في 2023 “.
وكتب بعد ذلك: “باتت أوضاع الطقس مواتية بعض الشيء، وسنحاول الغوص غدا”.
وفي بيانها، قالت أوشن غيت: “تركيزنا منصبّ على أعضاء طاقم الغواصة وعلى عائلاتهم”.
وأضافت الشركة: “نتقدم بعميق الشكر للمساعدات الكبيرة التي تلقيناها من وكالات حكومية عديدة ومن شركات تعمل في أعماق البحار، في جهودنا لاستعادة الاتصال مع الغواصة المفقودة”.
وتروّج “أوشن غيت” لرحلاتها الاستكشافية في أعماق البحار عبر الغاطسة المصنوعة من ألياف الكربون، باعتبارها “فرصة للخروج من روتين الحياة اليومية ومشاهدة شيء استثنائي”.
ووفقًا لموقع الشركة على الإنترنت، لا تزال رحلة استكشافية واحدة جارية في الوقت الراهن بينما تخطط الشركة لبعثتين في يونيو/ حزيران 2024.
وعادة ما تُقلّ الغواصة الاستكشافية رُبانا، وثلاثة سائحين، فضلا عن “خبير محتوى” كما تسمّيه الشركة.
وتُبحر الرحلة الاستكشافية، التي مدتها ثمانية أيام، من منتجع نيوفاوندلاند، الواقع على مسافة 600 كيلومتر من موقع حطام السفينة تيتانيك. وتستغرق كل غطسة كاملة لحطام تيتانيك حوالي ثماني ساعات، بما في ذلك الوقت المستغرق في رحلتَي النزول والصعود.
وتمتلك شركة أوشن غيت ثلاث غواصات، بينها واحدة فقط – هي الغواصة تيتان – هي المؤهلة للغطس على عُمق كاف للوصول إلى حُطام السفينة تيتانيك.
وتزن الغاطسة تيتان حوالي 10,432 كيلوغراما، بحسب الموقع الإلكتروني لشركة أوشن غيت. وتستطيع الغواصة تيتان أن تصل إلى عُمق أربعة آلاف متر تحت سطح الماء، مُحمّلة بوسائل داعمة للحياة تكفي خمسة أشخاص لمدة تصل إلى 96 ساعة.
وقال مالك الغواصة المفقودة لبي بي سي إن سفينة تسمى بولار برنس، تستخدم لنقل الغواصات إلى موقع الحطام، شاركت في الرحلة الاستكشافية.
وذكر ديفيد بوغ ، مراسل شبكة سي بي إس الذي سافر في الغواصة تيتان العام الماضي ، لبي بي سي بعض المشكلات التي من المحتمل أن يواجهها كل من طاقم الغواصة والطاقم الأرضي، قائلا إنه “لا توجد طريقة” حاليا للاتصال بالسفينة.
وقال بوغ: “عندما تكون سفينة الدعم فوق الغواصة مباشرة، يمكنهم إرسال واستقبال رسائل نصية قصيرة. ومن الواضح أن هؤلاء لم يعودوا يتلقون ردا”.
وأضاف أنه نظرا لإغلاق الحاوية على الركاب بمسامير مثبتة من الخارج ، “لا توجد طريقة للهروب ، حتى لو صعدت إلى السطح بنفسك. لا يمكنك الخروج من الغواصة دون وجود طاقم من الخارج يسمح لك بذلك”.
واصطدمت تيتانيك، التي كانت أكبر سفينة في ذلك الوقت، بجبل جليدي في رحلتها الأولى من ساوثهامبتون إلى نيويورك عام 1912. ومن بين 2200 من الركاب وأفراد الطاقم على متنها، توفي أكثر من 1500.
ومنذ العثور عليه في عام 1985، حظي حطام تيتانيك برحلات استكشافية كثيرة . ويستقر حطام تيتانيك في مكانين؛ حيث انفصلت مقدمة السفينة عن مؤخرتها واستقرت بعيدا عنها بنحو 800 متر.
وأُجري أول مسح رقمي بالحجم الكامل للحطام باستخدام خرائط أعماق البحار الشهر الماضي. ويُظهر المسح حجم السفينة بالإضافة إلى بعض التفاصيل الدقيقة مثل الرقم التسلسلي الموجود على إحدى المراوح.
شاه زاده داود وسليمان: الأب والابن محاصران في OceanGate Titanic
يقول تشارلز باركلي إنه ليس لديه مشكلة مع ديلون بروكس الذي دعا ليبرون جيمس ‘الأب العجوز وابنه المحاصرون في غواصة تيتانيك المفقودة إلى جانب الملياردير واثنين آخرين – كما يحذر قائد البحرية “ لا توجد طريقة لإنقاذهم’ ‘إذا كانوا بالآلاف قدم أسفل
شاهزادة داود ، 48 عامًا ، عضو مجلس إدارة جمعية برنس ترست الخيرية ، ونجله سليمان داود ، 19 عامًا ، كانا على متن المركب الصغير تحت الماء ، وكانا يستقلان السائحين الذين يدفعون رسومًا لمشاهدة الحطام الشهير الذي يبلغ طوله 12500 قدمًا تحت الماء عندما فقدوا الإشارة في أعماق البحر المظلمة. المحيط الأطلسي ، 370 ميلا قبالة ساحل نيوفاوندلاند ، كندا. عائلتهم اليائسة ، بما في ذلك زوجة شاهزادا كريستينا وابنتها ألينا ، تتحمل الآن انتظارًا مؤلمًا لأي أخبار عن الزوجين – على أمل عبثًا أن يتم العثور عليهم بطريقة ما على بعد آلاف الأقدام تحت الماء قبل نفاد الأكسجين الموجود على متن الطائرة في حوالي 50 ساعة. لكن قائد البحرية الملكية السابق ريان رامزي ، 53 عامًا ، حذر اليوم من أنه “لا توجد طريقة” لإنقاذ أفراد الطاقم الخمسة إذا كانت السفينة الصغيرة لا تزال على ارتفاع آلاف الأقدام تحت مستوى سطح البحر لأن التكنولوجيا المطلوبة “غير موجودة”. قال رامزي ، الذي خدم في خدمة الغواصة البحرية لمدة 23 عامًا ، لـ MailOnline إن أولئك الذين على متن السفينة الصغيرة – بما في ذلك المستكشف الفرنسي المشهور عالميًا بول هنري نارجوليه والرئيس التنفيذي لشركة OceanGate Stockton Rush – سيواجهون الآن مستويات أكسجين متضائلة ، بينما خبير آخر وحذر من أن أفراد الطاقم يواجهون مخاطر انخفاض حرارة الجسم.
مقطوع عن العالم في أنبوب متجمد يبلغ طوله 22 قدمًا ، ولا توجد مقاعد ، ومرحاض واحد ونافذة واحدة: الظروف الخانقة داخل سفينة تيتانيك المفقودة
الظروف الخانقة داخل سفينة تيتانيك المفقودة
يقود خفر السواحل الأمريكي عملية البحث عن السفينة الصغيرة ، المسماة تايتان ، في شمال المحيط الأطلسي حيث اختفت يوم الأحد. المنطقة النائية هي المكان الذي ضرب فيه تيتانيك جبلًا جليديًا وغرق في عام 1912 ، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1500. بفضل التقارير السابقة حول مهمات تيتان في أعماق البحار ، لدينا فكرة واضحة عما سيكون عليه الحال بالنسبة لأولئك المحاصرين داخل الغواصة ، حيث ينفد الوقت. بالإضافة إلى تضاؤل إمدادات الأكسجين لمدة 96 ساعة ، يمكن أن يواجه الركاب أيضًا ظروفًا باردة بشكل متزايد ، ويمكن أن يعانون من انخفاض درجة حرارة الجسم. لا توجد أيضًا مقاعد ومرحاض واحد فقط – صندوق أسود صغير – مع ستارة سوداء مرسومة للخصوصية. جميع الركاب حفاة ويجب أن يجلسوا على الأرض. إذا افترضنا أن السفينة لا تزال سليمة ، فليس لديهم حاليًا أي اتصال بالعالم الخارجي ، وبالتالي لا يعرفون ما إذا كان أي شخص سيصل إليهم ومتى.
كنت محاصرا تحت تايتانيك. كادت المحنة المرعبة تودي بحياتي ، لكنني تمكنت من الفرار. إليك الطريقة…
أخبر صحفي تلفزيوني سابق كيف “ كاد يموت ” في غواصة علقت في حطام التايتانيك – حيث يستمر البحث المحموم اليوم عن خمسة أشخاص فقدوا بعد أن فقدوا كل وسائل الاتصال على ارتفاع 12500 قدم تحت الماء. الملياردير البريطاني هاميش هاردينغ ، شاهزادا داود ، 48 عامًا ، أحد أغنى رجال باكستان وعضو مجلس إدارة برنس ترست ومقره المملكة المتحدة ، وابنه سليمان ، 19 عامًا ، من بين المجموعة العالقة في السفينة الصغيرة تحت الماء التي تديرها شركة OceanGate.
غواصة تايتانيك السياحية مفقودة مباشرة: الملياردير البريطاني ورجل باكستاني مقيم في المملكة المتحدة وابنه من بين خمسة كانوا على متنها مع 50 ساعة من الطيران المتبقي
TITANIC LIVEBLOG: بينما تواصل فرق الإنقاذ بحثها عن غواصة فقدت خلال رحلة إلى حطام سفينة Titanic.
الكشف عن النص النهائي للملياردير المحاصر داخل غواصة تيتانيك المفقودة
بينما واصلت فرق الإنقاذ الأمريكية البحث عن الغواصة وعلى متنها خمسة أشخاص ، قال رائد فضاء ناسا المتقاعد الكولونيل تيري فيرتس إنه وهاميش هاردينغ “لا يتحدثان حقًا عن المخاطر”.
من الرجل الذي نجا لمدة ثلاثة أيام داخل سفينة غارقة بفضل جيب هوائي إلى الركاب الذين غرقت غواصتهم على ارتفاع 1500 قدم قبالة أيرلندا: حكايات إنقاذ لا تصدق – مع استمرار مهمة إنقاذ غواصة تيتانيك
نجا هاريسون أوكين لمدة ثلاثة أيام تقريبًا تحت الماء في مايو 2013 من خلال الانحناء في فقاعة هواء بعد انقلاب زورقه على بعد حوالي 20 ميلًا قبالة الساحل النيجيري.
“ أكبر مخاوفي هو معرفة أنهم محاصرون ”: يعتقد صديق الملياردير البريطاني الذي فقد في رحلة سياحية إلى تيتانيك أن الطاقم عالق في قاع المحيط بعد أن فاتهم نافذة الصعود الأخيرة
قالت جانيك ميكيلسن ، المستكشفة النرويجية وصديقة الملياردير البريطاني هاميش هاردينغ المقيم في دبي ، المفقودة على متن الغواصة تيتانيك ، إنها بدأت تخشى الأسوأ.
اختفاء غواصة سياحية كانت في طريقها لمشاهدة حطام السفينة تيتانيك.. على متنها ملياردير بريطاني
أطلقت قوات خفر السواحل الأمريكية عملية بحث وإنقاذ، الإثنين 19 يونيو/حزيران 2023، عن غواصة فُقدت خلال رحلة استكشافية إلى حطام السفينة تيتانيك، حسبما أفادت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية في تقريرها، وقالت المجموعة التي تقوم بالرحلة، Oceangate Expeditions، إنها “تستكشف وتحشد جميع الخيارات لإعادة الطاقم بأمان”.
أضافت المجموعة: “ينصب تركيزنا بالكامل على أفراد الطاقم في الغواصة وعائلاتهم. نحن ممتنون بشدة للمساعدة المكثفة التي تلقيناها من العديد من الوكالات الحكومية وشركات أعماق البحار في جهودنا لإعادة الاتصال بالغواصة، نحن نعمل من أجل العودة الآمنة لأفراد الطاقم”.
فقدان غواصة خلال رحلة لحطام سفينة تيتانيك
تقول الشركة على موقعها بالإنترنت، إن الغواصة تتسع لما يصل إلى خمسة أشخاص. ولم يتضح على الفور عدد الأشخاص الذين كانوا على متنها، وتواصلت CNN مع خفر السواحل في بوسطن والسلطات بإقليم نيوفاوندلاند في كندا.
