أثار رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، الأحد 12 أبريل/نيسان 2020، ردوداً غاضبة من بعض مستخدمي تويتر، بعد نشره مقطع فيديو يظهر فيه وهو جالس على أريكة مع كلبه ويحتسي الشاي ويقرأ، مرفقاً التغريدة برسالة تناشد الناس البقاء في منازلهم.
“الرئيس لا يشعر بنا”: أصبح تساؤل (من تظن نفسك؟) من أكثر ما يتم تداوله على تويتر، ويقول المستخدمون إن رسالة آبي تجاهلت معاناة من يكافحون لكسب العيش خلال جائحة فيروس كورونا.
أما مقطع الفيديو الذي نشره آبي فكان استجابة للموسيقي الشهير جين هوشينو، الذي نشر هو الآخر مقطعاً لنفسه يغني عن الرقص في المنازل، داعياً الناس للانضمام إليه.
بعد نشر المقطع، كتب أحد مستخدمي تويتر يقول: “في وقت يكافح فيه الناس من أجل البقاء، ومع عرض مقطع عن مثل هذا الترف (…) لا يسع المرء إلا أن يتساءل (من تظن نفسك؟)”.
لكن مغردين آخرين دافعوا عن آبي، وقالوا إن “من حق رئيس الوزراء أيضاً الحصول على وقت دون عمل”.
كورونا في اليابان: تزامن نشر آبي للفيديو مع تخطي إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد عتبة 6 آلاف مصاب، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية.
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة 10 أبريل/نيسان 2020، إن اليابان ربما تحتاج إلى تكثيف إجراءاتها للتعامل مع جائحة كورونا، بعد ظهور حالات في بعض المناطق بالبلاد ليس لها صلات معروفة بمصادر أخرى للتفشي.
في هذا السياق قال مايكل ريان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بالمنظمة في مؤتمر صحفي: “شهدت اليابان حالات إصابة بكوفيد-19 في ثلاث مقاطعات، من بينها طوكيو، دون أن تكون لها صلة بسلاسل الانتقال المعروفة”.
أضاف ريان: “هذا أمر سيئ، ولكنهم يبحثون فيه (…) وتطمئنني البيانات التي اطلعت عليها اليوم أنهم يتابعون ذلك بقوة، لكن ربما يتعين على اليابان تكثيف الإجراءات في بعض المقاطعات”.
يُشار إلى أن اليابان أعلنت الثلاثاء 7 أبريل/نيسان 2020، عن فرض حالة الطوارئ في عدد من المراكز الرئيسية بالبلاد، وذلك لمدة شهر تقريباً.
أعلنت الصين، الأحد 12 أبريل/نيسان 2020، عن تسجيلها 97 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، في أعلى حصيلة منذ أوائل مارس/آذار 2020، وبعدما أظهرت الحكومة مؤشرات على التعافي تمثلت في رفع القيود عن تحرُّك مواطنيها، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
إصابات مستوردة: السلطات الصينية قالت إن الإصابات الجديدة “وافدة”، مشيرة بذلك إلى أُناس قدِموا إلى أراضيها من الخارج، وبات أكثرَ ما يُقلق بكين في الأسابيع الأخيرة، ما تسمى بالحالات الواردة من الخارج، والمرضى المصابون بالفيروس الذين يمكنهم نقله لآخرين لكن لا تظهر عليهم أي أعراض.
تقول الوكالة الفرنسية، إن السلطات الصينية تخشى موجة تفشٍّ جديدة، مصدرها هذه المرة مصابون وافدون من الخارج. ولمواجهة هذه الظاهرة، أغلقت الصين حدودها في نهاية مارس/آذار أمام جميع الأجانب تقريباً.
في هذا السياق، أخضعت السلطات الرعايا الأجانب للرقابة في بكين، حيث تلزمهم بالبقاء في الحجر المنزلي مدة 14 يوماً، ووجد كثيرون، الأحد 12 أبريل/نيسان 2020، أن “رمزهم الصحي” قد تحوَّل فجأة من اللون الأخضر (لا توجد مشكلة) إلى اللون البرتقالي (الالتزام بالحجر الذاتي).
يُمنح هذا الرمز، الذي تم تعيينه عبر تطبيق وضعته البلدية بواسطة الهواتف الذكية، للأشخاص حسب تنقلاتهم في المناطق المعرضة للخطر واحتمال التواصل مع أشخاص مصابين، وأصبح إظهار الرمز الأخضر ضرورياً للتمكن من دخول المباني أو المراكز التجارية.
