مقترح بايدن حول غزة كشف تلاعب وكذب نتنياهو بالصوت والصورة“خريطة طريق”غامضة رفضتها إسرائيل ورحّبت بها “حماس”
قالت وزارة الصحة في غزة في بيان اليوم السبت إن أكثر من 36379 فلسطينيا تأكد استشهادهم وأصيب 82407 آخرون خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأضافت الوزارة أن نحو 95 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 350 ، في 5 مجازر ارتكبها جيش الاحتلال خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
كل ما تريد معرفته عن مقترح بايدن الجديد حول حرب غزة.. “خريطة طريق” غامضة رفضتها إسرائيل ورحّبت بها “حماس”
صدمةٌ في دولة الاحتلال من خطاب الرئيس الأمريكيّ جو بايدن، لا بلْ صفعة مجلجلة في وجه الإسرائيليين وصُنّاع القرار في تل أبيب، الذين عبّروا عن خشيتهم العميقة من أنْ ينتقل بايدن من الأقوال إلى الأفعال خصوصًا وأنّه في خطابه مساء أمس الجمعة تحدّث عن مقترحٍ إسرائيليٍّ.
وهنا المكان وهذا الزمان للتذكير بأنّه في إحدى المقولات المأثورة المنسوبة للثائر الأمميّ، الشهيد تشي جيفارا، أكّد أنّ “الأقربون طعناتهم أشّد، لأنها تأتي من مسافةٍ قصيرةٍ”، وربّما هذه المقولة تُوجِز الوضع الذي آلت إليه دولة الاحتلال بعد خطاب الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، فالرجل بات كاثوليكيًا أكثر من بابا روما، وصهيونيًا أكثر من هرتسل، ولولا السلاح الفتّاك والدعم غيرُ المسبوق من الناحية الدبلوماسيّة، لكان كيان الاحتلال، اليوم بعد 8 أشهر من بدء العدوان على قطاع غزّة، يلفظ أنفاسه الأخيرة، علمًا أنّ المقاومة الفلسطينيّة تُواصِل التصدّي لجيش الاحتلال، فيما يستمِّر حزب الله على الجبهة الشماليّة بدكّ الشمال الإسرائيليّ بالمُسيّرات والصواريخ، وأمس أعلن الناطق العسكريّ عن وصول مسيّرةٍ من حزب الله إلى مدينة عكّا.
بايدن، الشريك الأكبر والأخطر في حرب الإبادة التي تخوضها إسرائيل ضدّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ في قطاع غزّة، اضطر من منطلق (مكرهًا أخاك لا بطل)، أنْ يكشِف وبعظمة لسانه الكذب الإسرائيليّ، ويُعرّي رئيس الوزراء الكذّاب ابن الكذّاب، بنيامين نتنياهو، في محاولةٍ لإعادته لحجمه الطبيعيّ، وفقط للتذكير فإنّ “الأزمة” بين الحليفيْن الإستراتيجييْن، واشنطن وتل أبيب وصلت إلى ذروتها بعد أنْ تلقّى نتنياهو دعوةً لإلقاء خطابٍ في الكونغرس الأمريكيّ خلافًا لرأي بايدن، كما أنّه حتى اللحظة، وبعد مرور أكثر من عامٍ ونصف العام من تشكيل حكومته السادسة لم تتّم دعوته للزيارة التقليديّة للبيت الأبض، ليكون بذلك أوّل رئيس وزراءٍ إسرائيليٍّ يُهان بهذه الطريقة الدبلوماسيّة.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، في إسرائيل تسود حالة من الزعزعة والصدمة، خطاب بايدن لا يحمل ولا يتحمّل تأويلات أوْ تفسيرات، والأخطر من ذلك، بالنسبة للصهاينة، أنّه أكّد بشكلٍ لا لبس فيه أنّ المقترح لوقف إطلاق النار “صُنِع في إسرائيل”، وما على الرسول إلّا البلاغ.
