“طوفان الأقصى” في يومها الـ320..مفاوضات الفرصة الأخيرة قيد الفشل…
نقلت صحيفة “بوليتيكو” عن مسؤوليين أميركيين واسرائيليين تأكيدهم أن الاتفاق الرامي إلى إنهاء القتال في قطاع غزة على وشك الانهيار، فيما لا يوجد اتفاق بديل واضح يمكن طرحه في الوقت الحالي.
واعتبر هؤلاء المسؤولون أن الاقتراح الحالي الذي تمت مناقشته من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر على مدار عدة أسابيع في تموز الماضي، هو الأقوى حتى الآن، لأنه يتضمن شروطًا مصممة خصيصًا لتلبية مطالب كل من حماس وإسرائيل.
ورأت الصحيفة أن هذا تقييم أكثر خطورة بكثير مما يقدمه المسؤولون الأميركيون علناً. وحتى في الوقت الذي يشددون فيه على ضرورة إقناع حماس بالموافقة، فقد أكدوا مراراً وتكراراً في الأيام الأخيرة أنهم أقرب من أي وقت مضى إلى إقناع الجانبين بالتوقيع.
فشل مفاوضات الفرصة الأخيرة.. اوصلت محاولات وقف إطلاق النار في غزة إلى طريق مسدود؟
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مقتل 50 شخصا وإصابة 124 خلال الـ24 ساعة الماضية، في قصف جوي ومدفعي إسرائيلي متواصل على مناطق متفرقة من قطاع غزة في اليوم 320 للحرب.
وقالت الوزارة إن عدد القتلى بلغ حتى الآن 40,223، بينما بلغ عدد المصابين 92,981 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأكدت أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
ووسع الجيش الإسرائيلي من عمليات التوغل البري والقصف الجوي والمدفعي في مناطق محافظتي وسط القطاع، وخان يونس. كما تعرض عدد من المنازل والمربعات السكنية للقصف في محيط مدينة حمد السكنية.
ووجه الجيش أوامر جديدة للسكان لإخلاء مناطق واسعة وسط وجنوب مخيم دير البلح، وبدأت عائلات كثيرة رحلة نزوح جديدة ومتكررة لمناطق غرب المخيم في ظروف إنسانية قاسية.
وقامت فرق طبية بانتشال جثامين قرابة 10 أشخاص قتلوا في عمليات قصف مدفعي وجوي واسع في مناطق متفرقة محافـظة رفح جنوبي القطاع، لا سيما غربي المحافظة من أحياء تل السلطان والحي السعودي ومنطقة الشاكوش.
وفي شمال غزة قتل أربعة أشخاص على الأقل في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية لعائلة الخطيب، وسقط العديد من المصابين غالبيتهم من الأطفال والنساء، ولا يزال بعضهم عالقا تحت الأنقاض، وفقا لشهود عيان.
استهداف قائد في حركة فتح في لبنان
استهدفت مسيرة إسرائيلية، الأربعاء، سيارة في مدينة صيدا جنوبي لبنان، في محيط مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، وأدى هذا إلى قتل خليل المقدح، أحد مسؤولي حركة فتح، وشقيق اللواء منير المقدح، القيادي البارز في الحركة في مخيم عين الحلوة.
ويعد مقتل المقدح أول استهداف قائد من حركة فتح في لبنان. وكانت إسرائيل قد اتهمت شقيقه منير المقدح منذ أشهر بتهريب السلاح إلى الضفة الغربية المحتلة.
وكانت مسيرة إسرائيلية قد استهدفت قبل أسابيع مسؤولا في حركة حماس عند مدخل مخيم عين الحلوة في صيدا.
تطورات أخرى
أعلن حزب الله في بيان الأربعاء استهدافه مواقع عسكرية إسرائيلية شمالي إسرائيل وهضبة الجولان برشقات صاروخية، ردا على استهداف إسرائيل لعدد من البلدات في جنوبي لبنان وسهل البقاع.
وكان الجيش الاسرائيلي قد أعلن عن قصف ما وصفه بأنه مواقع ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله في البقاع ليل الثلاثاء-الاربعاء.
وأدى القصف الاسرائيلي على البقاع الى مقتل شخص وإصابة قرابة 20 آخرين وتضرر عدد من المنازل.
وقال الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية إن سلاح الجو هاجم مباني عسكرية لحزب الله في مناطق متفرقة بجنوب لبنان من بينها عيتا الشعب وراميا.
واستهدف الجيش مخزنا للأسلحة تابعا للحزب بمنطقة البقاع داخل لبنان، لليلة الثانية على التوالي.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن استهداف مخزن الأسلحة في منطقة وادي البقاع شرقي لبنان هو “تجهيز لكل الاحتمالات التي قد تتطور”.
وأكد غالانت أن مركز الثقل انتقل من الجنوب إلى الحدود الشمالية “بشكل تدريجي”.
اجتماع بلينكن ونتنياهو “لم يقلص الفجوات”
أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن الاجتماع بين وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لم ينجح في تقليص الفجوات، ولم يحرز تقدما بشأن الصفقة.
وذكر المصدر ذاته أن الخلافات بشأن القضايا العالقة “لم تحل رغم التصريحات الأمريكية المتفائلة”.
وتريد حماس التوصل إلى اتفاق يضمن إنهاء الحرب في غزة، لكن نتنياهو تعهد بما وصفه “بالنصر الكامل” وأبدى رغبته في مواصلة القتال في القطاع، بحيث لا تشكل حماس أي تهديد على أمن إسرائيل.
