-
أكثر من 40 مشفى ومركزاً طبياً يخرج عن الخدمة في غزة
قبل 49 دقيقة
-
ماذا نعرف عن مخيمات اللاجئين في قطاع غزة؟
26 أكتوبر/ تشرين الأول 2023
-
أنطونيو غوتيريش: لماذا ثارث ثائرة إسرائيل عليه؟
25 أكتوبر/ تشرين الأول 2023
اليوم الـ21 من عملية “طوفان الأقصى”.. قصف عنيف على قطاع غزة والمنازل تسقط فوق ساكنيها والمجازر في كل مكان وحصيلة صادمة لأعداد الشهداء والمقاومة تواصل الرد.. الوضع أصبح كارثيًا والمساعدات لا تكفي والاتحاد الأوروبي يبحث عن هدنات واجتياح بري “محدود” على الحدود
سقوط صاروخ على مبنى سكني في تل أبيب بعد وقت قصير من دوي صفارات الإنذار في المدينة واصابة 3 إسرائيليين
“إسرائيل” تستنجد بالوسطاء وتعلن استعدادها تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الأسرى لدى حماس.. ومسؤول من الحركة يؤكد أن إطلاق المحتجزين يتطلب وقفا لإطلاق النار
قيادي في “حماس”: ندفع بقوى حزب الله وإيران للقتال معنا ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي يتم أسر وقتل هذا العدد من الإسرائيليين ونعول على العرب لإيقاف إطلاق النار
الإدارة الأمريكية تفرض عقوبات جديدة “صارمة” على قيادات بحماس وأعضاء بالحرس الثوري الإيراني.. هذه تفاصيلها
آلاف العراقيين على حُدود الأردن يُلوّحون بمنع “حركة النفط” ويهتفون ضد “إسرائيل”: مجاميع تُمثّل “الحشد الشيعي” ترغب في العُبور إلى فلسطين.. العدد يزيد والسّلاح موجود والصّخب مُرتفع والمسألة “مُقلقة” وحكومة السوداني لا تفعل شيئًا
روسيا لقادة حماس بعد “الفيتو2”: نحن نشكركم لأنّ طائرات التجسّس الأمريكية والأوروبية ابتعدت عنّا وانشغلت بطُوفانكم.. الكرملين مُهتم جدًّا بفتح صفحة مُختلفة مع المُقاومة الفلسطينية لكن لا ترفعوا سقف التوقّعات.. لنتحدّث بما يُمكن أن نُقدّمه
هل هي بداية لتمدد الصراع العسكري لمناطق أخرى؟.. انفجارات “غامضة” تهز مدن مصرية على البحر الأحمر ووقوع إصابات وأضرار.. لم تعلن أي جهة المسؤولية والقاهرة تواصل التحقيق
الجيش الإسرائيلي يكشف عن حصيلة جديدة لعدد قتلاه منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” وعدد الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة.. التوغلات هدفها تهيئة المنطقة للمراحل القادمة من الحرب
كيف كذّبت “نيويورك تايمز” أكاذيب الاستخبارات الغربية والبيت الأبيض حول الصاروخ الذي قصف مستشفى الأهلي في غزة لتجنيب إسرائيل المحكمة الجنائية الدولية
نار الحرب تطال المصريين من جديد.. سُقوط طائرة مُوجّهة بجِوار مستشفى طابا وجسم غريب على نويبع.. من يُطلق النار على الفراعنة؟ وما الرّسالة؟ وماذا يُدبّر لهم بليل؟ الاعتذارات لم تعد مقبولة
صحيفة تكشف: نتنياهو رفض التوقيع على الخطة النهائية للعملية البرية في غزة التي وضعتها قيادة الجيش الإسرائيلي
طالبوهم بمغادرة قراهم ومدنهم والتوجه فورًا نحو الأردن.. المستوطنون يعربدون بالضفة ويهددون الفلسطينيين بـ”نكبة كبرى” جديدة
الجيش الإسرائيلي يلجأ لشركة تجسس “سيئة الصيت ومعاقبة أمريكيًا” لتحديد مواقع أسراه بغزة.. صحيفة تكشف المستور
قيادي في “حماس” يؤكد مقتل 50 أسيرا بغزة بسبب كثافة القصف الإسرائيلي ويرفض الإفراج عن باقي الأسرى قبل هذا الشرط.. وإصابة 6 أشخاص بعد سقوط صاروخ بمدينة طابا المصرية
مّت مظاهرات ومسيرات حاشدة مدناً عربية وإسلامية وغربية، الجمعة 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لدعم قطاع غزة، والتنديد بالقصف الإسرائيلي المتواصل منذ 21 يوماً على القطاع، عقب إطلاق المقاومة الفلسطينية، عملية “طوفان الأقصى”، رداً على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
ففي الأردن، شارك آلاف المواطنين، الجمعة، في مظاهرة حاشدة طالبت بإلغاء اتفاقية السلام الموقّعة مع إسرائيل، وذلك تضامناً مع قطاع غزة المحاصَر.
