-
ما الذي تريده السعودية من التطبيع مع إسرائيل؟
ولي العهد السعودي يقول إن مفاوضات بلاده للتطبيع مع إسرائيل تحقق تقدماً ووزير الخارجية الإسرائيلي يقول إن الاتفاق قد يبرم بحلول الربع الأول من العام المقبل.
يعمل المسؤولون الإسرائيليون بهدوء مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على اقتراح مثير للجدل لإجراء عملية تخصيب لليورانيوم تديرها الولايات المتحدة في السعودية كجزءٍ من صفقة ثلاثية معقدة لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين الطرفين، وفقاً لما نقلته صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، الخميس 21 سبتمبر/أيلول 2023.
وقال المسؤولون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجَّه كبار المتخصصين الإسرائيليين في المجال النووي والأمني بالتعاون مع المفاوضين الأمريكيين في محاولتهم التوصل إلى حل وسط قد يسمح للسعودية بأن تصبح ثاني دولة في الشرق الأوسط، بعد إيران، تقوم بتخصيب اليورانيوم علناً.
وتتفاوض الولايات المتحدة والسعودية على ملامح صفقة تعترف فيها السعودية بإسرائيل مقابل مساعدة المملكة على تطوير برنامج نووي مدني لتخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية، من بين تنازلات أخرى.
ومن المتوقع أن تشمل الجوانب الأخرى للصفقة المتطورة تنازلات للفلسطينيين وضمانات أمنية أمريكية، بحسب “وول ستريت جورنال”.
إذا وافقت السعودية على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، فإن ذلك سيمهد الطريق أمام الدول العربية والإسلامية الأخرى لتحذو حذوها، مما يُنهي فعلياً عقوداً من النبذ لإسرائيل منذ عام 1948.
تحوُّل سياسي كبير
وفي حين لم تتفق الولايات المتحدة ولا إسرائيل حتى الآن على خطة من شأنها أن تسمح بتخصيب اليورانيوم في السعودية، فإن القيام بذلك سيمثل تحوُّلاً سياسياً كبيراً في كلتا الدولتين؛ حيث عمل القادة من مختلف الطيف السياسي على منع دول الشرق الأوسط من تطوير القدرة على تخصيب اليورانيوم.
ورغم أن إسرائيل لن تعترف بذلك علناً، فهي الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية، ولا تريد أن تنضم دولٌ معادية إلى هذا النادي الصغير من مالكي الأسلحة النووي
وبرزت جهود المملكة السعودية لتخصيب اليورانيوم كواحدة من القضايا الشائكة التي تواجه القادة الأمريكيين والإسرائيليين أثناء محاولتهم صياغة اتفاق يمكن أن يعيد تشكيل الشرق الأوسط.
ووصف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمس الأربعاء، مفاوضات التطبيع مع إسرائيل بالجدية، وأنها تقترب كل يوم من التوصل إلى اتفاق، فيما نص على أن بلاده ستسعى للحصول على سلاح نووي إذا حصلت إيران عليه.
وتُعَد تعليمات نتنياهو للمسؤولين الإسرائيليين ببدء المفاوضات أوضح إشارة حتى الآن على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعد للسماح للسعودية بتعزيز طموحاتها النووية، رغم أن النقاد يقولون إن مثل هذه الخطوة يمكن أن تسرِّع سباق التسلح في المنطقة.
وبينما تقوم إدارة بايدن بصياغة خطط لإنشاء نظام لتخصيب اليورانيوم تديره الولايات المتحدة في المملكة السعودية كخيار لمعالجة مساعي المملكة لإنشاء برنامج نووي خاص بها، حذّر المسؤولون الأمريكيون من أنهم يفكرون في بدائل أخرى. ولم يؤكد الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد على فكرة السماح بتخصيب اليورانيوم في السعودية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وناقش بايدن المناورة الدبلوماسية، أمس الأربعاء، عندما التقى نتنياهو في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها الرجلان منذ عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى منصبه في ديسمبر/كانون الأول 2022.
وبعد الاجتماع، قال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن أي دعم لطموحات السعودية النووية سيفي بمعايير عالية.
