عملاق المسرح العالمي الذي أدار السياسة الخارجية الأمريكية لأكثر من 50 عامًا بعد فرار عائلته من النازيين، توفي في منزله في ولاية كونيتيكت
قالت شركة الاستشارات الخاصة به هنري كيسنجر، عملاق السياسة الخارجية خلال رئاستي ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، إنه توفي في منزله في ولاية كونيتيكت. وأعلنت شركة كيسنجر أسوشيتس في بيان لها أن “هنري كيسنجر، الباحث ورجل الدولة الأمريكي المحترم، توفي اليوم في منزله في ولاية كونيتيكت”. وعلى الرغم من عمره أكثر من 100 عام، إلا أنه لا يزال يحضر الاجتماعات في البيت الأبيض، وينشر كتابًا عن أساليب القيادة، ويشهد أمام لجنة في مجلس الشيوخ حول التهديد النووي الذي تشكله كوريا الشمالية. حتى أنه قام بزيارة مفاجئة إلى بكين للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في يوليو/تموز. ففي سبعينيات القرن العشرين، كان له يد في العديد من الأحداث العالمية التي غيرت حقبة العقد أثناء عمله كوزير للخارجية في عهد الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون. وأدت جهود اللاجئ اليهودي الألماني المولد إلى الانفتاح الدبلوماسي للصين، ومحادثات تاريخية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي للحد من الأسلحة، وتوسيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب، واتفاقيات باريس للسلام مع فيتنام الشمالية.
العملاق الدبلوماسي والحائز على جائزة نوبل الذي حدق في السوفييت – وأصبح رمزًا جنسيًا غير متوقع للغاية: الإرث الاستثنائي لهنري كيسنجر الذي فر من هتلر وأصبح وزير الخارجية الأمريكي الأكثر نفوذاً
لاجئ من ألمانيا النازية. أستاذ هارفارد. رمز الجنس غير المحتمل. ولكن من المؤكد أن هنري كيسنجر، الذي توفي عن عمر يناهز المائة عام، سوف يتذكره الناس باعتباره عملاقاً منقطع النظير في السياسة الأميركية. بصفته مساعد الرئيس ريتشارد نيكسون الأكثر ثقة في السياسة الخارجية، كان تأثير كيسنجر على الشؤون العالمية زلزاليًا، حيث قاد الرد الغربي على روسيا السوفيتية وساعد في رسم المسار خلال واحدة من أكثر الفترات المشحونة في التاريخ الحديث. كان لكيسنجر، الذي أُطلق عليه لقب “رمز الجنس في إدارة نيكسون”، سلسلة من الصديقات المشهورات في سنوات شبابه، بما في ذلك الصحفية ديان سوير والممثلة كانديس بيرغن.
حياة هنري كيسنجر في صور
صور أيقونية تلتقط قرنًا رائعًا من حياة رجل الدولة الأمريكي – من شبابه الألماني إلى المكتب البيضاوي والقمم التي تحدد العصر مع بريجنيف والرئيس ماو
أصبحت الحياة الرائعة لهنري كيسنجر في دائرة الضوء بعد وفاة رجل الدولة المؤثر يوم الأربعاء عن عمر يناهز 100 عام. وإليكم صور اللحظات الرئيسية من حياته.
كان الدبلوماسي الأسطوري هنري كيسنجر، الذي توفي الأربعاء عن عمر يناهز 100 عام، لا يزال يُنظر إليه على أنه مؤثر على المسرح العالمي، حيث أدلى ببعض ملاحظاته الأخيرة حول الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال الرئيس الثالث والأربعون إنه “أعجب منذ فترة طويلة بالرجل الذي فر من النازيين عندما كان صبيا صغيرا من عائلة يهودية، ثم قاتلهم في جيش الولايات المتحدة”.
توفي عملاق الدبلوماسية الأميركية وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، عن مائة عام الأربعاء، بحسب ما أعلنت مؤسسته.
وقالت المؤسسة الاستشارية في بيان، إنّ كيسنجر الذي كان وزيراً للخارجية في عهدي الرئيسين ريتشارد نيكسون، وجيرالد فورد، وأدّى دوراً دبلوماسياً محورياً خلال الحرب الباردة «توفي اليوم في منزله بولاية كونيتيكت».
وخلال الشهور الماضية كان كيسنجر يقوم بأنشطة سياسية كثيرة ويشارك في اجتماعات بالبيت الأبيض والكونغرس، وأدلى بشهادته حول كوريا الشمالية، وفي شهر يوليو (تموز) الماضي قام بزيارة للصين والتقى بالرئيس الصيني شي جينبينغ.