وانطلقت الوقفة من أمام المسجد الحسيني بعد صلاة الجمعة، بدعوة من قوى حزبية وشعبية، وصولاً إلى ساحة النخيل (تبعد عن المسجد مسافة 1000م)، تحت شعار “إلغاء اتفاقية وادي عربة”، الموقّعة بين الأردن وإسرائيل عام 1994.
وأظهرت مشاهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حشوداً بالآلاف في العاصمة الأردنية عمّان، تهتف لفلسطين وغزة والمسجد الأقصى.
وفي الضفة الغربية، شارك آلاف الفلسطينيين بمظاهرة حاشدة انطلقت عقب صلاة الجمعة، حيث انطلقت مسيرات حاشدة في مدن وبلدات الضفة المحتلة، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ورايات الفصائل، وهتفوا منددين بـ”الجرائم الإسرائيلية”.
كما خرجت مظاهرة حاشدة عقب صلاة الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة، للتنديد بجرائم الاحتلال بحق أهالي غزة، وارتكابه مجازر وحشية من خلال قصفه المتواصل للقطاع المحاصر.
وفي اليمن، شارك المواطنون في مدينة تعز في مظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ضد المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وأدان المشاركون في المظاهرة الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
في مخيم عين الحلوة بلبنان، تظاهر المئات بالمخيم تضامناً مع الشعب الفلسطيني ضد المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
ودولياً، انطلقت مظاهرة في مدينة نيويورك الأمريكية منددة بالمجازر الإسرائيلية والحرب على غزة والإبادة الجماعية لأهلها، ومطالِبة بوقفها، رافعة لافتات “أوقفوا إبادة غزة”، و”الحرية لفلسطين”.
وفي كندا، فنُظّمت مظاهرة طلابية للمطالبة بوقف تواطؤ البلاد في جرائم حرب إسرائيل على الفلسطينيين. وطالب المشاركون بوقف فوري للهجمات الإسرائيلية على غزة.
كما خرجت في كوريا الجنوبية، مظاهرة لتأييد المقاومة الفلسطينية وحقها في الدفاع عن نفسها، والتنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة.
https://twitter.com/arabic_post/status/1717832898869334069
أكثر من 7 آلاف قذيفة.. هذا ما “تحقّقه” إسرائيل في غزة بقصف هو “الأكثر تدميراً” في العالم
تواصل إسرائيل قصفها الهمجي على قطاع غزة للأسبوع الثالث توالياً، فماذا “حققت” من الحملة الأكثر “تدميراً” في العالم خلال القرن الحالي؟
حملة القصف الإسرائيلية على قطاع غزة، المتواصلة منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، أصبحت إحدى أشد حملات القصف الجوي كثافة في القرن الحادي والعشرين، وهو ما أثار جدلاً عالمياً متزايداً بشأن شدة الحملة، والغرض منها، وتكلفتها الباهظة في الضحايا والخسائر، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
كانت إسرائيل قد سعت، منذ عملية “طوفان الأقصى”، إلى إضفاء صبغة دينية على حربها غير الإنسانية على قطاع غزة، وصدر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو وأعوانه روايات مضللة بشأن طبيعة الصراع.
