برّر مؤسس شركة “فاغنر” الأمنية الروسية يفغيني بريغوجين مُحاولة تمرّدهم على السلطات الروسية بأنه جاء لمنع القضاء على فاغنر.
والحقيقه ان الأزمة بدأت بسبب حالة تضخّم غير مسبوق للذّات عند بريغوجين زعيم “فاغنر” الذي كبر رأسه بعد انتصار قوّاته في باخموت، واعتقد أنه أحق بوزارة الدّفاع من شويغو، ومن الجِنرال فاليري غيراسيموف قائد هيئة أركان الجيش، وربّما أحق من بوتين نفسه في رِئاسة البِلاد، فأعلن التمرّد، وبطريقةٍ تنطوي على الكثير من “الحرَد” و”السّذاجة” مُعتَقِدًا أن أكثر من 150 مِليون روسي وأربعة ملايين ضابط وجُندي سيقفون خلفه، ويدعمون انشِقاقه، ويحملونه على الأكتاف ممّا يُؤكّد أنّه قد يفهم فِعلًا بالطّبخ والنّقانق، ولكنّه قطعًا ليس له علاقة بالسّياسة أو العسكريّة، خاصّةً عندما يتعلّق الأمر بدولةٍ عُظمى مِثل هزيمة نابليون وهتلر، وقد تهزم قريبًا الإمبراطورية الأمريكيّة.
لايختلف اثنان ان نظريّات المُؤامرة والتّضليل ازدهرت في الإعلام الغربي وبعض أنصار أمريكا ويُمكن حصرها في السّيناريوهات الثلاثة التالية:
-
الأوّل: أن يكون الرئيس بوتين قد أعدّ بنفسه هذه “المسرحيّة” والهدف هو الإطاحة بقادة الجيش، ووزير الدّفاع شويغو، ولهذا أوعز لقائد “فاغنر” بالتمرّد واستِخدامه كذريعةٍ لتحقيقِ هذا الهدف.
-
الثاني: إحلال قوّات أحمد الشيشانيّة التي يتزعّمها رمضان قديروف محل قوّات “فاغنر” في أوكرانيا، وربّما دُول أُخرى في إفريقيا، ولُوحظ أن هذه القوّات الشيشانيّة المعروفة بقُدراتها القتاليّة العالية، اندفعت إلى موسكو لمُواجهة زحف قوّات “فاغنر” المزعوم للدّفاع عنها.
-
الثالث: هذا التمرّد جاء كخطوة ذكيّة “لشرعنة” نقل قوّات “فاغنر” إلى بيلاروسيا (روسيا البيضاء) للقيام بمَهمّةٍ جديدة، وهي اقتِحامُ العاصمة الأوكرانيّة كييف، والسّيطرة عليها، تمامًا مثلما فعل في مدينة باخموت الاستراتيجيّة بعد حرب شوارع شرسة استمرّت تسعة أشهر، فالحُدود البيلاروسيّة لا تَبعُد إلا 40 كيلومترًا عن كييف.
مُعظم هذه السّيناريوهات الثلاثة، إن لم يكن كلّها، لا يُوجد لها أيّ أرجل يُمكن أن تقف عليها، فالرئيس بوتين الذي خرج قويًّا من هذه الأزمة القصيرة الأمَد، لا يحتاج إلى ذريعةٍ أو سببٍ لتغيير وزير دِفاعه، وقادة جيشه، بعد نجاحهم الباهِر في التصدّي للهُجوم الأوكراني المُضاد وإفشاله، أمّا إذا انتقلنا إلى السّيناريو الثاني، أيّ توفير الغِطاء لإرسال قوّات “فاغنر” إلى روسيا البيضاء، فإنّه سيناريو أقرب إلى السّذاجة، فإذا كانَ الرئيس بوتين أرسل أسلحة نوويّة تكتيكيّة إلى روسيا البيضاء، وبالاتّفاق العلني مع رئيسها لوكاشينكو حليفه الأوّل، فهل سيعجز عن إرسال قوّات هذه الميليشيا، ويحتاج إلى غطاءٍ “شرعيّ” في هذا الصّدد، والشّيء نفسه يُقال أيضًا عن السّيناريو الثّالث وهو إحلال كتائب أحمد الشيشانيّة محل ميليشيا “فاغنر” سيّئة الذّكر
قائد قوّات “فاغنر” يخرج عن صمته ويكشف تفاصيل جديدة حول “التمرّد المُسلّح” وسبب قرار التراجع الذي أُتّخذ باللحظات الأخيرة.. وبوتين يعقد اجتماعًا طارئًا مع قادة الأجهزة الأمنيه