ضمانات وضغوطات سعودية
ويقول الخبراء إنه قد تكون هناك ضمانات يمكن وضعها لإغلاق منشأة التخصيب عن بعد -بدءاً من آلية الإغلاق الرسمية عن بعد وحتى الأنظمة التي تعمل على تسريع أجهزة الطرد المركزي إلى النقطة التي تتعطل فيها. ومع ذلك، لا يوجد نظام مضمون لإغلاق منشأة عن بعد لا يمكن التلاعب بها أو حظرها من قِبَل أولئك الذين يتحكمون فعلياً في الموقع، كما يقول الخبراء النوويون.
وتضغط السعودية منذ سنوات لمواصلة تخصيب اليورانيوم، لكن في محادثات مع الولايات المتحدة، قال المسؤولون السعوديون إنهم سيقبلون صفقة تدير فيها الولايات المتحدة المنشأة.
ويقارن القادة السعوديون الفكرة بالنموذج المستخدم لتطوير شركة أرامكو، شركة النفط المملوكة للدولة؛ حيث تأسست أرامكو في ثلاثينيات القرن العشرين بالتعاون مع شركة ستاندرد أويل في نيويورك، وكانت تُعرف في البداية باسم شركة النفط العربية الأمريكية، وهددت السعودية بتأميم الشركة في الخمسينيات وسيطرت في نهاية المطاف على السيطرة الكاملة في عام 1980.
وقاوم الرؤساء الديمقراطيون والجمهوريون منذ فترة طويلة الجهود التي تبذلها دول الشرق الأوسط لتخصيب اليورانيوم. وفي عام 2009، وقَّعت الولايات المتحدة اتفاقاً للتطوير النووي مع الإمارات يمنع الدولة الخليجية من تخصيب اليورانيوم على أراضيها. وقد أصبحت هذه الصفقة معروفة بأنها المعيار الذهبي للتعاون النووي الأمريكي مع الدول الأخرى، ومن شأن تقديم أكثر من ذلك للسعودية أن يضع معياراً جديداً.
ويشعر بعض القادة الإسرائيليين بالقلق من أن الدعم الأمريكي لبرنامج نووي مدني في السعودية يمكن أن يمهد الطريق أمام الرياض لتطوير أسلحة نووية، وهو ما قال ولي العهد السعودي إنه سيفعله إذا فعلت إيران ذلك أولاً. ويمكن أن يفتح الباب أمام الإمارات للحصول على موافقة مماثلة.
وتثير الفكرة أيضاً معارضةً في واشنطن؛ حيث تشن مجموعات مثل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، حملات لعرقلة أي صفقة تسمح للسعودية بتخصيب اليورانيوم.
السفارة الأمريكية في بيروت تتعرض لإطلاق نار.
مصر تجري محادثات للحصول على تمويل إماراتي لشراء القمح من كازاخستان
تجري الحكومة المصرية محادثات مع بنك في أبوظبي للحصول على قرض ميسر لتمويل مشتريات القمح من كازاخستان.
ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة تجار قولهم إن هذه الخطوة قد تمنح مصر بديلاً رخيصاً للحبوب المستوردة من روسيا. وتشتري مصر من روسيا نصف مليون طن تقريبا من القمح الروسي في صفقة خاصة، ونجحت في عقد صفقات بأسعار أقل من تلك المعروضة في المناقصات التقليدية. لكن روسيا أعاقت مؤخرا هذا النوع من الصفقات الرخيصة.
وتعد مصر من أكبر مشتري القمح على مستوى العالم وتحاول خفض فاتورة وارداتها في وقت تواجه فيه نقصاً في العملة الأجنبية، وتسبب في تأجيل مدفوعات القمح.
وقال مصدر مطلع إن المحادثات بشأن صفقة القرض للمشتريات من كازاخستان لا تزال في مراحلها المبكرة، حيث تجري مفاوضات حول سعر وكميات القمح وكذلك قيمة القرض.
ولم يذكر المصدر والتجار اسم البنك الذي يتخذ من أبوظبي مقراً له.
وقال التجار إنهم علموا بالصفقة المحتملة خلال مناقصة للقمح يوم أمس الأربعاء، وقيل لهم إن الهيئة العامة تتفاوض على سعر يمكن أن يكون أقل من الحد الأدنى للسعر غير الرسمي الذي حددته الحكومة الروسية. ويُعتقد أن روسيا حددت السعر عند 270 دولارا للطن على أساس التسليم على ظهر السفينة.
لكنهم شككوا أيضا في الصفقة المحتملة، قائلين إن شحن القمح من كازاخستان سيمثل تحدياً لوجستياً، ويتطلب التسليم البري عبر دول أخرى.
