اخر المستجدات:
ارتفاع حصيلة الشهداء لـ31 ألفًا و341 شهيدًا
قال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إنه يستعد لوصول سفينة مساعدات إنسانية انطلقت من قبرص الرومية إلى قطاع غزة في 12 مارس/ آذار الجاري، لافتا أن إبحارها تم “بتنسيق أمني ومدني” مع تل أبيب.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلَّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال وسناء، ودمارا هائلا وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وقال الجيش، في بيان: “يستعد الجيش الإسرائيلي لوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر المتوسط، حيث أبحرت سفينة محملة بالمساعدات تابعة لمنظمة WCK (World Central Kitchen)، بتمويل من الإمارات، من ميناء لارنكا في قبرص (الرومية) باتجاه قطاع غزة الثلاثاء (الماضي)”.
و”وورلد سنترال كيتشن” هي منظمة إغاثية غير ربحية، مقرها في الولايات المتحدة، وتنشط خلال الكوارث الطبيعية والأوضاع الاستثنائية، وتنقل إلى غزة على متن السفينة “أوبن آرمز” قرابة 200 طن من الطحين والأرز والبروتينات، وفقا للمنظمة.
وأضاف الجيش أن “إبحار السفينة تم بتنسيق أمني ومدني مع إسرائيل وأجهزة الأمن، وبناءً على توجيهات من وزير الدفاع وبطلب من الإدارة الأمريكية”.
وتابع أنه “سيتم إدخال المساعدات بعد أن خضعت كافة المعدات الموجودة على متن السفينة لتفتيش أمني شامل، أشرف عليه مندوبو الدولة (إسرائيل) لضمان إدخال المساعدات الإنسانية فقط إلى القطاع”.
ولم يحدد الجيش الإسرائيلي موعد وصول السفينة ولا المنطقة التي سيتم فيها تسلم المساعدات أو الجهة التي ستتسلمها وتوزعها.
ولم يصدر تعقيب فوري من دولة الإمارات حول مساهمتها في المساعدات على متن السفينة مدار حديث الجيش الإسرائيلي.
وتقيد إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة؛ مما أدى إلى شح في إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة بدأت تحصد أرواح أطفال ومسنين في القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، بينهم حوالي مليوني نازح جراء الحرب.
وُتصر إسرائيل على مواصلة الحرب على القطاع الذي تحاصره منذ 17 عاما، على الرغم من مثولها، للمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية؛ بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين.
إلى ذلك قالت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، الخميس، إن مسؤولين أمريكيين أطلعوا نظراءهم الإسرائيليين بأن إدارة الرئيس جو بايدن، قد تدعم إسرائيل في “خطة عمليات لمكافحة الإرهاب بدلا من حرب شاملة” في رفح، جنوب قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى (لم تسمهم) أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين أن “إدارة بايدن ستدعم إسرائيل في ملاحقة أهداف ذات قيمة عالية لحركة حماس في رفح وتحتها، طالما تتجنب إسرائيل غزوا واسع النطاق قد يؤدي إلى كسر التحالف بين البلدين”.
ومؤخرا، قال بايدن في مقابلة مع قناة “MSNBC” إن الهجوم البري الإسرائيلي على رفح يعد بمثابة “خط أحمر” بالنسبة له، لكنه لن يتخلى أيضا عن إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن 4 مسؤولين أمريكيين قالوا إن كبار مسؤولي الإدارة أشاروا لإسرائيل، في محادثات خاصة، إلى أنهم “قد يدعمون خطة أقرب إلى عمليات مكافحة الإرهاب منها إلى حرب شاملة”.
ويرى مسؤولو الإدارة أن ذلك من شأنه أن “يقلل من الخسائر في صفوف المدنيين، ويقضي على صفوف حماس، ويتجنب المشاهد التي أدت إلى توتر الرأي العام بشأن الحملة الإسرائيلية وتعامل بايدن مع الحرب”، وفق الصحيفة.
