نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مصادر عسكرية، السبت 26 أغسطس/آب 2023، أن بعض كبار الضباط في حلف الناتو سافروا قبل أسبوع إلى مكان سري على الحدود البولندية الأوكرانية للقاء القائد العسكري الأوكراني فاليري زالوجني، فيما قالت أوكرانيا إنها دمرت 4 صواريخ كروز في غارة جوية روسية.
المصادر أوضحت أن الهدف من الاجتماع الذي استمر 5 ساعات، هو المساعدة في إعادة ضبط الاستراتيجية العسكرية لأوكرانيا، ومساعدتها لكي تتقدم في هجومها المضاد وبحث خطط معركة الشتاء القادم.
وبحسب المصادر، فإن نتائج هذا الاجتماع أفضت إلى تغيير الاستراتيجية المتبعة للقوات الأوكرانية في هجومها المضاد، حيث بات التركيز على جبهة زابوريجيا.
ويأتي الاجتماع على الحدود البولندية بعد لقاء غير معلن جمع الأدميرال البريطاني توني رادكين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كييف، بهدف فهم أفضل لاستراتيجية أوكرانيا.
تدمير صواريخ كروز
وميدانياً، أفادت القوة الجوية بكييف، في وقت مبكر من الأحد 27 أغسطس/آب 2023، بأن الجيش الأوكراني دمر أربعة صواريخ كروز فوق شمال ووسط أوكرانيا في غارة جوية روسية خلال الليل.
القوات الأوكرانية قالت إنها رصدت ما يصل إلى ثمانية أهداف في الجو، لكن لم ترد تقارير حتى الآن عن ضربات. وأضافت أن بقية الأهداف ربما كانت “غير صائبة”، مشيرة إلى أن أن خمس قاذفات استراتيجية روسية شاركت في الهجوم.
وفي وقت سابق، قال قائد عسكري أوكراني لوكالة رويترز، إن القوات الأوكرانية تعتقد أنها اخترقت أصعب خطوط الدفاع الروسية في زابوريجيا (جنوب)، وستتمكن الآن من التقدم بسرعة أكبر.
القائد -الذي يستخدم الاسم المستعار “سكالا”- أضاف أن القوات الأوكرانية دخلت الآن مناطق لا توجد فيها سوى مجموعات “لوجستية روسية”، وأوضح أنه لا يتوقع أن يكون اختراق الدفاعات الروسية صعباً هناك.
وشنت أوكرانيا هجوماً مضاداً في يونيو/حزيران الماضي، لكن خطوط الدفاع الروسية التي تتمتع بجاهزية عالية ومدعومة بحقول ألغام، أبطأت تقدم القوات الأوكرانية جنوباً نحو بحر آزوف.
من جهتها، أفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن روسيا يمكن أن تكثف هجماتها شرق بلدتي كوبيانسك وليمان (شمال شرقي أوكرانيا)، بهدف التقدم غرباً إلى نهر أوسكيل، وإنشاء منطقة عازلة حول لوغانسك.
يأتي ذلك، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أسقطت طائرتين مسيرتين الأحد، في منطقتين على الحدود مع أوكرانيا.
الوزارة أضافت عبر تطبيق تليغرام أن القوات أسقطت طائرة مسيرة فوق منطقة بريانسك في غرب روسيا وأسقطت الطائرة الأخرى بمنطقة كورسك الواقعة إلى الجنوب منها مباشرة.
من هنا قد تبدأ الحرب العالمية الثالثة.. لماذا أصبح البحر الأسود أخطر مكان في العالم؟
صار البحر الأسود، أخطر مكان في العالم، حيث تتحارب روسيا وأوكرانيا بضراوة، فيما يجاورهما 3 من أعضاء حلف الناتو، المتشاطئين في هذا البحر الذي تحول أيضاَ لساحة خلفية لأنشطة الناتو الداعمة لكييف، الأمر الذي يزيد من احتمالات حدوث مواجهة بين الحلف وموسكو.
وازدادت التوترات في البحر الأسود، بعد قرار موسكو الشهر الماضي إنهاء صفقة بوساطة تركيا والأمم المتحدة تضمن مروراً آمناً للحبوب الأوكرانية، وردود كييف على هذا القرار.
وبرغم بُعده عن القتال الشرس على الجبهات الأمامية، يضع البحر الأسود روسيا ودول الناتو في نوع من القُرب الذي لا يوجد في مسارح الحرب الأخرى؛ مثل الدفاع عن كييف أو معركة باخموت؛ مما يزيد من خطر المواجهة، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.