ويعد كيسنجر من أبرز السياسيين في التاريخ الحديث للولايات المتحدة، وترك بصمة واضحة لا تمحى في السياسة الخارجية الأميركية. وسطع نجمه في سبعينات القرن العشرين، أثناء عمله كوزير للخارجية في عهد الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون، وأدت جهوده إلى الانفتاح الأميركي الدبلوماسي مع الصين، وإلى محادثات الحد من الأسلحة الأميركية السوفياتية التاريخية، وكان له دور دبلوماسي خلال الحرب بين مصر وإسرائيل، كما ساهم في التوصل إلى اتفاقيات باريس للسلام مع فيتنام الشمالية.
ويعد كيسنجر الشخص الوحيد الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض ومنصب وزير الخارجية.
وكانت جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها عام 1973، مناصفة مع لو دوك ثو من فيتنام الشمالية، الذي رفض الجائزة ـ واحدة من أكثر الجوائز إثارة للجدل على الإطلاق، حيث استقال اثنان من أعضاء لجنة نوبل بسبب الاختيار، وأثيرت أسئلة حول القصف السري الأميركي لكمبوديا.
ولد هاينز ألفريد كيسنجر في فورث بألمانيا في 27 مايو 1923، وانتقل إلى الولايات المتحدة مع عائلته في عام 1938 قبل الحملة النازية لإبادة يهود أوروبا. وغير اسمه إلى هنري وحصل على الجنسية الأميركية في عام 1943، وأصبح مجنداً خلال الحرب العالمية الثانية ثم حصل على منحة دراسة في جامعة هارفارد وترقى سريعاً في دراسته وحصل على درجة الماجستير في عام 1952 والدكتوراه في عام 1954، وخلال تلك الفترة عمل كيسنجر مستشاراً للوكالات الحكومية. وفي عام 1967 عندما عمل وسيطاً لوزارة الخارجية في فيتنام. واستخدم علاقاته مع إدارة الرئيس ليندون جونسون لنقل المعلومات حول مفاوضات السلام إلى معسكر الرئيس نيكسون. وحينما فاز نيسكون بالانتخابات الرئاسية عام 1968 قام بتعيين كيسنجر مستشاراً للأمن القومي الأميركي.
وفي عام 1973، بالإضافة إلى دوره مستشاراً للأمن القومي، تم تعيين كيسنجر وزيراً للخارجية، مما منحه سلطة لا منازع فيها في الشؤون الخارجية.
جولات مكوكية
حينما اندلع الصراع العربي الإسرائيلي قام كيسنجر بمهام مكوكية بلغت 32 رحلة ما بين القدس ودمشق لدفع الجهود نحو صياغة اتفاق طويل الأمد لفك الارتباط بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. واشتهر خلال تلك الفترة بالدبلوماسية الشخصية. وفي محاولة لتقليص النفوذ السوفياتي، تواصل كيسنجر مع منافسه الشيوعي الرئيسي، الصين، وقام برحلتين إلى هناك، بما في ذلك رحلة سرية للقاء رئيس الوزراء تشو إن لاي. وكانت النتيجة قمة نيكسون التاريخية في بكين مع الرئيس ماو تسي تونغ، وإضفاء الطابع الرسمي في نهاية المطاف على العلاقات بين البلدين.
ورغم فضيحة ووترغيبت التي أجبرت الرئيس نيكسون على الاستقالة، فإن كيسنجر استمر في منصب وزير الخارجية عندما تولى الرئيس جيرالد فورد منصبه في عام 1974. وفي ذلك الوقت قام كيسنجر بالعمل على اتفاق حول الأسلحة الاستراتيجية مع الاتحاد السوفيتي، حيث سافر كيسنجر مع الرئيس فورد إلى فلاديفوستوك في الاتحاد السوفياتي، والتقى الرئيس بالزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف، واتفقا على إطار عمل أساسي لاتفاق الأسلحة الاستراتيجية، وهي الاتفاقية التي أدت إلى تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
وتعرض كيسنجر لانتقادات لاذعة عام 1975 لفشله في إقناع إسرائيل ومصر بالموافقة على المرحلة الثانية من فك الارتباط في سيناء.
وترك كيسنجر منصبه في أروقة السلطة مع فوز الرئيس الأميركي جيمي كارتر بالرئاسة عام 1976، وأنشأ شركة استشارية في نيويورك لتقديم المشورة لكبرى الشركات في العالم. كما عمل عضواً في مجالس إدارة الشركات، ومحاضراً في العديد من منتديات السياسة الخارجية والأمن، ومعلقاً إعلامياً منتظماً في الشؤون الدولية، إضافة إلى قيامه بنشر العديد من الكتب السياسية.