و”طوفان الأقصى” هو الاسم الذي أطلقته حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على عمليتها العسكرية الشاملة ضد جيش الاحتلال الذي يفرض حصاراً خانقاً على القطاع منذ 17 عاماً. ففي تمام الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي في فلسطين في ذلك اليوم، شنّت “حماس” اجتياحاً فلسطينياً لمستوطنات الغلاف المحاذية لقطاع غزة المحاصر، حيث اقتحم مقاتلون من كتائب عز الدين القسام البلدات المتاخمة للقطاع بعد أن اخترقت الجدار الحديدي وسحقت فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال، في ظل غطاء جوي من آلاف الصواريخ التي أُطلقت من غزة باتجاه تل أبيب والقدس ومدن الجنوب.
ووسط حالة الذعر والصدمة التي انتابت الإسرائيليين، وانتشار مقاطع فيديو وصور لدبابات ومدرعات تابعة لجيش الاحتلال، إما محروقة أو تحت سيطرة المقاومين الفلسطينيين، وأسْر العشرات من جنود جيش الاحتلال والمستوطنين، وسيطرة فلسطينية كاملة على مستوطنات، أعلنت دولة الاحتلال أنها “في حالة حرب“، للمرة الأولى منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وهو اعتراف بأن هجوم المقاومة الفلسطينية هو هجوم عسكري.
أكثر من 7 آلاف صاروخ وقذيفة على غزة
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه ضرب أكثر من 7 آلاف هدف داخل قطاع غزة، وأشارت شركة Airwars البريطانية المعنية برصد النزاعات العسكرية، إلى أن هذا القصف تتجاوز شدته أي قصف جوي تعرضت له أي مدينة أو منطقة خلال القرن الحادي والعشرين.
لكن حملة القصف الإسرائيلية على قطاع غزة هي حملة انتقامية وعشوائية، فقد أسفرت الغارات عن استشهاد الآلاف من سكان القطاع من مختلف الأطياف والأعمار، وتدمير المئات من المباني السكنية المدنية. وقالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 7 آلاف شخص قد استشهدوا حتى مساء الخميس 26 أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما يعني أن عدد الشهداء الفلسطينيين قد تجاوز خلال 3 أسابيع فقط رقماً غير مسبوق منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 1982.
الإسرائيليون، من جانبهم، يزعمون أن هذه الضربات ضرورية ولها أغراض محددة، ولا ترمي إلى الانتقام بل “الدفاع”، ويزعم المسؤولون الإسرائيليون أن الحملة تركز على البنية التحتية العسكرية في قطاع غزة، ويزعمون أن معظم منشآت هذه البنية يقع بالقرب من المنازل والمؤسسات المدنية. ويستندون في مزاعمهم إلى تحذيرات من مسؤولين ومحللين قالوا إن الاجتياح البري لغزة ربما يكون ضحاياه أكبر عدداً من القصف الجوي. ومن ثم يدعي الإسرائيليون أن الضربات الممهدة للاجتياح البري ستساعد في تقليل الخسائر في الأرواح بين المدنيين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين، بحسب تقرير نيويورك تايمز.
زعمت إسرائيل أنها استهدفت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول عشرات منصات إطلاق الصواريخ الفلسطينية، ومراكز القيادة، ومصانع الذخيرة، واستخدمت قنابل قوية لاختراق سطح الأرض وتدمير شبكة الأنفاق التي حفرتها فصائل المقاومة، والتي يبلغ طولها مئات الكيلومترات من الأنفاق المحفورة تحت أكثر المراكز الحضرية ازدحاماً في غزة، بحسب المزاعم الإسرائيلية.
وعلى الرغم من أن إسرائيل تقول إنها تستخدم أسلحة دقيقة التوجيه، فقد استعانت بتعريفٍ فضفاض لما تعدُّه أهدافاً عسكرية، فدمرت المقاتلات الإسرائيلية الجامعةَ الإسلامية في غزة بدعوى أن الحرم الجامعي كان يستخدم لتدريب عملاء استخبارات المقاومة، واستهدفت المساجد بدعوى أنها مستودعات أسلحة ومراكز عمليات، وقصفت منازل قادة حماس على من فيها من المدنيين.