نتنياهو، الذي تمكّن بدهائه الشديد وكذبه المُزمن الإفلات من الضغوطات المستمّرة عليه وعلى كيانه المهزوز والمهزوم بهدف مواصلة حرب الإبادة، وصل إلى طريقٍ مسدودٍ، وأوكل مهمة الإعلان عن ذلك لبايدن، الذي يُنعَت في إسرائيل بأنّه الرئيس الأكثر صهيونيّةً في تاريخ الكيان منذ إقامته في فلسطين عام 1948.
وجريًا على عادته، التي تؤكِّد جبنه وضعفه، لجأ نتنياهو إلى وسائل الإعلام العبريّة لتسريب ردٍّ على خطاب الرئيس الأمريكيّ على لسان “مصدرٍ سياسيٍّ إسرائيليٍّ رفيع المُستوى”، وهو نتنياهو نفسه، كما كان قد كشف مراسل الشؤون السياسيّة في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، يارون أبراهام. ووصف المسؤول عينه خطابًا للرئيس الأمريكيّ بايدن، مساء الجمعة، ادعى فيه أنّ دولة الاحتلال قدّمت مقترح صفقة جديدًا لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة، بأنّه “ضعيف وانتصار لحركة حماس”، طبقًا لأقواله.
ونقل المراسل السياسيّ في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ عن المسؤول الإسرائيليّ الرفيع، الذي لم تذكر اسمه، قوله إنّ “خطاب بايدن ضعيف وانتصار لحركة حماس”، مضيفًا في الوقت عينه إنّ “الرئيس الأمريكيّ بايدن لا يفهم الواقع هنا”، على حدّ تعبيره.
وقال المُحلِّل إيتمار آيخنر، من صحيفة (يديعوت أحرونوت) في تحليل نشره على الموقع الالكترونيّ للصحيفة (YNET)، قال إنّ الخطاب جاء في توقيتٍ لافتٍ، أيْ عشية استقالة الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس من منصبه هو وزميله غادي آيزنكوط، وذلك في الثامن من الشهر الجاري، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ خطاب بايدن عكس حالة الإحباط الشديد في الإدارة الأمريكيّة من التصريحات الإسرائيليّة حول تحقيق (النصر المُطلَق)، والذي أجمع الخبراء في الكيان على أنّه لا يتعدى كونه سرابًا ووهمًا، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ بايدن سئم من تصريحات المسؤولين في دولة الاحتلال بضرورة مواصلة الحرب في قطاع غزّة، على ما نقله المُحلِّل عن مصادره السياسيّة في تل أبيب.
جديرٌ بالذكر، أوضح المُحلِّل، أنّ الإدارة الأمريكيّة تخشى من تنامي قوّة المتطرّفين في الحكومة الإسرائيليّة، وهما سموتشريتش وبن غفير، مُشيرًا إلى أنّ إسرائيل تستغرب استغرابًا شديدًا أنّ بايدن لم يعرض ضغوطاتٍ على حركة (حماس)، وبشكلٍ تناقضيٍّ طالب إسرائيل يتبنّي المُقترح الذي عرضته هي بنفسها، على حدّ تعبيره.
وفي الختام وَجَبَ التأكيد بأنّ خطاب بايدن عرّى إسرائيل وكشف كذبها على الملأ بالصوت والصورة، وعمليًا دقّ المسمار الأخير في نعش العدوان الهمجيّ والبربريّ الذي سينتهي دون أنْ تُحقق إسرائيل أيّ هدفٍ إستراتيجيٍّ، لا نصر، ولا النصر المُطلق، لا تدمير حماس، ولا القضاء على المقاومة الفلسطينيّة، وتحرير الرهائن الإسرائيليين منوط بقرارٍ من حركة (حماس) وليس غيرها.
