“الطلاب يضعون حياتهم المهنية على المحك كونهم ضد الحرب الدامية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة وتنياهو “مصدوم” من انتفاضة الطلاب بأمريكا.و25 جامعة تركية تدين قمع أمريكا مظاهرات طلابية داعمة لغزةو”استبدال “لواء ناحال” الإسرائيلي بقطاع غزة
تصدرت كلتا الجامعتين، ومقرهما مدينة نيويورك، عناوين الأخبار بسبب تظاهراتهما المتواصلة الأسبوع الماضي، حيث تضم كلتا الجامعتين الآن العديد من المعسكرات في الحرم الجامعي. وفي مقابلة نشرها محامي ترامب السابق رودي جولياني، سُئلت الطالبة الجامعية عن سبب وجودها هناك. “أعتقد أن الهدف هو إظهار دعمنا لفلسطين والمطالبة بتوقف جامعة نيويورك… أنا بصراحة لا أعرف كل ما تفعله جامعة نيويورك… أنا حقاً لا أعرف.”
قوات تكساس تعتقل ما لا يقل عن 50 شخصًا خلال اشتباكات عنيفة مع الغوغاء المناهضين لإسرائيل في جامعة تكساس في أوستن، بينما يشيد الأستاذ بالطلاب “الشجعان”
وشوهد مئات من جنود الشرطة، المسلحين بدروع مكافحة الشغب والهراوات، وهم يتشاجرون مع المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، واضطرت ولاية لون ستار إلى إرسال ضباط من الخيالة للسيطرة على الفوضى المتزايدة.
“لواء ناحال” الإسرائيلي يغادر قطاع غزة بعد نحو 7 أشهر من القتال.. تلقى ضربات من المقاومة تمهيدا لغزو رفح
وكانت أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس 25 أبريل/نيسان 2024، بأن لواء ناحال الذي قاتل أطول فترة في قطاع غزة يغادر منطقة وسط القطاع، ويدخل مكانه اللواءان الاحتياطيان 2 و679، بقيادة الفرقة 99.
والأربعاء، أعلن جيش الاحتلال تعبئة لواءي الاحتياط 2 و679، بعد سلسلة تدريبات، مشيراً إلى أن لواءي الاحتياط سيقومان بما وصفها بمهام “دفاعية وتكتيكية في قطاع غزة”.
وخلال الحرب الدائرة على قطاع غزة والتي تلت طوفان الأقصى في 7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أدت إلى استشهاد آلاف الفلسطينيين، شارك العديد من الألوية الإسرائيلية في توغلات في قطاع غزة.
من بينها كل من لواء الغفعاتي ولواء الغولاني، بالإضافة إلى لواء ناحال، خلال هذه التوغلات خسر الاحتلال الاسرائيلي العديد من جنوده من بينهم أبرز قادة هذه الألوية؛ إذ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل قائد لواء “ناحال” يوناتان شتاينبرغ خلال اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية على حدود القطاع.
كما قال متحدث الجيش، دانييل هجاري، عبر حسابه على منصة “إكس”: “سمح للنشر بأن قائد لواء ناحال المقدم يوناتان شتاينبرغ، قُتل خلال مواجهة بالقرب من معبر كرم أبو سالم”.
يعتبر لواء “ناحال” أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، فما هو تاريخ تأسيسه وما الحروب التي شارك فيها؟
ما هو لواء ناحال الإسرائيلي؟
تأسس لواء ناحال سنة 1982 كوحدة مستقلة رداً على الحاجة المتزايدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لقوات مشاة قبل بداية حرب لبنان سنة 1982، تتكون الوحدة بشكل رئيسي من الجنود القادمين أو ما يسمى الجنود في الخدمة، بالإضافة إلى جزء من المتطوعين في الخدمة العسكرية.
يعرف جنود لواء ناحال بقبعاتهم الخضراء الفاتحة، ما حقق لهم لقب “العصي الخفيفة”. تتألف الكتيبة من 4 كتائب نشطة وهي “50 و931 و932 و934 التي تسمى “كتيبة الاستطلاع” بالإضافة إلى الشراكات المختلفة في قاعدة التدريب، التي تشكل معاً الكتيبة 933.