وتزعم إسرائيل أن الضربات نجحت في كبح قدرات فصائل المقاومة على إطلاق الصواريخ. ولم يعلن جيش الاحتلال عن عدد الصواريخ التي أطلقت في الأيام الماضية، إلا أن معدل إطلاق صفارات الإنذار في المدن الإسرائيلية لا يزال مستمراً، وإن بوتيرة أقل من الأيام الأولى للحرب.
ماذا “تحقِّق” إسرائيل؟
لكن النجاح الإسرائيلي المزعوم في استهداف المقاومة لم يخفف من حدة القصف على القطاع، إذ قالت وزارة الصحة في غزة، يوم الثلاثاء 24 أكتوبر/تشرين الأول، إن الغارات الإسرائيلية تسببت في استشهاد 704 أشخاص خلال 24 ساعة، وهو ما يعني أن ذلك اليوم شهد أكبر عدد من الضحايا في غزة منذ بداية هذا العدوان. ويرى الفلسطينيون أن هذا الارتفاع في عدد القتلى بالقصف الإسرائيلي دليلٌ على أن إسرائيل تسعى إلى العقاب الجماعي لسكان غزة، وليس لحركة حماس كما تزعم.
كانت قوات الاحتلال قد استعانت بجنود يتحدثون العربية للاتصال بكبار القوم في شمال غزة لإنذارهم بأن عليهم أن يحثوا الناس على مغادرة هذه المنطقة. ويتولى جنود الاحتلال القابعون في غرفة تحكم جنوبي إسرائيل جمع بيانات الهواتف لرصدِ عدد الأشخاص الذين يغادرون أحياءً معينة، ويقولون إن جيش الاحتلال يستخدم هذه البيانات لتحديد أماكن الضربات وتوقيتها.
لكن الرد على أكاذيب جيش الاحتلال جاء من شبكة CNN الأمريكية، التي نشرت تحقيقاً استقصائياً قامت به، عنوانه “صدقوا أوامر الإخلاء، ضربة جوية إسرائيلية قتلتهم في اليوم التالي“، رصد كيف أن بعض الفلسطينيين في شمال غزة، الذين صدقوا أوامر الإخلاء التي صدرت عن الجيش الإسرائيلي، ظنوا أنهم سيكونون آمنين.
“بعض الإسرائيليين الذين نفذوا أوامر الإخلاء وهربوا من بيوتهم في شمال غزة، باحثين عن الأمن والسلامة، تعرّضوا للمصير ذاته الذي هربوا منه: قتلتهم ضربات جوية إسرائيلية في منطقة الإخلاء”، هذا ما خلصت إليه الشبكة الأمريكية، التي تعمل شأنها شأن باقي المؤسسات الإعلامية الغربية على الترويج للرواية الإسرائيلية طوال الوقت، والواضح هنا أن وجود شهود كثر على الكذب المفضوح أجبر الجميع هذه المرة على الإقرار بالحقيقة.
الدكتور يوسف العقاد، مدير مستشفى غزة الأوروبي الذي يقع في جنوب غزة، قال لنيويورك تايمز إن الضربات الإسرائيلية “محاولة لإشباع غريزة الثأر وشهوة الانتقام داخل المجتمع الإسرائيلي بزيادة أعداد الشهداء إلى درجات غير مسبوقة”.
أما جيش الاحتلال فيصر على مزاعمه بأنه ضرب العشرات من منصات إطلاق الصواريخ، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الأهداف العسكرية، منها قادة حماس والمخابئ تحت الأرض. وزعمت إسرائيل يوم الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول أن قواتها اغتالت أحد القادة البارزين في الجناح العسكري لحركة حماس جنوبي غزة، وقضت على خلية تابعة لها شمالي القطاع.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال، نير دينار، أن القصف الجوي “جزء من الحملة التمهيدية للغزو”، والغاية منه تدمير الأنفاق وقتل أكبر عدد ممكن من أفراد حماس من الجو.