ونقلت “بوليتيكو” عن مسؤولين إسرائيليين اثنين أن الجيش “ما يزال يطور أفكارا لضمان سلامة 1.3 مليون فلسطيني في المدينة وما حولها”.
وبدأت الحكومة الإسرائيلية منذ 1 فبراير/ شباط الماضي، إصدار إشارات إلى اعتزامها اجتياح رفح بقوات برية؛ بزعم وجود كتائب مسلحة تابعة لحركة “حماس”.
وفي 24 من الشهر ذاته، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه يعتزم إقرار “خطط عملياتية” خلال أيام بشأن رفح، متحديا تحذيرات إقليمية ودولية من التداعيات المحتملة على حياة السكان والنازحين، الذين دفعتهم إسرائيل جنوبا؛ بزعم أنها “منطقة آمنة”.
وسبق أن أعلن نتنياهو في أكثر من مناسبة، أن تل أبيب لن توقف الحرب على غزة حتى تحقيق 3 أهداف هي: القضاء على حماس، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لأمن إسرائيل.
وفي ذات السياق، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية “إلى 31 ألفا و341 شهيدا” فلسطينيا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وقالت الوزارة في بيان الخميس: “ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 31 ألفا و341 شهيدا و73 ألفا و134 مصابا”.
وأشارت إلى أن “الاحتلال (الإسرائيلي) ارتكب 7 مجازر في القطاع خلال 24 ساعة، راح ضحيتها 69 شهيدا و110 إصابات”.
وأكدت الوزارة أنه “لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تواصل إسرائيل حربها المدمرة ضد قطاع غزة رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” في حق الفلسطينيين.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
مصر وإسبانيا تدعوان لوقف إطلاق النار بغزة وترفضان اجتياح رفح وجميع الإجراءات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم
قنبلة أخرى تنفجر.. نتنياهو يهاجم وزير دفاعه ويتهمه بشكل مباشر بزعزعة الحكومة الإسرائيلية وأزمة “التجنيد” تشتعل
أول تعليق إيراني على “المفاوضات السرية” مع أمريكا حول هجمات البحر الأحمر: تعويض للفشل الدبلوماسي وهذا ما يجري
الكيان يكشف: بقيادة ماجد فرج الذي وافق عليها ونتنياهو رفضها.. خطّةٌ أمريكيّةٌ إسرائيليّةٌ لتدريب آلاف العناصر من فتح بالأردن وتأهيلهم للعودة للقطاع لفرض النظام والأمن بمركز القطاع وشماله ضدّ حماس
لابيد: الوزيرين سموتريتش وبن غفير يمثلان “خطرا” على إسرائيل ومستعد لأي تنازلات لصفقة تُعيد الأسرى من غزة
كواليس: عبّاس سيُعيِّن مُقرّبه محمد مصطفى رئيسًا لحكومةٍ تتسلّم إدارة غزّة.. ويرفض نقل صلاحياتٍ له.. لماذا يُشارِك نجل الرئيس بالمحادثات السياسيّة؟ دبلوماسيٌّ أوروبيٌّ: الإصلاحات تجميليّةٌ بالسلطة الفاسدة.. ماذا مع رفض الفصائل؟
قبل شروق الشمس يوم السبت 10 فبراير/شباط، كان أزيز الطلقات النارية بدأ يتردّد في كل مكان.
وكانت الطبيبة أميرة العسولي في مبنى الولادة بمجمع ناصر الطبي، عندما سمعت رجلاً يصرخ بالشهادة، أسفل نافذتها مباشرة.
وبدأ الناس بالصراخ: “هناك رجل مصاب!”.
سارعت بالنزول إليه على الدرج، ووصلت إليه، ولكنه كان قد مات.
خرج إبراهيم سلامة، الذي سمع الصراخ أيضاً، من الخيمة التي كان يقيم فيها ليرى ما يحدث.
