مذبحة الحفل الموسيقي في روسيا
لحظة “اعتقال” المشتبه بهم في مذبحة موسكو – حيث تظهر مقاطع الفيديو القتلة المزعومين لـ 143 شخصًا يزعمون أنهم حصلوا على أموال مقابل الهجوم بينما يعلن تنظيم داعش مسؤوليته
لحظة “اعتقال” المشتبه بهم في مذبحة موسكو – كما تظهر مقاطع الفيديو القتلة المزعومين لـ 143 شخصًا
تُظهر مقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت ثلاثة رجال مختلفين، تزعم موسكو أنهم مسؤولون عن الهجوم على قاعة مدينة كروكوس يوم الجمعة، وهم محتجزون من قبل ما يبدو أنهم جنود يقاتلون لصالح روسيا. ويظهر أحد المشتبه بهم (على اليمين) وهو يرتجف على ركبتيه ويداه مقيدتان خلف ظهره، ويبدو أنه يعترف بتنفيذ المجزرة مقابل المال. وبحسب ما ورد تم تصويره أثناء احتجازه في منطقة بريانسك بعد العثور عليه مختبئًا في شجرة أثناء محاولته الفرار إلى أوكرانيا، التي نفت بشدة أي دور لها في حمام الدم.
بوتين يتعهد بالانتقام:
الرئيس الروسي يقول إن المسلحين الذين قتلوا 143 شخصًا في حمام دم في حفل موسيقي بموسكو تم القبض عليهم وسيعاقبون… بينما تبكي روسيا على القتلى
وخاطب الرجل البالغ من العمر 71 عامًا الأمة وقال إن جميع المسؤولين عن المذبحة التي وقعت في قاعة مدينة كروكوس يوم الجمعة سيعاقبون حيث ارتفع عدد القتلى إلى 143 شخصًا.
روسيا تبكي على قتلاها:
المشيعون يضعون الزهور مع ارتفاع عدد قتلى هجوم داعش على قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو إلى 143 وقوات الأمن تعتقل 11 مشتبهاً بهم
وتجمع الروس خارج قاعة مدينة كروكوس، التي أصبحت مسرحا لمذبحة الليلة الماضية بعد أن اقتحم مسلحون مكان الحفل قبل أن يفتحوا النار على المدنيين.
“جنّدوني عبر تلغرام وعرَضوا عليّ مالًا”.. اعترافات أحد مُنفّذي هُجوم مركز “كروكوس” الإرهابي بموسكو (فيديوهات)
موسكو ـ تاس: نشرت مارغريتا سيمونيان رئيسة تحرير قناة RT ومجموعة “روسيا سيغودنيا” الإعلامية، مقطع فيديو لاستجواب أحد المشتبه بتنفيذهم الهجوم الإرهابي على مركز “كروكوس” التجاري بضواحي موسكو أمس.
وأثناء التحقيق معه في مكان احتجازه، قال رجل عرف نفسه باسم فريدون شمس الدين، من مواليد 1998، إنه وصل من تركيا في 4 مارس الحالي.
وأضاف أنه تم تجنيده عبر “تلغرام” قبل شهر تقريبا، موضحا أنه كان يستمع إلى محاضرات أحد الدعاة، فاتصل به شخص قال إنه مساعد للداعية.
وقال المحتجز: “لقد كتبوا لي عبر تلغرام.. دون ذكر أسمائهم أو أي تفاصيل أخرى”، مضيفا أن “المشرفين” عرضوا عليه مبلغ 500 ألف روبل (نحو 5 آلاف دولار) مقبل تنفيذ عملية قتل عشوائي، وكانت مهمته ببساطة قتل “أي ناس” موجودين في المكان الذي حددوه.
وذكر المحتجز أن رعاته دفعوا له نصف المبلغ بتحويله إلى بطاقته المصرفية.
ونشرت سيمونيان مقطعا من استجواب إرهابي آخر وصفته بـ”كبير مصاصي الدماء هؤلاء”.
وأعربت سيمونيان عن قناعتها، بأن العقل المدبر لهجوم “كروكوس” هو النظام الأوكراني وليس تنظيم “داعش”، كما يدعي الإعلام الأمريكي والغربي.
وكانت هيئة الأمن الفدرالية الروسية أفادت في وقت سابق اليوم السبت، بأنه تم اعتقال 11 شخصا على خلفية هجوم “كروكوس”، بينهم 4 إرهابيين شاركوا بشكل مباشر في الهجوم.
وتم احتجاز الإرهابيين الأربعة في مقاطعة بريانسك الروسية، لدى محاولتهم الهروب باتجاه الحدود الروسية الأوكرانية.