وقال إيفو دالدر، السفير الأمريكي السابق لدى الناتو الذي يدير مجلس شيكاغو للشؤون العالمية: “صار البحر الأسود الآن منطقة نزاع ومنطقة حرب وثيقة الصلة بحلف شمال الأطلسي مثل غرب أوكرانيا”.
وفي إبريل/نيسان 2022، أغرقت أوكرانيا الطراد الروسي “موسكفا“، فيما اعتبر أكبر كارثة بحرية تلحق بدولة كبرى منذ الحرب العالمية الثانية، ويعتقد أنه كان دور أمريكي في توجيه هذه العملية عبر طائرة مراقبة بحرية دخلت أجواء البحر الأسود ووفرت بيانات استهداف دقيقة للقوات الأوكرانية لإغراق السفينة الروسية في البحر الأسود، حسبما ورد في تقرير لصحيفة the Times البريطانية.
موسكو دمَّرت موانئ أوكرانيا فردّت الأخيرة بقصف سفن روسية في البحر الأسود
وعقب الانسحاب من صفقة الحبوب، دمرت روسيا موانئ أوكرانيا على البحر الأسود لإعاقة شحنات الحبوب المحورية للاقتصاد الأوكراني، وضربت أيضاً مواقع على نهر الدانوب على بُعد بضع مئات الأمتار من رومانيا، العضو في الناتو، مما أدى إلى تصعيد المخاوف من انجرار التحالف العسكري إلى الصراع.
وردّت أوكرانيا الأسبوع الماضي بضربتين على السفن الروسية في أيام متتالية؛ في استعراض للمدى الجديد الذي تستطيع الوصول إليه بفضل الطائرات المُسيَّرة التي يمكنها ضرب الموانئ الروسية على بُعد مئات الأميال من ساحلها. وأصدرت تحذيراً من أنَّ 6 موانئ روسية على البحر الأسود ومداخلها ستُعتبَر مناطق “خطر حرب” حتى إشعار آخر.
وصرح قائد البحرية الأوكرانية، الأدميرال أوليكسي نيزبابا، “يجب أن نحمي ساحلنا بدايةً من ساحل العدو، في مايو/أيار أثناء مطالبته بردّ أقوى على ما سمّاه استبداد روسيا على المياه الدولية للبحر الأسود.
هل يستطيع الناتو دعم أوكرانيا دون التورّط في حرب مع روسيا؟
ويمكن أن يكون لمعركة السيطرة على البحر تداعيات على أسواق الطاقة العالمية والإمدادات الغذائية العالمية. ومن شبه المؤكد أيضاً أنها ستكشف عن تحديات جديدة لحلف الناتو في سعيه إلى دعم مبدأ مركزي من مبادئ القانون الدولي -وهي حرية الملاحة البحرية- دون الانجرار إلى صراع مباشر مع القوات الروسية، وهو انجرار قد يؤدي لتورط العالم في حرب عالمية ثالثة.
وسهّلت الموانئ على طول المياه الدافئة التجارة على مدار السنة. كما أتاح الموقع -وهو عند مفترق طرق جيوسياسي- لروسيا مكاناً لإبراز قوتها السياسية في أوروبا والشرق الأوسط وما وراءهما.
البحر الأسود يكتسب أهمية خاصة لبوتين والناتو
وعلى مدى سنوات، سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى زيادة نفوذ موسكو حول البحر الأسود، وضخ الأموال الحكومية في تطوير الموانئ الساحلية ومدن المنتجعات، وبناء القوة العسكرية الروسية في المنشآت البحرية في المنطقة لأسطول موسكو الجنوبي.
ويحمل البحر الأسود نفس القدر من الأهمية لحلف شمال الأطلسي، الذي يصر بوتين على أنه يحاول تدمير روسيا. وتَحِد 3 دول أعضاء – تركيا ورومانيا وبلغاريا – البحر نفسه، وتمتلك 4 موانئ مهمة مطلة عليه، بالإضافة إلى وجود 5 دول شريكة في الناتو في المنطقة؛ هي أرمينيا وأذربيجان وجورجيا ومولدوفا وأوكرانيا.