وقالت وزارة المالية المصرية إن تكلفة دعم المواد الغذائية، ومعظمها من الخبز، من المتوقع أن ترتفع بنسبة 41.9 في المئة، إلى 4.14 مليار دولار في السنة المالية الحالية التي تنتهي في يونيو/ حزيران 2024.
وتعد كازاخستان مصدرا معتمدا في مصر لاستيراد القمح.
وكانت الحكومة المصرية قد وقعت في الآونة الأخيرة اتفاقية قرض بقيمة 500 مليون دولار مع مكتب أبوظبي للصادرات لشراء قمح من شركة الظاهرة في الإمارات.
وقالت الحكومة الأحد الماضي إن الاحتياطيات الاستراتيجية من القمح في البلاد تكفي خمسة أشهر من الاستهلاك المحلي.
السيسي يدعو بوتين إلى تجديد اتفاق تصدير القمح الأوكراني
تعرف على أسباب وتداعيات انسحاب مصر من اتفاقية تجارة الحبوب
أزمة الغذاء: مصر تتحول إلى المزارعين المحليين مع اشتداد أزمة سوق الحبوب – في الفاينانشال تايمز
-
-
70 دولة توقع على أول معاهدة دولية لحماية أعالي البحار
وقع نحو 70 دولة من أعضاء الأمم المتحدة على أول معاهدة على الإطلاق لحماية أعالي البحار الدولية.
وتشمل هذه الدول الولايات المتحدة والصين وجميع أعضاء الاتحاد الأوروبي.
وتهدف معاهدة أعالي البحار إلى المساعدة في اعتبار 30 في المئة من البحار مناطق محمية بحلول عام 2030، وتهدف إلى حماية الطبيعة البحرية واستعادة ما تضرر منها.
ووافقت الدول في وقت سابق من هذا العام على بنود تلك الاتفاقية، بعد سنوات من التفاوض الذي تعطل بسبب الخلافات بشأن التمويل وحقوق الصيد.
وتحتاج المعاهدة الآن إلى تصديق 60 دولة حتى تدخل حيز التنفيذ.
الرحلة البحرية التي غيرت مسار علوم البحار والمحيطات
-
-
القرود تتكيف مع الضوضاء وتستخدم الرائحة بدلا من الصوت الذي غرق في زحمة المدن
تشير دراسة جديدة إلى أن بعض أنواع القرود بدأت تستخدم بشكل متزايد الرائحة للتواصل فيما بينها بدلا من الصوت الذي غطى عليه ضوضاء المدينة.
فقد أجرى الباحثون دراسة على قرود التامارين البرية في الغابات في وسط البرازيل، وراقبوها على مدى ثلاثة أشهر.
فوجدوا أن هذا النوع من الحيوانات بدأ مع تزايد الضوضاء (من حركة المرور على الطرق والطائرات والسياح) بالتوقف عن الصراخ المتواصل وأخذ يفرز رائحة خاصة للتواصل مع القبيلة.
وقال الباحثون إن سلوك التكيف مع الضوضاء بهذه الطريقة، يمكن أن يؤثر سلبا على القرود التي بعضها مهدد فعليا بالانقراض، لأن إفراز الرائحة ليس فعالا في المناطق الشاسعة، فالقرود تعتمد على النداء بالصوت للتحذير من الخطر، وفي البحث عن الطعام، وللتعبير عن الرغبة في التزاوج، والدفاع عن الأرض، والرائحة لا تفي بهذا الغرض.
إعادة فتح حاجز قلنديا عقب إغلاقة بسبب حادث أمني لم تعرف تفاصيله بعد
أعادت القوات الإسرائيلية فتح حاجز قلنديا العسكري الفاصل بين مدينتي رام الله والقدس، بحسب مصادر محلية فلسطينية، بعد إغلاقه ظهر اليوم. وجاء الإغلاق عقب أنباء عن تعرض حارس أمن للدهس وإصابته بجروح طفيفة.
وألقي القبض على المشتبه به. واستدعيت قوات كبيرة من الشرطة في منطقة القدس إلى مكان الحادث.