ومساء الجمعة اقتحم عدد من المسلحين مركز “كروكوس” وأطلقوا النار على الجمهور من مسافة قريبة وألقوا قنابل حارقة، ما تسبب في اندلاع حريق ضخم في المبنى.
وأفادت السلطات االروسية اليوم السبت بارتفاع عدد قتلى الهجوم إلى أكثر من 143 شخصا، بينهم أطفال، في حصيلة غير نهائية، مضيفة أنه تم نقل أكثر من 100 مصاب الى مستشفيات، بينهم عشرات الحالات الخطيرة.
الكرملين: توقيف 11 شخصًا بينهم 4 تورّطوا بشكلٍ مُباشر بهُجوم موسكو.. ارتفاع حصيلة الاعتداء إلى 115 قتيلاً.. وكييف تنفي صلتها.. وأردوغان يُدين الهُجوم “غير المقبول”
موسكو- كييف – (أ ف ب) – أعلنت روسيا السبت توقيف 11 شخصا، بينهم أربعة مهاجمين ضالعين في الهجوم الذي نفذ في صالة للحفلات الموسيقية الجمعة في ضاحية موسكو تبناه تنظيم الدولة الإسلامية وأسفر عن مقتل 115 شخصا على الأقل.
ويعدّ هذا الهجوم الأكثر حصدا للأرواح في موسكو منذ عشر سنوات على الأقلّ.
وأفاد الكرملين في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية إن مدير جهاز الأمن الفدرالي (إف إس بي) أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين “بتوقيف 11 شخصا، بينهم أربعة ضالعين مباشرة في الهجوم”.
وجاء في البيان أن “مدير جهاز الأمن الفدرالي ألكسندر بورتنيكوف أبلغ الرئيس بتوقيف 11 شخصا، من بينهم أربعة إرهابيين متورطين في الهجوم الإرهابي على صالة كروكوس”.
وأوقف هؤلاء الأربعة المشتبه في أنهم منفذّو الهجوم، في منطقة بريانسك الواقعة على الحدود مع أوكرانيا وبيلاروس، وفق لجنة التحقيق.
وأكّدت أجهزة الأمن الروسية السبت أن المشتبه بهم كانت لديهم “جهات اتصال” في أوكرانيا إلى حيث كانوا يعتزمون الفرار.
ولم تقدم السلطات أي دليل على هذه الصلات المفترضة التي لم تحدّد طبيعتها، في حين نفت أوكرانيا الجمعة أي ضلوع لها.
ولم تعلّق السلطات الروسية على إعلان تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن الهجوم ولم يظهر الرئيس فلاديمير بوتين علنا منذ الهجوم الأكثر فتكا في روسيا منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وارتفعت حصيلة الهجوم إلى 115 قتيلا، وفق ما أعلنت السلطات الروسية السبت، مشيرة إلى أن العدد سيستمر في الارتفاع على الأرجح.
وأوضحت لجنة التحقيق عبر “تلغرام” أن هناك أشخاصا توفوا متأثرين بإصابتهم بأعيرة نارية ومن استنشاق الدخان بعدما اشتعلت النيران في المبنى.
وأشارت في وقت سابق إلى أن المهاجمين المشتبه في تنفيذهم الهجوم استخدموا “أسلحة أوتوماتيكية” وأشعلوا المبنى بواسطة “سائل قابل للاشتعال”.
ونفّذ تنظيم الدولة الإسلامية الذي تحاربه روسيا في سوريا والذي ينشط أيضا في القوقاز، هجمات على الأراضي الروسية منذ نهاية العام 2010، لكنه لم يتبنّ أي هجوم بهذا الحجم في البلاد.
وأعلن التنظيم في بيان على تلغرام أنّ مقاتليه “هاجموا تجمّعا كبيرا (…) في محيط العاصمة الروسيّة موسكو”. وزعم التنظيم أنّ مقاتليه “انسحبوا إلى قواعدهم بسلام”.
والهجوم الذي بدأت وسائل الإعلام الروسيّة الإبلاغ عنه قرابة الثامنة والربع مساء (15,30 ت غ)، نفّذه عدد من المسلّحين في كروكوس سيتي هول، وهي قاعة للحفلات الموسيقيّة تقع في كراسنوغورسك عند المخرج الشمالي الغربي للعاصمة.
وقال أليكسي، وهو منتج موسيقي كان في غرفة تبديل الملابس وقت الهجوم، لوكالة فرانس برس “قبل البداية مباشرة، سمعنا فجأة رشقات ناريّة من أسلحة رشّاشة وصراخ امرأة ثمّ الكثير من الصراخ”.