ارتباك السلطات الصينية: مصدر دبلوماسي تحدَّث لوكالة الأنباء الفرنسية -لم تذكر اسمه- وقال إن عدداً كبيراً من الأجانب في بكين قد تأثروا بسبب هذا التغيير المفاجئ في لون الرمز دون سبب واضح، وهذا إجراء يُلزمهم نظرياً بالبقاء في المنزل.
من جانبه، وفي رد على سؤال، أكد مسؤول بوزارة الخارجية الصينية عدم معرفته بأي قرار اتخذته السلطات بإجبار الأجانب القاطنين في المدينة على التزام العزل الصحي. ولم يتضح ما إذا كان هذا التغيير يعود إلى مشكلة في التطبيق أو إلى قرار متعمد من قِبل السلطات.
تشير الإحصائيات الرسمية إلى أنه منذ ظهر الفيروس الفتّاك سجّلت الصين القارية ما مجموعه 82 ألفاً و52 إصابة، توفي منهم 3339 شخصاً، لكن دولاً تعتقد أن الصين تخفي الأرقام الحقيقية لأعداد ضحاياها من فيروس كورونا.
عودة صعبة للحياة الطبيعية: يُمثل ظهور عشرات الإصابات الجديدة في الصين تحدياً للسلطات، التي تُصدِّر نفسها أمام العالم بأنها نجحت في كبح انتشار الفيروس، لا سيما أنها اتخذت عدة قرارات لتعزيز وجهة النظر هذه.
فبعد إغلاقٍ دامَ عشرات الأيام، رفعت الصين، الأسبوع الماضي، القيود على حركة سكان مدينة ووهان البالغ عددهم 11 مليون شخص، وسمحت لمن يتمتعون بالرمز الأخضر بركوب الطائرات والقطارات، كما فتحت عديد من الأسواق أبوابها من جديد.
إلا أن وكالة رويترز قالت إنه على الرغم من تراجع حالات الإصابة اليومية بشكل كبير عن ذروة الوباء في فبراير/شباط 2020، عندما كان يتم الإعلان عن مئات الحالات الجديدة يومياً، ما زالت بكين عاجزة عن وقف الإصابات الجديدة بشكل تام، على الرغم من فرض بعض أشد التدابير للحد من انتشار الفيروس.
توجَّه الرئيس دونالد ترامب بسؤال غريب إلى الطبيب أنتوني فوتشي، مدير المعهد القومي الأمريكي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية، عندما استفسر منه عن إمكانية أن يسمح المسؤولون الأمريكيون بـ”تغلغل” جائحة فيروس كورونا في البلاد، وهو ما جعل فوتشي يحذّره من حدوث وفيات كثيرة.
ترامب يؤيد “مناعة القطيع”: موقع The Hill نقل عن الصحيفة، أنه خلال اجتماع لقوة عمل مكافحة البيت الأبيض بغرفة العمليات في الشهر الماضي، وفي اليوم ذاته الذي أمر فيه ترامب بإيقاف السفر من المملكة المتحدة وأيرلندا في إطار جهوده لإيقاف انتشار الفيروس، قيل إن ترامب سأل فوتشي: “لماذا لا نتركه يتغلغل في البلاد؟”.
أكد مصدران مطلعان على تعليقات الرئيس، لصحيفة The Washington Post، أنه طرح هذا السؤال، وذكرت الصحيفة أن ترامب أيضاً حاول أن يفهم لماذا رُفضت “مناعة القطيع” استجابة لفيروس كورونا.
تشير الصحيفة إلى أن “مناعة القطيع” تتشكل عندما تصير نسبة كبيرة من السكان محصَّنة ضد الفيروس، إما بالإصابة والشفاء، وإما من خلال الحصول على اللقاح.
بحسب المزاعم، ردَّ فوتشي على الرئيس قائلاً: “سيدي الرئيس، يمكن أن يموت كثير من الناس”، وأوردت الصحيفة أن فوتشي لم يستوعب في البداية ما الذي كان يعنيه الرئيس بكلمة “تغلغل”، ولكن كان منزعجاً.
ترامب لا يدعم التباعد الاجتماعي: يضاف السؤال المنسوب إلى ترامب، لجملة التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي وأثارت مخاوف مسؤولي الصحة في أمريكا، فعلى سبيل المثال أبدى ترامب مراراً عدم تأييده للإجراءات الاحترازية التي تهدف إلى التباعد الاجتماعي بين البشر كوسيلة للحد من انتشار فيروس كورونا.