اصطدمت سفينة تيتانيك بجبل جليدي في رحلتها الأولى وغرقت بشمال المحيط الأطلسي (حلف الناتو) في أبريل/نيسان 1912، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخص. تم اكتشاف حطام السفينة تيتانيك في عام 1985، ويقع في جزأين من قاع المحيط على بعد 13000 قدم تقريباً تحت السطح جنوب شرقي نيوفاوندلاند.
في الآونة الأخيرة، تم تقديم جولات خاصة مكلفة للسياح، مما يسمح للناس برؤية الحطام عن قرب.
في حين توضح نسخة مؤرشفة بموقع OceanGate على الويب، يمكن الوصول إليها عبر موقع أرشيف الإنترنت (Wayback Machine)، ما يمكن أن يتوقعه الركاب في الرحلة التي تبلغ قيمتها 250 ألف دولار.
“اتبع خطى جاك كوستو وكن مستكشفاً تحت الماء، بدءاً من الغوص إلى حطام سفينة RMS Titanic. هذه فرصتك للخروج من الحياة اليومية واكتشاف شيء غير عادي حقاً. كن واحداً من القلائل الذين يرون التيتانيك بأم عينيك”.
رحلة استكشافية
الرحلة الاستكشافية التي تستغرق ثمانية أيام، تتمركز في سانت جون في نيوفاوندلاند. وتبدأ الرحلة بقطع مسافة 400 ميل بحري إلى موقع الحطام.
هناك، ما يصل إلى خمسة أشخاص، وضمن ذلك الربان و”خبير المحتوى” وثلاثة ركاب يدفعون الرسوم، على متن الغواصة المسماة “تايتان” والنزول إلى قاع المحيط.
وفقاً لـOceanGate، فإن تايتان عبارة عن غواصة يبلغ وزنها 23000 رطل مصنوعة من ألياف الكربون والتيتانيوم. كميزة أمان، تستخدم الغواصة “نظام مراقبة صحة الهيكل في الوقت الفعلي (RTM)” الذي يحلل الضغط على السفينة وسلامة الهيكل، حسبما تقول الشركة. كما أن لديها دعم الحياة لطاقم مكون من خمسة أفراد لمدة تصل إلى 96 ساعة، كما يشير الموقع.
ملياردير بريطاني على متن الغواصة
في سياق متصل أفادت وسائل إعلام بريطانية بأن الملياردير هاميش هاردينغ على متن الغواصة المفقودة منذ صباح الأحد، بعد رحلة سياحية إلى أعماق البحر نحو حطام سفينة “تيتانيك”.
ونقلت قناة “سكاي نيوز” البريطانية عن ابن زوجة الملياردير هاردينغ، نبأ وجوده في الغواصة المفقودة، حيث أكدت شركة Action Aviation للطيران التجاري، التي يعتبر هاردينغ مديرها، أنه يشارك في الرحلة إلى حطام “تيتانيك”.
وحسب القناة، يوجد بين الركاب الخمسة على متن الغواصة أيضاً، خبير الغوص الفرنسي بول هنري نارجيوليت، فضلاً عن ستوكتون راش، مؤسس ومدير شركة “أوشن غيت” التي تنظم الرحلات إلى حطام “تيتانيك” تحت الماء مقابل 250 ألف دولار.
أحدهم نجا من الموت 8 مرات ثم فاز بمليون دولار! أكثر الأشخاص حظاً في العالم
حلم الفوز باليانصيب ربما يبقى مجرد أُمنية لن تتحق للكثير من الناس، لكن لبعض الأشخاص المحظوظين أصبح الحلم حقيقة، وهناك أيضاً مجموعة قليلة جداً من الأشخاص يبدو أن لديهم حظاً غير عادي بالمرة، مكّنهم من الفوز باليانصيب ليس لمرة واحدة فقط، ولكن عدة مرات.
وكان من حظّ البعض أن نَجَوا من موت مُحقَّق عدة مرات.
في هذا التقرير نلقي نظرة على بعض الأفراد الذين بلا شك حالفهم الحظ في الحياة.
5- “ميشيل شافلر”.. ربحت اليانصيب مرتين في يومٍ واحد
عام 2017 توقفت سيدة أمريكية تدعى “ميشيل شافلر” مع زوجها في محطةٍ لتعبئة الوقود، وبعد دفع الحساب قررا شراء بطاقة يانصيب بالمبلغ المتبقِّي، والمفاجأة أن بطاقتهما مكنتهما من الفوز بمبلغ 10 آلاف دولار.
بعد شعورهما بالفرحة أكملا طريقهما بالسيارة، وبعد مسافة حوالي 35 كيلومتراً قررا التوقف في محطة ثانية والتجربة مرة أخرى.
ومع أن نسبة فوزهما مرتين خلال يوم واحد شبه مستحيلة، لكن على ما يبدو أنه كان يوم حظهم، لأن البطاقة الثانية كانت بطاقة رابحة، لكن هذه المرة بمبلغ مليون دولار.
4- “جون بريست” الناجي من تيتانيك و5 حوادث غرق أخرى
كان “جون بريست” عاملاً في غرفة المحركات في السفن البخارية، واجه 6 حوادث غرق خلال 10 سنوات، نجا منها جميعاً بأعجوبة، ومن ضمنها سفينة تيتانيك.
كان في عام 1907 على متن سفينة “أستورياس” في رحلتها الأولى التي غرقت فيها بسبب تسرّب المياه إلى غرفة المحركات.
في عام 1911 كان من ضمن طاقم سفينة “أولمبيا”، ونجا من الغرق بعد اصطدامها بسفينة أصغر. وفي 1912 كان يعمل في غرفة المحركات على السفينة الأكثر شهرة “تيتانيك”، وبعد اصطدامها بجبل الجليد، ورغم أنه كان في قعر السفينة فإنه استطاع الوصول إلى السطح وسبح في المياه المتجمدة، واستطاع الوصول لأحد القوارب وتم إنقاذه.
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عمل على متن سفينة “الكانتارا”، التي غرقت في معركة حربية مع سفينة ألمانية، في فبراير/شباط 1916، ونجا جون من الانفجار والغرق. في العام نفسه عاد للخدمة على متن سفينة “بريتانيك”، وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 1916، غرقت “بريتانيك” بسبب انفجار لغم بحري، وكان جون من ضمن الناجين.
في العام التالي 1917، عمل على متن سفينة “دونيجال” مع ناجٍ آخر من سفينة “تيتانيك” يُدعى “أرتشي جويل”، والذي كان يعمل بحاراً، هاجمتهم غواصة ألمانية وغرقت السفينة “دونيجال” ومعها “أرتشي جويل”، ولكن “جون بريست” لم يُصب بخدش.
تقاعد جون بعد هذه الحادثة، لأن أحداً لم يقبل العمل معه، لأنهم اعتبروه “نحساً” وجالباً للحظ السيئ، وتوفي جون عام 1937 على اليابسة، بعدما عاش حياة حافلة نجا فيها من طوربيدات وألغام، واصطدامات السفن ببعضها، وجبل جليدي.
3- “بيل مورغان”.. توقف قلبه ونجا من الموت ثم ربح اليانصيب مرتين!
في عام 1999 كان “بيل” يعمل سائق شاحنة، ولكنه تعرَّض لحادث مروع، توقف قلب بيل لمدة 14 دقيقة وتم إنعاشه في النهاية، ولكنه ظلّ في غيبوبة لمدة 12 يوماً.
استيقظ بيل من الغيبوبة وتعافى تماماً من تلك الحادثة، فقرر أن يبدأ عيش حياته بشكل مختلف. حصل على وظيفة جديدة، وتقدم لخطبة صديقته التي وافقت على طلبه.
للاحتفال بمدى روعة حياته الجديدة اشترى بيل لنفسه بطاقة يانصيب، ليتفاجأ بفوزه بسيارة قيمتها 17 ألف دولار.
عندما سمعت محطة أخبار محلية عنه وعن قصته قررت نشر قصته وتصويرها، وعندما طلبوا منه إعادة تمثيل المشهد، عن طريق خدش بطاقة أخرى من نفس المتجر التفت بيل إليهم مذهولاً، وقال: “لقد ربحت للتو 250 ألف دولار!”.
لأن البطاقة التي اشتراها للتو من أجل إعادة تمثيل المشهد كانت بطاقة رابحة بمبلغ 250 ألف دولار.
2- “جوان آر جينتر” ربحت اليانصيب 4 مرات فاتهموها بالغش
فرصة الفوز باليانصيب في العموم هي 1 من 200 مليون، لكن يبدو أنّ هذه النسبة أيضاً لا تنطبق على “جوان آر جينتر”، التي فازت باليانصيب ليس مرة واحدة، لكن 4 مرات بجوائز ضخمة جعلتها مليونيرة.
فازت “جينتر” في المرة الأولى في عام 1993 بـ5.4 مليون دولار. في عام 2003 ربحت مليوني دولار، ثم بعد ذلك في عام 2005 ربحت 3 ملايين دولار، وأخيراً في ربيع عام 2008 حصلت على جائزة كبرى بقيمة 10 ملايين دولار.
بعد فوزها الرابع اتهمها البعض بأنها وجدت طريقة أو خوارزمية لتكتشف الورقة الرابحة، خاصة أن جينتر كانت أُستاذة للرياضيات، حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة ستانفورد في قسم الإحصاء.
ولأنّ احتمالية ربحها 4 مرات هي 1 من 18 “سبتيليون”، و”السبتيليون” هو 1 وعلى يمينه 24 صفراً، ولتعرف استحالة هذا الاحتمال فهو ما يعادل حبة واحدة من عدد حبات الرمل على الأرض 18 مرة.
ولأن 3 من البطاقات اشترتها من نفس المتجر الصغير في ولاية تكساس، مع أنها تسكن في ولاية لاس فيغاس، لكنها كانت تسافر لولاية ثانية لشراء البطاقات الرابحة، ولكن لم تثبت عليها أي من هذه الاتهامات.
1- “فران سيلاك” أكثر الرجال حظاً في العالم
هذا الرجل من كرواتيا، وقد أُطلق عليه لقب “أكثر الرجال حظاً في العالم”، بعد أن نجا من الموت ليس مرة واحدة، ولكن بشكل مذهل 8 مرات.
بدأ كل شيء في عام 1962، عندما كان “فران” يستقل القطار، خرج القطار عن السكة وسقط في نهر متجمد، فقد 17 راكباً حياتهم في ذلك اليوم، ولكن فران لم يكن واحداً منهم.
بعد مرور عامٍ واحد، وفي أول رحلة طيران له، بسبب عطل في المحرك سقطت الطائرة التي يستقلها “فران” وتحطمت إلى أجزاء. بطريقة ما سُحب “فران” وكرسيه خارج الطائرة، وسقط على كومة قش كبيرة في مزرعة، وأصيب ببعض الجروح البسيطة والكدمات، بينما قُتل 19 راكباً في الحادث المأساوي.
في عام 1966 كان “فران” يستقل الحافلة، لكنها انزلقت عن الطريق إلى النهر، سبح “فران” بأمان إلى الضفة وهو مصاب بخدوش طفيفة، لكن 4 من الركاب لم يحالفهم الحظ.
بعد ذلك بعامين، أثناء محاولته تعليم ابنه كيفية إطلاق النار من البندقية، أطلق فران النار على نفسه بالخطأ على خصيتيه، لكنه نجا من الموت.
في عام 1970 اشتعلت النيران في سيارته حين كان يقودها، ومرة أخرى في عام 1973 حدث الشيء نفسه، وفي المرتين لم يُصب بأذى. وفي عام 1995 صدمت حافلة سيارته وحطّمتها وهو في داخلها لكنه نجا.
نجاته السابعة من الموت كانت عام 1996، عندما تمكن بأعجوبة من تجنب اصطدام سيارته بشاحنة على طريق جبلي، لكن سيارته انحرفت لتسقط في الوادي، وفي اللحظة الأخيرة قفز “فران” من السيارة، وتمسك بجذع شجرة حتى لا يسقط في الوادي، وينجو بذلك من الموت.
حظ فران لم ينته عند هذا الحد، في عام 2003، وبعد يومين فقط من عيد ميلاده الـ73، فاز فران باليانصيب الوطني الكرواتي بمبلغ مليون دولار.
مولي براون المضادة للغرق.. إحدى ناجيات سفينة تيتانيك التي خاطرت بحياتها لإنقاذ الآخرين
بعد أن نجت من غرق سفينة تيتانيك عام 1912، تجاهلت مارغريت براون، أو مولي براون بحسب الاسم الذي اشتهرت به، الحديث عن حظها الجيد، بل قالت ساخرةً: “حظ اعتيادي لآل براون. إننا لا نغرق”.