لماذا تصاعدت مستويات العنف بين الفلسطينيين وإسرائيل في الفترة الأخيرة؟
ثلاثون عاماً على توقيع أوسلو: فكيف يراها الجيل الجديد؟
مظاهرات إسرائيل: لماذا يواجه التعديل القضائي غضبا واسعا في الشار ع؟
الأخوان المتصارعان.. كيف كشفت كارثة درنة التنافس المكتوم بين نجلي حفتر
منافسة شديدة بدأت في الظهور بين نجلي اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر- الصديق وصدام- عقب الإعصار الذي دمر مدينة درنة الليبية الأسبوع الماضي وخلفت آلاف الضحايا ودمرت مثلها من المنازل.
وحين بدأت العاصفة دانيال تضرب الشواطئ الليبية في 11 سبتمبر/أيلول، كان الصديق حفتر في باريس يُطلق حملة ترشحه للرئاسة، وقال للصحفيين: “أعتقد أن لدي كل الوسائل اللازمة لتهدئة الأوضاع في ليبيا وترسيخ الاستقرار فيها، وتحقيق تماسك الليبيين ووحدتهم”، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.
صدام يدخل على الخط
لكن الابن الأكبر لخليفة حفتر، قائد ميليشيات “الجيش الوطني الليبي” التي تسيطر على شرق ليبيا وجنوبها، ما لبث أن عاد إلى بلده ليجد الكارثة الطبيعية المدمرة وقد حلَّت بها. فقد لقي أكثر من 11300 شخص حتفهم، وما زال أكثر من 10 آلاف في عداد المفقودين بعد أن اجتاحت العاصفة دانيال شرق ليبيا، وأدى انهيار سدين في مدينة درنة إلى غرق أحياء بأكملها في البحر.
ولدى عودته، قال الصديق إن والده “استشعر” الكارثة قبل وقوعها، وأمر بالإخلاء. إلا أن المراقبين لشؤون ليبيا أنكروا هذه الادعاءات بشدة، وزعموا أن الناس طُلب منهم في واقع الأمر أن يبقوا في منازلهم.
وسرعان ما دخل شقيق الصديق، صدَّام حفتر، إلى دوائر الأخبار الدولية أيضاً. إذ قال لشبكة Sky News، وهو يقود سيارته في قافلة إلى درنة، يوم الإثنين 18 سبتمبر/أيلول: “نعم، نحن بحاجة إلى المساعدة، ولكن فرق الإنقاذ تؤدي عملها”.
ولما سًئل صدَّام هل كان يمكن للسلطات أن تتخذ خطوات تحول دون وقوع الكارثة، مثل تحديث السدود المنهارة مثلاً، قال إن “كل شيء كان على ما يرام”، ولم يكن لدينا “أي شكاوى”.
زاد الصديق وصدام من ظهورهما في شرق ليبيا منذ كارثة الفيضانات. ولكل منهما طموحات سياسية في تولي مناصب بالبلاد، إلا أن كلاً منهما وصل إلى هذا المنعطف الحرج من طريق مختلفة عن طريق الآخر إلى حد بعيد.
الصديق: المدني الذي يشبه والده
ولد الصديق -مثل العديد من إخوته، ومنهم صدَّام- ونشأ في بنغازي خلال حكم معمر القذافي. وحين كان الإخوة في غمار سنوات النشأة، نُفي والدهما إلى الولايات المتحدة (من عام 1991 حتى عام 2011)، بعد أن تبرأ القذافي من العقيد السابق في أعقاب حملة عسكرية فاشلة في تشاد.
وقال جلال حرشاوي، الخبير في الشؤون الليبية والزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، لموقع Middle East Eye البريطاني، إن “[أبناء حفتر] كانوا معروفين لدى القذافي، وكانت علاقاته بهم على ما يرام”، و”لم يكن حفتر معارضاً شرساً للقذافي في المنفى… فهو ليس مثل آية الله الخميني”.
ولما عاد خليفة حفتر إلى ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي عام 2011، وتزعم القوات التي سيطرت على مساحات شاسعة من شرق ليبيا، ظلَّ الصديق بعيداً عن الأنظار.
ثم شن الجيش الوطني الليبي (المعروف الآن باسم القوات المسلحة العربية الليبية) حرباً على الفصائل المسلحة في غرب البلاد بعد الانقسام في عام 2014، وتضمن ذلك حملة وحشية استمرت 14 شهراً للسيطرة على طرابلس، إلا أن الحملة فشلت في النهاية. ولم يكن الصديق مشاركاً فيها، و”لم يرتبط قط بأي جماعة مسلحة ولا بالمسائل الأمنية، فهو “مدني بالكلية”، و”هذا هو السبب الذي أكسبه قدراً من الأهمية بعد ذلك”.
