نصر الله يحذر من ’مزيد من التصعيد على الجبهة اللبنانية’ ويقول إن حرب حماس مع العدو اليهودي ‘الآن على أكثر من جبهة’
بكلمات واضحة لالبث فيها ، كسر زعيم حزب الله حسن نصر الله (في الصورة) أسابيع من الصمت منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في خطاب ألقاه اليوم. وبعد أن شن مقاتلو حماس هجوما غير مسبوق في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل من قطاع غزة، شهدت الحدود الجنوبية للبنان تصعيدا في تبادل الاتهامات المتبادلة، خاصة بين إسرائيل وحزب الله. وتحظى الجماعة المرعبة، مثل حماس، بدعم من إيران، وتثير الاشتباكات عبر الحدود الشمالية لإسرائيل المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في الحرب المستمرة. وتصاعدت حدة الهجمات عبر الحدود يوم الخميس، حيث ردت إسرائيل “بهجوم واسع النطاق” بعد أن قال حزب الله إنه هاجم 19 موقعًا إسرائيليًا في وقت واحد. كما ضربت الصواريخ بلدة كريات شمونة الإسرائيلية القريبة من الحدود في وابل من الصواريخ أعلن الجناح اللبناني لجناح حماس المسلح مسؤوليته عنها. وفي بيان صدر في وقت سابق من يوم الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إنه في “حالة تأهب قصوى” على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، وأنه “سيرد على كل حدث” في المنطقة.
كلمة نصر الله حيث تحدث في اربعة ملفات ضاغطه
أمين عام حزب الله يقول في كلمته “طوفان الأقصى أسس لمرحلة جديدة من الصراع بين إسرائيل والشعب الفلسطيني”
أكد ان «كل الاحتمالات مفتوحة» على الجبهة اللبنانية
في خطابه الأول منذ حرب غزة وانطلاق عملية «طوفان الأقصى»، قال الأمين العالم لـ«حزب الله» حسن نصر الله، إن حرب غزة امتدت إلى أكثر من ساحة، مشيراً إلى أن معركة «طوفان الأقصى» كاملة الشرعية إنسانياً وأخلاقياً.
وأوضح أن «أصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة، وأهل المقاومة، ومجاهدو المقاومة»، وقال: «إسرائيل لن تستطيع تجاوز تداعيات هجوم (طوفان الأقصى) مهما فعلت».
وعدّد نصر الله الأسباب التي أدت إلى حصول «طوفان الأقصى»، وقال: «معروف للعالم معاناة الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً، لكن أوضاع السنوات الأخيرة كانت قاسية جداً، خصوصاً مع هذه الحكومة (حكومة بنيامين نتنياهو) الحمقاء والغبية والمتوحشة».
وتحدث عن أربعة ملفات ضاغطة تطلبت القيام بعملة «طوفان الأقصى»، وأضاف: «الملف الأول هو ملف الأسرى، والثاني هو ملف القدس وما تعرض له في الأشهر الأخيرة، والثالث هو الحصار على غزة قرابة العشرين عاماً، والرابع هو المخاطر الجديدة التي بدأت تتهدد الضفة الغربية مع مشاريع الاستيطان الجديدة، إضافة إلى الاعتقال والقتل اليومي وتهديم البيوت، في وقت ليس هناك في هذا العالم من يسأل، بل كانت قضية فلسطين منسية في آخر اهتمامات العالم».
وتابع: «بالمقابل سياسة العدو تزداد طغياناً وظلماً وقهراً وإذلالاً، فكان لا بد من حدث كبير يهز هذا الكيان الغاصب المستعلي، ويفتح كل هذه الملفات الإنسانية أمام العالم».
وأكد أن قرار عملية «(طوفان الأقصى) كان فلسطينياً 100 في المائة، وتنفيذها فلسطينياً 100 في المائة، وأخفاها أصحابها عن الجميع، وسريتها المطلقة ضمنت نجاح العملية الباهر من خلال عامل المفاجأة المبهرة».
وتابع: «معركة (طوفان الأقصى) أحدثت زلزالاً أمنياً وعسكرياً وسياسياً ونفسياً ومعنوياً لدى الكيان الإسرائيليّ، وستترك آثارها على إسرائيل حاضراً ومستقبلاً». وأكد أن «عملية (طوفان الأقصى) أسست لمرحلة جديدة في المنطقة»، مشيراً إلى أن «هجوم (حماس) يستحق المجازفة والتضحية». إلى ذلك، قال إن إسرائيل لا تأخذ العبر من الدروس، ما يجري اليوم جرى في السابق في حرب يوليو (تموز) 2006، وفي حروب متكررة في غزة، وأضاف أن «القضاء على (حماس) هدف غير قابل للتحقق». واعتبر أن «إسرائيل لم يعد أمامها إلا صفقة تبادل أسرى مثلما حدث في 2006».
