وفي اليوم 147 لحرب غزة ماهي بنود الخلاف والاتفاق بين الطرفين بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ولقاء قمّة مُرتقب بين الأسد وأردوغان في موسكو
ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ نحو 5 أشهر، إلى “30 ألفا و320 شهيدا و71 ألفا و533 مصابا”، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع.
جاء ذلك في التقرير الإحصائي اليومي لوزارة الصحة، السبت، بالتزامن مع مرور 148 يوما على بدء الحرب الإسرائيلية.
وذكر التقرير أن “الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 92 شهيدا و156 مصابا خلال الـ 24 ساعة الماضية”.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 10 فلسطينيين على الأقل استشهدوا في غارة إسرائيلية اليوم السبت أصابت خيمة في رفح.
ووقعت الضربة في منطقة يحتمي بها النازحون خارج المستشفى الإماراتي في حي تل السلطان برفح جنوب قطاع غزة.
وذكرت الوزارة أن مسعفا يعمل في المستشفى كان من بين الشهداء. ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق.
وأوضح أن “حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 30 ألفا و320 شهيدا و71 ألفا و533 مصابا” منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
كما أشار إلى أنه “لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، يمنع الاحتلال (إسرائيل) طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
إلى ذلك انطلقت في مدينة إسطنبول، السبت، اجتماعات الدورة الـ12 لمجلس أمناء الهيئة الدولية العربية للإعمار في فلسطين، لبحث إعادة إعمار قطاع غزة ومشروع للإيواء العاجل للفلسطينيين بالقطاع.
تعقد هذه الدورة تحت شعار “غزة.. معا نعيدها أجمل” بحضور أعضاء مجلس إدارة الهيئة ومسؤولي فروعها في أكثر من 20 دولة، إضافة إلى أمنائها من مختلف دول العالم، وعدد من الضيوف بينهم المفكر المغربي أبو زيد المقرئ الإدريسي.
وحسب برنامج الدورة الذي حصل عليه مراسل الأناضول، سيدرس المشاركون خلال الاجتماعات، تقرير عمل الهيئة خلال عام 2023، إضافة إلى سبل إنجاح مساهمتها مع شركائها في إعادة إعمار غزة.
كما سيقيم المشاركون مشروع إيواء عاجل أطلقته الهيئة بدعم من شركائها لتخفيف معاناة أهالي غزة.
وفي تصريح لمراسل الأناضول، على هامش أعمال الدورة، قال عضو مجلس إدارة الهيئة محمد غزال: “نجتمع اليوم من دول مختلفة لنعبر بكل إرادتنا عن رغبتنا الجامحة في إعادة إعمار غزة”.
واعتبر أن “ما يقدمه أهالي غزة (بصمودهم في وجه الاحتلال) لا يمكن أن يقابله إلا القليل من الجهد لنفيهم حقهم”.
وأضاف: “عبر هذه الاجتماعات نقول للعالم وبوضوح: نحن من سنعمر غزة، وإن كانت هناك يد تبطش وتهدم فإن هناك يدا تُعمر حتى تعود غزة أقوى”.
وتوقع أن “يساهم الإخوة من كل الدول في الاكتتابات (تبرعات مالية وعينية)، وحصر الأضرار والبنى التحتية التي تعرضت لكوارث، والإيواء العاجل في الخيام والكرفانات، وتوفير الغذاء والماء، وهذه هي أولوياتنا في اجتماعات هذه الدورة”.
وتأسست الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين عام 2008 بمبادرة من نقابة المهندسين ومقاولي الإنشاءات الأردنيين، وبمشاركة قيادات وممثلي الهيئات الهندسية وجمعيات رجال الأعمال في الدول العربية والإسلامية ومجموعة من الشخصيات.
وتضمنت الجلسة الافتتاحية للدورة الـ12 كلمات من مسؤولي الهيئة وضيوفها، قبل الانتقال إلى اجتماعات مغلقة تتواصل حتى اختتام أعمال الدورة مساء اليوم.