كذلك رفض ترامب توقُّف الأعمال، وانتقد في الوقت نفسه نصائح الأطباء، معتبراً أنَّ ترك الأمر لهم سيعني بقاء العالم مغلقاً عامين.
يدرس الرئيس الأمريكي حالياً قرار توقيت العودة إلى الأوضاع الطبيعية، على الرغم من تسجيل البلد أكثر من نصف مليون إصابة، وتجاوز عدد الوفيات 20 ألفاً، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
ترامب، الذي يسعى لإعادة انتخابه في تصويت يجري في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قال إنه يريد عودة الحياة لطبيعتها في أسرع وقت ممكن، وإن القيود المشددة على التنقلات بهدف احتواء انتشار المرض لها ثمنها على الاقتصاد والصحة العامة.
عندما سُئل الرئيس عن المعايير التي سيستخدمها للتوصل إلى قرار بشأن العودة للحياة الطبيعية، أشار إلى جبهته وقال: “المعايير هنا.. هذه معاييري”، مضيفاً في حديثه للصحفيين: “سأضطر إلى اتخاذ قرار (…)، وآمل من الله أن يكون القرار الصحيح (…)، إنه أكبر قرار يتعين عليَّ اتخاذه على الإطلاق”.
وكالة رويترز أشارت إلى أن الإرشادات الاتحادية الحالية تسري حتى 30 أبريل/نيسان 2020، ثم سيكون على الرئيس اتخاذ قرار بشأن تمديدها أو البدء في تشجيع الناس على العودة للعمل ولشكل أكثر طبيعية للحياة اليومية.
حذَّر تقرير لجامعة هارفارد الأمريكية من أن الصين قد تعتمد دبلوماسية “دفتر الديون” في سياستها مع الدول المَدينة لها، في ظل الدمار الاقتصادي الشامل الذي خلَّفته جائحة فيروس كورونا المستجد.
التقرير الذي نشرته صحيفة The Guardian البريطانية الأحد 12 أبريل/نيسان 2020، أوضح أن هذه الاستراتيجية ستسمح للصين بالاستيلاء على ممتلكات دول مقابل تخفيف وطأة الديون، كما تمكِّنها من تعزيز دبلوماسيتها الناعمة بتقديم إعفاءات من الديون مقابل مواقف سياسية تخدم الصين.
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن محللي الشؤون الصينية قد حذّروا سابقاً من حيلة “دبلوماسية دفتر الديون”، حيث تصبح الدول النامية عاجزة عن تسديد القروض الهائلة لاستثمارات الخدمات الأساسية الصينية؛ وهو ما يضطرها إلى التخلي عن سيطرتها على ممتلكاتها للصين.
تقرير صادر عن مدرسة كينيدي بجامعة هارفارد لتحليل السياسات لوزارة الخارجية الأمريكية عام 2018، أشار إلى أمثلة فعلية لدول تنازلت عن ميناء رئيسي أو قاعدة عسكرية على أراضيها لدولة أخرى لتسديد ديونها، كباكستان وسريلانكا مثلاً.
كذلك أكد وزير المالية الغاني، كين أوفوري عطا، هذه المخاوف، من خلال تصريح لمركز التنمية العالمية، مقره واشنطن، الأسبوع الماضي، قال فيه: “أشعر بأن الصين ستزداد قوة، الديون الإفريقية للصين تبلغ 145 مليار دولار، والمطلوب سداد أكثر من 8 مليارات دولار منها هذا العام، من الضروري أن تعيد الصين النظر في ذلك”.
استغلال الفرصة: كاتبا التقرير، سام باركر وغابرييل شفيتز، حذرا من أن الصين قد تستغل الأضرار الاقتصادية غير المتوقعة التي لحقت بمعظم دول العالم بعد انتشار فيروس كورونا، لمطالبة الدول بتعجيل تسديد ديونهم.
كما يرى الباحثان أن الصين تملك خيارين: الأول المطالبة بدفع الديون، أو تقديم ممتلكات استراتيجية بالمقابل، والثاني تقديم إعفاءات تسهم في تعزيز خطاب قوتها الناعمة، وقدرتها على تحقيق زعامة عالمية بعالم مجهول المستقبل.