وإذ أشار إلى أن «إسرائيل لم تحقق أي إنجاز في غزة بعد شهر من الغارات العنيفة»، أكد أن «نهاية المعركة ستكون انتصار غزة ونهاية العدو». وأردف: «كل ما يجري في قطاع غزة يؤكد لنا أننا أمام طبيعة متوحشة وهمجية لهذا الكيان الغاصب الذي زرعوه في المنطقة في فلسطين بناء على وعد بلفور المشؤوم». كذلك، أشاد نصر الله بقرار الفصائل العراقية باستهداف المصالح الأميركية في العراق وسوريا، وأكد أن «إسرائيل لن تستطيع استعادة الأسرى إلا عبر التفاوض». وطالب نصر الله بوقف الحرب على قطاع غزة، وقال إن «الهدف الرئيسي هو انتصار (حماس) في غزة».
وأكد أن المسؤولية هي مسؤولية الجميع في هذا العالم لوقف الحرب على غزة، وقال: «بيانات الاستنكار لا تكفي»، وطالب الحكومات العربية والإسلامية بـ«تحمل مسؤولياتها لوقف الحرب».
وفي ما يخص لبنان، قال نصرالله أن «حزب الله» «دخل المعركة في اليوم الثاني من الحرب في غزة»، وقال: «من يجد أن ما يجري على الحدود يبدو متواضعا، لكنه مؤتر، ولن يتم الاكتفاء به على كل حال».
وقال إن «ما يجري على الجبهة اللبنانية لم يجر حتى في حرب يوليو (تموز) 2006، وقال: «نخوض معركة حقيقية على الحدود ومختلفة عن معاركنا السابقة ضد إسرائيل».
وأضاف: «كل المواقع العسكرية الإسرائيلية على الحدود تتعرض لهجمات يوميا و إسرائيل نقلت قوات من النخبة إلى الحدود مع لبنان».
ولفت نصر الله الى أن «حزب الله» نجح في تخفيف الضغط على جبهة غزة، معترفا بأن «ما يقوم به حزب الله في جنوب لبنان مغامرة».
وإذ رأى أن احتمال التصعيد على الحدود اللبنانية واقعي ويمكن أن يحدث، أكد أن على إسرائيل أن تقلق من توسع الحرب والتصعيد.
وقال إن «غموض حزب الله يجعل إسرائيل متحسبة في كل خطواتها»، مشددا على أن «إسرائيل سترتكب أكبر حماقة إذا هاجمت لبنان».
وفي ما يتعلق بالجبهة اللبنانية مع إسرائيا، قال: «ليعرف العالم أن أسابيع من الضغوط والتهديدات لم تكن لتغير من موقفنا أي شيئ على الإطلاق، وهذه الجبهة مرهونة بأمرين، الأول مسار وتطور الأحداث في غزة لأن هذه الجبهة هي جبهة تضامن ومساندة لغزة وتتطور بتطور الاحداث هناك، والامر الثاني الذي يتحكم بالجبهة هو سلوك مسار العدو باتجاه لبنان».
وقال نصرالله بـ«شفافية وصدق ووضوح وغموض بناء» أن «كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة.وكل الخيارات مطروحة وممكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات ويجب أن نكون جميعا مهيئين لكل الاحتمالات والفرضبات المقبلة»
يقول وزير الخارجية أنتوني بلينكن: “نحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين الفلسطينيين” بعد لقائه نتنياهو في إسرائيل – ويدعو إلى “هدنة إنسانية” لإخراج الرهائن من غزة
أصدر وزير الخارجية أنتوني بلينكن نداءً عامًا لحماية المدنيين الفلسطينيين خلال زيارة إلى إسرائيل يوم الجمعة، ودعا إلى اتخاذ الترتيبات اللازمة لـ”هدنة إنسانية” وسط القتال في غزة.
الحرب بين إسرائيل وحماس مباشرة: الأمم المتحدة تعرب عن “قلقها العميق” بشأن إعادة إسرائيل العمال الفلسطينيين إلى غزة المحاصرة – بينما يلتقي بلينكن بنتنياهو للدعوة إلى هدنة إنسانية
مع دخول الصراع بين إسرائيل وحماس يومه التاسع والعشرين، هذه هي التطورات الرئيسية.