لكن الحقائق تؤكد أن الغارات الإسرائيلية دمرت أحياءً سكنية بأكملها، وتشير البيانات الصادرة عن سلطات غزة إلى أن القنابل الإسرائيلية قتلت صحفيين، وعاملين في المجال الطبي، ومعلمين، وموظفين بالأمم المتحدة، فضلاً عن 2700 طفل.
وقالت قناة “الجزيرة”، يوم الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول، إن ثلاثة من أفراد عائلة مدير مكتبها في غزة وائل الدحدوح، قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية. وقال الدحدوح إن القصف الإسرائيلي قتل زوجته، وابنه البالغ من العمر 15 عاماً، وابنته البالغة من العمر 6 سنوات.
إسرائيل والغزو البري
يستمر القصف الجوي الهمجي وسط مخاوف متزايدة في داخل إسرائيل من أن قواتها، وإن كانت متفوقة على الجناح المسلح لحركة حماس من حيث العدد والعتاد والمعدات، فإن ذلك لن يحميها من التورط في حرب مدن طويلة وعظيمة الخسائر بعد اجتياح القطاع.
وينتظر عشرات الآلاف من مقاتلي حماس وصول جنود الاحتلال، وينتشر معظمهم في شبكات الأنفاق الممتدة التي أنشأتها الحركة. ويتوقع خبراء أن تحاول حماس اعتراض التوغل الإسرائيلي بعدة وسائل، منها تفجير بعض الأنفاق عند انتشار جنود الاحتلال في محيطها؛ وتلغيم الطرق التي تسلكها قوات الاحتلال؛ تفخيخ المباني والخروج من مداخل الأنفاق المخفية؛ ونصب الكمائن للإسرائيليين من الخلف.
وصرح جيش الاحتلال أكثر من مرة بأنه مستعد للغزو، إلا أن خبراء وقادة إسرائيليين سابقين يقولون إن إسرائيل ليست مضطرة إلى التعجيل بالغزو، ويرون أن عليها أن توسع حملتها الجوية لتسهيل عمل قوات الاحتلال قدر الإمكان حين تبدأ التوغل البري في القطاع.
وقال ريليك شافير، وهو جنرال متقاعد في سلاح الجو الإسرائيلي، إن القوات الجوية الإسرائيلية لا تسعى بهذا القصف إلى تدمير شبكة الأنفاق فحسب، بل ربما تريد كذلك أن تُدك المباني التي يمكن لقناصة حماس أن يستعملوها في نصب الكمائن واستهداف القوات الإسرائيلية المتوغلة.
وقال شافير: “على سبيل المثال، جندي المشاة الذي يسعى للوصول إلى موقع استراتيجي لا يريد أن يكون محاطاً ببنايات تُتيح استهدافه من مسافة قريبة، سواء بنيران الأسلحة الصغيرة أم الصواريخ قصيرة المدى. ولذا يحتاج إلى ممرات تمكِّنه من رؤية المكان الذي يتوجه إليه”، و”من أجل ذلك، فإن على القوات الجوية أن تهدم المباني الممتدة على الطريق، وأن تسويها بالأرض حتى لا تستخدم في حرب العصابات”.
بناءً على ذلك، أشارت بيانات شركة Airwars إلى أن عدد الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول أكبر من عدد الضربات التي نفذتها قوات التحالف الدولي على مدينة الموصل العراقية في مارس/آذار 2017، وقد شهد هذا الشهر حينها أشد الضربات الجوية كثافة في الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية بالمدينة، إذ أطلق التحالف ما يقرب من 5 آلاف قذيفة، أي أقل بألفي قذيفة على الأقل مما أطلقته إسرائيل على قطاع غزة في أقل من ثلاثة أسابيع.
وقالت إميلي تريب، مديرة شركة Airways، إن شدة الغارات الإسرائيلية “تتجاوز بلا شك شدة الغارات في أي صراع عسكري شاركنا في رصده منذ تأسيس الشركة في عام 2014”.