وتمثل السيطرة على البحر الأسود أحد الأهداف الواضحة لروسيا من وراء الحرب، بجانب أنها أحد أسباب ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، احتلت موسكو 3 موانئ أوكرانية رئيسية. ولغّمت المياه بكثافة وحيّدت البحرية الأوكرانية، وفرضت حصاراً فعلياً على الشحن المدني من وإلى جميع الموانئ التي تسيطر عليها أوكرانيا.
الحلف ينفذ مهام شرطة جوية، وأوكرانيا تدعوه لتحدي روسيا بحماية سفنها
وعلى الرغم من رغبة الناتو المُعلَنَة في تجنب المواجهة المباشرة مع روسيا، فإنَّ مخاطر وقوع حادث غير مقصود يخرج عن نطاق السيطرة تتزايد منذ بعض الوقت.
وتنفذ الناتو والدول الأعضاء مهام مراقبة وشرطة جوية فوق الأراضي والمياه الإقليمية لمنطقة الناتو والمياه الدولية فوق البحر الأسود، لكنهم حريصون على عدم الابتعاد عن منطقة الحرب.
لكن حلف الناتو زاد مؤخراً من عدد مهام الاستطلاع والشرطة الجوية، حسبما أعلن الحلف بعد الاجتماع الثاني لمجلس الناتو وأوكرانيا في 26 يوليو/تموز.
بينما ترفض تركيا إدخال السفن الحربية للطرفين
ودعت أوكرانيا وبعض قادة صناعة النقل البحري الحلفاء الغربيين إلى توفير مرافقين بحريين للسفن المستعدة لتحدي التهديدات الروسية، ونقل الحبوب من الموانئ في أوكرانيا، لكن هناك العديد من المشكلات التي تواجه ذلك.
من ناحية، كانت تركيا حازمة في محاولة منع حلفائها في الناتو من تصعيد التوترات مع روسيا في البحر الأسود. وقال سنان أولغن، الدبلوماسي التركي السابق ومدير مؤسسة EDAM البحثية التركية، إنَّ بلاده تحاول أيضاً إقناع بوتين بالعودة إلى صفقة الحبوب التي ساعدت في التوسط فيها، حتى لو كانت الآمال ضئيلة.
ومنذ الغزو الروسي، حظرت تركيا، التي تسيطر على الممرات من وإلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور والدردنيل بموجب اتفاقية عام 1936، السفن الحربية الروسية والأوكرانية من استخدام المضيق، وهو عمل أشادت به أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي.
لكن تركيا طلبت أيضاً من الحلفاء عدم إرسال سفنهم الحربية.
وبموجب اتفاقية مونترو التي تم إقرارها عام 1936، تسيطر تركيا على مرور السفن بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، مما يجعلها لاعباً أساسياً في الصراع الحالي بين أوكرانيا وروسيا
بالإضافة إلى السيطرة على مضيقي البوسفور والدردنيل، تمنح الاتفاقية تركيا السلطة بتنظيم عبور السفن الحربية البحرية، بما في ذلك إغلاق المضائق أمام جميع السفن الحربية الأجنبية أثناء الحرب. كما يمكن لتركيا أيضاً رفض مرور السفن التجارية إذا كانت من دول في حالةِ حربٍ مع أنقرة.
وأضاف أولغن: “لذا، فإنَّ التوتر الكامن فيما يتعلق بالطريقة التي تنظر بها الولايات المتحدة وتركيا إلى البحر الأسود، وكيف يؤطرانه ضمن المظلة الأمنية لحلف شمال الأطلسي. لكن حتى الآن، منذ أغلقت تركيا المضيق في وجه السفن الحربية الروسية، لم تحاول الولايات المتحدة الضغط على تركيا”.
كييف بات لديها أسطول طائرات مُسيَّرة بحرية حديث، الأمر الذي سيغيّر شكل المعركة
طوال أشهر، لم تكن أوكرانيا تتمتع سوى بقدرات متواضعة لمكافحة سيطرة روسيا على المياه، لكنها لم تتوقف قط عن العمل لتطوير تهديد لتحدي القوات البحرية الروسية الأقوى.
واستخدمت أوكرانيا طائرات مُسيَّرة بحرية لمهاجمة الأسطول البحري الروسي في أكتوبر/تشرين الأول. وفي ذلك الوقت، لم يكن من الواضح ما إذا كانت ستصير جزءاً ثابتاً وفعالاً من ترسانتها. لكن بعد ذلك في الأسبوع الماضي، سددت كييف ضربة خفية ومفاجئة ضد سفينتين روسيتين، وقصفت كلتيهما.