رئيس الهيئة الطاهر المصري، قال في كلمته بالجلسة الافتتاحية: “اليوم نلتقي مجددا رغم كل الاعتداءات الوحشية التي تحدث على أرض فلسطين، وخاصة قطاع غزة، لنجدد ميثاق العزم والإصرار على الاستمرار في مسيرة البناء والإعمار ليشرق مستقبل أطفالنا في فلسطين كبقية أطفال العالم”.
وأكد المصري، وهو أيضا رئيس مجلس الأمناء، أن “الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين ترى أن واجبها يتعاظم يوما تلو آخر بعد الدمار الذي حصل في قطاع غزة لكل معاني الحياة ومقوماتها ومحاولة المحتل كسر إرادة الشعب الفلسطيني”.
من جانبه، قال رئيس مجلس الإدارة زهير العمري، إن هذه الدورة “تعقد في ظروف استثنائية في ظل عدوان صهيوني همجي على فلسطين وقطاع غزة بشكل خاص، حيث نتابع بقلق بالغ وحزن عميق العدوان غير المسبوق في عنفـه وعشوائيته على غزة”.
وأضاف: “نسجل بألم كبير استمرار نهج جرائم الحرب المتعمدة ضد المدنيين والمنشآت المدنية، تحت مرأى ومسمع مـن العالم في إمعان الاحتلال في استهداف الإنسان والعمران في غزة الأبية وتحويل الأحياء السكنية وأبراجها والمنشآت المدنية إلى أهداف حرب”.
وأوضح أن “العدوان الهمجي المجرم على غـزة خلف دمارا وخرابا على جميع المستويات مـن مستشفيات وبنى تحتية لمؤسسات اجتماعية، وتجمعات سكنية، ومقرات للهيئات المدنية ومراكز إيواء، ومؤسسات اقتصادية واجتماعية”.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال “لم يستثن حتى دور العبادة مـن مساجد وكنائس ومدارس، ومؤسسات الخدمات اليومية للمواطنين من مصارف وأسواق”.
وبين أن “الهيئة لم تتوانَ لحظة عن تقديم المساعدة والخدمـة واستثمار الفرص في سبيل دعم صمود أهل فلسـطين”.
وذكر أن الهيئة منذ تأسيسها نفذت ووقعت اتفاقيات لمشاريع حيوية واستراتيجية بقيمة تقترب من 70 مليون دولار بـ”الرغم من التحديات والعقبات، التي حاولنا أن نتخطاها رغم الظروف الصعبة”.
وختم بالقول: “في كل الاعتداءات السابقة قامت الهيئة بإعداد خطة مـن ثلاث مراحل تبدأ بالتدخل العاجل أثناء وبعد وقـف العدوان، والمرحلة الثانية بحصر وتقييم الأضرار في كافة القطاعات وتدعيم وترميم المباني، وفي المرحلة الثالثة تبدأ مرحلة إعادة الإعمار”.
** عمل نافع مؤسسي
المفكر المغربي أبو زيد المقرئ الإدريسي تحدث أيضا خلال الجلسة الافتتاحية، مشيدا بصمود أهالي غزة في مواجهة العدوان.
وقال: “لم يسجل أهالي غزة الضعف والهوان رغم كل ما تعرضوا له (على يد الاحتلال)، هذه هي غزة العزة والصمود والإباء والإسلام المميز”.
ودعا الإدريسي المشاركين في اجتماعات الدورة الـ12 لمجلس أمناء الهيئة الدولية العربية للإعمار في فلسطين إلى العمل على أن يتمخض عن اجتماعاتهم “عمل نافع مؤسسي مبني على إنجازات قريبا عندما تفرض الهدنة في غزة نفسها”.