عندما توفيت في عام 1932، صارت معروفة باسم “مولي براون التي لا تغرق”، وقد حملت هذا اللقب لأسباب وجيهة، وخلدت النجمة الأمريكية كاثي بيتس اسمها مرة أخرى في أفلام هوليوود، بالفيلم الأمريكي الشهير Titanic عام 1997.
وقبلها تم تصوير حياتها في فيلم موسيقي ومسرحية برودواي مستوحى في الستينيات، من بطولة ديبي رينولدز في دور رشحها لجائزة الأوسكار.
عاشت مولي حياة استثنائية قبل الكارثة وبعدها، إذ كانت ناشطة اجتماعية وفاعلة خير، ومرشحة محتملة لمجلس الشيوخ الأمريكي.
بدايات مارغريت براون
قبل أن تبتاع تذكرة درجة أولى على متن السفينة تيتانيك، حظيت مارغريت براون (التي وُلدت باسم مارغريت توبين) ببدايات متواضعة في حياتها. وُلدت لمهاجرَين أيرلنديين في 18 يوليو/تموز 1867، وقضت معظم سنواتها الأولى في مدينة هانيبال بولاية ميسوري، حيث ارتادت المدرسة حتى الـ13 من عمرها.
ثم عملت في مصنع وكانت تحلم بالسفر غرباً، وعندما قرر اثنان من أشقائها الانتقال إلى ولاية كولورادو للعمل في صناعة التعدين، لحقت بهما مارغريت التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 18 عاماً، حسب موقع Biography.
كان هذا الانتقال مصيرياً بالنسبة لها، حيث التقت جوزيف براون، وهو عامل مناجم أكبر منها بـ12 عاماً. مع أن جوزيف براون لم يكن لديه الكثير ليقدمه إلى مارغريت، وقعت الفتاة في حبه؛ فتخلت عن أحلامها بالزواج برجل ثري وتزوجت براون في عام 1886.
قالت مارغريت لاحقاً: “قررت أنني سأكون مع رجل فقير أحبه في حال أفضل مما سأكون عليه مع رجل ثري جذبتني إليه أمواله”.
لكن أحلام الثراء التي راودت مارغريت تأجلت فحسب، دون أن تزول.
في عام 1893، عثرت شركة التعدين الخاصة ببراون على الذهب، وبعد مدة وجيزة صار مليونيراً، حسب موقع All That’s Interesting.
انتقل براون ومارغريت وطفلاهما بعد وقت قصير إلى دنفر، عاصمة ولاية كولورادو، حيث ابتاعوا بيتاً كبيراً مقابل 30 ألف دولار (تصل قيمته إلى 900 ألف دولار بأسعار اليوم).
سرعان ما انطلقت مارغريت لتنضم إلى المجتمع الراقي المحلي واتسمت بأنها نشيطة وكريمة، وكان يُطلب منها دائماً قيادة حملات جمع التبرعات. غير أن بعض الأشخاص نظروا إليها بعين الازدراء؛ نظراً إلى أنها حديثة عهد بامتلاك المال.
وبعيداً عن تكبر مجتمع دنفر، دعمت ماغريت حقوق المرأة وحقوق عمال المناجم، وحقوق الأطفال، وحتى الحيوانات.
لكن اهتماماتها تسببت في خلاف بينها وبين زوجها، وفي عام 1909 انفصلت عن جوزيف براون بصورة ودية، لكنه ظل يمدها بالمال. ولما صارت امرأة عزباء وغنية وتبحث عن المغامرة، انطلقت مارغريت براون في رحلة حول العالم عام 1912.
لم يكن لديها أي علمٍ بشأن هذه الرحلة، لكن رحلة عودتها غيّرت حياتها كلياً.
“مولي براون التي لا تغرق”
بعد جولة سياحية شملت مصر وإيطاليا وفرنسا، تلقت مارغريت براون أنباء مزعجة تفيد بأن حفيدها مريض، فقطعت رحلتها وحجزت تذكرة درجة أولى على أول سفينة عائدة إلى الولايات المتحدة: آر إم إس تيتانيك.
ولكن بعد 4 أيام فقط من صعودها على متن السفينة من بلدة شيربورغ الفرنسية، وقعت الكارثة باصطدام السفينة تيتانيك بجبل جليدي. وفي الساعات الأخيرة من الليل في 14 أبريل/نيسان 1912، بدأت السفينة في الغرق شمال المحيط الأطلسي.
قالت مارغريت وهي تتذكر وقوع الكارثة: “كنت مستلقية فوق السرير النحاسي، حيث كان يوجد مصباح بجانبه. وكنت غارقة في القراءة ولم أفكر ولو قليلاً في الاصطدام الذي وقع عند نافذتي أعلى رأسي وقذفني على الأرض”، حسب موقع Molly Brown.
وبرغم أن السفينة طلبت من النساء والأطفال أن يركبوا قوارب النجاة، بقيت مارغريت في السفينة. فقد ساعدت الآخرين كي يستطيعوا الفرار من السفينة، إلى أن جاء أحد أفراد طاقم السفينة وحملها رغماً عنها حرفياً ووضعها في قارب النجاة رقم 6.
وحينما كانت في قارب النجاة، ساعدت في التجديف وقيادة ركاب القارب نحو الأمان، واشتبكت بسرعة مع البحار روبرت هيتشنز. برغم أن قارب النجاة كان يحتوي على كثير من المساحات الخالية، رفض هيتشنز العودة لإنقاذ أي ناجين ممن سقطوا في المياه. إذ يُزعم أنه زجرهم قائلاً: “ليست هناك فائدة من العودة، لأنه ليس هناك إلا الكثير من الجثث. إنها حياتنا الآن، وليست حياتهم”.
كذلك، أعرب عن توجسه؛ خشية أن يغرق قاربهم في المحيط.
وبعد أن أحبطها رفض التجديف بالقارب للعودة -لاسيما نظراً إلى أن صراخ الركاب الناجين الذي كان لايزال مسموعاً من بعيد- هددت مارغريت بأن تلقيه من القارب إذا لم ينصت إليها.
صحيحٌ أن قدرة مارغريت على العودة لإنقاذ أي ناجين من المياه كانت أمراً مشكوكاً فيه، لكنها بلا شك استطاعت في نهاية المطاف السيطرة ولو قليلاً على قارب النجاة.
وبينما كان ظلام الليل يخيم أكثر فأكثر، ضغطت مارغريت على هيتشنز ليسمح للنساء في قارب النجاة بأن يجدفن كي يحافظن على دفئهن. ومع أنه كان متردداً، بدأت مارغريت في توزيع المجاديف. وفي مرحلة ما، بدأ البحار يتمتم بحزن حول قلة فرص نجاتهم، فردت عليه مارغريت: “احتفظ بذلك لنفسك إذا كنت تشعر بتلك الطريقة. من أجل هؤلاء النساء وهؤلاء الأطفال، كن رجلاً. لدينا بحر هادئ وفرصة للنضال”.
وبعد بضع ساعات مليئة بالتوتر والتجمد، نجت مارغريت والناجون الآخرون من ركاب تيتانيك بعد أن أنقذتهم السفينة آر إم إس كارباثيا. لكن بطولتها لم تتوقف عند هذا الحد.
ساعدت مارغريت في توزيع البطانيات والمؤن، واستخدمت معرفتها باللغات العديدة للتواصل مع الناجين الذين لم يكونوا يتحدثون الإنجليزية.
وبعد أن أدركت أن الركاب الأفقر فقدوا كل شيء مع غرق السفينة، بدءاً من آبائهم وأزواجهم وانتهاءً بمقتنياتهم الثمينة وإرثهم العائلي، ضغطت مارغريت على الناجين من ركاب الدرجة الأولى كي يتبرعوا بأي شيء يقدرون عليه.
وعندما وصلت السفينة إلى نيويورك سيتي، استطاعت أن تجمع بالفعل 10 آلاف دولار.
إرث امرأة “لا تغرق”
لم تنته قصتها في عام 1912 مع تيتانيك، إذ قضت مارغريت بقية أيامها في البحث عن قضايا جديدة كي تدافع عنها، واستخدمت شهرتها الوطنية الجديدة من أجل الخير.
بعد أن بدأ عمال المناجم في مدينة لدلو بولاية كولورادو إضراباً، شنت شركة كولورادو للوقود والحديد -جنباً إلى جنب مع الحرس الوطني في كولورادو- هجوماً دموياً ضد منفذي الإضراب عام 1914.
ردت مارغريت على ذلك باستخدام شهرتها للتحدث عن حقوق عمال مناجم وللضغط على مالك الشركة جون دافيسون روكفلر؛ من أجل تخفيف حدة موقفه ضد منفذي الإضراب وكذلك تخفيف ممارساته التجارية.
ولفتت بعد ذلك إلى التشابه بين حقوق عمال المناجم وحقوق النساء. وضغطت كذلك من أجل الحصول على حق الاقتراع في إطار “الحقوق من أجل الجميع”.
وفي عام 1914، قبل 6 سنوات من منح النساء الحق في التصويت، بدأت مارغريت حملة شجاعة للترشح في مجلس الشيوخ الأمريكي.
أعلنت مارغريت: “إذ خضت هذه المعركة، فسوف أفوز بها. لن يكون هناك أمور منمقة، ولن تكون سياسات حول اللياقة والاحتشام. بل سوف تكون حملة اعتيادية من نوعية حملات الرجال، أي خطابات انتخابية ووطنية وكل هذه الأمور”.
لكنها خرجت من السباق الانتخابي في بداية الحرب العالمية الأولى. وبدلاً من مواصلة مساعيها للحصول على منصب سياسي، قررت الذهاب إلى فرنسا لإدارة محطة إغاثة.
حصلت مارغريت براون لاحقاً على وسام جوقة الشرف الفرنسي، لخدماتها التي قدمتها أثناء الحرب.
لكن سنواتها اللاحقة لم تخلُ من الكفاح. حزنت مارغريت على وفاة زوجها السابق في عام 1922، وقالت: “لم أقابل قط رجلاً أرق وأكبر وأكثر جدارة من جوزيف براون”. فضلاً عن أنها دخلت في معركة مريرة استمرت لسنوات مع أطفالها حول عقارات زوجها السابق، مما مزق علاقتهم.
ومع ذلك، عاشت سنواتها الأخيرة بالطريقة التي أرادت أن تحياها بها. ففي عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، صارت ممثلة وكانت تظهر دائماً على المسرح في مسرحية L’Aiglon.
توفيت مارغريت براون -أو “مولي براون التي لا تغرق”، وهو الاسم الذي أُطلق عليها بعد وفاتها- بسبب ورم في المخ في 26 أكتوبر/تشرين الأول عام 1932، داخل فندق باربيزون بنيويورك سيتي. وفي حياتها التي استمرت 65 عاماً، شهدت مولي الفقر والثراء والسرور والمأساة الكبيرة. لكنها عاشت كل يوم في حياتها كما لو أنه الأخير.
لا يزال مفتوحاً أمام السياح حتى يومنا هذا.. تعرف على المكان الذي بُنيت فيه سفينة تيتانيك
يُعَد غرق سفينة تيتانيك واحدة من أشهر المآسي في التاريخ الحديث، وقد ألهم الحادث العديد من الأفلام والوثائقيات، لكن ماذا نعرف عن مكان وكيفية بناء السفينة؟
مكان بناء سفينة تيتانيك
وفقاً لصحيفة The Sun البريطانية، فإن العمل على بناء سفينة “تيتانيك” بدأ في عام 1909 بحوض سفن في مدينة بلفاست بأيرلندا الشمالية.
وقد كانت واحدة من 3 سفن تبنيها شركة Harland & Wolf، وقد خصص لها حوض The Thompson Dock لاستيعاب السفينة الشهيرة والذي لا يزال مفتوحاً أمام الزوار حتى يومنا هذا.
وقد صُممت السفينة بحيث يتمكن العمال من التحرك بسهولة حول الإطار الخارجي لها دون وجود أي مياه، إذ كانت “تيتانيك” آنذاك أكبر سفينة ركاب شهدها العالم على الإطلاق، وهي من تصميم المعماري ألكسندر كارلايل.
كم استغرق بناء تيتانيك؟
استغرق بناء سفينة الركاب البريطانية الفارهة أقل من 3 سنوات، بتكلفة نحو 1.5 مليون جنيه إسترليني، تعادل اليوم نحو 170 مليون جنيه إسترليني (234 مليون دولار).
