نَزَلَت الحكومة برئيسها وأطقُمِها الوِزارية إلى مطار بيروت للإشراف على وصولِ أولِ دُفعةٍ من المغتربين اللبنانيين/ على أن تُستكملَ الرِحْلات مساءَ اليوم وفي دُفعاتٍ ثانية لاحقاً وُضعت على لوائحِ العودة/ وبالنسبةِ إلى هؤلاء فإنّ الرجوعَ عن الخطر فضيلة.. لاسيما أنّ بعضَ الدول تَفتقِرُ إلى مقوّماتِ العلاج والاستشفاء وتَستغيثُ طلباً “لكمّامة”/ أما في الولاياتِ المتحدة التي لن يَشملَها قرارُ تسييرِ الرِحْلات مرحلياً، فإنّ المواطنين اللبنانيين فيها باتُوا يتحدّثون عن دولةٍ من العالم الثالث.. عن أميركا التي أصبحت تتنفّس وتتبلّس أكياسَ قُمامة.. عن صِهرِ الدولةِ العظمى الذي يَطُرُد السكانَ الأميركيين من عَقاراتِه/./ وقياساً على كلِ ألمِ الغربة/ فإنّ لبنان المرهونَ مالياً يتدبّرُ أمرَ صِحتِه ومواطنيه المقيمين والعائدين.. وأركانُ حكومتِه قدّموا اليوم شهادةً طِبيةً حَسَنة/ ووَفقاً لوِزارةِ الصحة فإنّ الفحوصَ المَخبرية التي خَضعَ لها ركّابُ الطائرة الآتية من الرياض كانت نتيجتَها سلبية/ أما نتائجُ طائرة أبو ظبي فسوف تَظهرً مساءَ اليوم/ وفيما يَعقدُ رئيسَ مجلسِ إدارةِ شركة الميدل إيست محمد الحوت مؤتمراً صِحافياً يومَ غد/ أعلن طيرانُ الشرق الأوسط تخفيضاتٍ بنسبةِ خمسينَ في المئة للطلاب اللبنانيين غيرِ القادرين على تسديدِ ثمنِ بطاقاتِ السفر/ لكنْ كلُ هذا السلوكِ الحكومي الوقور.. أَفرغته حكومةُ دياب في مجرور/ فقد مَنحت امتيازَ الإقامة للمعتدي على أملاكِ الدولة وسام عاشور.. وأَعطته براءةَ اختراع الإيدن باي.. ووَقَفَ ثلاثةٌ من وزرائِها يُسدّدونَ الشكرَ الجزيل لرجلِ المرحلة الذي وافقَ على استضافةِ العائدين في فنادقِه بأسعارٍ مقبولة/ والنزاعُ على سعرِ الغرفة هنا ليس هو المشكلة.. بل اعترافُ الحكومة برجلٍ أهان الدولة وقراراتِها ومجلسَ الشُورى فيها.. وخالفَ قراراتِها القضائية وظَلَّ يَرتفعُ في الإيدن باي ويَحرمُ الناسَ شاطئَها صيفاً.. ويُهديهم مجررَوه شتاءً/ وفي لحظةِ اعترافٍ غيرِ مؤثرة وَقَفَ الوزراءُ السادة: رمزي المشرفية، حمد حسن ومنال عبد الصمد يَتلون فِعلَ الشُكرِ لعاشور الذي في زمنِ الكورونا صار “فاعل خير”.. وبدلَ أن تُصادِرَ له الدولة عَقاراتٍ تجنّى بها على أملاكِها.. بات عليها أن تعترفَ به “ضنيناً” على المغتربين.. ومبادراً لإنقاذهم// حَجَرَ العائدونَ أنفسَهم في فنادق.. صاحبُها وَجَبَ الحجْرُ عليه قضائياً/ فكيف سيَستكمِلُ حسان دياب غداً مسيرةَ الإصلاح؟ وبأيِ قناةِ صرفٍ صِحي سوف تُرمى مبادرتُه المنزّهة البعيدةُ عن حساباتِ الأخذ والعطاءِ السياسي؟/ ومن نصائحِ الأمس ما جاءَ في مؤتمر رئيسِ التيار الوطني الحر جبران باسيل من أنه: أشرف للحكومة أن تُنجِز وتَسقُط من ألاَ تُنجِز وتَسقُط/ إذا كانَ محكوماً لها السقوط.. فلتسقط بشرف/ لكنْ.. إذا ثبّتَ دياب أقدامَه على الأرض كما فَعلَ في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، فإنّ أحداً لن يتجرّأَ على إسقاطِه.. وفي الوقتِ نفسِه فإنّه من غيرِ المتاح له تضييعُ إنجازاتِه بفنادقِ رجالِ السُوء.