ويقول: “فجأة شعرت بشيء ساخن في ساقي وسقطت أرضاً. كنت أنظر إلى ساقي، شعرت بثقل شديد ورأيت الكثير من الدماء”.
مرة أخرى، كانت الطبيبة العسولي هي من عرّضت نفسها لخطر إمكانية إطلاق النار عليها. ويظهر مقطع فيديو صوره أحد المتفرجين وهي تخلع سترتها وتركض نحوه، خافضةً رأسها. وقالت لبي بي سي: “لم أتردّد للحظة”.
ويتذكر إبراهيم سلامة أن الدكتورة العسولي وضعت يدها على صدره وقالت: “إنه حي، إنه حي”.
تحذير: تحتوي هذه المقالة على تفاصيل قد يجدها بعض القراء مزعجة
أمضت بي بي سي عدة أسابيع في التحقق مما حدث في مستشفى ناصر، أحد أكبر المستشفيات في غزة وأكثرها ازدحاماً، حتى اقتحامه من قبل قوات الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي.
وكنا كشفنا يوم الثلاثاء، عن شهادات قدمها لنا أفراد من الطاقم الطبي للمستشفى، قالوا إنهم تعرضوا للاحتجاز والضرب والإذلال على يد قوات الجيش الإسرائيلي خلال مداهمتها المجمع الطبي، ما دفع حكومة المملكة المتحدة إلى مطالبة إسرائيل بإجابات. فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن إسرائيل تتحمل “مسؤولية أخلاقية” للتحقيق في التقارير الموثوقة عن انتهاكات وخروقات للقانون الدولي الإنساني.
والآن، من خلال شهادة الشهود وتحليل لقطات الفيديو التي تم التحقق منها، يمكننا أن نظهر كيف تطورت الأحداث خلال الأيام التي سبقت اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى.
ووصف لنا أفراد من الطاقم الطبي والمرضى والمدنيون النازحون الذين كانوا يحتمون خارج المدخل الرئيسي للمستشفى، كيف كانوا محاصرين وكيف كان يتم إطلاق النار على أي شخص يحاول التحرّك.
وتحقّقت بي بي سي من تسجيلات مصورة لـ 21 حادثة إطلاق نار أو ما نتج عنها، تم تصويرها من داخل أرض المجمع خلال تلك الفترة. وقد تحققنا وتأكدنا من إطلاق النار على ثلاثة أشخاص داخل المجمع.
شاركنا مع الجيش الإسرائيلي النتائج التي توصلنا إليها بالتفصيل، إضافة إلى أسئلة حول عمليته في مجمع ناصر الطبي.
واتهمت إسرائيل مراراً مقاتلي حماس باستخدام المستشفيات والمراكز الطبية كأماكن لإخفاء أسلحتهم ومراكز قياداتهم. وتقول أيضاً إن حماس وغيرها من المنظمات الفلسطينية المسلحة، استخدمت مستشفيات غزة لتخبئة الرهائن والأسرى الذين خطفوا من إسرائيل خلال هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال الجيش الإسرائيلي لبي بي سي إنه كانت هناك “معارك نشطة في المنطقة” في الأيام التي سبقت دخول قواته إلى المستشفى، وإنه أطلق “أعيرة دقيقة” على “إرهابيين تم التعرف عليهم في المنطقة المجاورة” للمستشفى.
قبل شروق الشمس يوم السبت 10 فبراير/شباط، كان أزيز الطلقات النارية بدأ يتردّد في كل مكان.
وكانت الطبيبة أميرة العسولي في مبنى الولادة بمجمع ناصر الطبي، عندما سمعت رجلاً يصرخ بالشهادة، أسفل نافذتها مباشرة.
وبدأ الناس بالصراخ: “هناك رجل مصاب!”.
سارعت بالنزول إليه على الدرج، ووصلت إليه، ولكنه كان قد مات.
خرج إبراهيم سلامة، الذي سمع الصراخ أيضاً، من الخيمة التي كان يقيم فيها ليرى ما يحدث.