شارك آلاف العمال في المشروع، وجرت الاستعانة بنحو 14 ألف رجل في ذروة البناء، وأُنشئ الهيكل بالكامل في فترة تزيد على العام بقليل، وانتهى طلاؤه بعد ذلك بفترة قصيرة.
ووفقاً لتقرير شبكة CNN الأمريكية، فقد كان طول السفينة 882 قدماً و9 بوصات (270 متراً)، ووزنها 46328 طناً، أما سرعتها القصوى فكانت تبلغ 23 عقدة.
أُطلِقَت السفينة “غير القابلة للغرق عملياً” من حوضها الجاف عام 1911 وبدأ العمل داخلها، وأُعلِنَ أنَّها قابلة للإبحار قبل 8 أيام فقط من رحلتها الأولى.
من أين أبحرت تيتانيك؟
أبحرت “تيتانيك” في رحلتها الأولى والوحيدة من مدينة ساوثهامبتون بإنجلترا يوم 10 أبريل/نيسان 1912، وكان من المقرر أن تصل إلى مدينة نيويورك الأمريكية في 17 أبريل/نيسان، وفقاً لما ذكره موقع National Geographic.
ولكن السفينة اصطدمت بعد أيام من الإبحار، في 15 أبريل/نيسان عام 1912، بجبل جليدي بشمال المحيط الأطلسي؛ ما أدى إلى غرقها.
وقد لقي 1517 شخصاً مصرعهم ونجا 706 من أصل 2223 شخصاً من ركاب وطاقم، وفقاً لتقرير مجلس الشيوخ الأمريكي حول الكارثة.
موقع غرق سفينة تيتانيك
كانت المشكلة الحقيقية التي تقف وراء صعوبة تحديد المكان الحقيقي لغرق سفينة تيتانيك هو أنَّ الحطام يقع على بُعد نحو 3600 متر تحت سطح البحر، حيث يصل ضغط المياه إلى 442 وحدة ضغط جوي.
ولكن في عام 1985، اكتشفت بعثةٌ فرنسية – أمريكية بقيادة روبرت بالارد، أنَّ السفينة قد انشطرت إلى جزأين قبل أن تغرق، وربما يكون ذلك قد حدث على السطح أو بالقرب منه.
ويقع الجزآن المنفصلان على بُعد نحو نصف كيلومتر من بعضهما، عند جبل تيتانيك البحري قبالة ساحل نيوفاوندلاند.
ولمعرفة الموقع الدقيق لحطام سفينة تيتانيك كل ما عليك فعله هو فتح تطبيق خرائط جوجل، وكتابة الإحداثيات التالية: 41.7325° شمالاً و49.9469° غرباً لترى مكان الغرق.
ماذا كان قبطان تيتانيك يفعل بينما كانت سفينته تغرق؟
لا يعرف أحد على وجه الدقة أين كان قبطان تيتانيك في الساعة الـ11:40 مساء يوم الأحد 14 إبريل/نيسان 1912، بينما كانت سفينته الشهيرة تغرق، لكن شهود عيان قالوا إن الكابتن البريطاني إدوارد جون سميث ظهر في قمرة قيادة تيتانيك بعد لحظات قليلة من بداية الغرق، وسأل بماذا اصطدمت السفينة التي كانت تبحر في رحلتها الأولى عبر المحيط الأطلسي.
أجاب كبير الضباط الأسكتلندي ويليام مردوخ: “جبل جليدي يا سيدي”، ثم بدأت أسوأ ليلة في حياة إدوارد جون سميث، التي كانت ستمسي ساحرة لولا هذا الحادث المأساوي.
فعلى مدار أكثر من 40 عاماً في البحر، نادراً ما تعرض هذا القبطان الماهر لحادث مماثل، لكنه تحمل مسؤولية واحدة من أسوأ الكوارث البحرية في التاريخ. ففي غضون ساعات، مات أكثر من 1,500 شخص بين ركاب وأفراد طاقم السفينة، من بينهم سميث نفسه.
لم يُعثر على جثة سميث مطلقاً، ولا تزال لحظاته الأخيرة لغزاً، مع وفرة في الروايات المتضاربة، ومنها رواية قفَز فيها من السفينة وهو يحمل رضيعاً. فحسبما كتب المؤلف وين كريج وايد في كتاب The Titanic: End of a Dream: “حصل كابتن سميث على ما لا يقل عن خمس ميتات متنوعة، من ميتات بطولية إلى مخزية”. كذلك انتشرت شائعات عن نجاته.
تقارير متضاربة وصلت إلى قبطان تيتانيك
في البداية عندما اصطدمت السفينة أجرى الضابط الرابع جوزيف بوكسهول فحصاً سريعاً للسفينة وعاد إلى القمرة ليبلغ أنه لم يجد أي ضرر. ولكن مهما كان الشعور بالارتياح الذي شعر به سميث في تلك اللحظة، فقد تحطم بسرعة.
إذ أفاد توماس أندروز، المصمم الرئيسي لتيتانيك، أن فحصه كشف عن حدوث فيضان فيما لا يقل عن 5 من 16 مقصورة مقاومة للماء في السفينة، ومع أنه كان من الممكن أن تظل السفينة طافية حتى إذا غُمرت أربع حجرات بالماء بحد أقصى، اعتماداً على موقعها، فإن انغمار الخامسة يدخلها مرحلة كارثية. وفي منتصف الليل تقريباً، نُقل أن أندروز أخبر سميث أن تيتانيك قد تصمد من 60 إلى 90 دقيقة أخرى، ثم ستحل الكارثة.
عرف سميث الآن أن مصير تيتانيك مشؤوم. وكان يعلم أيضاً أن قوارب النجاة البالغة 20 قارباً، بسعة إجمالية تبلغ 1,178 فرداً، لا يمكنها أن تبدأ في استيعاب أكثر من 2,200 فرد من الركاب والطاقم.
عندما أيقن قبطان تيتانيك المصير المشؤوم، ماذا فعل إنقاذ الركاب؟
كان لا يزال لدى القبطان بعض الأمل في تجنب كارثة شاملة. فبعد وقت قصير من الاصطدام، رأى هو والضباط الآخرون ما اعتقدوا أنه أضواء سفينة قريبة. وقدَّر العديدون أنها لم تكن أبعد من 8 كيلومترات.
وفي الساعة 12:05 صباحاً، أعطى سميث أوامره بكشف قوارب النجاة وتنبيه الركاب. وفي غضون ذلك، أخبر اثنين من مشغلي اللاسلكي الموجودين على متن السفينة بالاستعداد لإرسال إشارات الاستغاثة. وبعد عشر دقائق، وفقاً لتقدير المشغل الناجي، عاد وأعطاهم الأمر بإرسال CQD، وهو نداء الاستغاثة العالمي الذي استُبدل بعد فترة قصيرة بنداء SOS.
لم تجب السفينة التي رصدوها في المدى، لكن أجاب العديد غيرها. فقد ردت السفينة الأقرب، آر إم إس كارباثيا، بأنها ستغير مسارها وتسرع إلى موضع تيتانيك. لكن كارباثيا كانت على بعد 93 كيلومتراً، أو نحو أربع ساعات. وكانت الساعة في ذلك الوقت قد تخطت 12:30 صباحاً بقليل.
وأملاً في جذب انتباه السفينة الغامضة القريبة، أمر القبطان بإطلاق صواريخ استغاثة في الساعة 12:45 صباحاً. وفي الوقت نفسه، حاول بوكسهيل الاتصال بها بمصباح إشارة، مرسلاً التماساً للمساعدة في شفرة مورس. ولم يصدر رد على أي منهما.
من الصدمة نسي أمر قوارب النجاة!
في الساعة 12:45 صباحاً تقريباً، أنزل أفراد الطاقم أول قارب نجاة من تيتانيك إلى سطح المحيط. بالرغم من أن سميث أمر بالكشف عن القوارب قبل 40 دقيقة تقريباً، لم يصدر أمراً ببدء تحميلها وإنزالها حتى ذكّره الضابط الثاني تشارلز لايتولر بسؤال: “أليس من الأفضل إدخال النساء والأطفال في القوارب سيدي؟”.
وكان هذا أحد الحوادث العديدة التي دفعت بعض المؤرخين إلى التساؤل عما إذا كان سميث قد دخل في حالة صدمة.
ففي واقعة أخرى، أمر سميث بإنزال قارب نجاة من سطح السفينة إلى سطح التنزه، بحيث يمكن للركاب الصعود إليه بسهولة أكبر. فذكَّره راكب بلطف: “أنسيت يا سيدي أن كل تلك النوافذ الزجاجية مغلقة؟”، ليجيبه سميث: “بالله إنك محق!”. ويبدو أنه قد خلط بين سطح الممشى المغلق جزئياً في تيتانيك والمفتوح تماماً في شقيقتها أوليمبيك، التي كانت تحت قيادته في وقتٍ سابق.
ومن تلك النقطة فصاعداً، أصبحت أنشطة سميث أغمض. فلم يفقد الأمل في السفينة الغامضة، وأمر طاقم قارب نجاة واحد على الأقل بالتجديف باتجاه الأضواء وإنزال الركاب والعودة إلى تيتانيك لحمل المزيد.
وتفقد سميث أيضاً بشكل دوري التحديثات لدى مشغلي اللاسلكي حتى الساعة الثانية صباحاً تقريباً، ثم أعفاهم من الخدمة وأخبرهم بأن يحاولوا إنقاذ أنفسهم، وفق رواية نقلها موقع History البريطاني.
ظاهرياً، يبدو أن سميث قد حافظ على رباطة جأشه، وظهر حتى النهاية بمظهر القائد، على الأقل بالنسبة لمعظم المراقبين. فقد كتبت ماي سلون، مضيفة ناجية من تيتانيك، في رسالة بعد وقت قصير من الكارثة: “رأيت الكابتن سميث يتحمس. لم يكن الركاب ليلاحظوا، لكنني لاحظت ذلك. كنت أعلم أننا سنغادر قريباً”.
5 ميتات مختلفة لقبطان السفينة الأشهر
في الساعة 2:20 صباحاً، اختفى الجزء الأخير من تيتانيك بين الأمواج. لم تُعرف لحظات سميث الأخيرة بشكل قاطع، لكن التقارير تباينت بشكل كبير.
تقول بعض التقارير الصحفية المبكرة، التي يُزعم أنها مدعومة بشهود عيان، إنه أطلق النار على نفسه بمسدس، رغم قلة المؤرخين الذين يمنحونها أي مصداقية. فيما قال هارولد برايد، مشغّل اللاسلكي الناجي، وهو شاهدٌ أكثر موثوقية، إنه رأى سميث “يقفز من القمرة إلى البحر”. وقال آخرون إن موجة جرفته أو، بعد أن جرفته، سبح عائداً إلى تيتانيك ليلاقي نهايته.
فيما ادعى العديد من الشهود أنهم رأوه بالماء. ففي رواية منسوبة إلى هاري سينيور، رجل الإطفاء في تيتانيك، قفز سميث من السفينة مع “طفل رضيع محمول بحنان بين ذراعيه”، وسبح إلى قارب نجاة قريب، وسلَّم الطفل وسبح عائداً نحو تيتانيك، قائلاً: “سأتبع السفينة”.
لكن لا يزال البعض الآخر يعتقد أنه وصل إلى قارب نجاة مقلوب لكنه فقد قبضته، ربما عندما انفجرت إحدى مداخن تيتانيك الهائلة وارتطمت بالمياه المحيطة.
لكن هل مات حقاً؟
ما يزال الأغرب أن هناك عديداً من التقارير التي نُشرت على نطاق واسع، والتي تفيد بأنه لم يمت أصلاً. فعلى سبيل المثال، بعد ثلاثة أشهر من كارثة تيتانيك، وتحديداً في يوليو/تموز 1912، أبلغ رجل من بالتيمور يدعى بيتر بريال، عن رؤية سميث في شوارع تلك المدينة. لم يكن بريال مجرد رجل مهووس، بل رجل أعمال محلياً يحظى بتقدير كبير، ادعى أنه كان ضابطاً على متن سفينة “وايت ستار لاين ماجستيك” قبل نحو 30 عاماً، حين كان سميث قبطانها. وإضافة إلى ذلك، أكد طبيب بريال أنه “عاقل تماماً ولا يهلوس”.