وقال بي دبليو سينغر، المتخصص في حرب القرن الحادي والعشرين في مركز أبحاث نيو أمريكا في واشنطن، إنَّ أوكرانيا تستفيد من جيل جديد مُحسّن كثيراً من أسطولها من الطائرات المُسيَّرة المحمولة بحراً.
وأضاف سينغر أنَّ التقدم السريع الذي أحرزته أوكرانيا في بناء الطائرات المُسيَّرة “يشبه وادي السيليكون تقريباً”.
الأوكرانيون ينوون ضرب موانئ روسيا على البحر الأسود
تطور النزاع في البحر الأسود له آثار اقتصادية كبيرة على العالم.
إذ ينتقل أكثر من 3% من النفط والمنتجات النفطية العالمية عبر البحر الأسود. وتاريخياً، وسجل البحر الأسود مغادرة نحو 750 ألف برميل من النفط الخام الروسي، أو 20% من صادراتها الخام، على الرغم من أنَّ البلاد خفضت هذه الشحنات إلى ما بين 400 ألف و575 ألف برميل يومياً، وفقاً لشركات تتبع الناقلات، في إطار سعي روسيا إلى تعزيز الأسعار بالتعاون مع شريكتها المُنتِجة المملكة العربية السعودية.
وأكد المسؤولون الأوكرانيون أنهم يأملون إلحاق بعض الآلام الاقتصادية بموسكو من خلال توسيع نطاق الحرب لتشمل موانئ روسيا.
وقال ميخايلو بودولاك، كبير مستشاري الرئيس الأوكراني، إنه ما دام الكرملين يرفض الامتثال للقانون الدولي، فيمكنه توقع “انخفاض حاد في الإمكانات التجارية الروسية”.
ويعني ذلك أن الأوكرانيين لا يجدون مشكلة في تصعيد التوتر بهذا البحر رغم تداعيات ذلك على العلاقة بين الناتو وروسيا والاقتصاد العالمي.
ولكن حتى الآن، أثبتت روسيا أنها مُورِّد نفط مرن.
فبعدما رفض كبار تجار النفط وشركات النفط الدولية الكبرى بيع النفط الروسي بعد غزوها لأوكرانيا، اشترت شركات تجارية وشركات شحن مُؤسَّسَة حديثاً، ومقرها الإمارات العربية المتحدة واليونان وهونغ كونغ الفائض من النفط.
وقال ديفيد غولدوين، المسؤول السابق عن قضايا الطاقة في وزارة الخارجية الأمريكية، إنَّ أسعار النفط قد ترتفع ما بين 10 دولارات إلى 15 دولاراً للبرميل إذا مُنِعَت الصادرات الروسية من البحر الأسود.
ويُتداوَل النفط الآن عند نحو 85 دولاراً للبرميل، وحافظ على استقراره حتى بعد قصف أوكرانيا لناقلة روسية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
من باتريوت إلى آيريس.. ما أنظمة الدفاع الجوي الغربية التي تحمي أوكرانيا من صواريخ روسيا وطائراتها؟
أثبتت منظومات الدفاع الجوي الغربية أنها ضرورية لأوكرانيا في صد الهجمات الروسية على البنية التحتية الحيوية والأهداف المدنية. وقال مسؤولون أوكرانيون إن منظومة الدفاع الجوية باتريوت الأمريكية الصنع، التي أُرسلت إلى أوكرانيا مؤخراً، أسقطت هذا الأسبوع صواريخ كانت تستهدف كييف، من ضمنها صواريخ متطورة كانت تستعصي في السابق على منظومات الدفاع الجوي.
وصواريخ باتريوت منظومة من عدة منظومات أرسلها الحلفاء الغربيون إلى أوكرانيا منذ الغزو الروسي الذي بدأ العام الماضي لتعزيز دفاعات كييف. وهذه المنظومات تتمتع بقدرات وتقنيات مختلفة ضرورية لحماية السماء من الصواريخ والطائرات المقاتلة والمسيّرات الإيرانية التي ترهب العاصمة، كما تقول صحيفة The Washington Post الأمريكية.
وفيما يلي عرض مختصر للمنظومات الدفاعية التي قدمها الغرب لأوكرانيا وما يمكنها فعله.