يعمل اللواء بشكل دوري على حدود المناطق المحتلة من قبل إسرائيل مثل (لبنان، سوريا وغزة)، فضلاً عن المناطق في الضفة الغربية. تتمثل مهامها في الدوريات العادية وعمليات المراقبة، بالإضافة إلى الدعم التكتيكي لعمليات التوغل الإسرائيلي في تلك المناطق.
شاركت الكتيبة في العديد من الحروب والعمليات العسكرية منذ تأسيسها، من بينها كل من حرب لبنان والانتفاضتين الأولى والثانية والحرب الأخيرة بعد طوفان الأقصى.
لواء ناحال وخسائر حرب 1982
في 10 يونيو/حزيران 1982، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية عربة لواء ناحال بالخطأ ظناً منها أنها وحدة سورية؛ إذ هاجمت طائرة الفانتوم F-4 التابعة للاحتلال الإسرائيلي الكتيبة رقم 931، التي كانت تتقدم في مركبات مفتوحة في جنوب شرق لبنان.
تعرضت الوحدة لمقتل 24 جندياً وجرح 108 آخرين، بالإضافة إلى 30 جندياً آخرين فاصلين. كانت هذه الحادثة الأسوأ في تاريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي 4 سبتمبر/أيلول سنة 1982، هاجمت فرقة فلسطينية مكونة من أربعة أفراد منصباً للمراقبة كان يديره ثمانية جنود من كتيبة ناحال. سلم جميع جنود الاحتلال الإسرائيلي أنفسهم دون إطلاق رصاصة واحدة.
اضطر على إثرها الاحتلال الإسرائيلي للجوء إلى صفقتي تبادل منفصلتين من أجل الإفراج عما يقرب من 6 آلاف أسير فلسطيني مقابل الجنود المحتجزين من كتيبة ناحال.
اعتبر العديد من الإسرائيليين هذه الصفقات بأنها مبالغ فيها للغاية بسبب العدد الكبير الذي تم الإفراج عنه، فيما اعتبروا سلوك الكتيبة قليلة البطولة وأطلقوا عليه خلالها وحدة “ثمانية جبناء”.
الانتفاضتان الأولى والثانية وخسارات اللواء
في نوفمبر/تشرين الثاني 1987، تمكّن اثنان من مقاتلي جبهة التحرير الشعبية الفلسطينية من الوصول إلى الحدود اللبنانية والأراضي المحتلة. تم القبض على أحدهما واستُشهد على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
فيما نجح الثاني الذي يدعى ميلود نجاح، من أصل تونسي، في تفادي القبض وهاجم قاعدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي خارج كريات شمونة في شمال الأراضي المحتلة التي كان يتمركز فيها جنود لواء ناحال.
خلال تبادل لإطلاق النار استمر قرابة دقيقتين، نجح “ميلود نجاح” في قتل ستة جنود من كتيبة ناحال وجرح 10 آخرين، تم الاحتفال على نطاق واسع بالنصر الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وساهم ذلك في اندلاع الانتفاضة الأولى.
عرفت هذه الانتفاضة أيضاً باسم انتفاضة الحجارة؛ إذ جُلب هذا اللقب من استخدام الحجارة كأداة هجوم ودفاع من قِبَل المقاومين ضد الاحتلال الإسرائيلي. وكان الأطفال المشاركون في رمي الحجارة يُعرفون باسم “أطفال الحجارة”.
قادت القيادة الوطنية الموحدة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية هذه الانتفاضة التي بدأت في 8 ديسمبر/كانون الأول سنة 1987 في جباليا بقطاع غزة وامتدت إلى جميع أنحاء فلسطين.
تشير التقديرات إلى أن لواء ناحال خسر قرابة 100 جندي خلال الانتفاضة بالإضافة إلى مئات الجرحى، كما يعتبر هذا اللواء من بين أكثر الألوية خسارة خلال الحروب.
