كاتبٌ إسرائيليٌّ: المُجتمع الصهيونيّ بات بعد هزيمة أكتوبر مُتطرِّفًا وعنصريًّا أكثر ويدعم الإبادة الجماعيّة للفلسطينيين وتهجيرهم وتحوّل لمجتمعٍ عسكريٍّ يؤمن بالحرب لسنواتٍ طويلةٍ ونتنياهو باقٍ بالحكم رغم تنازله عن الرهائن
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
قال الكاتب والمُحلِّل الإسرائيليّ، روغل ألفِر، إنّه “منذ السابع من أكتوبر الماضي بات أكثر سهولةً إقناع الجمهور الإسرائيليّ بأفكارٍ كانت تُعتبر جنونيّةً وعبثيّة، وبشكلٍ عامٍّ، السواد الأعظم من مجتمع المُستوطنين بات متطرفًا نحو القوميّة الدّينيّة والعنصريّة”، وتابع في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة إنّه “من الناحية الأيديولوجيّة بات الصهاينة في الكيان أكثر تأييدًا لبنيامين نتنياهو والخّط المُتطرّف الذي يقوده”، لافتًا إلى أنّه “يُمكِن القول إنّ السابع من أكتوبر الفائت كان بمثابة نقطة تحوّلٍ، إذْ أنّ المجتمع اليهوديّ انتقل من الدعم لنتنياهو إلى الأكثر تطرفًا، أيْ الدعم للحاخام المأفون، مِئير كهانا، الذي كان يُنادي بطرد جميع العرب من فلسطين التاريخيّة”.
وعدّدّ الكاتب الأفكار الجنونيّة، التي أصبحت طبيعيّةً ومقبولةً في النقاش داخل إسرائيل منذ أكتوبر: “الأوّل أنّ كهانا كان على حقٍّ، كلّ العرب هم جزّارين، مغتصبين وقاتلي اليهود، ولذا فإنّه يجِب قتل جميع الفلسطينيين في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، وهذا الفكر أمسى مقبولاً لدى الأكثرية الساحقة من اليهود في إسرائيل”.
أمّا الفكرة الثانية، بحسب الكاتب، فتكمن بـ “تنفيذ حرب الإبادة الجماعيّة (جينوسايد)، بمعنى القيام بقتل الآخرين بنيّةٍ مٌسبقةٍ، أيْ قتل أكبر عددٍ من الفلسطينيين من سُكّان قطاع غزّة، فهناك مَنْ يكتفي بخمسين ألفًا وآخرين بمائة ألف، دون التفرقة بين مقاتلي (حماس) وبين المدنيين العُزّل، أيْ الأطفال، الأمهّات والمتقدمين بالعمر، يجِب قتل الجميع دون تفرقةٍ”، مُوضحًا أنّ “النقاش حول هذه المسألة أصبح شرعيًا ومفهوم ضمنًا، وهذه الإمكانية موضوعة على الطاولة من ناحية الإعلام الإسرائيليّ والجمهور الصهيونيّ بالكيان”.
الكاتب أكّد أنّ “الفكرة الثالثة هي التهجير، أيْ الترانسفير للأكثرية الساحقة من سُكّان قطاع غزّة، تهجيرٌ طوعيٌّ أوْ قسريٌّ، أوْ عن طريق الطرد، المُهّم تقليل عدد السُكّان الفلسطينيين في القطاع”، لافتًا إلى أنّ “هذه الفكرة مقبولة على الإسرائيليين، لكن ما يردعهم عن تنفيذها هو الخلاف الذي قد ينشب مع الولايات المُتحدّة الأمريكيّة”.
و “بناءً على ما تقدّم”، تابع الكاتب، “نصِل إلى الفكرة الرابعة وهي الاستيطان في قطاع غزّة”، مُشيرًا إلى أنّه “لو قام مستوطنون بإقامة مستوطنةٍ في أراضٍ تقع تحت سيطرة جيش الاحتلال، فلن يقوم أيّ سياسيٍّ بالتوجّه لإخلائهم”، على حدّ تعبيره.
ورأى أنّ “الفكرة الخامسة تكمن في خلق مجتمعٍ عسكريٍّ ومتطوّع، والذي يعتمد الحرب الدائمة وسيلةً لبقائه، حربٌ تستمّر سنواتٍ وأكثر، وهذه الحرب هي أولاً ضدّ حماس، وبعد ذلك حزب الله، وجماعة أنصار الله في اليمن، ومن ثمّ إيران، والكلّ في المجتمع العسكريّ باتوا أبطالاً وعلى استعدادٍ للتضحية من أجل الأفكار التي ذُكرت أعلاه”، كما قال.
وطبقًا للمُحلِّل فإنّ الفكرة السادسة هي أنّه “بالإمكان التنازل عن 130 رهينة وتركهم يموتون في غزّة”، لافتًا إلى أنّه “قبل السابع من أكتوبر الماضي كان المجتمع الصهيونيّ اليهوديّ لا يتنازل قيد أنملةٍ عن فكرة إعادة الرهائن من الأسر، ولو تجرّأ أحدٌ على طرح فكرة ترك الرهائن قبل أكتوبر لكان وُصِف بالمجنون من قبل الإسرائيليين، أمّا الآن فإنّ موتهم بأسر حماس بات ثمنًا يُمكِن تحملّه”.
وخلُص الكاتب إلى القول إنّ “الفكرة الأخيرة تؤكِّد بقاء بنيامين نتنياهو في الحكم، وأيضًا في هذا السياق كان المجتمع الإسرائيليّ يُقيم الدنيا ولا يُقعِدها لو تمّ الحديث عن بقاء رئيس الوزراء الحاليّ في منصبه قبل السابِع من أكتوبر”، مشدّدًا على أنّ “تطرّف المجتمع الإسرائيليّ سيُبقي نتنياهو بالحكم ومتسائلاً كم نائبًا كان سيُدخِل المأفون كهانا إلى الكنيست لو ما زال حيًّا؟”.