اخر المستجدات:
معارك ضارية للمقاومة بخانيونس وحديث عن خسائر إسرائيلية فادحة والصواريخ تضرب مستوطنات غزة.. (فيديوهات)
بايدن: الجيش الأمريكي سينفذ إنزالا جويا لمساعدات إنسانية على غزة خلال الأيام المقبلة ونسعى لدخول شاحنات إضافية
المالكي: السلطة الفلسطينية الإدارة الشرعية الوحيدة التي ستعمل بغزة من الآن فصاعداً ولدينا 30 ألف موظف في القطاع سيباشرون تقديم الخدمات فور وقف إطلاق النار ولو عبر مكاتب مؤقتة
مصدر مصري: استئناف مفاوضات وقف اطلاق النار بغزة بالقاهرة الأحد بمشاركة كافة الأطراف وسط “تقدم” وجهود مصرية حثيثة للوصول إلى اتفاق للهدنة قبل شهر رمضان
الجيش الإسرائيلي يرتكب 10 مجازر جديدة في غزة واستشهاد 10 في غارة أصابت خيمة في رفح وحصيلة العُدوان تتجاوز 30 ألفًا و320 شهيدًا.. وانطلاق اجتماع إسطنبول لبحث إعادة إعمار غزة وإيواء الفلسطينيين
– ذكرت وسائل إعلام تركية، اليوم السبت، أنه “من الممكن أن يعقد الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والسوري بشار الأسد، اجتماعا في المستقبل القريب في موسكو، بمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيتم تحديد الموعد النهائي بناء على نتائج زيارة الرئيس الروسي المقررة لتركيا”.
وذكرت صحيفة “أيدنليك”، نقلًا عن الصحفي سيتينر تشين، بالقول: “صفحة جديدة تفتح في علاقاتنا مع دمشق. تعقد وزارة خارجيتنا اجتماعات في منتدى أنطاليا الدبلوماسي لمناقشة موضوعات سياسية ودبلوماسية، وتحاول الدبلوماسية التركية من وراء الكواليس حل المشاكل الأخرى بخطوات حاسمة، وقريبا سيأتي بوتين إلى تركيا، وبناء على النتائج سيتم تحديد موعد وتنظيم لقاء بين أردوغان، وبشار الأسد، في موسكو”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 5 من أيلول/ سبتمبر الماضي، أن نظيره السوري بشار الأسد، “يتابع من بعيد الخطوات المتخذة ضمن الصيغة التركية – الروسية – الإيرانية – السورية، فيما يتعلق بالتطبيع بين أنقرة ودمشق”.
ودعا أردوغان، خلال تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول” التركية، “سوريا إلى التحرك وفق الحقائق على الأرض”، مشددا على أهمية أن “تبتعد(سوريا) عن التصرفات التي تلحق الضرر بهذا المسار”.، وفق “سبوتنيك”
وأكد أردوغان أنه “حتى الآن، لا يوجد موقف إيجابي من الجانب السوري، تجاه جهود تطبيع العلاقات بين البلدين”.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد، قد أكّد في وقت سابق، أن “الانسحاب التركي من الأراضي السورية، أمر حتمي ولا بد منه لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق وأنقرة”.
من جهته، أكد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، أن بلاده “ترغب بإحلال السلام في سوريا”، مشيرًا إلى أن “صياغة دستور جديد لسوريا، واعتماده أهم مرحلة لإحلال السلام هناك”.
يذكر أنه، في عام 2011، اندلع نزاع في سوريا، وانحازت تركيا، التي كانت قبل هذا الصراع على علاقات وثيقة مع دمشق، إلى معارضي الرئيس السوري بشار الأسد.
ومنذ ذلك الحين تدهورت علاقات أنقرة مع دمشق، لكن في الآونة الأخيرة، بدأ الطرفان، وكذلك وسائل الإعلام، التي تهتم بالعلاقات بين البلدين، تتحدث عن إمكانية التطبيع التدريجي.
وفي ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، استضافت روسيا، أول محادثات منذ 11 عامًا، بين تركيا وسوريا على مستوى وزيري الدفاع.
قال مصدران أمنيان مصريان، السبت 2 مارس/آذار 2024، إن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة من المقرر أن تُستأنف في القاهرة، الأحد 3 مارس/آذار 2024، وأضافا أن الأطراف اتفقت على مدة الهدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وأوضحا أن إتمام الصفقة لا يزال يتطلب الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال غزة وعودة سكانه.
وذكر المصدران أن مقتل أكثر من 100 فلسطيني بنيران إسرائيلية يوم الخميس، بينما كانوا يسعون للحصول على مساعدات، حسب قول السلطات في غزة، لم يبطئ سير المحادثات، لكنه دفع المفاوضين إلى الإسراع من أجل الحفاظ على التقدم المحرز في سير المفاوضات.