خلال الانتفاضة الثانية، شارك اللواء في التوغلات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي قتل خلالها عشرات الجنود وأسر آخرون.
لواء ناحال خلال القرن 21
شارك لواء ناحال في كل من حرب نوفمبر/تشرين الثاني 2012 بالإضافة إلى الحرب الأخيرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
سنة 2012، قُتل ثلاثة جنود من لواء ناحال في كمين في مدينة الخليل الفلسطينية. وقُتل في الحادث 9 جنود إسرائيليين آخرين من اللواء بالإضافة إلى جنود آخرين، بمن في ذلك العميد وينبرغ، قائد كتيبة الخليل.
اعتبرت المعركة فوزاً للجهاد الإسلامي الفلسطيني، والتي استُشهد فيها ثلاثة مقاتلين فقط خلال هذه الاشتباكات.
خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة شارك لواء ناحال في التوغلات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي في القطاع، هذا التوغل أدى إلى مقتل العشرات من الجنود في اللواء من قبل المقاومة الفلسطينية من بينهم قائد اللواء”يوناتان شتاينبرغ“.
بالإضافة إلى كل من الرائد إيدو يسرائيل شاني نائب قائد بوحدة الاستطلاع في لواء ناحال والمقدم يوناتان بنيامين تسور قائد كتيبة الاستطلاع في لواء ناحال
نتنياهو “مصدوم” من انتفاضة الطلاب بأمريكا.. ربطها بأحداث الجامعات الألمانية بالثلاثينيات وطالب بالقضاء عليها
أحدث تمدد المظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية الداعمة لفلسطين، صدمة إسرائيلية، دفعت رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى إصدار بيان للتنديد بها، زاعماً في الوقت ذاته أنها معادية للسامية، وتذكِّر بما حدث في الجامعات الألمانية في الثلاثينيات.
بيان نتنياهو نشره على منصة إكس، الأربعاء 24 أبريل/نيسان 2024، في رسالة مصورة، قال فيها: “المتظاهرون يطالبون بالقضاء على إسرائيل، ويهاجمون الطلاب اليهود، ويهاجمون أعضاء هيئة التدريس اليهود، وهو ما يذكرنا بما كان يحدث في الجامعات الألمانية في الثلاثينيات”.
تصريحات نتنياهو في رسالته أظهرت غضباً إسرائيلياً، إذ أشار إلى أن: “ما يحدث في الجامعات الأمريكية أمر مروع، فقد سيطرت جحافل معادية للسامية على جامعات رائدة”، لافتاً إلى أن “هذا أمر غير مقبول، ويجب أن يتوقف”.
“تحريض على الإرهاب”
قلق نتنياهو سبقه تعليق آخر، الأربعاء، من وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت الذي دعا إلى وقف المظاهرات الداعمة لقطاع غزة في الجامعات الأمريكية.
وعبر منصة إكس، زعم غالانت في منشور أن “المظاهرات التي تشهدها الجامعات في الولايات المتحدة ليست معادية للسامية فحسب، بل هي أيضاً تحريض على الإرهاب”، داعياً “السلطات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى التحرك، من أجل حماية اليهود ووقف المظاهرات في الجامعات”.
في موازاة ذلك، ادعى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن “يهود الشتات يعانون حالياً من موجة شديدة من معاداة السامية في المجتمعات والجامعات في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم”.
وفي منشور عبر منصة “إكس” قال: “طلبتُ من قائد الشرطة يعقوب شبتاي صياغة خطة مساعدة، لإنشاء قوات دفاع محلية من شأنها حماية الجاليات والمؤسسات اليهودية في الخارج، من خلال الدعم المهني، بما في ذلك خطة تدريب وتقديم استجابة تكنولوجية لعمليات التأمين”.
الاحتجاجات الطلابية
وتشهد جامعات أمريكية مرموقة عدة حركات احتجاجية ضد الحرب الدامية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة.
وفي 18 أبريل/نيسان الجاري، بدأ طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة اعتصاماً في حديقة الحرم الجامعي، احتجاجاً على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين و”الإبادة الجماعية” في غزة، وتم اعتقال 108 طلاب خلال المظاهرات.