ويقول: “فجأة شعرت بشيء ساخن في ساقي وسقطت أرضاً. كنت أنظر إلى ساقي، شعرت بثقل شديد ورأيت الكثير من الدماء”.
مرة أخرى، كانت الطبيبة العسولي هي من عرّضت نفسها لخطر إمكانية إطلاق النار عليها. ويظهر مقطع فيديو صوره أحد المتفرجين وهي تخلع سترتها وتركض نحوه، خافضةً رأسها. وقالت لبي بي سي: “لم أتردّد للحظة”.
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
ويتذكر إبراهيم سلامة أن الدكتورة العسولي وضعت يدها على صدره وقالت: “إنه حي، إنه حي”.
تحذير: تحتوي هذه المقالة على تفاصيل قد يجدها بعض القراء مزعجة
أمضت بي بي سي عدة أسابيع في التحقق مما حدث في مستشفى ناصر، أحد أكبر المستشفيات في غزة وأكثرها ازدحاماً، حتى اقتحامه من قبل قوات الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي.
وكنا كشفنا يوم الثلاثاء، عن شهادات قدمها لنا أفراد من الطاقم الطبي للمستشفى، قالوا إنهم تعرضوا للاحتجاز والضرب والإذلال على يد قوات الجيش الإسرائيلي خلال مداهمتها المجمع الطبي، ما دفع حكومة المملكة المتحدة إلى مطالبة إسرائيل بإجابات. فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن إسرائيل تتحمل “مسؤولية أخلاقية” للتحقيق في التقارير الموثوقة عن انتهاكات وخروقات للقانون الدولي الإنساني.
والآن، من خلال شهادة الشهود وتحليل لقطات الفيديو التي تم التحقق منها، يمكننا أن نظهر كيف تطورت الأحداث خلال الأيام التي سبقت اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى.
ووصف لنا أفراد من الطاقم الطبي والمرضى والمدنيون النازحون الذين كانوا يحتمون خارج المدخل الرئيسي للمستشفى، كيف كانوا محاصرين وكيف كان يتم إطلاق النار على أي شخص يحاول التحرّك.
وتحقّقت بي بي سي من تسجيلات مصورة لـ 21 حادثة إطلاق نار أو ما نتج عنها، تم تصويرها من داخل أرض المجمع خلال تلك الفترة. وقد تحققنا وتأكدنا من إطلاق النار على ثلاثة أشخاص داخل المجمع.
شاركنا مع الجيش الإسرائيلي النتائج التي توصلنا إليها بالتفصيل، إضافة إلى أسئلة حول عمليته في مجمع ناصر الطبي.
واتهمت إسرائيل مراراً مقاتلي حماس باستخدام المستشفيات والمراكز الطبية كأماكن لإخفاء أسلحتهم ومراكز قياداتهم. وتقول أيضاً إن حماس وغيرها من المنظمات الفلسطينية المسلحة، استخدمت مستشفيات غزة لتخبئة الرهائن والأسرى الذين خطفوا من إسرائيل خلال هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال الجيش الإسرائيلي لبي بي سي إنه كانت هناك “معارك نشطة في المنطقة” في الأيام التي سبقت دخول قواته إلى المستشفى، وإنه أطلق “أعيرة دقيقة” على “إرهابيين تم التعرف عليهم في المنطقة المجاورة” للمستشفى.
وبينما كان إبراهيم يهرب، كانت الأوضاع في مجمع ناصر تزداد خطورة.
في الساعات الأولى من يوم 15 فبراير/شباط، أصابت قذيفة قسم العظام، مما أدى إلى مقتل شخص واحد، وفقاً للمدير العام للمستشفى، عاطف الحوت.
وفي إشارة إلى عمليته في مجمع ناصر، قال الجيش الإسرائيلي إن “قذيفة طائشة” أطلقها باتجاه هدف عسكري قريب، أصابت عن طريق الخطأ أحد مباني المستشفى. لكنه لم يحدد المبنى الذي كان يشير إليه.