1- منظومة صواريخ باتريوت الأمريكية
منظومة باتريوت هي أكثر منظومات الجيش الأمريكي تقدماً، ويبلغ مداها قرابة 20 (32 كم) إلى 100 ميل (حوالي 169 كم)، حسب التهديد. وهي في الأصل منظومة مضادة للطائرات، لكن الطرازات الأحدث منها يمكنها أيضاً التصدي للصواريخ البالستية وصواريخ كروز والطائرات المسيرة.
وتشتمل منظومة باتريوت، إلى جانب الصواريخ، على رادارات ومحطات تحكم لتحديد وتعقب واستهداف أسلحة العدو.
ومواقع منظومتي باتريوت في أوكرانيا شديدة السرية، لكن واحدة من المنظومتين استخدمت مؤخراً لإسقاط صواريخ توجد في كييف أو حولها، وفقاً لمسؤول دفاعي أمريكي.
والاعتماد على صواريخ باتريوت سيختبر قدرة الولايات المتحدة والغرب على تحقيق التوازن بين احتياجاتهما منها ومساعدة أوكرانيا. إذ تبلغ تكلفة كل صاروخ باتريوت اعتراضي ما يقدر بنحو 4 ملايين دولار، وهذا يعني أن أي قرار بإطلاق أحدها ليس سهلاً. ويقول مسؤولون أوكرانيون إن من الاستراتيجيات التي يتبعها الروس محاولة استنفاد هذه المنظومات بإغراق السماء بأهداف، بعضها عبارة عن أفخاخ هدفها إرباك صواريخ الاعتراض، وتمرير الصاروخ الحقيقي بينها.
2- منظومة NASAM النرويجية – الأمريكية
تشتمل منظومات NASAMS- وهي اختصار للمنظومات الصاروخية الوطنية المتقدمة أرض-جو على موقع قيادة، وأجهزة استشعار، ونظام رادار وذخائر يمكن إطلاقها من حجيرة مستقلة أو من مؤخرة شاحنة. وهذه المنظومة هي المستخدمة في تأمين البيت الأبيض.
والرادار الخاص بهذه المنظومة يمكنه اكتشاف التهديدات حتى مسافة 80 ميلاً تقريباً (قرابة 129 كم)، حسب عوامل معينة مثل الطقس وحجم الهدف وارتفاعه.
وتستخدم منظومة NASAMS نفس النوع من الصواريخ المستخدمة في الطائرات المقاتلة الغربية، ولهذا فمخزون أسلحتها أرخص وأكثر توفراً من صواريخ باتريوت الاعتراضية المكلفة.
3- منظومة IRIS-T الدفاعية الألمانية
منظومة IRIS-T الألمانية تشبه منظومة NASAMS. وهي أقل درجة من منظومة باتريوت ومعدة للصواريخ التي صممت في البداية للطائرات المقاتلة.
يقول إيان ويليامز، نائب مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن متوسط مدى هذه الصواريخ حوالي 20 ميلاً (32 كم)، وهي فعالة في صد صواريخ كروز الروسية. وأضاف ويليامز: “المشكلة في منظومة IRIS-T هي توفيرها”. وقال إن ألمانيا تعهدت بإرسال مزيد منها، لكنها لا تزال في مرحلة الإنتاج.
4- منظومة The Hawk الأمريكية
منظومة هوك هي سلف الباتريوت. وبعض طرازاتها يصل عمرها إلى 50 عاماً. وهي لم تعد مستخدمة في الولايات المتحدة، لكن العديد من الدول الحليفة للولايات المتحدة لا تزال تستخدمها، مثل إسبانيا التي أرسلت المنظومة إلى أوكرانيا.
وأخرجت الولايات المتحدة بعض منظومات هوك من المخازن لإرسالها إلى أوكرانيا أيضاً. ورغم أن هذه المنظومة أقدم من المنظومات الأخرى التي تمتلكها أوكرانيا، فقد تكون مفيدة مع بعض الصواريخ الروسية محدودة الجودة.
5- شاحنات المدافع
صحيح أن مدى شاحنات المدافع أقصر بكثير من منظومات الدفاع الجوي الأخرى، إلا أن ذخيرتها تتوفر بسهولة أكبر وبسعر أرخص. وهي عبارة عن منظومة بسيطة بإمكان الجنود تشغيلها بسهولة لإظهار التهديد والنيران.