بناء على هذا الدور المدني للصديق، فإنه صار يشارك في الفعاليات الاحتفالية مثل افتتاح مراكز الشرطة والملاعب. وساعد التشابه المذهل بينه وبين والده الأسرةَ في إبراز مكانتها على أرض الواقع. وقال حرشاوي: “إنه يوفر لوالده وسيلة لإبراز النفوذ والحضور”، و”طريقة للقول… إننا عازمون على المضي في مشروع إعمار للبلاد. ولدينا رؤية مدنية”.
ولم يكن الصديق يُعد من الشخصيات القوية في محيط والده من قبل، لكن يبدو أن هذا قد تغير في الأشهر الأخيرة.
انهارت الانتخابات الليبية قبل انعقادها في عام 2021 لعدةِ أسباب، منها الخلافات بشأن أهلية المسؤولين العسكريين ومزدوجي الجنسية للترشح. ولم يكن الصديق المدني الذي نشأ في بنغازي ليواجه هذه المشكلة، وهذا خلافاً لوالده وبعض إخوته الذين يحملون جنسية أخرى أو خلفية عسكرية.
وقال حرشاوي: “إنه مثل المرشح البديل لعائلة حفتر”، بحيث أنه “إذا لم يتمكن صدَّام وخالد [أخ آخر لهما] ووالدهما من الترشح لأنهما عسكريان، فإن العائلة يمكنها أن تلجأ إلى أفضل خيار متاح لها بعدهما”.
كان الصديق خامل الحضور في الشأن العام، إلا أنه أنشأ في فبراير/شباط مجموعة من الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي حسابه الشخصي على تويتر، كتب في خانة الوظيفة: “مفكِّر”، ومن الغريب أن حساباته على إنستغرام وفيسبوك تُدار من لبنان.
وفي وقت سابق من هذا العام، أصبح الصديق الرئيس الفخري لنادي المريخ، أحد أنجح أندية كرة القدم السودانية، والذي واجه مؤخراً صعوبات مالية. وقد ورد أن عائلة حفتر تبرعت بمليوني دولار للنادي المتعثر، ونزل الصديق ضيفاً على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (المعروف باسم حميدتي) قبيل تمرده على المجلس العسكري في السودان. إلا أنه أكد أن الاجتماع لم يكن سياسياً.
ومع ذلك، يشكك عماد الدين بادي، وهو زميل كبير غير مقيم في برنامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي الأمريكي، في مزاعم الصديق عن نفسه. وقال بادي لموقع MEE: “بكل صراحة، إنه يُرى كمزحة”، “فعلى الرغم من كونه الابن الأكبر لحفتر وأنه أعلن عن طموحاته السياسية، فإنه ليس لديه قدر يُذكر من المصداقية”.
صدام: “مستبدٌ في طور التكوين”
وعلى خلاف أخيه الأكبر، فإن صدَّام حفتر شخصية مشهورة، ويشارك في كثير من الشؤون.
ولد صدَّام ونشأ أيضاً في بنغازي، وهو في منتصف الثلاثينات من عمره، وأصغر أبناء حفتر، وقد سُمي بهذا الاسم تيمناً باسم صدَّام حسين، الرئيس العراقي السابق. ويزعم مراقبون أنه يتمتع بشخصية الحاكم القوي مثله.
وقال بادي: “صدام مستبدٌ في طور التكوين”، وهو “يحاول السيطرة على ركن بارز من مشروع العائلة، وهو القوات المسلحة العربية الليبية، والتوسع في مشروعات جديدة، تشمل الكثير من الأنشطة غير المشروعة”.
وشارك صدَّام مقاتلاً في حملات والده منذ عام 2014، مثل حملة الاستيلاء على برقة والمحاولة الفاشلة للسيطرة على طرابلس. ويميل معظم المراقبين إلى كونه الخليفة الأرجح لوالده، لأنه المرشح الأقرب لقيادة القوات المسلحة العربية الليبية في المستقبل.
يقود صدَّام كتيبةَ طارق بن زياد، أحد أكثر الفصائل المسلحة نفوذاً في القوات المسلحة العربية الليبية. وقد اتهمت منظمة العفو الدولية هذه الكتيبة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات خطيرة ضمن مساعيها لـ”سحق أي تحدٍّ” لسيطرة خليفة حفتر.
