وزراء إسرائيليون: الوضع مُقلقٌ جدًّا ولم نشهد أسوأ منه والقادم أخطر.. جامعة تورينو الإيطاليّة تقطع علاقاتها بجامعات الكيان
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
الرأي العام العالميّ ينتفِض ضدّ إسرائيل نصرةً ولفلسطين، فهل يكون هذا العامل هو الذي سيحسم المعركة في قطاع غزّة لصالح فلسطين؟ فمع ازدياد انتشار صور مآسي العدوان الإسرائيليّ على قطاع غزة في العالم، تتابع تل أبيب بقلقٍ شديدٍ تراجعًا كبيرًا ومُقلقًا للغاية في معركتها أمام الرأي العام الدوليّ لتبرير استمرار حربها على القطاع، والتي شارفت على إنهاء الشهر السادس، دون تحقيق أيّ إنجازٍ إستراتيجيٍّ، والاكتفاء بإنجازاتٍ تكتيكيّةٍ، إذا جاز التعبير.
ووفقًا للمراسل السياسيّ في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، إيتمار آيخنر، فإنّ الكيان يعتبر استمرار الدعم الدوليّ مهم لمواصلته الحرب، والتي من المتوقع أنْ تستمّر فترةً أطول مع فشل جيشها في تحقيق الأهداف التي حددها للحرب، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الرأي العام العالميّ لا يهتّم بتاتًا بصور المستوطنات التي اقتحمتها حركة (حماس) في السابع من أكتوبر الفائت، بلْ صور الجوع والمآسي الأخرى الواردة من غزّة.
ومع إطلاقها للحرب، استخدمت إسرائيل مشاهد المستوطنات في غلاف قطاع غزّة أثناء عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، فحصلت على دعمٍ غربيٍّ وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكيّة، التي أقامت جسرًا جويًا وبريًا لإمداد جيش الاحتلال بالأسلحة.
ولكن، بحسب الصحيفة العبريّة، فإنّه مع ورود صور الدمار والقتل في قطاع غزة فإنّ الرأي العام الدوليّ بدأ يميل لمصلحة الفلسطينيين، وهو ما تمّ بالفعل وما زال يتم التعبير عنه في مظاهرات بعواصم عربيّةٍ وأوروبيّةٍ ودوليّةٍ بما فيها في الولايات المتحدة.
علاوة على ذلك، أوضحت الصحيفة أنّ كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيليّة باتوا يُقّرون أنّ وضع الكيان في الرأي العام العالميّ لم يكُن من ذي قبل أسوأ ممّا هو عليه الآن، وتابع المسؤولون أنّ الوضع آخذٌ بالتدهور أكثر فأكثر، وأنّ التعاطف الذي حظيت به إسرائيل بعد هجوم حماس في أكتوبر اختفى تمامًا، لافتين إلى أنّ قوّة الاتهامات ضدّ إسرائيل في ارتفاعٍ مستمرٍ، وأنّ هناك تقارير في الإعلام الغربيّ عن تعرّض فلسطينيات لعمليات اغتصاب من قبل جنود وضُبّاط جيش الاحتلال، على حدّ تعبيرهم.
الصحيفة العبريّة اقتبست ممّا ورد في تقريرٍ داخليٍّ أمريكيٍّ والذي جاء فيه: “الإعلام بالولايات المُتحدّة انتظر الإشارة من إدارة بايدن حول تغيير السياسة، وعندما وصل الضوء الأخضر أطلق الإعلام الأمريكيّ العنان لنشر الانتقادات السامّة ضدّ إسرائيل، علمًا أنّها كانت موجودةً من ذي قبل… الضغوطات على إدارة بايدن لتصليب مواقفها تجّه إسرائيل واشتراط الاستمرار بتزويد الكيان بالأسلحة بضرورة تغيير سياسة الحكومة في تل أبيب يُعتبر بمثابة ضوءٍ تحذيرٍ بالنسبة للمُستقبل”.
من ناحيتها، قالت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إنّه وبعد مرور خمسة أشهر وأكثر على بدء الحرب، أصبحنا نُواجِه واقعًا جديدًا فالصور التي تتألق في وسائل الإعلام الدوليّة هي صور القتل والدمار في غزة، وليست الصور القادمة من المستوطنات.
وأضافت يبدو أنّ قصة المناصرة الإسرائيليّة لا تنجح في أداء مهمتها بما يكفي لإتاحة مساحة كافية لنشاطات الجيش، مُضيفةً أنّ الصور وسيطرة الرواية الفلسطينية تؤثر على الرأي العام في العالم، ومن هناك على الطريقة التي يمنح بها قادة إسرائيل الأولوية في العمل، ولهذا السبب، يعمل الجيش الإسرائيلي باستمرار ضد مؤقت العد التنازلي، الذي لا أحد يعرف حقًا متى سينتهي.
ولا تكاد المؤسسات الأممية والدولية تتوقّف عن بثّ مشاهد القتل والدمار في غزة والمناشدات لوقف إطلاق النار مع استهجان منع إدخال المواد الطبية والغذاء والوقود والكهرباء إلى قطاع غزة.
وإسرائيل ليست راضية عن مواقف المؤسسات الأممية والدولية، لا سيما أنّها تحظى بمصداقيةٍ عاليةٍ لدى الناس في العالم.
وشدّدّت القناة العبريّة في تقريرها على أنّ إسرائيل حتى هذه اللحظة، لا تستطيع أنْ توفر لنفسها مساحة للتنفس تريدها، وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة تحقيق الهدف الذي حددته لنفسها، أوْ اضطرارها إلى التسرع، ومن ثم تزداد فرصة ارتكاب الأخطاء.
وتابعت أنّ هذه النقطة، بعد مرور حوالي النصف سنة على بدء القتال، تعتبر حاسمة لاستمرار القتال، لقد دخلت إسرائيل هذه الحرب بينما لم يكن لديها في الواقع أيّ خططٍ لليوم التالي، وفق ما أكّدته.
على صلةٍ بما سلف، قال موقع (YNET) العبريّ إنّ جامعة تورينو الإيطاليّة، وهي من أعرق الجامعات، قررت على خلفية تنامي العداء لإسرائيل بسبب الحرب على غزّة قطع جميع العلاقات مع الجامعات الإسرائيليّة ومع مراكز الأبحاث في الكيان، مُضيفةً أنّ المظاهرات بالجامعات الإيطاليّة دعمًا لفلسطين لا تتوقّف بالمرّة وأنّ كلّ مَنْ يُحاوِل التعبير عن دعمه للكيان يتّم طرده من قبل الطلاب الداعمين لفلسطين، وهم الأكثرية الساحقة من الطلاب.