ويظهر مقطع فيديو، أفراداً من الطاقم الطبي الذين بقوا في المستشفى وهم يقومون بسحب المصابين من غرفة تحولت إلى رماد.
وبالنسبة لأولئك الذين اختاروا مغادرة المستشفى، فلم يكن طريقهم آمناً.
تحققت بي بي سي من لقطات تظهر تعرض الدكتور حرارة ومجموعة من الأشخاص لإطلاق النار، أثناء توجههم من خان يونس باتجاه مدينة رفح الجنوبية يوم 15 فبراير/شباط.
يظهر وهو يصرخ طالباً للمساعدة وهو يلف برباط ساق امرأة مصابة.
وفي جزء لاحق من الفيديو، يمكن رؤية السيدة المصابة وهي مستلقية في الجزء الخلفي من إحدى السيارات، لتنقل بعيداً عن مكان الحادث، بينما يُسمع دوي كبير آخر.
وفي مقطع فيديو آخر، تضطر مجموعة من الرجال، بعضهم يرتدي ملابس طبية، إلى الفرار، بعد يتعرض أحدهم لإطلاق نار، بعد نزوله إلى الشارع.
وبالعودة إلى مستشفى ناصر، يمكن سماع دوي إطلاق نار في تسجيل فيديو، قبل أن يزحف رجل مصاب ويدخل باب مبنى الطوارئ. يجرّ بعدها إلى عمق الغرفة، بينما يسيل دمه على الأرض تحته وهو يتأوه من الألم.
ومن بين الذين بقوا في المستشفى مرضى لا يستطيعون الحركة، ونازحون ليس لديهم مكان يذهبون إليه، وأفراد من الطاقم الطبي شعروا بأنهم ملزمون أخلاقياً بالبقاء.
وقالت إحدى السيدات لبي بي سي: “أين يمكنني الإخلاء مع زوج مصاب بالسكري ويحتاج إلى حمام بجانبه، وهو يستخدم مشاية طبية للتحرك. لا أستطيع العيش في خيمة أو على الرمل، لذلك بقيت”.
ويصف من بقوا في المستشفى أثناء سيطرة إسرائيل عليه، أنهم كانوا يعيشون على كميات محدودة من الطعام والماء، وأنهم كانوا يتوضؤون باستخدام مياه المحلول الملحي، ويعيشون في ظروف غير صحية وازدحام شديد، بعد نقلهم إلى مبنى واحد. كانوا يخشون التعرض لإطلاق النار إذا عادوا إلى باحة المستشفى.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عملياته في مستشفى ناصر تمت “بطريقة دقيقة ومركزة، مما أدى إلى الحد الأدنى من الأضرار التي لحقت بنشاط المستشفى الذي لا زال مستمراً، ومن دون الإضرار بالمرضى أو الطاقم الطبي”.
وفي 16 فبراير/شباط، أُجبر أفراد من الطاقم الطبي في المستشفى على خلع ملابسهم والركوع ووضع أيديهم خلف رؤوسهم أمام الخيمة المؤقتة التي أصيب فيها إبراهيم بالرصاص قبل أسبوع تقريباً. وبعدها تم اعتقال العديد منهم.
وبعد يومين من ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مستشفى ناصر خرج عن العمل.
أنهى الجيش الإسرائيلي عمليته هناك في 25 فبراير/شباط.
وقال إن قوات الجيش الإسرائيلي زودت “المستشفى بمئات الحصص الغذائية وبمولد كهربائي بديل مكنه من مواصلة العمل وعلاج المرضى داخله”.
وبعد انتهاء العملية الإسرائيلية في المجمع، قال الأطباء الذين بقوا في مستشفى ناصر، إن سكان غزة نهبوا ما تبقى من المستشفى.
وقال الطبيب حاتم ربعة: “لقد أخذوا كل شيء: الطعام والماء والدواء والبطاريات. إنهم جائعون. إنهم بحاجة إلى أي شيء [يمكنهم الحصول عليه]”.