موقف التقرير الأخير جاء تعزيزاً لتحليلات أخرى نُشرت في الآونة الأخيرة، وتشير إلى تنامي الدور الذي ستلعبه الصين في الفترة المقبلة.
مجلة فورين أفيرز الأمريكية نشرت مقالاً بعنوان: “كورونا ربما يعيد تشكيل النظام العالمي”، نهاية مارس/آذار، تناولت فيه كيف أن الصين تناور حالياً لتحظى بقيادة العالم، في الوقت الذي تفشل فيه الولايات المتحدة مع تحوُّل وباء كورونا المستجد إلى كارثة وطنية بالدولة الأولى في العالم.
أشار المقال إلى أن الصين تعمل حالياً على تحويل هذا النجاح إلى قصة تحكيها للعالم بأجمعه، وتقنعه بأنها لاعب رئيسي في هزيمة كورونا، والقادرة على دعم الدول ومساعدتها في هزيمته بالخبرة والمعدات الطبية وحتى السلع العالمية الرئيسية.
الموقف الصيني: المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، أكد الثلاثاء 7 أبريل/نيسان، أن دولته لن تجبر الدول التي تواجه صعوبات في الديون على تسديد الديون مطلقاً.
ولكن المتحدث أضاف إلى ذلك، أن الديون ستُحَلُّ “بالتشاور عبر القنوات الثنائية”، وهو ما يترك الباب مفتوحاً أمام تكهنات المحليين باعتماد دبلوماسية “دفتر الديون”.
تحذيرات عالمية: تقرير جامعة هارفارد يأتي في الوقت الذي دعا فيه صندوق النقد الدولي والبنك الدولي حكومات دول مجموعة العشرين إلى دعم تعليق ديون دول العالم الأشد فقراً التي تكافح جائحة فيروس كورونا.
فقد أكد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أنه “من الضروري في هذه اللحظة أن تخفف دول العالم من أعباء الديون على الدول النامية، وأن تبعث بإشارة قوية إلى الأسواق المالية”.
يسألُ الصغيرُ أُمَّه: هل سَتطول إقامة أبي في بيتنا طويلاً؟
قدْ تَظُن الظنون حول علاقة الطفل بأبيه، وقد يرأف قلبُك لما قد تتخيله من قصصٍ مؤثرةٍ حول هذا السؤال، ولكن ببساطة ما هذا السؤال سوى سؤال بريء من طفلٍ لم يعتدْ وجود والده معه طويلاً كما في فترة الحظر المنزلي هذه الأيام، فاختلط عليه الأمر، ليظن وجود والده هو الطارئ، بينما غيابه هو الأمر الطبيعي!
بعد أسابيع من الحظر المنزلي الإلزامي يُعيد المجتمع الأردني النظرَ في علاقاتهِ الأُسرية، ليجدَ نفسهُ أمام طبيعة أسرية جديدة لم يَعْتدها قبلاً، ولكنها فَرضتْ نفسها بحكم الظرف المفاجئ الذي عطل الجميع عن أعمالِهم ومدارسهم وجامعاتهم ليجتمعوا لفترةٍ طويلةٍ دون خروج، وهذا ما لم يألفوه من قبل.
في تعليق لطيف على مواقع التواصل الاجتماعي، وصَفت إحدى السيدات زوجها “بالمجنون”، وهو الأمر الذي لم تكتشفه إلا بعد سبع سنوات من الزواج، وفي هذا الوقت تحديداً، نظراً لغيابها كزوجة عاملة عن المنزل لتسع ساعات يومياً، ما عدا الجمعة والسبت، لتكون بعد كل هذه السنوات أمام شخصية جديدة لم تَعتدها من قبل، أو بأكثر دقة لم يتسنّ لها معرفته جيداً من قبل بحكم الغياب المستمر.
أُخرى اكتشفت أنها لمْ تُربّ أبناءها جيداً، وثالثة عرفت قيمة الوظيفة التي لطالما كانت تتذمر منها، فكانت تدخل في سبيل تذمُّرها بنقاشات حادة تصل مراحل جنونية مع غيرها من غير الموظفات، ليحاول كُل طرف شدَّ الحديث لصالحه، بينما لا تستطيع إحداهن وضع نفسها في مكان الأخرى، لأن في ذلك إعلاناً للاستسلام أمام الطرف المقابل، الذي لا يعي كمّ الالتزامات التي يُكابدها كل طرف، ودون أدنى شعور بعمومية أو خصوصية الحالة.