ويتهم بعض الطلاب والأساتذة المتظاهرين بمعاداة السامية، وهو ما ينفيه المحتجون الذين يدينون في المقابل الهجوم على حرية التعبير، بعد توقيف نحو 100 متظاهر في الأيام الأخيرة في حرم جامعات في نيويورك، بعدما تدخلت الشرطة بناءً على طلب مديري تلك المؤسسات.
وفي وقت لاحق، امتدت المظاهرات إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، مثل جامعات نيويورك وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة نورث كارولينا.
25 جامعة تركية تدين قمع أمريكا مظاهرات طلابية داعمة لغزة.. أصدرت بياناً أعلنت تضامنها مع الطلاب
في خطوة تضامنية أدانت 25 جامعة تركية بشدة استخدام الشرطة الأمريكية العنف المفرط ضد طلاب مشاركين في احتجاجات مناصرة لقطاع غزة الولايات المتحدة الأمريكية، وأعربت عن دعمها للطلاب المتظاهرين.
ونشرت الجامعات التركية على حساباتها في منصات التواصل الاجتماعي بياناً مشتركاً داعماً للمتظاهرين باللغتين التركية والإنجليزية.
وقالت في البيان: “تم ارتكاب أعمال عنف ضد طلاب جامعيين يحتجون سلمياً على الوحشية المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر وتهدف إلى القضاء على الأبرياء الذين يعيشون في غزة”.
البيان أشار إلى أن المتظاهرين في العديد من الجامعات، من جامعة كولومبيا إلى ييل، ومن جامعة نيويورك إلى هارفارد، يطالبون جامعاتهم بدعم دعوات تحقيق وقف إطلاق نار في غزة وقطع العلاقات مع الشركات المرتبطة بإسرائيل.
وأضافت الجامعات: “يتم توقيف الطلاب في الاحتجاجات، والتحول إلى التعليم عن بعد من أجل إيقاف التظاهرات، ونعتبر الرد المفرط على التحرك السلمي لطلاب الجامعات أنه ضربة لحقوق الإنسان الأساسية والحرية الأكاديمية، ونأسف للغاية إزاء ذلك وندينه بشدة”.
كما نشر العديد من رؤساء الجامعات البيان عبر حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي للتأكيد على تضامنهم مع الاحتجاجات الداعمة لغزة في الولايات المتحدة.
ونشر البيان جامعات: أفيون قره حصار للعلوم الصحية، وأماسيا والأناضول ويلدرم بيازيد وأنقرة وأردهان وعدنان مندريس بآيدن وبارطن وأولوداغ ودوكوز أيلول وإسكي شهير عثمان غازي ووقف السلطان محمد الفاتح والاستقلال بقهرمان مرعش.
كما نشر البيان أيضاً جامعات “إسطنبول التقنية وتشوكوروفا وغازي عنتاب للعلوم الإسلامية والتكنولوجية وإسكندرون التقنية ونيشانطاشي وكنت وقره دنيز التقنية وقيصري وكوتاهيا للعلوم الصحية والشرق الأوسط التقنية وباموق قلعة وطرسوس”. ومن المنتظر أن تتبنى جامعات أخرى بيان التنديد أيضاً.
العفو الدولية تدين “قمع” احتجاجات داعمة لفلسطين
وفي وقت سابق الخميس، أدانت منظمة العفو الدولية ما سمّته “التعامل العرقي والقمعي” مع الاحتجاجات الداعمة لحقوق الفلسطينيين في الجامعات الأمريكية، مؤكدة على أن الاحتجاج ضد ما يرتكب في غزة أصبح “أمراً بالغ الأهمية”.
وفي 18 أبريل/نيسان الجاري، بدأ الطلاب المؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة اعتصاماً في حديقة الحرم الجامعي احتجاجاً على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين و”الإبادة الجماعية” في غزة، حيث تم اعتقال 108 طلاب خلال المظاهرات.
وفي وقت لاحق، امتدت مظاهرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، مثل جامعات نيويورك وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة نورث كارولينا.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.