عندما زارت بي بي سي المستشفى هذا الأسبوع، كانت الأقسام التي كانت تعج بالمرضى قبل مدة قصيرة، فارغة. لم يكن هناك سوى عدد قليل من النازحين.
وقال رجل مسن لبي بي سي: “أنا رجل مريض وأعاني من مرض في القلب ومن ارتفاع في ضغط الدم ومن السكري، ولا أستطيع المغادرة”.
وأضاف: “أنا باق هنا وأنتظر رحمة الله، سواء عشت أو مت”.
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الخميس 14 مارس/آذار 2024، تفاصيل خطة أعدتها المؤسسة الأمنية بإسرائيل، ووافق عليها رئيس جهاز الاستخبارات بالسلطة الفلسطينية، ماجد فرج، وتقضي بنشر آلاف من عناصر حركة فتح في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن الخطة عرضتها المؤسسة الأمنية بإسرائيل على المستوى السياسي، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفضها، في حين وافق عليها وزير الدفاع يوآف غالانت.
نشر آلاف من عناصر فتح في غزة
بحسب الخطة، كان من المفترض أن يقوم رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج بالعمل على نشر آلاف من عناصر فتح المؤهلين في قطاع غزة، بعد تدريبهم في الأردن والعودة بالسلاح إلى القطاع، وفق أحد المقترحات.
وأوضح الموقع أن الحديث كان يدور وفق الخطة عن آلاف من عناصر فتح، يتراوح عددهم بين 4 إلى 7 آلاف، بشرط تحويل الأسماء إلى إسرائيل للتأكد من عدم تورطهم في “الإرهاب”.
وفقاً للخطة، كان من المفترض أن يقوم ماجد فرج الذي “يحظى باحترام واسع في إسرائيل والولايات المتحدة”، وفق تعبير يديعوت أحرونوت، بتعيين العناصر المؤهلين بحركة الفتح لتلقي التدريبات، والعمل على ضبط الأمن في غزة.
الموقع أشار من جانب آخر إلى أن شخصية ماجد فرج تحتم عليه القتال ضد حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مشيرة إلى أنها “هددت حياته” مسبقاً.
إشراف أمريكي على التدريب
وتشير الخطة إلى أن أمريكا ستتولى التدريب العسكري لآلاف من عناصر فتح المفترضين، حيث كان من المفترض أن يتولى تدريبهم الجنرال الأمريكي مايكل فينزل.
أولاً، تم النظر في إمكانية إجراء التدريب في الضفة الغربية، مسلحين بالعودة إلى قطاع غزة.
وافق ماجد فرج على الخطة، ووقفت وراءها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وعلى رأسها وزير الدفاع يوآف غالانت، لكن عندما عُرض الأمر على رئيس الوزراء نتنياهو رفض المبادرة، ما أثار انتقادات “حادة” ضده، وفق الصحيفة العبرية.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الإسرائيليين دون أن تسمّيه، متهكماً من نتنياهو قائلاً: “ربما يريد أفراد أمن من سويسرا ليديروا غزة”، وهو ما يتفق مع تصريح مشابه لوزير دفاع جيش الاحتلال غالانت، حيث قال: “هناك من يحتاج للسيطرة على غزة، ولن يكون ذلك سويدياً، بل سيكون من فتح”.
يأتي ذلك بعدما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخراً، أن تل أبيب طالبت السلطة الفلسطينية بتولي مهمة تأمين ونقل شاحنات المساعدات من جنوب القطاع إلى شماله.
تحركات ماجد فرج
القناة 14 الإسرائيلية كشفت عن تحركات لرئيس جهاز المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج، لبناء قوة مسلحة جنوب غزة.
وأكدت القناة أن الاحتلال يجري محادثات مع السلطة الفلسطينية لقبول مسؤولية توزيع المساعدات في قطاع غزة وتداعيات الحرب.
ورغم دخول شهر رمضان، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلَّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.