في الواقع، قال بريال إنه رأى سميث مرتين، مرة يوم الأربعاء ومرة أخرى في يوم السبت التالي، عندما عاد إلى المكان نفسه للبحث عنه. بعد ساعة من الانتظار، قال إنه رأى سميث قادماً واقترب منه وسأله عن حاله. أجاب الرجل: “على ما يرام يا بريال، لكن من فضلك لا تعطلني. أنا أعمل”.
وقال بريال إنه تبِع سميث إلى محطة قطار. وأفاد بريال بأنه قبل أن يستقل القطار المتجه إلى واشنطن مباشرة، ابتسم له الرجل وقال: “كن بخير يا رفيق السفينة، إلى أن نلتقي مجدداً”.
وصرَّح بريال لمراسل قائلاً: “لا يوجد احتمال لأن أكون مخطئاً. سأعرفه حتى من دون لحيته”.
وعاد سميث إلى الأخبار في عام 1940، عندما أشارت رسالة في مجلة Life الأمريكية إلى أن القبطان قضى أيامه الأخير بوصفه مُسِناً منسيّاً بمدينة ليما في ولاية أوهايو، وعُرف باسم “سميث الصامت”.
ومن بين الأدلة التي دعمت هذا الادعاء، أن الرجل وصل إلى المدينة بعد ثلاث سنوات من كارثة تيتانيك، ولم يذكر اسماً لنفسه إلا “سميث”، وكان بعمر يقارب عمر سميث وحجمه تقريباً، وكان يحمل نوعاً من الوشوم الشائعة بين البحارة. ويبدو أن المجلة لم تكن على دراية بأنه فور وفاة سميث الصامت في عام 1915، حددت صحيفة Lima News هوية الرجل على أنه مايكل ماكينا.
قبطان تيتانيك المختفي في نظر القانون!
في أعقاب الكارثة مباشرة، صوَّرت الصحف سميث بوصفه بطلاً: القبطان الشجاع الذي غاص مع سفينته. وبالنسبة للشرير، كان هناك جاى بروس أيزماي، رئيس شركة White Star، الذي نزل في قارب نجاة واتُّهم بالضغط على سميث للحفاظ على سرعة متهورة.
في التحقيقات البريطانية والأمريكية التي تلت ذلك، ظهرت صورة أعقد. حيث اتُّهم سميث بتجاهل تحذيرات من الجليد أصدرتها السفن الأخرى، وبالفشل في تقليل سرعة السفينة لتلائم الظروف الواقعية.
لكن برَّأه التحقيق البريطاني بشكل أساسي، قائلاً إنه لم يفعل شيئاً لم يفعله القادة الآخرون. أما التحقيق الأمريكي فكان أشد قسوة في حكمه. إذ اتهم ويليام ألدن، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ميشيغان الذي ترأس لجنة التحقيق في مجلس الشيوخ، سميث قائلاً إن “عدم اكتراث كابتن سميث للخطر كان أحد الأسباب المباشرة والمساهمة في هذه المأساة غير الضرورية”.
لكن السيناتور أشاد به أيضاً؛ لـ”تحمُّله الرجولي واهتمامه الرقيق بسلامة النساء والأطفال الصغار”، وكذلك “إقدامه على الموت”.
أحدث النظريات: ظاهرة الأضواء الشمالية قد تكون السبب وراء غرق سفينة التيتانيك
لغز غرق سفينة التيتانيك
شهدت ليلة 14 أبريل/نيسان عام 1912 وقوع واحدة من أسوأ الحوادث البحرية وربما أشهرها في التاريخ عندما اصطدمت سفينة الركاب الإنكليزية “آر إم إس تيتانيك” بجبل جليدي وغرقت في شمال المحيط الأطلسي. أسفرت تلك الحادثة عن وفاة ما يقرب الـ1500 شخص على متنها من الركّاب وأفراد الطاقم البالغ عددهم 2240 شخصاً.
لكن اللغز المحير حتى يومنا هذا هو: ما الذي سبب غرق هذه السفينة العظيمة التي كانت تعتبر من أعظم السفن التي صنعت عبر التاريخ؟
قد تتفاجأ إن علمت أن أحد الظواهر الطبيعية الأجمل على الإطلاق قد تكون المسؤولة عن سبب غرق هذه السفينة وموت آلاف الركاب. لنتعرف على أحدث التفاسير لغرق سفينة التيتانيك كما ورد في الموقع الأمريكي All That Is Interesting.
الأضواء الشمالية أعاقت عملية إنقاذ التيتانيك
تشير دراسة جديدة الآن إلى أنَّ تشويش ناجم عن ظاهرة الأضواء الشمالية (المعروفة أيضاً بـ “الشفق القطبي” أو الأضواء القطبية) في تلك الليلة المصيرية ربما ساهم في كارثة غرق السفينة.
فقد أفاد موقع “Live Science” الأمريكي أنَّ ميلا زينكوفا، الباحثة في الظروف المناخية والمصوّرة الفوتوغرافية، فحصت الأحوال الجوية في ليلة غرق السفينة “تيتانيك”. ووفقاً لروايات شهود عيان من الناجين وسجلات السفينة، فإنَّ الخطوط الملونة الزاهية للأضواء الشمالية شوهدت بقوة في السماء ليلة حدوث مأساة غرق “تيتانيك”.
ذهبت الدراسة، التي نُشرت بمجلة Weather في أغسطس/آب عام 2020، إلى افتراض أنَّ المجال المغناطيسي الأرضي للأضواء الشمالية ربما تداخل مع النظام الملاحي الخاص بالسفينة “تيتانيك” وكذلك اتصالاتها، الأمر الذي على الأرجح أعاق جهود الإنقاذ اللاحقة.
ما هي طبيعة الأضواء الشمالية وكيف تؤثر على الإشارات الكهربائية
وفقاً لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا“، تتشكّل ظاهرة الأضواء الشمالية في السماء ليلاً بسبب العواصف الشمسية التي تولّدها الشمس. تحتوي العواصف الشمسية على أكوام من الجسيمات المشحونة التي تكون أحياناً قوية بما يكفي لقطع المسافة الطويلة إلى الأرض. عندما يلتقي هذا الغاز الحامل لشحنة كهربائية بالغلاف الجوي للأرض وينتقل عبر المجال المغناطيسي للكوكب، فإنَّه يتفاعل مع غازات الغلاف الجوي مثل الأكسجين، ثم يتوهج مُشكّلاً أضواء باللون الأخضر والأحمر والأرجواني والأزرق.
قد تتداخل تلك العواصف أيضاً مع الإشارات الكهربائية والمغناطيسية لكوكب الأرض، مُسبّبة حدوث طفرات وحالات تشويش.
ذكرت ميلا زينكوفا في ورقتها البحثية أنَّه في حال كانت العاصفة الشمسية أو العاصفة المغناطيسية الأرضية (العاصفة الجيومغناطيسية) قوية بما يكفي لإنتاج الشفق القطبي، فقد تكون هذه الطاقة المغناطيسية نفسها قوية بدرجة كافية للتأثير على أنظمة الملاحة والاتصالات على متن سفينة “تيتانيك” البالغ طولها حوالي 269 متراً، وكذلك على متن أي سفن أخرى قادمة لمساعدتها.
قال جيمس بيسيت، أحد ضباط سفينة “آر إم إس كارباثيا” التي نجحت في إنقاذ عدد من ركّاب “تيتانيك”، في تسجيلاته عن ليلة الإنقاذ: “لم يظهر قمر في السماء، لكن الأضواء الشمالية كانت تبرق مثل أضواء قمر قادمة من جهة الشمال”.
وأفاد بيسيت أنَّه كان لا يزال بوسعه رؤية “الأضواء الشمالية باللون الخضراء” حتى عندما وصلت السفينة “كارباثيا” لإنقاذ الناجين بعد خمس ساعات لاحقة.
الأضواء القطبية حرفت السفينة عن مسارها ودفعتها للاصطدام بالجبل الجليدي
كتب لورانس بيسلي، أحد الناجين القليلين من تلك المأساة، عن أشعة ضوئية متوهجة “ظهرت في شكل أقواس عبر السماء الشمالية، مع شرائط ضوئية باهتة تتجه نحو النجم القطبي (نجم الشمال)”. بالنسبة إلى ميلا زينكوفا، يبدو هذا وصفاً واضحاً للأضواء الشمالية.
قدّمت الدراسة السابقة حُجّة قوية مفادها أنَّ ظاهرة الأضواء الشمالية حدثت ليلة غرق السفينة “تيتانيك”، مشيرة إلى أنَّ القوة المغناطيسية الأرضية لتلك الظاهرة أثّرت سلباً على أنظمة الملاحة بالسفينة، وربما قادتها مباشرةً نحو الجبل الجليدي، إذ إنّ مجرّد حدوث انحراف بسيط عن المسار بمقدار 0.5 درجة سيكون كافياً لتوجيه السفينة نحو تصادم قاتل، ويُحتمل أن يكون التداخل المغناطيسي قد تسبَّب في مثل هذا الخطأ في بوصلة السفينة.
كتبت ميلا: “يبدو أنَّ هذا الخطأ الطفيف ظاهرياً كان سيصنع الفارق بين الاصطدام بجبل الجليد وبين تجنّبه”.
إشارات لاسلكية غريبة ليلة الغرق
تشير تقارير واردة عن نفس ليلة الكارثة إلى إشارات لاسلكية “غريبة” سمعها طاقم التشغيل على متن سفينة “آر إم إس بالتيك”، وهي سفينة أخرى جاءت لإنقاذ “تيتانيك”. لكن بعض إشارات الاستغاثة، التي أطلقها طاقم سفينة “تيتانيك”، لم تُسجّل حتى على أجهزة استقبال سفن أخرى، وقد ورد أيضاً أنَّ السفينة “تيتانيك” فشلت في تلقي عدد من الاستجابات.
عزا باحثون في السابق هذا الفشل في الاتصال إلى السلوكيات غير الواعية للمواطنين العاديين الذين لديهم أجهزة راديو لاسلكية.
لكن ميلا افترضت خلاف ذلك، قائلة: “يشير التقرير الرسمي لغرق تيتانيك إلى أنَّ عُشّاق راديو الهواة قد تسبّبوا في حدوث تداخل في الإشارات بالتشويش على الموجات الهوائية. ومع ذلك، لم يكن لدى هؤلاء في ذلك الوقت معرفة كاملة بهذا التأثير الذي قد تحدثه العواصف الجيومغناطيسية على غلاف الأرض واضطراب الاتصالات”.
حريق على متن السفينة سبق ليلة الحادثة وسارع في هلاك السفينة
افترضت نظرية أخرى، على نحوٍ منفصل، أنَّ ثمة حريقاً نشب على متن السفينة قبل ليالٍ من الحادث ساهم في غرقها. على الرغم من اتفاق معظم المؤرخين على أنَّ الاصطدام بالجبل الجليدي هو السبب الفعلي في غرق السفينة، ربما كان الضرر السابق الذي ألحق بالسفينة قد أدى إلى تسريع هلاكها.
يبدو الأمر كما لو أنَّ عاصفة كاملة من النَكَبات، سواء حريق أو تشويش جيومغناطيسي محتمل أو انحراف عن المسمار بسبب الأضواء القطبية، حسمت مصير “تيتانيك” بالغرق.
كان يُمكن أن تكون سفينة تيتانيك ناقلة جنود في الحرب العالمية الأولى لولا الغرق
في الحرب كل شيء مباح وكل شيء أيضاً ملك للجيش. وبهذه النظرية الحربية كان يمكن أن تكون سفينة تيتانيك ناقلة جنود في الحرب العالمية الأولى، إذ احتاجت البحرية الملكية البريطانية إلى المزيد من ناقلات القوات عندما اندلعت الحرب، لأنها لم يكن لديها ما يكفي من ناقلات الجنود، وكانت سفينة ركاب كبيرة مثل تيتانيك مثالية للأمر.
في الحرب كل شيء مباح وكل شيء أيضاً ملك للجيش. وبهذه النظرية الحربية كان يمكن أن تكون سفينة تيتانيك ناقلة جنود في الحرب العالمية الأولى، إذ احتاجت البحرية الملكية البريطانية إلى المزيد من ناقلات القوات عندما اندلعت الحرب، لأنها لم يكن لديها ما يكفي من ناقلات الجنود، وكانت سفينة ركاب كبيرة مثل تيتانيك مثالية للأمر.
وتاريخياً، كان هناك العديد من الحالات التي تحولت فيها الأدوات والابتكارات المدنية إلى الخدمة العسكرية. من بين الأمثلة الأكثر شهرة “سيارات مارني للأجرة“، التي دفعت فرنسا بها جنودها إلى الخطوط الأمامية في الحرب العالمية الأولى.
