دعا خطيب يوم عرفة الشيخ يوسف بن محمد بن سعيد، الثلاثاء 27 يونيو/حزيران 2023، إلى الاجتماع على المحبة والتآلف وعدم التنازع والتفرق، في حين يستعد حجاج بيت الله الحرام إلى التوجه إلى مزدلفة بعد غياب شمس اليوم، استكمالاً لمناسك الحج.
جاء ذلك في خطبة بن سعيد -وهو عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية- التي ألقاها في مسجد نمرة بمشعر عرفات غرب السعودية، بحضور حجاج بيت الله الحرام، بحسب ما ذكرته قناة “الإخبارية”.
بن سعيد قال إن “اختلاف اللغات والألوان والأعراق ليس مبرراً للاختلاف والنزاع، بل هو آية من آيات الله في الكون”، وأضاف أن “مما تتابعت النصوص (الإسلامية) على تأكيد أمر بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف”.
كما أكد بن سعيد أن “في اجتماع الكلمة صلاحاً للدين والدنيا وتحقيقاً للمصالح وزوالاً للمفاسد، وحصولاً للتعاون على البر والتقوى، ويُنصر الحق ويُدحر الباطل، ويغتاظ الأعداء وتحبط مساعي الحاقدين والمتربصين”.
أضاف خطيب عرفة: “علينا الانتباه إلى أنه متى تفرقت الكلمة دخلت الأهواء والضغائن وتضادت الإرادات فسفك الدم الحرام، واستحل المال المعصوم وانتهكت الحرمات، وصعُب على الأمة الرقي في حياتها وعسُر الالتزام بالطاعات”، ونبه إلى أن “الشريعة نهت عن الانسياق وراء الإشاعات والأراجيف التي يقصد منها تفريق الصف”.
تابع بن سعيد: “من هنا يُحذر المؤمنون من الحملات المغرضة بمختلف وسائلها وأساليبها الموجهة لتفريق الكلمة، وتأليب بعض المجتمع على بعضه”، وشدد على “وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر لتحقيق مقصد اجتماع الكلمة”، وفق قوله.
كانت رئاسة شؤون الحرمين قد أعلنت أن خطبة عرفة لهذا العام ستبث بعشرين لغة عالمية، أبرزها التركية والإنجليزية والفرنسية والفارسية والإسبانية والبرتغالية والأمهرية وغيرها، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”.
هدفت رئاسة شؤون الحرمين إلى إيصال خطبة يوم عرفة إلى أكثر من 300 مليون شخص حول العالم، بترجمة مباشرة عبر منصة “منارة الحرمين” (رسمية).
وبعد خطبة عرفة أقام الحجاج الذين توافدوا مبكراً إلى مسجد نمرة صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً؛ اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
والوقوف بمشعر عرفة في ثاني أيام الحج الستة، يأتي اقتداءً بالنبي محمد الذي وقف عليه وألقى منه خطبة الوداع الشهيرة، ويحرص الحجاج في هذا اليوم على الدعاء والتضرع إلى الله طمعاً في الرحمة والمغفرة.
يقع عرفات على الطريق بين مدينتي مكة المكرمة والطائف على بعد 10 كيلومترات من مشعر “منى” الذي يقضي فيه الحجاج يوم التروية، اليوم الثامن من ذي الحجة.
ومن المقرر بعد غروب شمس اليوم الثلاثاء أن يتوجه الحجاج إلى مزدلفة، في منتصف الطريق بين عرفات ومنى، ليناموا في الهواء الطلق، قبل بدء رمي الجمرات يوم الأربعاء 28 يونيو/حزيران 2023، أول أيام عيد الأضحى.
يُشارك الحجاج في رمي الجمرات، آخر أهم المناسك، قبل أن يتوجهوا إلى المسجد الحرام في مكة لأداء “طواف الإفاضة” حول الكعبة، في أول أيام عيد الأضحى.
يأتي هذا فيما يُقام موسم الحج هذا العام بدون أي قيود لناحية أعداد الحجاج (يُقدر عددهم بـ مليون شخص) أو أعمارهم، بعد ثلاث أعوام من تنظيم حج محدود على خلفية تفشي جائحة كورونا التي أثرت على أداء المسلمين لمناسك الحج والعمرة.
عادةً ما يكون الحج أحد أكبر التجمعات الدينية السنوية في العالم، وهو من بين أركان الإسلام الخمسة، ويتوجب على كل مسلم قادر على تأديته، أن يقوم به مرةً واحدة على الأقل.
يُذكر في 2019، شارك نحو 2,5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في المناسك. لكن تفشي فيروس كورونا أجبر السلطات السعودية على تقليص الأعداد إلى حد كبير، فشارك فيها فقط 60 ألف مواطن ومقيم عام 2021 مقارنة ببضعة آلاف عام 2020، و926 ألف حاج في 2022.