ويقول ويليامز إنها الأكثر فاعلية في اعتراض الطائرات المسيرة الإيرانية التي تستخدمها روسيا. وقال: “منظومات المدافع فعالة جداً في الحفاظ على قدرة الاعتراض لدى الأوكرانيين”. وهي تساعد القادة العسكريين على ادخار المنظومات الأكثر تعقيداً وتكلفة للتهديدات الأكبر، مثل الطائرات والصواريخ.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الشهر الماضي إنها ستوفر تسعاً من هذه الشاحنات مسلحة بمدافع عيار 30 ملم وصواريخ موجهة بالليزر. ويقول المسؤولون إن هذه المدافع والصواريخ مخصصة للاستخدام ضد المسيرات.
تصفها بـ”عملية عسكرية” فقط.. لماذا لم تعلن روسيا “الحرب على أوكرانيا” رسمياً، وما الفرق الذي يحدثه ذلك؟
بعد عام على غزو روسيا لأوكرانيا، من المهم ملاحظة أن الحكومة الروسية لم تعلن رسمياً حتى الآن “الحرب على أوكرانيا”، لكن من وجهة النظر الأوكرانية والغربية، يمكننا جميعاً أن نرى أن الحرب الطاحنة تدور رحاها.
وتصف جميع الحكومات في المنطقة الأوروبية الأطلسية (التي تضم الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة) الصراع في أوكرانيا بأنه حرب عدوانية. في المقابل، وصفت روسيا أعمالها العسكرية بأنها “عملية عسكرية خاصة”.
ووصف بوتين الصراع في خطابه عن حالة الأمة في 21 فبراير/شباط 2023 بأنه “إجراء دفاعي لحماية روسيا والناطقين بالروسية من المعتدين في الناتو”. في رسائل تبرير لجمهوره المحلي، وأيضاً للدول الأخرى التي رفضت تاريخياً الحكم الاستعماري الغربي، مثل الصين والهند وجنوب إفريقيا، وهي الدول التي لم تنتقد الغزو الروسي لأوكرانيا.
لماذا لا تعلن روسيا “الحرب على أوكرانيا” وتكتفي بتسمية “عملية عسكرية خاصة”؟
هذا التناقض الظاهر حول تسمية الصراع الدائر الآن مهم، كما يقول موقع The Conversation الأمريكي، فتسمية الصراع مهم للتقدم المستقبلي للحرب، وكيف يمكن أن يتصاعد القتال ليشمل دولاً أخرى. كما أنه مهم أيضاً للسياسة الداخلية لروسيا، وكيف يستطيع بوتين الحفاظ على الروح المعنوية والإرادة القتالية للشعب الروسي.
بالنسبة للحكومة الروسية، فإن البلاد في حالة دفاع عن النفس، وفي خطاب حالة الأمة لبوتين، فإن الأمر لا يُعد بمثابة حرب معلنة. وسيسمح الإعلان الكامل للحرب بمستوى أكبر من التجنيد وتحويل المزيد من الموارد نحو الحملة العسكرية. ومع ذلك، فقد استثمرت روسيا بالفعل بكثافة في الحرب، مع كل تأثيرها على الاقتصاد الروسي وثروة الأوليغارشية، فضلاً عن تقييد ارتباطها بالعالم، بعد أن قطعت العديد من الدول رحلاتها إلى المدن الروسية.
مستويات الحرب بالنسبة لروسيا تقع في 17 درجة
بالنسبة للجيش الروسي فهناك “مستويات للحرب”، التي تصف جغرافية الصراع، ونوع القتال الذي يجري. ووسعت الشخصيات السياسية الروسية البارزة السابقة هذه المستويات من الحرب لتشمل 17 درجة من التصعيد، ومن المفيد أن نرى أين يقع الصراع حالياً على كل من المستويات والدرجات.
ومستويات الحرب الرئيسية التي تستخدمها روسيا هي:
1- نزاع مسلح محدود بين أطراف متنازعة في إقليم واحد.
2- حرب محلية، وهي استخدام الأدوات العسكرية لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية حصرية داخل أراضي الأطراف المتحاربة، وحيث تكون المصلحة المتنازع عليها هي أيضاً بين تلك الأطراف.
3- الحرب الإقليمية، وهي صراع يضم أكثر من دولتين من نفس المنطقة؛ لتحقيق أهداف استراتيجية مهمة.