واشنطن- (أ ف ب)
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أنّ إسرائيل عرضت “خريطة طريق” جديدة نحو سلام دائم في غزّة، مطالباً حركة حماس بقبول الاتّفاق لأنّ “الوقت لانتهاء هذه الحرب قد حان”.
في ما يأتي أبرز بنود هذا المقترح “الشامل” المؤلف من ثلاث مراحل، وفق الرئيس الأميركي الذي شدد على أنه “حان وقت انتهاء هذه الحرب” المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر:
– المرحلة الأولى –
أوضح بايدن أنّ المرحلة الأولى التي تستمرّ ستّة أسابيع تتضمّن “وقفا كاملا وتاما لإطلاق النار، انسحاب القوّات الإسرائيليّة من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في غزّة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيّين”.
وسيكون من ضمن المفرج عنهم في هذه المرحلة من قبل حركة المقاومة الإسلامية، رهائن أميركيون في القطاع أكد بايدن رغبة واشنطن في عودتهم.
وسيسمح للفلسطينيين بالعودة الى “منازلهم وأحيائهم” في مختلف أنحاء القطاع بما في ذلك المناطق الشمالية التي تعرضت لأكبر قدر من الدمار جراء القصف الإسرائيلي والمعارك الضارية.
تزامناً، ستتم زيادة كمية المساعدات الانسانية التي تدخل القطاع ورفعها الى حمولة 600 شاحنة يومياً، بينما ستعمل أطراف في المجتمع الدولي على توفير مئات الآلاف من الوحدات السكنية والملاجئ الموقتة.
ولفت بايدن إلى أنّ الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني سيتفاوضان خلال تلك الأسابيع الستّة حول وقف دائم للنار، لكنّ الهدنة ستستمرّ إذا ظلت المحادثات جارية، مؤكداً أن الولايات المتحدة وقطر ومصر ستعمل لضمان ذلك.
– المرحلة الثانية –
بموجب المرحلة الثانية التي تمتد نحو ستة أسابيع كذلك، سينسحب الجنود الإسرائيليون بالكامل من قطاع غزة.
في المقابل، تقوم حماس بإطلاق سراح “كل الرهائن الأحياء الباقين” بما يشمل الجنود، وهي نقطة كانت موضع خلاف مع حماس في مراحل التفاوض السابقة.
وشدد بايدن على أنه “طالما وفت حماس بالتزاماتها، فإنّ وقف النار الموقّت سيُصبح، وفق العبارة الواردة في الاقتراح الإسرائيلي، وقفاً دائما للأعمال العدائيّة”.
– المرحلة الثالثة –
تشمل المرحلة الثالثة إطلاق عملية إعادة إعمار واسعة واستقرار للقطاع بدعم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. وأكد بايدن أنه سيعاد بناء المنازل والمدارس والمستشفيات.
كما شدد على أنه سيعمل مع الشركاء الإقليميين ليتمّ ذلك بطريقة لا تسمح لحركة حماس بـ”إعادة التسلّح”.
وأوضح مسؤول أميركي كبير أن مرحلة إعادة الإعمار ستمتد لما بين ثلاثة وخمسة أعوام.
كما ستشمل المرحلة الثالثة إعادة رفات من تبقّى من الرهائن.
واحتُجز خلال هجوم حماس 252 رهينة ونقلوا إلى غزة. ولا يزال 121 رهينة محتجزين في القطاع، بينهم 37 لقوا حتفهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.
– استئناف الحرب؟ –
حذّر بايدن من أنه في حال لم تفِ حماس بالتزاماتها بموجب المقترح المطروح، فإن إسرائيل “يمكنها استئناف العمليات العسكرية”، لكنه شدد على أن القاهرة والدوحة ستعملان على ضمان التزام الحركة الفلسطينية، بينما ستبذل واشنطن الجهد نفسه مع إسرائيل.
وفي أبرز التعليقات على خطاب بايدن، أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّ حرب غزة لن تنتهي حتى “القضاء” على حماس، وهو أحد الأهداف المعلنة للدولة العبرية من البداية.