لكن مصادر أمنية قالت لرويترز إن ما ينتظر القوات البرية الإسرائيلية في غزة هو شبكة أنفاق حماس الممتدة لمئات الكيلومترات ويصل عمقها إلى 80 متراً، ووصفتها رهينة أُفرج عنها بأنها “شبكة عنكبوت”، ووصفها خبير بأنها “أكبر بعشرة أمثال من أنفاق فيت كونج”، أو الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام.
“الصحة العالمية”: تقديرات بوجود ألف جثة تحت الأنقاض في غزة لم يتم التعرف عليها ولا تسجيلها
قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية، الجمعة 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن المنظمة تلقت تقديرات بأنه لا تزال هناك 1000 جثة تحت الأنقاض في غزة لم يتم التعرف عليها، ولم يتم تسجيلها بعد ضمن عدد القتلى.
وقال ريتشارد بيبركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة رداً على سؤال حول عدد القتلى في غزة: “حصلنا أيضاً على هذه التقديرات التي تشير إلى أنه لا يزال هناك أكثر من 1000 شخص تحت الأنقاض لم يتم التعرف عليهم بعد”.
وتقول سلطات الصحة في غزة إن أكثر من 7000 شخص استشهدوا في عمليات القصف التي نفذتها إسرائيل رداً على الهجمات التي شنها مسلحو حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
“غزة على شفير كارثة”
وفي وقت سابق الجمعة، حذّر المفوض العام لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، من أن غزة على شفير كارثة، مع خطر تفشي أمراض في غياب المساعدات والوقود.
وقال لازاريني في مؤتمر صحفي من القدس الشرقية: “بينما نتحدث الآن، الناس في غزة يموتون، فهم لا يموتون بسبب القنابل والضربات فحسب، بل سيموت قريباً الكثير من الناس بسبب عواقب الحصار المفروض على قطاع غزة”.
وتابع: “قطاع غزة على شفير كارثة، وهناك خطر من تفشي الأمراض قريباً، وحذّرتُ قبل أيام من أننا لن نتمكن من مواصلة الأعمال الإنسانية إذا لم نحصل على إمدادات الوقود”.
وأردف لازاريني: “الحصار يعني أن الغذاء والماء والوقود تستخدم لعقاب جماعي لأكثر من مليوني شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، سكان غزة يشعرون بأنه تم التخلي عنهم”.
وشدد على أن: “العدد القليل من الشاحنات التي دخلت غزة لن يحدث فارقاً، علينا ضمان وقف إطلاق نار إنساني حتى نضمن التدفق المستمر للمساعدات”.
أضاف: “هذا ليس بالمطلب الكبير؛ إن المدنيين يدفعون ثمناً كبيراً جداً؛ فأكثر من مليون شخص نزحوا وآلاف قتلوا وآلاف آخرون أصيبوا دون وجود إمكانية للوصول إلى المستشفيات، وكل هذا يجري يومياً”.
عرقلة إدخال المساعدات إلى غزة
وتوجَّه بالحديث لمن يشككون بوصول المساعدات إلى جهات غير التي تستهدفها، وأضاف: “لمن يخشى وقوع المساعدات بالأيدي الخطأ نقول إن لدينا آليات صلبة، ونوجّه المساعدات للأشخاص الأشد حاجة إليها، ونعمل مع مورِّدين غير مدرجين على قائمة العقوبات”.
ويتذرّع الاحتلال الإسرائيلي بأن المساعدات قد تصل لحركة “حماس” وتزيد من قدرتها على الصمود، لتبرير مواصلتها الحصار التام على قطاع غزة، مع القليل من الاستثناءات عبر عدد محدود من الشاحنات التي دخلت القطاع منذ نحو أسبوع، رغم تأكيد كل المنظمات الدولية والإنسانية على عدم تناسبها مع العجز الكبير.
ومنذ 21 يوماً يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياءً سكنية بأكملها، وقتلت 7028 فلسطينياً، بينهم 2913 طفلاً و1709 سيدات و397 مُسناً، وأصابت 18484 شخصاً، إضافة إلى نحو 2000 مفقود تحت الأنقاض.