4- حرب واسعة النطاق، وهي حرب بين أطراف متحاربة أو قوى عالمية، مثل الولايات المتحدة ضد روسيا. وفي النزاعات واسعة النطاق، هناك تعبئة واسعة الانتشار لموارد الدول المشاركة، ويمكن أن تكون تصعيداً من صراع أصغر.
وعلى مقياس 17 درجة، تظهر الحرب المختلطة في الدرجة الرابعة، وتشمل استخدام القوات الخاصة والمرتزقة والتدابير الاقتصادية والمعلومات والصراع النفسي. كان ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا في عام 2014 متوافقاً مع هذا النمط.
وفقاً للمنطق الروسي، كان الهدف من غزو أوكرانيا أن يكون حرباً محلية محتواة، تتسم باستخدام الدقة والأسلحة التقليدية. وفقاً لطريقة الحرب الروسية هذه، تظهر الحرب الإقليمية بين الدرجتين السابعة والحادية عشرة وتتميز بضربات تقليدية واسعة النطاق. تعتبر الحرب الإقليمية نقطة التحول نحو المواجهة بين القوى العظمى.
ومنذ صيف عام 2022، تجنبت روسيا درجات أعلى من خلال استهداف البنية التحتية المدنية بأسلحة دقيقة بعيدة المدى (الدرجة 10)، ومهاجمة المدن الكبيرة (الدرجة 11).
تأمين أهداف سياسية مستقبلية يتطلب البقاء بمستوى الحرب المحلية
إذاً، فإن المنطق وراء الموقف الروسي هو محاولة تأمين أهدافهم السياسية والعسكرية عند أدنى مستوى من الحرب كما يقول موقع “ذي كونفرزيشن”، وبأقل احتمالات للتصعيد.
بينما كانت هناك مخاوف من أن الصراع الأوكراني قد يؤدي إلى تصعيد كبير إلى حرب كبرى أو تبادل نووي، يبدو أن الموقف الروسي يهدف إلى إبقاء الصراع في مستوى الحرب المحلية. ومع ذلك، فقد استخدمت روسيا بشكل انتقائي بعض التكتيكات التي حُدِّدَت من نقاط أعلى في سلم التصعيد.
في النهاية، فإن إعلان الحرب رسمياً على أوكرانيا من شأنه أن يقلل من قدرة روسيا على التعامل مع رد القوى الغربية. وبالمثل، لا يرغب الناتو والقوى الأوروبية في الانجرار إلى نشر قواتهم المسلحة في أوكرانيا.
وستبدأ المحادثات فقط عندما لا يرى الطرفان أي ميزة في القتال. وقد يبدو تخيل عدم وجود “حرب رسمية” في أوكرانيا سخيفاً. ولم يمنع ذلك روسيا من حشد أعداد كبيرة من المجندين وتحويل الموارد إلى المجهود الحربي. لكن من المحتمل أن يعطل ذلك نشوب نزاع دولي أوسع.
الحرب في السودان: اشتباكات متواصلة ومصادر مطلعة تؤكد توجه البرهان إلى بورتسودان اليوم
أكدت مصادر مطلعة لبي بي سي أن رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان سيتوجه اليوم إلى مدينة بورتسودان.
وأضافت أن البرهان سيلتقي بالقادة العسكريين في المدينة التي تقع على ساحل البحر الأحمر قبل أن يترأس اجتماعا للحكومة التي نقلت أعمالها من الخرطوم إلى بورتسودان.
يأتي هذا بينما تتواصل العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة محاور في العاصمة الخرطوم وغيرها من مدن البلاد.
وأفادت مصادر عسكرية بوقوع اشتباكات عنيفة بين الطرفين داخل محيط سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوب الخرطوم.
وقالت تلك المصادر إن قوات الدعم السريع أعادت الهجوم صباح اليوم على القاعدة العسكرية في ظل تصدي قوات الجيش لها.
وفي مدينة أم درمان، وقعت معارك عنيفة بين الجانبين في عدة مناطق في المهندسين والفتيحاب وأم درمان القديمة.
وقال شهود عيان إن قوات الجيش قصفت مواقع للدعم السريع بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة.
من جانبها أعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان بالكامل.
وقالت إنها قامت بعمليات تمشيط من أجل منع ما وصفته بالتفلتات.
ناثان تيلا ينتقل رسميا لصفوف باير ليفركوزن
أعلن نادي باير ليفركوزن الألماني، تعاقده مع الجناح الإنكليزي ناثان تيلا، قادما من ساوثمبتون، بعقد يمتد حتى عام 2028.