وشاهد صحافيون في وكالة فرانس برس مساء الجمعة المبنى يجتاحه حريق كبير، مع تصاعد أعمدة من الدخان الأسود من سطحه. وامتدت النيران إلى مسافة 13 ألف متر مربع قبل التمكن من السيطرة عليه، بحسب أجهزة الطوارئ.
وكانت السفارة الأميركية في روسيا حذّرت مواطنيها قبل أسبوعين من أن “متطرّفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمّعات كبيرة في موسكو، بما في ذلك حفلات موسيقيّة”.
لكن الرئيس الروسي رفض تلك التصريحات التي اعتبرها “استفزازية” وقال “يبدو كل ذلك كأنه ابتزاز محض ورغبة في تخويف مجتمعنا وزعزعة استقراره”.
– “حِداد” –
ورغم تبني تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم، يبقى هناك العديد من الأسئلة التي ينبغي الإجابة عليها.
وبحسب وسائل إعلام روسية والنائب ألكسندر خينستين، فإن بعض المشتبه بهم من طاجيكستان.
وأوضحت سلطات طاجيكستان الواقعة في آسيا الوسطى أنها “لم تتلق تأكيدات من السلطات الروسية بشأن المعلومات الكاذبة المتداولة حاليا حول ضلوع مواطنين” من طاجيكستان في الهجوم.
ومنذ استقلالها عن الاتحاد السوفياتي في العام 1991، تواجه طاجيكستان العديد من الحركات الإسلامية المسلحة. وفي السنوات الأخيرة، اتُهم مواطنون طاجيكيون بضلوعهم في هجمات جهادية، خصوصا في إيران.
ونشرت قناتا “بازا” و”ماش” الإخباريتان المقربتان من سلطات إنفاذ القانون في روسيا، مقاطع فيديو تظهر مسلّحَين على الأقل يدخلان إلى القاعة ومشاهد أخرى تظهر جثثا ومجموعات من الأشخاص يهرعون للخروج.
والسبت، كانت عناصر من الشرطة والقوات الخاصة ما زالت منتشرة خارج القاعة حيث أصبح الجزء العلوي متفحما ومدمّرا جزئيا بسبب النيران التي اجتاحته في اليوم السابق.
وكان مئات من عناصر الإنقاذ يعملون على إزالة الأنقاض، وهي مهمة أعلن حاكم منطقة موسكو السبت أنها ستستغرق أياما عدة.
وكتب أندري فوروبيوف على تلغرام “يعمل عناصر الإنقاذ 24 ساعة على 24 في الموقع (…) عثر على 20 جثة أخرى تحت الأنقاض. سيستمر العمل لأيام عدة”.
ومنذ الصباح، اصطفت طوابير طويلة أمام بعض مراكز التبرع بالدم في موسكو، كما أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام الحكومية.
كما ظهرت في بعض مواقف الحافلات في المدينة ملصقات تظهر شمعة مرفقة بجملة “نحن في حداد 22/03/2024” وهو تاريخ الهجوم.
وأثار هذا الهجوم إدانات المجتمع الدولي الذي أبدى وحدته مع الشعب الروسي.
وفي روسيا، شدّدت التدابير الأمنية وألغيت العديد من الفعاليات العامة.
من جانبها، قالت كييف السبت إنها ترفض الادعاءات الروسية بوجود صلة بين أوكرانيا ومنفذّي الهجوم على صالة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو الذي أسفر عن مقتل 115 شخصا على الأقل.
جدّد مستشار مكتب الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك تأكيده على عدم وجود أي صلة لبلاده بالهجوم الإرهابي الذي شهدته العاصمة الروسية موسكو الجمعة.
جاء ذلك في رده السبت بمنشور عبر حسابه بمنصة تلغرام على اتهامات روسية بأن “منفذي الهجوم المسلح حاولوا الفرار إلى أوكرانيا وأنّ لهم ارتباطات في أوكرانيا”
وذكر بودولياك إن مجموعة مسلحة دخلت مكانا مكتظا بالسكان في مركز العاصمة موسكو دون وجود أي نقطة تفتيش، وأطلقت النار لمدة ساعة ونصف، دون تتدخل السلطات الروسية.
كما أشار المسؤول الأوكراني لمغادرة منفذي الهجوم المسلح المكان بشكل مريح، وذكر أنّ صورهم تبين “ارتباطهم بمتطرفين إسلاميين بشكل واضح”.
وقال بودولياك :”إن أي محاولة لربط أوكرانيا بالهجوم الإرهابي لا يمكن تبريرها. أوكرانيا ليس لها أدنى علاقة بهذا الحادث”.
من جهته، دان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت “الهجوم الإرهابي الفظيع” الذي استهدف صالة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو وأسفر عن مقتل 115 شخصا على الأقل.