الت وسائل إعلام فلسطينية، السبت 23 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن عشرات المواطنين استُشهدوا وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنَّتها طائرات الاحتلال الإسرائيلية على مواقع مختلفة في قطاع غزة، وقد شنَّ طيران الاحتلال غارات عنيفة استهدفت منزلاً بمخيم البريج وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد 5 مواطنين، بينهم طفلة، وإصابة العشرات بجروح مختلفة.
كما استشهد عشرات المواطنين، وجُرح آخرون، في قصف إسرائيلي استهدف جباليا شمال القطاع، ولم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليهم ونقلهم إلى المستشفى بسبب استمرار القصف وإطلاق النار.
غارات إسرائيلية على قطاع غزة
تشهد المناطق الشرقية لدير البلح وسط القطاع، ومخيم النصيرات، منذ عدة أيام، سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي المتواصل، ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات، جرى نقلهم لمستشفى شهداء الأقصى.
ووكذلك في مدينة غزة وشمالها، خاصةً حيَّي الشيخ رضوان والشجاعية، حيث شهدا غارات عنيفة استهدفت منازل المواطنين.
وقصف طيران الاحتلال المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، ولا تزال دبابات الاحتلال تحاصرها وتمنع وصول سيارات الإسعاف للجرحى، وانتشال الجثامين، حتى إن الخروج بشكل شخصي بات صعباً للغاية، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي.
في سياق متصل فقد وقعت إصابات في طاقم صيانة لشركة الاتصالات الفلسطينية وسط خان يونس، وذلك بعد استهدافه من جانب الاحتلال الإسرائيلي، وقد قصف الطيران الإسرائيلي كذلك عدة منازل بمحيط المسجد العمري في جباليا البلد شمال قطاع غزة، كما جدَّد قصفه شرق رفح، مع توغل محدود لآليات إسرائيلية في محيط معبر كرم أبو سالم.
في المقابل، دوَّت صفارات الإنذار في “غلاف غزة”، السبت، جراء إطلاق رشقة صاروخية من القطاع، بعد هدوء شهدته المنطقة ليومين. وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: “للمرة الأولى منذ يوم الخميس تم إطلاق صفارات الإنذار في غلاف غزة”.
من جانبها، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “بعد يومين من الهدوء في الجنوب دوَّت صفارات الإنذار في كيبوتس كفار عزه بمنطقة الغلاف”، دون مزيد من التفاصيل.
نزوح جديد للفلسطينين
مرة أخرى، وجد آلاف الفلسطينيين أنفسهم مضطرين للنزوح خلال الحرب، حاملين أمتعتهم البسيطة بعد إصدار الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء جديداً من مناطق بوسط قطاع غزة. وحمل نازحون حقائب وممتلكات وأكواماً من البطانيات على عربة، فيما وضع آخرون فرش نوم فوق إحدى السيارات، وفق ما نشرته وكالة “يورو نيوز” في تقريرها، السبت 23 ديسمبر/كانون الأول 2023.
ونشر الجيش الإسرائيلي في اليوم السابع والسبعين من حربه ضد حماس في قطاع غزة، منشورات تأمر سكان مخيم البريج للاجئين (وسط) وأحياء عدة مجاورة، بـ”المغادرة فوراً حفاظاً على سلامتهم”، باتجاه دير البلح.
وجاء في الأمر “من أجل سلامتكم عليكم الانتقال بشكل فوري إلى المآوي في دير البلح” وسط القطاع.
تقول ولاء المديني، وهي مصرية فلسطينية صارت تستعمل كرسياً متحركاً بعد إصابتها، “الظروف صعبة للغاية، هذه ليست حياة، الحياة التي نعيشها ليست حياة، لا ماء، لا أكل، ولا أي شيء”.
أصيبت المديني بساقها في حي الشجاعية في مدينة غزة، ما دفعها إلى النزوح مع عائلتها إلى البريج بعد فرارها من المدينة. وتشرح ما وقع لها قائلة “كنا عايشين في الشجاعية، فجأة وقع قصف، استشهدت ابنتي في حضني، أخرجوني من تحت الركام أنا وابني بعد ثلاث ساعات”. وتضيف بأسى أن منزلها دُمر مع “كل شيء محيط بنا”.
تتابع بنبرة يائسة: “رسالتي للعالم أن ينظروا إلينا، يروا وضع الشعب، متنا نحن، ماذا ينظرون، تعبنا، أنا من الناس التي تعبت، أنا لا أنام، لم أنم منذ أربعين يوماً” بسبب الألم من الإصابة.
خروج الآلاف من منازلهم هرباً من القتل
في أحد شوارع مخيم البريج خرج كثيرون معهم حقائب، وحقائب ظهر، ممتطين عربات تجرها الحمير.
وتحذِّر وكالات الأمم المتحدة منذ أسابيع من الوضع الكارثي للمدنيين في القطاع الفقير والمكتظ، حيث دمَّر القصف الإسرائيلي أحياءً بأكملها، وشرَّد 1,9 مليون غزِّي، أي 85% من السكان بحسب الأمم المتحدة.
في حين فرَّ سالم يوسف في البداية إلى مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة؛ ظناً منه أنه سيحظى بالأمان.
لكن الجيش الإسرائيلي أطلق عمليةً كبرى في المجمع، في نوفمبر/تشرين الثاني، متهماً حماس بتحويله إلى مركز قيادة.
وتوجَّه يوسف بعد ذلك إلى مخيم النصيرات، في وسط القطاع، ومكث فيه شهراً ونصف الشهر، ويشير إلى أنه سيتوجه إلى رفح في أقصى جنوب القطاع، حيث أقام عشرات الآلاف من النازحين مخيمات مؤقتة.
لكن رفح لم تسلَم بدورها من القصف الإسرائيلي، ويؤكد يوسف: “يقولون لنا إنه (مكان) آمن.. لكن لا يوجد مكان آمن”.
ويعرب عن أمله في “ألا يقتل (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو الأطفال الصغار ويهدم البيوت على رؤوسنا”، مؤكداً “أنا مواطن، ما الذي سيُخرجني؟ لماذا سيرحلوننا منها؟”. ويخلص إلى أن “كل ما يقوم به نتنياهو خطأ”.
جدير بالذكر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة “20 ألفاً و57 شهيداً و53 ألفاً و320 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء”، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثةً إنسانيةً غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.