وقال بادي: “إنه يعتمد على القمع الشديد مستعيناً في ذلك بقوات تشبه الحرس الشخصي الإمبراطوري، وغالب الظن أن هذه ستكون استراتيجيته للمطالبة بعرش والده حين يجد الجد” ويحل موعد الصراع على السلطة.
وزعم تقرير لمجلة Africa Report الفرنسية أن صدَّام يشارك في أنشطة اتجار غير مشروعة، منها تجارة المخدرات والوقود المهرَّب والذهب والخردة المعدنية من المصانع المُصادرة. وله ارتباط كذلك بأعمال تهريب البشر، واتهمه الناجون من حادثة غرق سفينة المهاجرين قبالة سواحل اليونان في يوليو/تموز بـ “الإشراف” على قوارب تبحر من شرق ليبيا إلى أوروبا.
أما على الساحة الدولية، فإن صدَّام لديه علاقات وثيقة مع محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وروسيا ومجموعة فاغنر التابعة لها، والتي كان لها إسهام كبير في مساعدة حفتر في السيطرة على مناطق نفوذه في ليبيا.
وقال بادي: “إن قربه المتزايد من روسيا قرينة أخرى على ملامح العصر الجيوسياسي المعاصر”، “ويستند هذا التصور إلى أن الولايات المتحدة تنسحب من بعض المناطق لتقليل النفقات، ما أدى إلى تقليص مكانتها العالمية، ومن ثم بات كثير من الزعماء الاستبداديين يوازنون تحالفاتهم على هذا الأساس”.
قبل عامين، زار صدَّام إسرائيل، على الرغم من عدم وجود علاقات لبلاده مع دولة الاحتلال. وذكرت التقارير أن الزيارة تتعلق بمناقشة التطبيع مقابل الدعم العسكري والدبلوماسي لوالده.
من يخلف حفتر؟
يرى حرشاوي أن امتناع الحكومات الغربية عن ذكر اسم صدَّام في الاتهامات العديدة الموجهة لقواته، زاد من جرأته، “إنهم لا يذكرونه. لذلك سيقول لنفسه: ما احتمال أن يُفرض عليَّ للعقوبات؟”، وأوضح حرشاوي أن الاحتمال منخفض.
وأشار حرشاوي إلى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد -على سبيل المثال- متهم أيضاً بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات واسعة النطاق، ومع ذلك فقد أُعيد تأهيله للانضمام إلى المجتمع الدولي، بمساعدةٍ من الإمارات وغيرها.
وقال حرشاوي: “إنه يتمتع بغطاء دبلوماسي وأيديولوجي”، و”ما دام الدبلوماسيون البريطانيون والفرنسيون لا يتعرضون له بعقوبات أو شيء من هذا القبيل، فإن الطريق مفتوحة أمامه على كثير من الاحتمالات”.ويتوقف الأمر كذلك على من الذي سيحظى بمساندة الوالد خليفة حفتر -البالغ من العمر 79 عاماً- من بين الشقيقين.
وقال حرشاوي: “سواء أحببته أم كرهته، فإن لحفتر إسهاماً مؤثراً في تاريخ ليبيا”، فقد “سيطر على بنغازي في وقت كانت تعاني فيه أزمة أمنية حقيقية، وكان الخوف مهيمناً على سكانها”.
ويرى بادي أن استيلاء حفتر على المدينة الكبرى من أيدي الجماعات المتشددة المسلحة أعطاه شكلاً من أشكال الشرعية لدى قطاع من السكان، إلا أنه “ما إن يموت، فإننا لا نعرف كيف ستتصرف القبائل حينئذ”، وشكك في قدرة أبناء حفتر على حيازة الدعم من أنصاره.
وقال بادي: “[صدام] ليس لديه أي مشروعية إلا كونه أكثر أبناء والده قسوة، وميلاً إلى الإجرام” في الدفاع عنه، و”يتوقف نجاحه في بلوغ مطامعه على قبول القوى الغربية للأمر”.
أعرب الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، في مقابلة متلفزة عن قلقه بشأن احتمال حصول إيران، على سلاح نووي.
وتنفي طهران سعيها لامتلاك قنبلة نووية. وقال بن سلمان في رد على سؤال عما سيحدث إذا حصلت إيران على قنبلة نووية، “إذا حصلوا على واحدة، علينا أن نحصل عليها، لأسباب أمنية وتوازن القوى في الشرق الأوسط. لكننا لا نريد أن نرى ذلك”.