سفينة تيتانيك ناقلة جنود في الحرب العالمية الأولى.. حال أنها لم تغرق!
لعبت السفن العابرة للمحيطات دوراً هاماً كـ “ناقلات جنود” إلى حد كبير. وفي حين كانت البحرية الملكية البريطانية أكبر قوة بحرية على الكرة الأرضية خلال الحرب العالمية الأولى، إلا أنها في الواقع لم يكن لديها ما يكفي من ناقلات الجنود. وعندما اندلعت الحرب، استخدمت بريطانيا العظمى بعض أشهر -ناهيك عن أفخم- السفن العابرة للمحيطات في الخدمة العسكرية.
وشمل ذلك RMS Olympic، وهي السفينة الشقيقة لسفينة تيتانيك. ولو لم تصطدم السفينة تيتانيك بجبل جليدي في 15 أبريل/نيسان 1912 وتغرق أثناء عبورها الأول عبر الأطلسي، فمن المحتمل جداً أنها كانت ستصبح ناقلة جنود، أو ربما سفينة مستشفى مثل شقيقتها الأخرى RMS Olympic.
بناء السفينة مثالي وقت الحرب
بنيت عابرات المحيطات لخدمة الركاب المسافرين واحتوت على العديد من الميزات التي قد تكون مطلوبة لنقل القوات، وشمل ذلك مراكب التجديف وغرف الطعام والعديد من الكبائن.
وعند تحويل السفن إلى أدوات حربية، سيكون هناك حاجة لإزالة العديد من الكماليات لزيادة المساحة إلى أقصى حد، ولكن يجب أن نتذكر أنه في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى، كانت السفن تتميز عادةً بأماكن إقامة من الدرجة الثانية ضئيلة المساحة بينما كانت الكبائن المخصصة للدرجة الثالثة أكبر قليلاً من العنابر المشتركة!
وبالنسبة للسفن التي استخدمها الجنود في الحرب العالمية الأولى، فقد أزيلت جميع الكماليات، مثل الأثاث واللوحات والبيانو وغيرها من العناصر التي لم تكن هناك حاجة إليها. وجُهزت كل مساحة متاحة بأسرة وأسرّة أطفال وحتى الأراجيح.
فيما ركبت البنادق على سطح السفينة، كما طُليت السفن بألوان تشبه خطوط الحمار الوحشي، وذلك للمساعدة في إخفاء تحديد العدو لحجم السفينة وسرعتها واتجاهها عندما تُرصد من مسافة بعيدة، وفق مجلة The National Interest الأمريكية.
سفن ملكية استخدمت في الحرب
ما يعضد نظرية أنه كان يُمكن أن تكون سفينة تيتانيك ناقلة جنود في الحرب العالمية الأولى حال أنها لم تغرق أن حتى السفن الملكية استخدمت لنقل الجنود في الحربين العالميتين.
فخلال الحرب العالمية الثانية، خدمت كل من RMS Queen Elizabeth و RMS Queen Mary كناقلات جنود، كما استخدمت البارجة HMS Queen Elizabeth من نوع سوبر دريدنوت، لنقل الجنود في الحرب العالمية الأولى والثانية، ما يعني أن سفينتين حملتا اسم الملكة إليزابيث الأولى لعبتا دوراً في الحرب.
آخر عابرة للمحيطات حُولت إلى ناقلة جنود كانت Queen Elizabeth 2 من صناعة شركة Cunard Line، والتي استولت عليها الحكومة البريطانية خلال حرب فوكلاند في عام 1982.
كما هو الحال مع عابرات المحيطات الأخرى المحولة، جُردت السفينة -التي سُميت على اسم زوجة الملك جورج السادس ولم يكن المقصود بالتسمية الملكة إليزابيث الثانية الحالية- من جميع الكماليات والأعمال الفنية ووسائل الراحة للركاب، وهُيئت للسماح للمروحيات بالهبوط على السفينة. وكان ذلك ضرورياً لأن جزر فوكلاند تبعد مسافة 12 ألف كيلومتر عن بريطانيا ولم يكن هناك موانئ قريبة متاحة للتزود بالوقود.
سفن نقلت آلاف الجنود، وأخرى ملكية قُصفت وغرقت
لم تنجُ كل السفن من الحرب، حتى الملكية منها. ففي حين أن السفينة البريطانية المعاد تسميتها HMHS Britannic (سفينة مستشفى جلالة الملكة) لم تنج من الحرب، حيث ضربت بلغم وغرقت قبالة اليونان في عام 1917؛ فقد نجحت RMS Olympic في نقل أعداد لا حصر لها من القوات عبر المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
لكن في 12 مايو/أيار 1918، اصطدمت السفينة عن عمد وأغرقت الغواصة الألمانية يو-103، والتي كانت تحاول إغراق عابرة المحيطات.
لكن قصص أخرى كانت ناجحة بالنسبة للبحرية الملكية البريطانية، فقد حملت سفينة Queen Elizabeth 2 أكثر من 3 آلاف جندي مع 650 من طواقم المتطوعين خلال مدة عملها.
وللنجاح في هذه المهمة أخفت البحرية البريطانية موقع السفينة عبر تغطية فتحاتها وإيقاف الرادارات داخلها. وقد تمكنت السفينة من تجنب الالتحام مع العدو وعادت إلى المياه البريطانية عندما انتهت الحرب، ورغم ذلك كانت سفينة Queen Elizabeth 2 من أواخر عابرات المحيطات التي تُستخدم كناقلات جنود.
الجبل الجليدي لم يكن السبب الوحيد.. تفاصيل في كارثة تيتانيك
قصة نعرفها جميعاً.. في ليلة قاسية في العام 1912، اصطدمت سفينة تيتانيك بجبلٍ جليديّ، وانقسمت إلى نصفين، ثم غرقت في أعماق مياه شمال المحيط الأطلسي القارسة، آخذةً معها حوالي 1500 شخص كانوا على متنها وفق موقع All That’s Interesting الأمريكي.
لكن ماذا لو لم يكن الجبل الجليديّ وحدَه هو السبب؟ تعيد نظرية جديدة حول نشوب حريق على سفينة تيتانيك إلقاءَ جزءٍ من اللَّوم في هذه المأساة على عامل آخر غير الجبل الجليدي.
الرحلة المشؤومة الأولى لتيتانيك في عام 1912
في 10 أبريل/نيسان عام 1912، أبحرت السفينة آر إم إس تيتانيك من ميناء ساوثهامبتون بإنجلترا، وعبرت المحيط الأطلسي متَّجهةً إلى مدينة نيويورك.
استقرّ قصة نعرفها جميعاً في كبائنهم الفاخرة، بينما امتلأت الطوابق السفلى بالعامّة، في انقسام طبقيّ خلّده الفيلم الملحميّ الذي أخرجه جيمس كاميرون. كان الجميع مبتهجين لكونهم على متن السفينة المثيرة للإعجاب عندما غادرت الميناء في رحلتها الأولى.
كانت أكبر سفينة في وقتها، وشُيِّدت بصورة مثيرة للإعجاب، جعلتها موضعَ إشادة بوصفها غير قابلة للغرق.
بعد أربعة أيام، في تمام الساعة 11:40 قبل منتصف الليل، اصطدمت السفينة “غير القابلة للغرق” بجبلٍ جليديٍّ جنوب جزيرة نيوفاوندلاند الكنديّة. بعد مرور أقل من 3 ساعات كانت السفينة في طريقها إلى قاع المحيط. لم ينجُ إلا حوالي 700 شخص من ركاب السفينة، المُقدّر عددهم بحوالي 2224 راكباً، من بينهم أفراد الطاقم.
نظرية حريق تيتانيك
رغم مرور أكثر من مئة عام على ذلك اليوم المشؤوم، فإنه ما زال الكثير منا مذهولاً من هول هذه الفاجعة.
أقرّ معظم المؤرخين وخبراء الشؤون البحرية بأن الجبل الجليديّ كان مسؤولاً عن غرق تيتانيك. وبرغم استمرار ظهور التفسيرات البديلة المقنعة، فإن الغموض يشتدّ مع مرور السنوات.
طرح الصحفي الأيرلندي سينان مولوني أحدث نظرية في سلسلة طويلة من النظريات التي تُعيد النظر فيما حدث. في الفيلم الوثائقي Titanic: The New Evidence الصادر في عام 2017، يقول مولوني إن اندلاع حريقٍ كان من الأسباب التي أدّت إلى المصير المروِّع للسفينة.
يقول مولوني إن هناك صوراً عَثر عليها أحد أحفاد مدير الشركة التي شيّدت السفينة المشؤومة، وباعها لاحقاً لمولوني، يقول إنها مهمة جداً، وتعتبر كنزاً يقلب المعادلة.
في إحدى الصور الرئيسية المعروضة في هذا الفيديو يمكنك أن ترى خطاً أسود بطول 30 قدماً على هيكل السفينة في أثناء مغادرتها ميناء بلفاست، في 2 أبريل/نيسان 1912، (قبل أسبوع فقط من إبحارها من ميناء ساوثامبتون في رحلتها الأولى المشؤومة).
وفقاً لتحليلٍ أجراه مهندسون في كلية لندن الإمبراطورية، ربما تسببت النيران التي كانت مشتعلةً في مستودع الفحم بالسفينة في هذه الكارثة، وذلك بإضعاف السفينة حتى قبل أن تبدأ رحلتها.
يوضح مولوني أن وجود الحريق وُثِّق قبل وقت طويل، لكنهم قلَّلوا من شأنه. ويرى الصحفي أن السفينة قد أبحرت بالرغم من الحريق، وأن من كانوا يعلمون بأمره أبقوا الأمر سراً لتجنّب حدوث فضيحة علنية.
يعتقد مولوني أن طاقم السفينة حاول إخلاء مستودع الفحم المحترق بنقله إلى أفران السفينة، وهو ما يجعل السفينة نفسها تنطلق بشكل أسرع. وعندما اصطدمت السفينة بالجبل المشؤوم حدث ذلك في مكان قريب للغاية من الجزء الذي كان ضعيفاً بالفعل، ما تسبب في غرق السفينة بشكل أسرع.
بالتالي، تقول النظرية إن كلاً من سرعة السفينة وهيكلها المتضرر تسبّبا في زيادة تأثير الجبل الجليدي عليها أثناء الاصطدام، ومن ثمّ أسهم ذلك في غرقها.
تأييد لنظرية حريق تيتانيك
بخلاف الصور نفسها هناك العديد من الروايات الحالية لشهود العيان التي تدعم هذه النظرية. يشير مولوني كذلك إلى تحقيق رسمي أجراه مسؤولون بريطانيون في عام 1912، يفيد بنشوب الحريق، لكنهم قللوا من أهميته بشكل كبير.
ووفقاً لمقال نشرته صحيفة New-York Tribune، بعد أيام قليلة من وصول الناجين إلى اليابسة، كان الحريق لا يزال مشتعلاً عندما أبحرت السفينة من ساوثامبتون.
في الوقت الحالي، يدعم بعض الخبراء هذه النظرية، مثل مهندس بحري يُدعى ريتشارد دي كيربيتش، وهو يتّفق مع أن الحريق كان من شأنه أن يدمّر حاجز السفينة بالتأكيد، وجعلها أضعف إزاء اختراق جبل الجليد هيكلها.
وقال الخبير: “هذا الاكتشاف بمثابة إلهام، وقد يُغيّر ما نعرفه عن تاريخ ما حدث”.
نقدٌ وإجماع
لكن لا يبدو أن الجميع مقتنعون بذلك؛ إذ يُقلل بعض المتشككين من شأن هذا التفسير باعتباره واحداً من العديد من نظريات المؤامرة، التي تتراوح بين النظرية المثيرة للسخرية التي تقول إن (مومياء مصرية لعنت السفينة)، إلى (تخطيط المصرفي المليونير الشرير جي. بي. مورغان لهلاك السفينة لإطاحة أعدائه الذين كانوا على متنها).
ويبقى هو الحال بالنسبة للعديد من الألغاز التاريخية، قد تكون الحقيقة الكاملة فُقدت في الماضي. غير أن التخمينات والتحقيقات المستمرة هي دليل على الأهمية الكبيرة لهذه المأساة التي حدثت في القرن العشرين، والتي ما زالت تثير دهشة العامّة والدارسين على حدّ سواء حتى يومنا هذا.
