كشف مصدر لوكالة رويترز، الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن مديري جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) يجتمعان مع رئيس الوزراء القطري في الدوحة؛ “للبناء على التقدم” المحرز على صعيد تمديد الهدنة المعلنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمدة 48 ساعة.
وأضاف المصدر أن مسؤولين مصريين حضروا الاجتماع في الدوحة الذي سيتناول أيضاً المرحلة التالية من اتفاق محتمل.
قطر تتطلع لوقف دائم لإطلاق النار
ويأتي هذا بعد أن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحفي، إن بلاده تعمل على التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، إذ تركز على تمديد الهدنة بين حركة المقاومة حماس وبين إسرائيل إلى ما بعد غدٍ الأربعاء، بناءً على قدرة الحركة على مواصلة إطلاق سراح 10 أسرى يومياً، مضيفاً أن قطر لا تستطيع التحقق من عدد الأسرى المتبقين بعد العشرين الذين ستطلق حماس سراحهم اليوم وغداً، وهما يومان أُضيفا للهدنة التي كان من المقرر في البداية أن تستمر أربعة أيام.
وأكد المسؤول القطري في تصريحاته أن أولويات الوساطة هي النساء والأطفال، ثم الرجال من المدنيين، ثم العسكريين، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن تفاصيل الوساطة، خاصة فيما يتعلق بالتحديات من قبل الطرفين.
كما تحدّث المسؤول القطري عن المساعدات التي تدخل غزة بعد الهدنة قائلاً إن هناك ارتفاعاً في نسبتها، لكنها لا ترقى إلى المأمول، فيما أعربت قطر عن دعمها للجهود الرامية لإدخال المساعدات لشمال القطاع.
هدنة إنسانية في غزة
يأتي هذا فيما يشهد قطاع غزة، منذ صباح الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، هدنة إنسانية مؤقتة تتضمن وقفاً تاماً لإطلاق النار، على خلفية اتفاق وصفقة تبادل أسرى عُقدت بين حركة “حماس” الفلسطينية وإسرائيل، بموجب وساطة قطرية – مصرية – أمريكية.
باستكمال عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين في الدفعة الرابعة تكون إسرائيل أطلقت سراح 150 أسيراً فلسطينياً من سجونها، مقابل إطلاق “حماس” 50 إسرائيلياً.
أمس الإثنين أعلنت حركة “حماس” قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تم الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل بين إسرائيل والحركة، تضمّنت أسماء 33 أسيراً، بينهم 30 طفلاً و3 نساء (2 من الضفة وواحدة من القدس)، فيما أعلنت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية أن الدفعة الرابعة تشمل إطلاق سراح 11 إسرائيلياً.
بينما كان مقرراً أن تنتهي الهدنة الإنسانية يوم الإثنين 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، اتفقت الأطراف المعنية على تمديدها ليومين إضافيين، يشهدان الإفراج عن عدد إضافي من الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول وحتى 23 نوفمبر/تشرين الثاني، وعلى مدار 48 يوماً، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت 14 ألفاً و854 شهيداً فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم ما يزيد على 75% من الأطفال والنساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
قيمتها 8 مليارات دولار! الاحتلال يقر موازنة “غير مسبوقة” لتمويل حرب غزة وسط معارضة داخل مجلس الحرب
صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على موازنة ملحقة “غير مسبوقة”، تبلغ قيمتها 8 مليارات دولار، وذلك لتلبية احتياجات الحرب المدمرة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك وسط انقسام في الآراء داخل المجلس الحربي.
هيئة البث الإسرائيلية ذكرت، الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن الحكومة “صادقت على ميزانية جديدة للدولة بمبلغ ثلاثين مليار شيكل حتى نهاية العام الحالي، لتمويل نفقات الحرب”.
أضافت الهيئة أن حزب “الوحدة الوطنية” برئاسة الوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس، عارض الميزانية، وأشارت إلى أن الوزيرين في حزب “الليكود” -الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو- نير بركات وأوفير أكونيس لم يدعما الميزانية.
كما أوضحت الهيئة أن المحتجين على الميزانية يعارضون استمرار صرف الأموال لمشاريع وخطط الأحزاب المشاركة بالحكومة، على حساب تكاليف الحرب.
كان أوفير جندلمان، متحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي، قال في تغريدة، الإثنين: “ستطرح اليوم على الحكومة موازنة غير مسبوقة بقدر 30 مليار شيكل من شأنها تلبية جميع احتياجاتنا العسكرية في الدفاع والهجوم، والاعتناء بأسر المختطفين والجرحى والقتلى والمواطنين الذين تم إجلاؤهم”.
من جانبه، قال عضو الكنيست، غدعون ساعر، في تعليقه على إقرار الموازنة: “نحن ندخل فترة اقتصادية صعبة للغاية، فيها الكثير من عدم اليقين”.
أضاف ساعر: “نحن بحاجة إلى أن تكون لنا القدرة على الاستجابة لنفقات الحرب، سواء الأمنية أو النفقات المدنية المرتبطة بها. ومن ناحية أخرى، يجب علينا تجميد كل ما هو غير مطلوب وضروري. وللأسف، لم يؤخذ ذلك في الحسبان هنا”، بحسب ما أورده موقع “I24 News” الإسرائيلي.
كانت تقارير إسرائيلية ودولية قد أشارت في الأسابيع الأخيرة إلى تأثيرات ضخمة للحرب في قطاع غزة على الاقتصاد الإسرائيلي.
وكانت إسرائيل قد استدعت 360 ألف جندي وضابط احتياط منذ بدء الحرب، ما يكلف الحكومة مبالغ كبيرة، وكذلك الاقتصاد بسبب تغيب الذين يخدمون في القوات الاحتياطية عن العمل في الحياة المدنية.
كما أجلَت إسرائيل منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نحو ربع مليون مستوطن من جنوب وشمال إسرائيل، وتأويهم حالياً في فنادق وبيوت ضيافة على نفقة الحكومة.
إضافة لذلك تنفق حكومة الاحتلال أموالاً ضخمة على التسلح وتمويل الحرب، الأمر الذي دفع تل أبيب إلى إصدار أدوات دين بقيمة 6 مليارات دولار.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة؛ ما تسبب باستشهاد 15 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بينما وصل عدد الجرحى إلى 36 ألفاً، كما تسببت الحرب بإحداث دمار هائل في البنية التحتية، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة.
كانت فصائل المقاومة قد هاجمت، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مستوطنات غلاف غزة، وقتلت خلال الهجوم أكثر من 1200 إسرائيلي، وأُصيب أكثر من 5 آلاف، وتم أسر نحو 239.
التنافس بين الرياض وروما وبوسان الكورية الجنوبية
أكد مصدر مقرب من حركة «حماس» تبادل قوائم تضم أسماء عشرة من الرهائن لدى الحركة الفلسطينية في مقابل 30 معتقلا فلسطينيا في اليوم الخامس من الهدنة مع إسرائيل.
يصف الطبيب البريطاني الفلسطيني غسان أبو ستة المشاهد المروعة للحرب في غزة التي قضى فيها 43 يوما بين الجرحى والمرضى والجثث.
قالت متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء إن عددا أكبر من سكان غزة معرضون للموت بسبب الأمراض مقارنة بالقصف.