وبلغت قيمة الصفقة 23 مليون يورو (25 مليون دولار) بما في ذلك المكافآت، ما يجعل من تيلا أغلى عملية انتقال يقوم بها ليفركوزن في صيف انتقالات مزدحم بالنسبة له.
ويلعب تيلا (24 عاما) كمهاجم أو جناح وسجل 17 هدفا في دوري تشامبيونشيب” الانكليزي موسم 2022-23 في 39 مباراة أثناء إعارته إلى بيرنلي وساهم في صعود الاخير الى الدرجة الممتازة.
وقال تيلا إنه “أعجب” بليفركوزن بعد بلوغ الاخير نصف نهائي الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) الموسم الماضي.
وأجرى ليفركوزن، بقيادة مدربه الاسباني تشابي ألونسو، تعاقدات عدة خلال الصيف الحالي حيث ضم قائد أرسنال السابق السويسري الدولي غرانيت تشاكا، والجناح الألماني يوناس هوفمان، والمهاجم النيجيري فيكتور بونيفاس، ومدافع بايرن الكرواتي يوسيب ستانيسيتش على سبيل الإعارة.
محكمة إيرانية تدين واشنطن بالتخطيط لانقلاب عام 1980
قضت محكمة إيرانية يوم أمس بتغريم الحكومة الأميركية 330 مليون دولار لإدانتها بالتورط في محاولة انقلاب لإطاحة النظام في الجمهورية الإسلامية عام 1980.
وقال المكتب الاعلامي للسلطة القضائية في البلاد “عقب الشكوى التي تقدمت بها عائلات ضحايا انقلاب نوجه، ألزمت محكمة في طهران الولايات المتحدة بدفع 330 مليون دولار”.
في تموز/يوليو 1980، أي بعد مرور عام على الثورة، خططت مجموعة من الضباط في القوات الجوية لقصف مقر إقامة آية الله روح الله الخميني ومراكز عسكرية، والسيطرة على التلفزيون الحكومي.
ولكن عشية الموعد المقرر للعملية، تم اعتقال أكثر من 120 شخصا للاشتباه بتورطهم في ذلك.
وقُتل ثلاثة أشخاص في اشتباكات مع القوات الحكومية حول قاعدة نوجه الجوية في غرب البلاد، حيث كان من المفترض أن يبدأ الانقلاب.
وأشار موقع “ميزان أونلاين” إلى أنه “في تموز/يوليو 2002، رفعت عائلات ثلاثة من شهداء انقلاب نوجه دعوى أمام المحكمة الدولية في طهران ضد الحكومة الأميركية لقيامها بالتخطيط لهذا الانقلاب وتنفيذه”.
الجيش الأردني يضبط 4 متسللين من أوزباكستان وكازاخستان
أعلن الجيش الأردني توقيف شخصين من الجنسية الأوزبكية وآخرَين من الجنسية الكازخستانية حاولوا التسلل إلى المملكة عبر حدودها الجنوبية.
وقال مصدر عسكري أردني إن “قوات حرس الحدود طبقت قواعد الاشتباك وألقت القبض عليهم، وتم تحويلهم إلى الجهات المختصة”، مؤكدا جدية القوات المسلحة في “منع أي عملية تسلل أو محاولة تهريب”.
وغالبا ما يعلن الجيش الأردني إحباط عمليات تسلل نحو المملكة.
حيث تُضبط غالبية محاولات التسلل للأشخاص وتهريب المخدرات من سوريا التي تشهد منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل مئات الآلاف، وألحق دماراً هائلاً وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
كما تُسجّل عمليات تسلل نادرة إلى المملكة عبر الحدود مع إسرائيل التي ترتبط معها بمعاهدة منذ عام 1994.
وأعلن الجيش في الثاني من آب/أغسطس الحالي القاء القبض على إسرائيلي حاول التسلل عبر الحدود مع إسرائيل.
وفي كانون الثاني/يناير 2020، قضت محكمة أردنية بسجن إسرائيلي أربعة أشهر وتغريمه نحو 1500 دولار، بعد محاولته التسلل الى المملكة.
وأدين الاسرائيلي الذي تم توقيفه في تشرين الأول/أكتوبر 2019 بـ”التسلل إلى أراضي المملكة بطريقة غير مشروعة” و”حيازة مخدرات”.