وقال مكتب نتانياهو إنّ “رئيس الوزراء أجاز لفريق التفاوض تقديم خطة لتحقيق هذا الهدف، مع تشديده على أنّ الحرب لن تنتهي حتى تحقيق جميع أهدافها، ويشمل ذلك عودة جميع الرهائن والقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية”.
بدورها، أكدت الحركة أنها “تنطر بإيجابية” إلى ما عرضه بايدن.
وقالت في بيان إنّ “حماس تنظر بإيجابية إلى ما تضمّنه خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم (الجمعة) من دعوته لوقف إطلاق نار دائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وتبادل للأسرى”.
وأضافت أنّها “تؤكّد على موقفها الاستعداد للتعامل بشكل إيجابي وبنّاء مع أيّ مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزّة وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم وإنجاز صفقة تبادل جادّة للأسرى إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك”.
الجهاد الإسلامي تنظر “بريبة” لمقترح بايدن حول غزة.. والرئيس الأمريكي يطلب من بلجيكا الضغط على الفلسطينيين
قالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، السبت 1 يونيو/حزيران 2024، إنها تنظر بريبة لما طرحه الرئيس الأمريكي حول مقترح وقف إطلاق النار في غزة رغم أن إدارته لا تزال منحازة للعدوان على القطاع، في حين طلب بايدن من بلجيكا الضغط على الفلسطينيين لقبول وقف إطلاق النار.
وبحسب بيان للحركة الفلسطينية فإنها ستقيم أي مقترح يقدم بما يضمن وقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، ويحقق مصالحه وحقوقه ويلبي مطالب المقاومة.
كما أشارت إلى أنها تدرس المقترح الأمريكي، وستتخذ موقفاً وطنياً يضمن وقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة.
الحركة لفتت إلى أنها تنظر بريبة إلى ما طرحه الرئيس الأمريكي، مشيرة إلى أن هذا الطرح يوحي بتغيير في موقف الإدارة الأمريكية. وأكدت الحركة أن الانحياز الأمريكي الكامل للكيان الصهيوني لا يزال واضحاً من خلال تغطية جرائمه والمشاركة في العدوان.
وأضافت الحركة أنها ستتبنى موقفاً وطنياً يضمن إغاثة الشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار، وذلك في صفقة تبادل واضحة المعالم.
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن أجرى اتصالات هاتفية منفصلة، الجمعة 29 مايو/أيار 2024، مع وزراء خارجية السعودية وتركيا والأردن لمناقشة اقتراح لوقف فوري لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر قال إن بلينكن الذي أجرى الاتصالات الهاتفية على متن الطائرة أثناء عودته إلى واشنطن من براغ أكد لنظرائه أن الاقتراح يصب في مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بحث مع بلينكن خلال اتصال هاتفي بينهما، الجمعة، المقترح الأخير الذي طُرح في المفاوضات بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي وقت سابق، أقر بلينكن بأنّ الوضع الإنساني “مريع” في غزة مع توغل قوات الاحتلال بشكل أعمق في مدينة رفح، وذلك رغم الجهود الأمريكية لإدخال مزيد من المساعدات.
بايدن
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، عن مقترح إسرائيلي يمثل خريطة طريق تتضمن وقف “الأعمال القتالية” في غزة لمدة 6 أسابيع في المرحلة الأولى.
كما تتضمن المرحلة الأولى “إطلاق سراح عدد من الرهائن، بمن فيهم نساء ومسنون وجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من السجناء الفلسطينيين” في السجون الإسرائيلية.
وأشار بايدن إلى أن المرحلة الثانية تشمل “إطلاق سراح بقية الرهائن والجنود وإدامة وقف إطلاق النار، بينما تتضمن المرحلة الثالثة ما بعد الحرب وإعادة إعمار غزة”.