إل بالبانيرا.. تيتانيك إسبانية اجتاحها وباء قاتل، وحاول ركابها قتل قبطانها وأغرقها الإعصار
جميعنا نعرف سفينة تيتانك الشهيرة، التي صُنع من قصتها واحد من أجمل الأفلام الرومانسية، وإذا كنا نظنّ أنها السفينة الوحيدة التي شهدت مأساة مروعة فنحن مخطئين، إذ إنّ هناك كارثة لا تقل شأناً عنها وهي كارثة سفينة إل بالبانيرا الإسبانية.
جميعنا نعرف سفينة تيتانك الشهيرة، التي صُنع من قصتها واحد من أجمل الأفلام الرومانسية، وإذا كنا نظنّ أنها السفينة الوحيدة التي شهدت مأساة مروعة فنحن مخطئين، إذ إنّ هناك كارثة لا تقل شأناً عنها وهي كارثة سفينة إل بالبانيرا الإسبانية.
سفينة إل بالبانيرا الإسبانية
رغم أنها لم تنل الشهرة التي نالتها تيتانيك إلا أنه من المجحد حقاً ألا يعرف الناس قصتها خاصة أنها شهدت أحداثاً مروعة بدءاً من إصابة ركابها بوباء الإنفلونزا الإسبانية القاتل إلى تعرضها لإعصار نسفها عن بكرة أبيها.
وباء الإنفلونزا الإسبانيّة
انتشر في أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوروبا والعالم بين عامي 1918 و1920 فيروس الإنفلونزا مخلفاً وراءه ملايين الضحايا، وأكثر من إجمالي من قتلوا من جراء الحربين العالميتين سوياً، إذ تشير التقديرات إلى وفاة واحد من بين كل خمسة مصابين نتيجة الإصابة، وفق موقع ABC الإسباني.
وعلى الرغم من أن هذا الوباء قد عُرف في التاريخ باسم الإنفلونزا الإسبانية، لكن الحقيقة هي أنه بدأ في فورت رايلي بولاية كانساس الأمريكية بين شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان عام 1918.
ارتبط اسم هذا الوباء بإسبانيا بسبب الاهتمام الخاص الذي كرسته الصحافة الإسبانية للوباء، والذي فاق الاهتمام الذي حازه الوباء من البلدان المشاركة في الحرب العالمية الأولى، التي فرضت رقابة على انتشار المعلومات حتى لا تُضعف معنويات جنودها.
تشير التقديرات إلى إصابة حوالي 8 ملايين إسباني، ووفاة 300 ألف حالة. وقعت واحدة من أكثر الحوادث المرتبطة بهذا الوباء إثارة وأقلها شهرة في البحر، أثناء عودة إحدى رحلات الباخرة بالبانيرا، وهي مأساة مرّ عليها الآن قرن بأكمله.
رحلة إل بالبانيرا من برشلونة إلى هافانا
كانت إل بالبانيرا سفينة بخارية، تزن حوالي 12500 طن وطولها أكثر من 120 متراً. لم تكن عابرة محيطات، ولم تكن باخرة مُعدَّة للإبحار لمسافات طويلة كتلك التي يركبها المشاهير وأصحاب الملايين؛ بل كانت أقل من ذلك بكثير؛ مجرد باخرة تجمع بين البضائع والركاب.
كانت تلك الباخرة واحدة من وسائل النقل الرئيسية التي يستخدمها المهاجرون للسفر بين إسبانيا وجزر الأنتيل في البحر الكاريبي.
كانت هذه السفينة تغادر من برشلونة واتخذت مساراً منتظماً يربطها بميناءي سانتياغو دي كوبا وهافانا، ما كان يجعلها تتوقف مؤقتاً في ملقة وقادس وموانئ جزر الكناري وفي بورتوريكو.
كان بإمكان الركاب الاختيار بين تذاكر الدرجة الأولى -الفاخرة والمُفضَّلة- والثانية والثالثة أو تذاكر المهاجرين، وهؤلاء لم تكن لهم مقصورات أثناء السفر. حتى نتمكن من فهم الفرق، يكفي ذكر حقيقة واحدة؛ كانت ثمن مقصورة الدرجة الأولى 1250 بيزيتا (عملة إسبانيا السابقة)، بينما كان المهاجرون يدفعون 75 بيزيتا فقط.
كانت ظروف النظافة الصحية بالنسبة للمهاجرين مريعة، وكانت الحياة على سطح السفينة شنيعة إذ كانوا مُعرَّضين لسوء الأحوال الجوية للطقس. أما المراحيض فلا حاجة لوصفها.
وباء على ظهر السفينة
في يوليو/تمّوز 1919 -خلال ذروة انتشار وباء الأنفلونزا- صعد 1600 مسافر من ميناء هافانا، على الرغم من أن إل بالبانيرا كانت مخصصة لـ 1200 مسافر فقط.
اضطر العديد منهم إلى البقاء على سطح السفينة لمدة أسبوعين، ما جعلهم يعانون من قسوة الطقس ونقص الغذاء.
أدت هذه العوامل، إلى جانب الاكتظاظ وانعدام النظافة، إلى انتشار وباء الإنفلونزا المروِّع على متن السفينة، وأصيب كثيرون لكن مات منهم ثلاثون راكباً فقط. ولتجنب ما هو أسوأ، اختار القبطان والطبيب رمي الجثث في البحر.
تصاعد الغضب بين الركاب إلى درجة أنهم حاولوا قتل القبطان. وأخيراً، تمكنت السفينة من الوصول إلى لاس بالماس حيث طُرد القبطان وحوكم مع الطبيب. وتولى رامون مارتن كورديرو ،(34 عاماً)، مهمة قيادة السفينة إلى وجهتها.
غرق بالقرب من كوبا
في العاشر من أغسطس/آب 1919، غادرت إل بالبانيرا ميناء برشلونة مرة أخرى إلى جزر الأنتيل، وبعد التوقف في جزر الكناري، كان على متنها 1142 مسافراً و88 من أفراد الطاقم.
وفي الخامس من سبتمبر/أيلول، وصلت إلى مدينة سانتياغو دي كوبا، بعد رحلة طويلة خيّم عليها الهدوء.
على الرغم من أن معظم الركاب كانوا يحملون تذكرة سفر إلى هافانا، قرر 742 راكباً النزول في سانتياغو دون سبب واضح.
في ذلك الوقت كان هناك إعصار وشيك، لكن القبطان الشاب كان يأمل في الوصول في الوقت المناسب إلى العاصمة الكوبية لتجنب هذا الإعصار.
للأسف، لم تكن حساباته دقيقة، ففي العاشر من سبتمبر/أيلول، حلَّت الكارثة؛ إعصار مداري وصلت رياحه إلى 240 كم/ساعة، حال دون وصول السفينة بسلام كما كان يأمل، ما تسبب في غرقها ومقتل 488 شخصاً. ومن المثير للاهتمام، أنه كان الإعصار الوحيد الذي وقع في عام 1919، فهل تستحق هذه القصّة أنّ يصنع فيلماً لأجلها؟
قصة اللوحة النادرة التي غرقت مع حطام تيتانيك ونجا صاحبها
الحمَّام الشركسي”، التي عُرِفَت أيضاً في وقت مبكر باسم “مستحمة”، عرضت في بدايات المسار المهني لبلوندل، ومع ذلك فقد استغرقت امرأة الاستحمام الشركسية سنوات قليلة لتلفت النقاد.
عندما بدأت السفينة المنكوبة تيتانيك رحلتها الأخيرة قبل أن تختفي تحت سطح البحر في يوم اثنين قبل 107 سنوات، كانت أنشطة أخيرة تجري على سطح السفينة.
عرف أوريتز هاكان بيورنسترم ستيفانسون هذه اللحظات الأخيرة جيداً للغاية، فقد عاشها بنفسه. أنقذت حياته في اللحظة الأخيرة بقفزة محمومة في قارب نجاة قريب، عندما بدأت تيتانيك في الغرق، لكن 1517 من الركاب والطاقم لم يحالفهم الحظ.
ولم يحالف ممتلكه الثمين، لوحة زيتية للرسام الفرنسي الشهير ميري جوزيف بلوندل من القرن التاسع عشر.
تحفة بلوندل الغارقة
بحسب ما نشره موقع The Daily Beast الأمريكي؛ ظهرت لوحة “La Circassienne au Bain – الحمَّام الشركسي”، التي عُرِفَت أيضاً في وقت مبكر باسم “مستحمة”، لأول مرة في صالون باريس لعام 1814، في بدايات المسار المهني لبلوندل، ومع ذلك فقد استغرقت امرأة الاستحمام الشركسية سنوات قليلة لتلفت النقاد.
لكن في عام 1912، وصلت إلى ذروتها، عندما أصبحت أغلى قطعة من الممتلكات الغارقة مع سفينة الأحلام، على الأقل وفقاً للمطالبات المقدمة.
ابتداءً من أواخر القرن السابع عشر، كان صالون باريس السنوي المكان المناسب للفنانين لعرض أعمالهم في فرنسا. كانت الصالونات التي ترعاها الدولة هي المكان الذي يُكتَشَف فيه الفنانون الجدد، ويُعزِّز الفنانون المعروفون سمعتهم، ويُدعَى الجمهور للانضمام إلى الحوارات الثقافية.
أصبح بلوندل في نهاية المطاف واحداً من رسامي الكلاسيكية الجديدة الذين يحظون بالاحترام في فرنسا. وعلى امتداد حياته المهنية الطويلة، كان يستقبل اللجان الفنية العامة التي تواصل تزيين بعض أهم المباني في فرنسا، بما في ذلك متحف اللوفر وقصر فرساي.
وقد كرم ببعض أهم الجوائز الكبرى في وقته، وبالتحديد جائزة سباق روما عام 1803 (بكرم من لويس الثامن عشر) وجوقة الشرف بعدها بعقدين من الزمن (بفضل تشارلز العاشر)، وعين في مناصب أكاديمية مرموقة.
كل ما نعرفه عنها جاءنا من نسخة!
لكن في ذلك الوقت المبكر من حياته المهنية عام 1814، فإنه كان سعيداً للغاية بالتأكيد عندما قبلت أربعة من لوحاته للعرض في قاعات اللوفر، في صالون باريس السنوي. كان من بينها “الحمَّام الشركسي”.
في البداية، كانت الخسارة التاريخية لهذا العمل على تيتانيك شبه كاملة. لم تغرق اللوحة الأصلية في البحر فحسب، بل كانت المعلومات عنها محدودة، كيف كان شكلها، أوصافها قليلة، ولم تكن هناك نسخ أو صور فوتوغرافية للرسم الأصلي، سوى تقليد واحد فقط.
لكن في أوائل عام 2010، أجرى فنان يعمل بالاسم المستعار “جون باركر”، بحثاً موسعاً حول أعمال بلوندل المفقودة، ورسم نسخة من “الحمَّام الشركسي”، بيعت بالمزاد العلني من قبل قاعات بليموث للمزادات عام 2016، مقابل 2,700 جنيه إسترليني (نحو 3,530 دولار). ولم يستجب الفنان لطلب مقابلة أُرسل عبر دار المزادات، الذي رفض أيضاً التعليق على هذه المقالة.
يُظهر تقليد باركر أجواءً كلاسيكية من حمَّام في الهواء الطلق، رسم فيه بلوندل امرأة شركسية عارية تدخل الماء بقدم واحدة، والأخرى متوازنة خلفها، لتظهر شخصية مرتبة على الطراز اليوناني التقليدي.
رداء المرأة الزمردي الأخضر ملقى فوق الجدار الخرساني القصير خلفها، تتطلع هي تجاهه إلى الجانب بينما تمد ذراعها، وكلاهما يظهران شخصيتها، وتوفر لها لفتة إزالة الأوشحة الحريرية الشفافة المتبقية لمسة من الحياء.
رغم عريها، فإن شعر المرأة لا يزال مرفوعاً ومضموماً بشكل متقن، أذنها مزينة بحلية صغيرة لامعة. الأشجار والأوراق اليانعة تحف الجدران المفتوحة للحمَّام.
بلوندل على متن تايتانيك!
عندما عرض بلوندل هذا العمل عام 1814، كان قد عاد إلى فرنسا منذ بضع سنوات فقط، بعد انقطاعه لدراسة الفن في إيطاليا. بعد ثلاث سنوات، فاز بميدالية ذهبية في الصالون، لكن عام 1814، واحدة على الأقل من اللوحات الأربع، تلك التي كان مصيرها أن تدفن في قبر مائي بعد قرن من الزمان، لم تلقَ مديحاً هائلاً.