مصر تجدد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه وزير الخارجية المصري سامح شكري، الجمعة، أن بلاده تبذل كافة المساعي مع “الشركاء” للتوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة قبل حلول شهر رمضان.
جاء ذلك في كلمة للوزير المصري خلال جلسة خُصصت لبحث الأوضاع في قطاع غزة، ضمن فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي، الذي تستضيفه تركيا، بحسب بيان للخارجية المصرية.
وقال شكري إن “مصر تبذل كافة المساعي مع الشركاء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل حلول شهر رمضان المبارك، وذلك رغم ضيق الوقت”.
وأكد أن “الوضع شديد التأزم الذي يمر به القطاع يحتّم على المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤوليته لرفع المعاناة عن المدنيين، وتفعيل عمل الآلية الأممية المتعلقة بتسهيل ومراقبة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
وأشار إلى أن “مصر حافظت، منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، على أن يظل معبر رفح (مع غزة) مفتوحاً، إلا أن الجهود المصرية المستمرة لإيصال المساعدات لقطاع غزة قوبلت بعراقيل تحول دون نفاذ تلك المساعدات”.
وتناول شكري “التحديات التي تواجهها وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، إثر تعليق بعض الدول المانحة مساهماتها المالية، بما يعرقل من عمل الوكالة ويضع مزيداً من الأعباء على كاهلها، وبما يضاعف من حجم المأساة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة”.
ومنذ 26 يناير/كانون الثاني 2024، قرَّرت عدة دول من بينها الولايات المتحدة تعليق تمويلها لـ”أونروا”، بناء على مزاعم إسرائيل بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في هجوم حماس، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، على مستوطنات إسرائيلية محاذية لغزة.
وحذَّر شكري في كلمته من “عواقب أية عملية عسكرية إسرائيلية برية في مدينة رفح الفلسطينية (متاخمة للحدود المصرية)”، ومن “الخطورة المتزايدة لامتداد رقعة الصراع بالمنطقة”.
وأعرب أيضاً عن “الشواغل المصرية فيما يتعلق بتدهور الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية مع زيادة وتيرة الاقتحامات العسكرية الإسرائيلية”، مؤكداً أنه “أمر يُهدد بتفجُّر الأوضاع هناك”.
وسبق أن سادت هدنة بين حماس وإسرائيل لأسبوع، من 24 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
وحالياً تجرى مفاوضات بواسطة الشركاء ذاتهم للتوصل إلى هدنة جديدة قبيل رمضان، الذي يحل في 11 مارس/آذار 2024 فلكياً.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، عن عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما استدعى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية”.
حَذَر فلسطيني من تصريحات بايدن
في سياق موازٍ، فقد سبق أن عبَّر كل من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والوسطاء القطريون عن حذرهم حيال التقدم المحرز للتوصل إلى هدنة في غزة، بعدما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يعتقد أنه يمكن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار خلال أقل من أسبوع، بما يوقف الحرب خلال شهر رمضان.
وتدرس حماس حالياً المقترح الذي وافقت عليه إسرائيل في مباحثات مع وسطاء في باريس قبل أيام لهدنة ستوقف القتال لمدة 40 يوماً، والتي ستكون أول توقف طويل في الحرب الدائرة منذ خمسة أشهر. ولدى الجانبين وفدان في قطر لوضع التفاصيل.
وأفاد مصدر مطلع على المباحثات بأن المقترح يشمل إطلاق حماس سراح بعض وليس كل الرهائن الذين تحتجزهم، مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في القطاع الفلسطيني.
لكن العرض لا يلبي فيما يبدو المطلب الرئيسي الذي قدَّمته حماس، بأن يشمل أي اتفاق مساراً واضحاً لنهاية دائمة للحرب، وانسحاباً إسرائيلياً من غزة، أو التوصل إلى حل بخصوص الرهائن الإسرائيليين في عمر الخدمة العسكرية.
وقال بايدن في برنامج حواري أذيع بعد منتصف الليل إن إسرائيل وافقت بالفعل على وقف القتال في غزة خلال شهر رمضان. وقال الرئيس يوم الإثنين إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول الرابع من مارس/آذار.