أَتَتْ طاحونةُ الحياة على الكثير من تفاصيل حياتنا الطبيعة، لتتحول معها تلك التفاصيل المهمة إلى تفاصيل هامشية لا محل لها من الإعراب في جملة التواصل العائلي بشكل عام، والزوجي بشكل خاص، حتى جاء هذا الالتزام اليوم تحت سقف واحد، ووجهاً لوجه مع أبنائنا وأزواجنا، ليكشف عورة بعض العلاقات المُزيفة من جهة، ويعيد ترتيب الأولويات وحتى الأفكار في سياق علاقاتنا العائلية من جهة أخرى.
تقول الإحصائيات إنّ حوالي 85% من النساء في الأردن واللاتي سبق لهن الزواج لا يعملن، وفي هذه الحالة فالرجل هو العامل الغائب عن البيت، بينما تتربع المرأة على عرش الأعمال المنزلية التي تَأتّتْ في “وقتنا الحاضر” كنتيجة حتمية لكونها بلا عمل، وهي هنا الأقرب لمعرفة كل تفاصيل البيت والأبناء. هذه الزوجة -وفي حال شمل زوجها الحظر العام- فهي أمام تجربة زوجية وعائلية جديدة، خصوصاً لو كان الزوج ممن يغيبون طويلاً عن المنزل لساعات أو أيام طويلة، وبهذا تكون هي وهو أمام خيارين لا ثالث لهما: إما تجديد العهود بالوفاق والمحبة، بالتالي تواصل عائلي أقرب، وفرصة للتعارف القريب، الذي قد يفتح آفاقاً تواصلية بعنفوان وشغف جديد، أو قد يكونان أمام تجربة سيئة تكشف لهما أو حتى للأبناء ثغرات تواصلية عميقة قد تُسبب التعب والإجهاد وحتى الاكتئاب، في ظل هذا الحبس المنزلي الذي لا مفر منه.
وفي سياقٍ مقابل، تُشكل نسبة النساء العاملات في الأردن حوالي 14%، وهنا تتشكل حالة مُغايرة قليلاً، حيث إن الرجل والمرأة والأبناء -ممن يشملهم الحظر- هم أيضاً أمام تجربة جديدة من العيش المُشترك لأسابيع طويلة دونما خروج، بعد أن اعتاد الجميع حياة العمل والدراسة والعودة المتأخرة للمنزل وبالتالي تواصل أقل، وربما في بعض الحالات معرفة عائلية تشاركية شخصية أقل، أو فلنقل “محدودة”.
بعضُ ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي اليوم يكشف عن مواهب كثيرة خرجت من شرنقة ضيق الوقت قبل الحظر إلى مساحاتٍ شاسعة من الفراغ، ليتصدر المطبخ مثلاً صدارة المشهد العام بتجارب ناجحة، تَعمُ وتنتشرُ بمكوناتها كالنار في الهشيم بين جموع المتابعين، وأخرى فاشلة تُثير الضحك، وتنشرُ التسلية لدرجة التفاخر بصور التجارب غير الموفقة من باب إثارة الضحك والسخرية. وفي هذا السياق يُزاحِم الرجلُ المرأةَ في مَهمةٍ التصقت نمطياً ولوقت طويل بالمرأة، فبدأ يَحفِر الكوسا ويصنع الكعك والحلويات، ولا نعلم أَهو توجُّه فطري طبيعي لم يُعط حقه من قبل، أم أنّ قلة العمل تُعلم التطريز كما يقولون!
هذه المواقع التفاعلية باختلافها، تعكِسُ سَير حياة المجتمع، وتستطيع من خلالها بناء انطباع عام عما يحدث في المُحيط الواقعي وراء الشاشات، عبر تفاصيل ينشُرها الجميع للعامة، لتعرف ما يؤرق العائلة الأردنية، كعبء التعليم الإلكتروني -مثلاً لا حصراً- والذي كَشفَ النقاب عن تفشي الأُمِّية الإلكترونية من جهة، وعن عدم استعداد مُعظم المؤسسات التعليمية وكوادرها لأسلوب تعليمي كهذا كان قدْ آتى أُكله في العديد من الدول، وما زال في طور النمو في مُجتمعاتنا من جهة ثانية.