كتب الفنان الفرنسي والناقد الفني فرانسوا سيرافين ديلبيك عن “الحمَّام الشركسي” ضمن مراجعته للأعمال في صالون ذلك العام: “يفتقر تصميمه ولونه إلى الحقيقة والبراعة، لا يمكننا أن نقول أي شيء لصالح هذا العمل، إلا أنه نفذ على يد فنان ماهر في الممارسة”.
كان تصريح ديلبيك يمثل الاستجابة النقدية على هذه اللوحة: “لا بأس”. لكن يقال إن هذا تغير خلال بضع سنوات، بعد سطوع نجم بلوندل. عندما وقع الجمهور في غرام المستحمة العارية، فقرر النقاد أنها ليست سيئة على أي حال. أصبح “الحمَّام الشركسي” موضع تقدير، إن لم يكن عمله الأكثر شهرة.
في مشهد مستقبلي بعد ما يقرب من قرن، متجاوزين بضعة بلدان أوروبية إلى الشمال، يدخل أوريتز هاكان بيورنسترم ستيفانسون القصة المأساوية لـ”الحمَّام الشركسي”.
عام 1912، كان بيورنسترم ستيفانسون الابن البالغ من العمر 28 عاماً لبارون سويدي ثري، وكان يستعد للسفر إلى الولايات المتحدة لمواصلة دراسته.
كان ممكناً فقط للشبان المرموقين في ذلك العام أن يحجزوا مقعداً في الرحلة الافتتاحية للتايتانيك، السفينة التي اعتبرت أكبر وأعظم ما أبحر في الماء على الإطلاق.
قبل مغادرته، اشترى بيورنسترم ستيفانسون تحفة فنية -اللوحة المبكرة للرسام الفرنسي الشهير ميري جوزيف بلوندل “الحمَّام الشركسي”- ليأخذها معه.
ما الذي جذبه إلى هذه اللوحة، وكم دفع ثمناً لها، أو لماذا قرر شراءها قبل السفر إلى أمريكا لبدء حياة جديدة، لا يعرف أحد. ما هو معروف هو أنه عندما صعد بيورنسترم ستيفانسون إلى التيتانيك بتذكرة على الدرجة الأولى، كان بلوندل معه.
لحظات الكارثة في الليلة المشؤومة
خلال الأيام الأولى من الرحلة، اندمج بيورنسترم ستيفانسون مع مجموعة من المسافرين في الدرجة الأولى، من بينهم رجل الأعمال الإنجليزي هيو وولنر. ومن شهادة وولنر خلال التحقيق الذي أجراه الكونغرس الأمريكي في الكارثة، نعرف تفاصيل ما عاشه بيورنسترم ستيفانسون في تلك الليلة المشؤومة.
مساء يوم 14 أبريل/نيسان، كان وولنر وبيورنسترم ستيفانسون في غرفة التدخين، عندما ضرب التيتانيك جبل جليدي، يقول وولنر في شهادته: “شعرنا بنوع من التوقف، نوعاً ما، ليس صدمة بالضبط، ولكن نوعاً من التباطؤ، ثم شعرنا بتمزق جعل الغرفة كلها تنحرف بشكل ما”.
بعد أخذ سترات النجاة من أماكن سكنهم، قال وولنر إن الرجلين التقيا على سطح السفينة، وبدأا في مساعدة النساء والأطفال على ركوب قوارب النجاة. وقد ذهبا أيضاً لمساعدة الضابط الأول مردوخ عندما حاول مجموعة من الرجال الاحتشاد في أحد القوارب المعلقة على جانب السفينة.
عندما امتلأت معظم القوارب وأنزلت للماء، قرر الصديقان الذهاب إلى السطح أ الواقع تحتهما بطابق واحد، للتأكد من أن جميع الركاب قد تم إجلاؤهم إلى أماكن أعلى. وقال وولنر إنه كان فارغاً تماماً من الناس:
“لقد كان مهجوراً تماماً، وبدأت الأنوار الكهربائية على طول السطح أ تتحول إلى اللون الأحمر، فقط توهج خفيف، نوع من التوهج الأحمر. فقلت لستيفانسون (هكذا ورد في الأصل):
“هذه زاوية ضيقة إلى حد ما. أنا لا أحب أن أكون داخل هذه النوافذ المغلقة. دعنا نخرج من الباب في النهاية”، وبينما خرجنا من الباب دخل البحر على سطح السفينة عند أقدامنا”.
شهد وولنر بأنهما ذهبا بعد ذلك إلى مقدمة السفينة ليستعدا للغطس في المحيط، هرباً من الغرق في السطح أ المغلق.
ما إن خرجا حتى لاحظا أن أحد قوارب النجاة الأخيرة كان لا يزال يُنزل إلى الماء. كان فراغ صغير باقياً على متن القارب، لذلك قرر الرجلان القفز إليه. (أشار مؤلفو كتاب “On a Sea of Glass” إلى أن الثنائي ربما عرفا أن هذا القارب في طريقه إلى البحر عندما كانا في الطابق الأسفل، كما عرفا أن القفز إليه سيكون بمثابة الأمل الوحيد للبقاء على قيد الحياة).
“قفز (بيورنسترم ستيفانسون) وانقلب رأساً على عقب فوق مقدمة القارب، وقد قفزت أيضاً، واصطدمت بمقدمة القارب بصدري، الذي كان عليه سترة النجاة بالطبع، وقد ارتددت نوعاً ما خارجاً وأمسكت بالمقدمة بأصابعي، وانزلقت للخلف”.
بحلول الوقت الذي استقرا فيه بسلام في الداخل، كانت التيتانيك تغرق بسرعة. جُدف بالقارب بعيداً عن السفينة المنكوبة بسرعة، قدر وولنر أنهم كانوا على بعد حوالي 150 ياردة (140 متراً تقريباً) عندما اختفت التيتانيك تحت الماء. أنقذ كلا الرجلين.
أغلى مطالبة على الإطلاق
بعد مرور ما يقرب من عام على غرق تايتانيك في الساعات الأولى من يوم 15 أبريل/نيسان 1912، ذكرت صحيفة New York Times الأمريكية أن مطالبات بأكثر من 6 ملايين دولار رفعت ضد شركة خطوط النجم الأبيض، بسبب الخسائر في الأرواح والإصابات الشخصية وفقدان الممتلكات. في الفئة الأخيرة، كانت هناك مطالبات متعلقة بمجوهرات، وكتب نادرة، وسيارات، ومجموعة من مزامير القِرب، وصورة موقعة لغاريبالدي.
لكن أغلى مطالبة على الإطلاق كانت من قبل بيورنسترم ستيفانسون، الذي طلب 100 ألف دولار (أو ما يعادل أكثر من مليونَي دولار اليوم) كتعويض عن غرق “الحمَّام الشركسي”.
ليس من الواضح حجم الأموال التي تلقاها بيورنسترم ستيفانسون. في النهاية سوّت شركة النجم الأبيض جميع المطالبات بمبلغ إجمالي قدره 664 ألف دولار فقط.
كانت ثمة نقطة واحدة مضيئة لرجل الأعمال السويدي، الذي انتهى به الأمر لاتخاذ الولايات المتحدة وطناً له.
بعد خمس سنوات من غرق السفينة تيتانيك، تزوج من امرأة عرفه عليها زميل من ركاب تيتانيك، وكان هو وولنر قد ساعدا في إنقاذها. ظلت مع بيورنسترم ستيفانسون زوجين لبقية حياتهما الطويلة.
قد تسبب الإغماء أو الموت.. لماذا يحب مُعظم الناس “رائحة البنزين”، وما أضرارها على الصحة؟
هل سبق لك أن فتحت نوافذ سيارتك في محطة الوقود لأخذ نفحة كبيرة من رائحة البنزين، ووجدت نفسك بعد ذلك الشخص الوحيد الذي يفعل ذلك؟ وهل سألت نفسك يوماً لماذا يحب الناس رائحة البنزين لهذه الدرجة على الرغم من أنّ رائحته ليست مثالية؟
أولاً، لا تقلق، لست وحدك من يفعل ذلك، ثانياً، هناك تفسير علمي معقول تماماً وراء هذه الرغبة التي تبدو غريبة.
لماذا يحب الناس رائحة البنزين؟
الوقود هو عبارة عن مزيج معقد من أكثر من 150 مركباً كيميائياً، كثير منها يشكل خطورة على صحتنا، وفقاً لما ذكره بيان الصحة العامة الصادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
المركب الذي يعطي الوقود رائحته القوية والغازية – والذي يجذب البعض منا – هو مادة هيدروكربونية تسمى أيضاً “البنزين”، التي يوفر كفاءة أفضل في استهلاك الوقود وتحسن أداء المحرك.
النظرية الأولى: الذاكرة الطفولية!
هل سبق لك أن لاحظت أنه من بين جميع الحواس، فإن حاسة الشم هي التي تعيدك إلى ذكرى خاصة جداً؟ قد تذكرك رائحة الكعك الطازج بعيد الميلاد في المنزل؛ يمكن لرائحة كتاب قديم أن تجعلك تتذكر الساعات التي قضيتها تنحني على روايتك المفضلة.
وبالتالي وعلى عكس الحواس الأخرى، فإن منطقة الدماغ التي تكتشف الروائح تقع بالقرب من المناطق المسؤولة عن المشاعر والذاكرة، لذلك، يربط دماغك الرائحة القوية بذاكرة مهمة بشكل أفضل من الحواس الأخرى.
أحد الأسباب لماذا يحب الناس رائحة البنزين هو أننا نربطها ببعض الذاكرة الطفولية العزيزة علينا، لأن مُعظم اللحظات السعيدة التي قضيناها ونحن أطفال كانت خلال الرحلات والخروجات العائلية؛ وهو أكثر مكان شممنا فيه رائحة البنزين، وهو سبب ارتباطه بالذاكرة، وفقاً لما ذكره موقع Science ABC العلمي.
النظرية الثانية: تأثيرات البنزين المبهجة للدماغ!
النظرية الثانية التي تفسر سبب إعجابنا برائحة البنزين هي أن للبنزين تأثيرات مبهجة على الدماغ، بمعنى آخر، استنشاق البنزين يمكن أن يجعلك منتشياً.
وذلك لأن استنشاق الهيدروكربونات مثل البنزين يمكن أن يخدر المستقبلات العصبية ويضغط على الجهاز العصبي المركزي، مثل التخدير.
ووفقاً لما ذكرته مجلة Discover الأمريكية، فإنّ هذا التخدير للجهاز العصبي المركزي يؤدي إلى شعور مؤقت بالبهجة، كما أنه ينتج إحساساً ممتعاً لا يختلف عن الكحول أو مجموعة من الأدوية المخدرة الأخرى.
وأضاف الموقع أن العملية البيولوجية لتخدير أعصابك من خلال استنشاق رائحة البنزين، تنشط المسار “الميزوليفي”، المعروف أيضاً باسم مسار “المكافأة” في الدماغ.
عندما تحصل أعصابك الشمية على هذه الجرعة من البنزين، فإن نظام الميزوليفبيك يعطي جرعة ممتعة من الدوبامين للدماغ، ليخبرك دماغك “نعم ، هذا جيد. افعل المزيد من هذا”.
أضرار استنشاق البنزين
شم رائحة البنزين بشكل عرضي أثناء ملء خزان الوقود الخاص بك أمر غير ضار، ولكن استنشاقه عن قصد يمكن أن يسبب الإدمان ومشاكل صحية.
ولكن في الواقع، يعتبر البنزين من المستنشقات التي يساء استخدامها بشكل شائع وهو مدمر لصحة أولئك الذين يصبحون مدمنين.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC فإنّ استنشاق بخار البنزين يمكن أن يسبب الصداع والغثيان والدوخة، كما يمكن أن تسبب المستويات المرتفعة للغاية منه الإغماء وحتى الموت.
كما يمكن أن يؤدي وجود البنزين في الهواء أيضاً إلى تهيج العينين والأنف والحلق.
أما ابتلاع البنزين فيمكن أن يتسبب في حدوث تهيج في الجهاز الهضمي وصعوبات في التنفس، كما يمكن أن يسبب نوعاً حاداً من الالتهاب، يسمى التهاب الرئة الهيدروكربوني.
وعند ملامسة البنزين السائل للجلد، فقد يتسبب ذلك في احمرار وبثور، بشكل عام، كلما طالت مدة التعرض أو زاد مستوى التعرض، زادت حدة الأعراض.