غزة تواجه شبح المجاعة
في الأمم المتحدة بنيويورك، أبلغ مسؤولون في الإغاثة، مجلس الأمن بأن ربع سكان غزة على بعد “خطوة واحدة” من المجاعة.
وقال روبرت وود، نائب السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة “ببساطة، يجب على إسرائيل أن تفعل المزيد” لزيادة تدفق المساعدات.
وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان، اتهم مايكل فخري، الخبير المعين من قبل الأمم المتحدة في مجال الحق في الغذاء، إسرائيلَ “بحرمان الناس عمداً من الغذاء” في غزة، واصفاً ذلك بأنه “جريمة حرب واضحة”.
وقال نائب السفير الإسرائيلي بالأمم المتحدة جوناثان ميلر إن إسرائيل ملتزمة بتحسين الوضع الإنساني في غزة، مضيفاً أن القيود المفروضة على كمية ووتيرة المساعدات تعتمد على قدرة الأمم المتحدة والوكالات الأخرى.
وقال ميلر لمجلس الأمن “إن إسرائيل كانت واضحة في سياساتها، ليس هناك حد على الإطلاق، وأكرر ليس هناك حدّ لكمية المساعدات الإنسانية التي يمكن إرسالها إلى السكان المدنيين في غزة”.
من جانبها قالت المتحدثة باسم الحكومة تال هاينريش، في وقت سابق، إن أي اتفاق سيتطلب أن تتخلى حماس عن “مطالب غريبة، في مدار آخر، وكوكب آخر”. وأردفت قائلة: “لدينا رغبة، لكن يبقى السؤال هو ما إذا كانت حماس لديها رغبة”.
وأضافت: “إذا تمكنت حماس من الرجوع إلى الواقع فسنستطيع التوصل إلى اتفاق”.
لكن قطر، الوسيط الرئيسي في المباحثات والتي تستضيف حالياً وفدين من الجانبين للتوصل إلى بنود الاتفاق، قالت إنه لم يتسنّ بعد التوصل إلى انفراجة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: “لم نصل لاتفاق نهائي بعد بشأن أي من القضايا التي تعرقل التوصل لاتفاق”.
وقال مسؤولان كبيران بحركة حماس لرويترز إن تصريحات بايدن التي تلمح إلى أنه تم التوصل بالفعل إلى اتفاق من حيث المبدأ سابقة لأوانها.
كما قال أحدهما لرويترز: “حتى الآن هناك فجوات كبيرة تحتاج إلى التغلب عليها، كما أن القضايا الرئيسية الخاصة بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية غير منصوص عليها بشكل واضح، الأمر الذي يعطل التوصل لاتفاق”.
وتقول إسرائيل إن هجوم حماس عليها أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، في حين تقول السلطات الصحية في غزة إنه تأكد مقتل 30 ألفاً حتى الآن جراء العمليات الإسرائيلية.
إطلاق سراح الرهائن
في المقابل، تقول حماس منذ فترة طويلة إنها لن تطلق سراح جميع الرهائن لديها إلا في إطار اتفاق ينهي الحرب إلى الأبد، بينما قالت إسرائيل إنها لن تدرس سوى هدن مؤقتة، ولن تُنهي الحرب حتى تقضي على حماس التي شنَّت هجوماً على الأراضي الإسرائيلية، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وذكر مصدر كبير مطلع على المباحثات لرويترز، أن مسودة المقترح المطروحة حالياً تشمل هدنةً مدتها 40 يوماً، ستُطلِق حماس خلالَها 40 رهينة، من بينهم نساء وأطفال دون 19 عاماً، ومن هم فوق 50 عاماً، والمرضى، مقابل الإفراج عن 400 معتقل فلسطيني، بنسبة عشرة مقابل واحد.
وستعيد إسرائيل نشر قواتها خارج المناطق المأهولة، وسيُسمح لسكان غزة باستثناء الذكور في المرحلة العمرية التي يستطيعون خلالها القتال، بالعودة إلى المناطق التي نزحوا عنها من قبل، وسيزيد حجم المساعدات إلى القطاع، بما في ذلك دخول المعدات التي توجد حاجة ماسة لها لإيواء النازحين.