تتزايد المخاوف لدى تل أبيب من احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال الأسبوع المقبل، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، فيما اتهم دبلوماسي إسرائيلي إدارة جو بايدن بدعم هذا التحرك.
القناة 12 الإسرائيلية رجّحت أن يتحقق هذا السيناريو الأسبوع المقبل، الذي جرى اجتماع بشأنه في مكتب رئيس الوزراء قبل نحو أسبوعين.
في نقاش عاجل جرى قبل نحو أسبوعين في مكتب نتنياهو، برز قلق جدي بشأن احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرات اعتقال بحق قيادات أمنية وسياسية إسرائيلية رفيعة المستوى.
بحسب القناة “من المرجح إصدار مذكرات الاعتقال المتوقعة على خلفية الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، إضافة إلى تصريحات دولية بشأن انتهاك إسرائيل للقانون الدولي، بالإشارة إلى الحرب المدمرة على غزة وانتهاكات اتفاقية جنيف الرابعة”.
كما أشارت إلى أن “المختصين ورجال القانون الذين حضروا الاجتماع الطارئ المحدود بمشاركة وزراء: الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، والعدل ياريف ليفين، والخارجية إسرائيل كاتس، حاولوا عرقلة القرار عبر بعض الإجراءات العاجلة في اللحظة الأخيرة أمام المحكمة نفسها وأمام جهات سياسية نافذة، لكن يبدو أن هذه الجهود لم تؤتِ ثمارها”.
نتنياهو خائف ومتوتر
صحيفة “معاريف” نقلت عن مصادر مطلعة، لم تسمها، قولها إنّ نتنياهو “خائف ومتوتر بشكل غير طبيعي”، جراء احتمال صدور مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
الصحيفة أشارت إلى أنّ نتنياهو أجرى، خلال الأيام الماضية، عدداً مكثفاً من المكالمات الهاتفية مع زعماء ومسؤولين دوليين في محاولة للضغط لمنع صدور مذكرة اعتقال بحقه، وخاصة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
كما لفتت المصادر إلى أنّ نتنياهو يحاول بشكل غير مباشر الضغط على الرئيس بايدن، للتحرك ضد إصدار المذكرة.
المصادر أكدت أن “نتنياهو يدرك أن مذكرة الاعتقال الدولية يمكن أن تجعله شخصاً مضطهداً، لذا فهو يستثمر في جهود إحباطها يومياً”.
لا يمكن لمحكمة الجنايات الدولية إصدار مذكرات اعتقال دون علم إدارة بايدن
فيما نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن المحكمة الجنائية الدولية لا يمكنها التحرك ضد نتنياهو وكبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، وإصدار مذكرات اعتقال دون دعم علمي أو تكتيكي من الولايات المتحدة.
المصدر الدبلوماسي الإسرائيلي، تساءل: “أين بايدن؟.. لماذا هو هادئ بينما من المحتمل أن يتم إلقاء إسرائيل تحت الهاوية؟
وصلت كندا وطلاب عرب يدعمون الحراك العالمي
شرارة الاحتجاجات الطلابية بأمريكا من أجل غزة تتمدد.. وصلت كندا وطلاب عرب يدعمون الحراك العالمي
اتسعت شرارة الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة من أجل غزة لتصل إلى كندا، فيما دعمت جامعات في دول عربية الحراك الطلابي العالمي، تعبيراً عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
وفي مدينة مونتريال، أقام طلاب في جامعة ماكغيل إحدى الجامعات الرائدة في كندا مخيماً، السبت 27 أبريل/نيسان 2024، للتعبير عن دعمهم لفلسطين، مطالبين جامعتهم بـ”إنهاء استثماراتها المالية في الشركات التي تدعم الهجمات الإسرائيلية على غزة”، وسط تعزيزات أمنية كبيرة خارج أسوار الحرم الجامعي.
ورفع طلاب في جامعة ماكغيل لافتة كتبت عليها عبارة “لن نسمح لجامعتنا بأن تكون شريكة في الإبادة الجماعية”، مطالبين بدعم الشعب الفلسطيني.
وكان طلاب جامعة ماكغيل قد أضربوا عن الطعام في فبراير/شباط الماضي، تعبيراً عن دعمهم لسكان غزة.
احتجاجات في تونس
وفي تونس، نظم طلاب وقفات واحتجاجات السبت، في عدد من الجامعات التونسية دعماً لفلسطين وللمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة.
فيما دعا الاتحاد العام لطلبة تونس إلى حراك جامعي الإثنين، في كل الجامعات التونسية تضامناً مع الشعب الفلسطيني ونصرة لأهل غزة.
مظاهرات طلابية في المغرب
أما المغرب فخرج الطلاب في مظاهرات في أربع جامعات الجمعة، وهي جامعة الحسن الثاني وجامعة شعيب الدكالي وجامعة ابن زهر وجامعة عبد المالك السعدي، لدعم غزة؛ وهو ما وثقته مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
دعوات في الأردن
وفي الأردن، دعت جهات طلابية إلى التظاهر في كافة جامعات المملكة الثلاثاء لنصرة غزة وتضامناً مع انتفاضة الجامعات الأمريكية الداعمة للقضية الفلسطينية.
وفي 18 أبريل/نيسان الجاري، بدأ طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة اعتصاماً في حديقة الحرم الجامعي احتجاجاً على استثماراتها المالية المستمرة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين و”الإبادة الجماعية” في غزة، حيث تم اعتقال 108 طلاب خلال المظاهرات.
وفي وقت لاحق، امتدت مظاهرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، مثل جامعات نيويورك وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة نورث كارولينا وغيرها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.