ففي منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس (جنوب)، التي صنفتها إسرائيل على أنها “آمنة”، لم يسلم النازحون الذين هُجروا قسرا من منازلهم بمناطق مختلفة من القطاع من صواريخ أطلقها الطيران الحربي الإسرائيلي، السبت.
إذ لم تتمكن الخيام الهشة التي لجأ إليها هؤلاء النازحون في تلك المنطقة من حمايتهم من الحمم الصاروخية التي تساقطت عليهم، مما أدى إلى استشهاد 91 فلسطينيًا وإصابة 289 آخرين، بينهم أطفال ونساء، وفق إحصائية أولية لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
فبعد الغارة الجوية، تكشف عمق المأساة؛ فهذه أم تبحث عن ابنها المفقود، وهذا شاب يبحث عن شقيقه الذي كان بجواره قبل دقائق، بينما تحتضن سيدة جثمان زوجها الذي قضى في القصف، وأخرى تقوم بتضميد جراح طفلها وتحتضنه بحنان.
وفي مشاهد مفجعة، يواصل متطوعون من السكان المحليين وعناصر من الدفاع المدني انتشال أشلاء الضحايا، وكثير منهم من الأطفال والنساء، من تحت الخيام المحترقة والممزقة جراء القصف.
وسط هذه الفاجعة، يبقى لسان حال سكان المواصي: ألا يكفي إسرائيل ما نعانيه من أوضاع مأساوية حتى تمعن القتل فينا؟
ففي تلك المنطقة الجغرافية، التي توصف بأنها الأكثر كثافة سكانية في العالم، تصطف خيام النازحين بشكل عشوائي، حيث لا يوجد مكان فارغ بأي جزء منها، فيما يعيش النازحون أوضاعًا إنسانية صعبة جراء نقص مقومات الحياة الضرورية، مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.
وقال أحد الناجين من القصف الأخير لمنطقة المواصي، للأناضول، مفضلًا عدم الكشف عن اسمه: “نزحت من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة إلى جنوب القطاع”.
وأضاف: “نزحنا 6 مرات من منطقة لأخرى بحثًا عن الأمان الذي لم نجده في أي مكان”.
وتابع: “في كل مرة يقول الاحتلال إن تلك المنطقة آمنة، ننزح إليها ويقصفها، لا توجد منطقة آمنة”.
وأوضح النازح الفلسطيني: “اليوم، كانت الصواريخ والشظايا تتساقط على رؤوسنا، والمشهد مرعب مثل يوم القيامة، نيران وقذائف، مشهد أسود”.
ولفت إلى أن “هنالك من استشهد، وهنالك من أصيب، وآخرين مفقودون”.
وقال: “لا نعرف ماذا نفعل أو أين نذهب، ففي كل مكان يوجد قصف”.