وأكد الأمير أن العلاقة مع إيران تتقدم بشكل جيد، واستمرارها لصالح أمن واستقرار المنطقة.
وأوضح أن أي سباق للتسلح النووي في المنطقة لن يُهدد أمنها فحسب، بل سيهدد العالم.
وأشار إلى أن الصين هي التي بادرت إلى التوسط بيننا وبين الإيرانيين.
الحرب في أوكرانيا: عقب تصريحات عنيفة من زيلينسكي ضد وارسو بولندا توقف إمداد كييف بالسلاح
أعلنت وارسو أنها لن ترسل أسلحة إلى كييف، وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي “لم نعد ننقل أي أسلحة إلى أوكرانيا”. وأضاف: “نحن نركز بشكل أساسي على تحديث الجيش البولندي وتسليحه بسرعة، حتى يصبح أحد أقوى الجيوش البرية في أوروبا”.
ولم يوضح رئيس الوزراء متى ستقطع بولندا الإمدادات، وهي واحدة من أكبر موردي الأسلحة إلى أوكرانيا، ولم يوضح إن كان لهذا علاقة بالخلاف بينهما حول تصدير الحبوب.
ومع اقتراب الانتخابات في بولندا، مددت وارسو بشكل أحادي فرض الحظر على الحبوب الأوكرانية حماية لمزارعيها، الذين اشتكوا من عدم قدرتهم على منافسة وارداتها الأرخص. وأصبح حزب القانون والعدالة الحاكم أكثر صرامة في مواقفه قبيل الانتخابات المقررة في الشهر المقبل.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد انتقد بشدة بولندا خلال حديثه في الأمم المتحدة، لكنه لم يسمها قائلاً إن “دولًا معينة” “تتظاهر بالتضامن” مع كييف” لكنها تدعم روسيا بشكل غير مباشر”. وأثار هذا رد فعل حادا من نائب وزير الخارجية البولندي الذي قال إن هذا غير مبرر، فبولندا بادرت إلى دعم أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب”.
وتصاعد الخلاف مع قيام أوكرانيا، بتقديم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية بشأن الحظر. وهذا الخلاف هو الأحدث بين البلدين منذ حظر الحبوب الأوكرانية في بولندا، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب يواجه ضغوطاً من الناخبين خاصة المزارعين وأسرهم الساخطين على الأوضاع الاقتصادية والذين ضاقوا ذرعا من “إرهاق اللاجئين” على حد وصفهم.
قرر المغرب إنفاق 11.6 مليار دولار، لإعادة بناء المناطق التي دمرها زلزال 8 سبتمبر/أيلول.
وتقرر استخدام الأموال أيضا في دعم أكثر من 4.2 مليون شخص في المقاطعات الأكثر تضررا من الزلزال.
وإعادة إسكان المتضررين وإعادة بناء المنازل واستعادة البنية التحتية. ويمتد مشروع البناء والإسكان لخمس سنوات.
واعتبر الزلزال الذي ضرب المغرب هو الأقوى في منطقة جبال الأطلس. ودمر البنية التحتية وأكثر من 50 ألف منزل.
وتلقى المغرب هبات بقيمة 700 مليون دولار للمساعدة في خطة التعافي من الزلزال.
وتخطط البلاد لسد العجز باستخدام الأموال التي خصصتها الحكومة المغربية والمساعدات الدولية والتبرعات المستمرة لصندوق الإنعاش من الزلزال.
للمزيد يمكن متابعة المادة التالية ومشاهد عن قرب لعنف الكارثة:
المستوطنون الإسرائيليون يهاجمون بعنف وفدا أوروبيا خلال زيارة الضفة الغربية والاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه
اعترض مستوطنون إسرائيليون، أمس الأربعاء، وفدا دبلوماسيا أوروبيا خلال جولته في تجمع “وادي السيق” البدوي المهدد بالتهجير القسري، قرب قرية دير دبوان شرقي مدينة رام الله.
وقالت منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية التي نظمت الجولة، بمشاركة دبلوماسيين من 10 دول من الاتحاد الأوروبي، إن مستوطنين هاجموا المشاركين في الجولة والمواطنين الفلسطينيين الذين يقطنون في التجمع المصنف ضمن المنطقة “جيم”.