ومن جهة ثالثة، سلّط الضوء على الفجوة التعليمية الفاجرة بين مختلف مناطق الدولة، لتَجِد طالباً يُكمل تعليمه عن بُعد ومن دون توقف وبحِرفية تامة، يُقابله آخر لا يملك حتى هاتفاً ذكياً يتابع عبره فيديو متواضعاً لدرسه الذي لا تُجيد أُمه أو حتى والده شرحَه له. وهذا في حد ذاته يُشكل عبئا نفسياً ومادياً على الأُسرة، خُصوصا إذا كان عدد أفرادها من الطلبة يفوق مقدرتهم على المتابعة العلمية والمادية في الوقت ذاته.
كمّ المشكلات التي نُطالعها يومياً عبر الصفحات المغلقة والعامة، والناتجة عن هذه الحالة الجديدة على البعض من القُرب المحكوم بالحبس الإلزامي، تستدعي التوقف والدراسة، وعلى ما يبدو فالمثل القائل “ابعد تحلى” هو سيد الحلول حينما لا نُجيد فنَّ الاقتراب!
يوماً ما سيجني هذا الحظر ثماره، وسينتهي لا محالة، وسيبقى السؤال حينها: هل سَتُعيد الأسرة الأردنية بنيتها التواصلية في شِقيها السلبي والإيجابي؟ وفي حال وجود الفجوة التواصلية هل ستتسع أم ستضيق بعد هذه التجربة الغريبة في أمرها، والعميقة في تبعاتها على كافة الصُّعد في الدولة محلياً، والعالم ككل. لِحينها نتمنى لكم تجربة حظر ناجحة وخالية من أمراض البدن والنفس على حد سواء.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في عربي بوست لا تعبر عن عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع
تأثر عدد من الأشخاص في ألمانيا -على ما يبدو- بالمسلسل الإسباني الشهير “لاكاسا دي بابل” (المعروف عربياً باسم البروفيسور)، وارتدوا ملابس شخصيات المسلسل نفسها، وحملوا الأسلحة ذاتها عندما نزلوا إلى الشارع، لكن الشرطة وضعت حداً لمغامرتهم واعتقلتهم.
إعلان للشيشة: موقع DW الألماني نقل عن صحيفة “مونستر لاند تسايتونغ”، الأحد 12 أبريل/نيسان 2020، أن شرطة مدينة بيلفيلد بولاية شمال الراين ويستفاليا، اضطرت للتدخل ضد أربعة رجال قلَّدوا بهيئتهم شخصيات المسلسل.
أشارت الصحيفة إلى أن شاهداً رأى الرجال يتوجهون إلى كشك بالمدينة، حيث كانوا يحملون الأسلحة في نسخة طبق الأصل لمسلسل “لاكاسا دي بابل”، واتصل بالشرطة التي انتقلت بوجه السرعة إلى المكان، للحيلولة دون وقوع حادث ما.
تضيف الصحيفة أن الشرطة فوجئت عند وصولها بأن سبب ارتداء هؤلاء الرجال للملابس الحمراء وحملهم للسلاح، رغبتهم في تصوير إعلان تجاري لمتجر للشيشة في المدينة.
لكن الشرطة تقتنع بمبررات الرجال، ووصفت ما فعلوه بأنه “عمل غبي وخطير”، كما تم تقديم شكوى ضدهم، بسبب انتهاك قانون الأسلحة، حسب ما أشارت إليه مجلة “دير شبيغل”.
تأثير عالمي للمسلسل: يأتي توقيف هؤلاء الرجال بالتزامن مع عرض الجزء الرابع من المسلسل الإسباني الذي اكتسب شهرة عالمية بعد بثه على شبكة الترفيه “نتفلكس”، والذي أصبح من بين الأكثر مشاهدةً في العالم، بسبب أحداثه المشوقة والذكاء الذي تتسم به شخصيات العمل، خلال سرقتها للمال من بنك إسبانيا ومواجهتها للشرطة.
أصبح ارتداء ملابس شبيهة بأبطال المسلسل أمراً شائعاً بالعالم، وكثيراً ما ظهر أُناس في مظاهرات، ومباريات لكرة القدم، وفي أغانٍ وإعلانات وهم يرتدون الزي الأحمر، ويضعون قناع الرسام الإسباني الشهري سالفادور دالي.
كذلك اكتسبت أغنية “بيلا تشاو” (وداعاً أيتها الجميلة) التي أداها أبطال المسلسل شهرة عالمية، وهي أغنية ثورية من الفلكلور الإيطالي في الحرب العالمية الثانية، وعُرفت الأغنية من قبل حركة المقاومة التي تشكلت ضد النازية.