وأوضحت أن الوفد واصل طريقه إلى بلدة الطيبة، تفاديا لأي مواجهة مع المستوطنين، إلا أنهم واصلوا مطاردة الوفد إلى داخل البلدة، ورفع أحدهم سلاحه تجاه أعضاء الوفد، مهددا بإطلاق النار صوبهم.
وتعرض دبلوماسيون أوروبيون وآخرون، لمضايقات عنيفة من المستوطنين الإسرائيليين، بحسب الاتحاد الأوروبي، خلال جولة دبلوماسية للتجمعات الفلسطينية في المنطقة “ج” المهجرة أو المهددة بالتهجير.
وأعرب الاتحاد الأوروبي في تغريدة نشرها على صفحته الرسمية عن قلقه إزاء عنف المستوطنين المتفاقم، ودعا السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات مع المستوطنين العنيفين، وتفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية، وتوفير الحماية للسكان الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال.
كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية ما تعرض له الوفد الأوروبي وطالبت بمواقف أوروبية ودولية أكثر حزما لإجبار إسرائيل على تفكيك ما وصفتهم بـ” الميليشيات وقواعد الإرهاب” ومحاسبة كل من يتبناها ويمولها ويدعمها.
الأسد في الصين لدعم جهود الإعمار في زيارة هي الأولى منذ 2004
وصل الرئيس السوري بشار الأسد الخميس إلى بكين في أول زيارة رسمية له منذ نحو عقدين الى الصين.
وتهدف الزيارة إلى دعم جهود إعمار سوريا التي دمرتها الحرب.
والصين ثالث دولة غير عربية يزورها الأسد منذ عام 2011، بعد روسيا وإيران.
وتندرج هذه الزيارة في إطار عودة الأسد تدريجيا منذ أكثر من سنة الى الساحة الدولية بعد عزلة فرضها عليه الغرب عقب الاحتجاجات الشعبية في بلاده التي أدت إلى نزاع مدمر ودام.
يشارك الأسد السبت في افتتاح دورة الألعاب الآسيوية مع نظيره الصيني شي جينبيغ.
ويرافق الأسد وفد اقتصادي لبحث مشروع إعادة إعمار سوريا. ولم تعلّق وزارة الخارجية الصينية على مضمون الزيارة.
وشهد العام الحالي تغييرات على الساحة الدبلوماسية السورية تمثلت في استئناف دمشق علاقتها مع دول عربية عدة في مقدمتها السعودية، واستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية ثم مشاركة الرئيس السوري في القمة العربية في جدّة في مايو/أيار للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاما.
السفارة الأمريكية في بيروت تتعرض لإطلاق نار
أعلنت السفارة الأمريكية في بيروت أنها على علم بتعرض أحد مداخلها الرئيسية لإطلاق نار من بندقية آلية من سيارة مسرعة لا تحمل لوحات تسجيل، دون أن يحدث ذلك أي اصابات.
وأعلنت السفارة أنها تتابع الحادث مع السلطات المحلية، ولم يصدر أي بيان رسمي بعد عن السلطات اللبنانية.
ويقع مبنى السفارة الشديد التحصين في منطقة عوكر غربي بيروت.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكد أن بلاده تقترب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز التلفزيونية الأمريكية، إن القضية الفلسطينية تظل مهمة للمفاوضات، وعكست تصريحات بن سلمان ما قاله القادة الأمريكيون والإسرائيليون يوم أمس الأربعاء. وكرر الرئيس الأمريكي جو بايدن دعمه لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري، نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في مقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك. وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن إيران لا ترى أي عائق أمام استعادة العلاقات مع مصر.
أجرى مسؤولون في العاصمة الليبية طرابلس محادثات مع سياسيين محليين وأجانب لبحث عواقب العاصفة دانيال والفيضانات في شرق ليبيا. وعقد محافظ بلدة سوسة ومحافظ بلدة جبل الساحل في شرق البلاد اجتماعا فريدا في طرابلس أمس مع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي وهو أعلى مؤسسة تنفيذية في ليبيا. . كما ناقش المنفي وعبد الحميد الدبيبة، رئيس وزراء الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، الدعم الأمريكي للمناطق المنكوبة بالكوارث في شرق ليبيا مع رئيس القيادة الأمريكية الإفريقية (أفريكوم).