وتسعى حماس إلى انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع، بما في ذلك ما يسمى بـممر فيلادلفيا على طول الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر، وهو ما رفضه نتنياهو.
وتشكل عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله معضلة بالنسبة إلى إسرائيل، إذ تريد إسرائيل فحص الفلسطينيين النازحين أثناء عودتهم إلى الشمال، بينما تطالب حماس بحرية الحركة لهم والعودة إلى ديارهم.
وطالبت الحركة من الوسطاء تنفيذ الاتفاق الإطاري الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في مايو/أيار الماضي.
ووصفت حماس المقترح الأمريكي الجديد بأنه استجابة لمطالب نتنياهو وأنه يتركه مسؤولا بشكل كامل عن تخريب جهود الوسطاء.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد ذكرت نقلا عن مسؤولين أن بنيامين نتنياهو يدرك أن عدم التوصل إلى صفقة يعني تدهور الأوضاع إلى “أزمة إقليمية”.
وقد اختتم وزير الخارجية الأمريكي جولته في الشرق الأوسط، قائلا إن “الوقت هو جوهر الأمر” بالنسبة إلى الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة.
وجدد دعوته لحماس للموافقة على “خطة التسوية” الجديدة التي طرحتها واشنطن لوقف إطلاق النار في غزة ووافقت إسرائيل عليها.
“إيران لا تريد التدخل في المفاوضات”
قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن ايران لا تريد التدخل في محادثات وقف إطلاق النار في غزة، معتبرين أن ذلك يمهد الطريق للولايات المتحدة الأمريكية لتقليص وجودها العسكري في الشرق الأوسط، حسبما ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال.
وترى إيران أن التهديد بشن هجوم يعد وسيلة ضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى صفقة.
ونقلت صحيف وول ستريت جورنال عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إن إيران تخشى أن يؤدي هجوم مباشر على إسرائيل إلى نشوب “حرب إقليمية”.
“الأمريكيون غاضبون”
قال مراسل بي بي سي الذي يرافق وزير الخارجية إن الأمريكيين غاضبون من التعليقات التي نسبت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي كان بلينكن فيه على وشك مقابلة المسؤولين في قطر.
فقد أفاد تقرير إعلامي إسرائيلي، بأن نتنياهو قال في اجتماع لأسر الرهائن إنه “أقنع” بلينكن بأن الاتفاق يجب أن يحافظ على بقاء القوات الإسرائيلية في مناطق غزة التي وصفها بأنها “مناطق عسكرية وسياسية استراتيجية”، بما في ذلك المنطقة الواقعة على طول الحدود الجنوبية مع مصر.
ويبدو أن هذه التعليقات قد أثارت حفيظة الإدارة الأمريكية.
إذ انتقد مسؤول كبير في الإدارة التعليقات، متهما نتنياهو بالإدلاء “بتصريحات متطرفة ليست بناءة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مسؤول في وفد المفاوضات أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “لا يتوقف عن وضع العقبات أمام المفاوضات”، موضحا أن من بين العقبات التي يضعها نتنياهو ما يخص “محور نتساريم وفيلادلفي”.
وأضاف المسؤول الذي آثر عدم الكشف عن هويته “أن الشيء الوحيد الذي اقتنع به وزير الخارجية بلينكن والولايات المتحدة هو الحاجة إلى التوصل إلى اقتراح لوقف إطلاق النار عبر خط النهاية”.
وقال: “أود أيضا أن أضيف أن مثل تلك التصريحات المتطرفة .. تخاطر بقدرة المحادثات .. على المضي قدما”.
وجاءت تصريحات المسؤول الكبير في أعقاب جولة محادثات الثلاثاء بين بلينكن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مدينة العلمين الساحلية.
ويقال إن المسؤولين المصريين يعارضون بشدة فكرة بقاء القوات الإسرائيلية على طول الحدود المصرية في غزة.
وبعد توقفه في مصر، سافر السيد بلينكن إلى قطر لإجراء مزيد من المحادثات في الدوحة – المحطة الأخيرة في جولته في الشرق الأوسط.
ورقة السنوار “الضاربة” التي يقلب فيها طاولة التفاوض ويُجبر نتنياهو على قبول شروطه..
الى ذلك تحدثت وسائل إعلام عبرية، الأربعاء، عن آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والتوصل لصفقة تبادل بين إسرائيل و”حماس”، وقالت قناة “كان” نقلاً عن مصادر في فريق التفاوض الإسرائيلي، إن نتنياهو لا زال يضع عقبات أمام التوصل لصفقة تبادل أسرى، وأضافت أنه حتى الليلة الماضية كان هناك عدة أشخاص في الدوحة في محاولة يائسة لإنقاذ احتمالات نجاح الصفقة.
وأشارت القناة إلى أن هذه المفاوضات الملموسة تعود بالكامل إلى نتنياهو وتحت إدارته والمسؤولية عنها تقع تحت عاتقه، مؤكدة أن من بين العقبات التي يضعها نتنياهو ما يخص نتساريم وفيلادلفيا، حيث أنه يصر على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا.
بدورها قالت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، إنه لا يزال 109 أسرى محتجزين في قطاع غزة بينهم عشرة مواطنين أجانب، ورسميا أعلنت إسرائيل مقتل 36 منهم “ثلاثة منهم أجانب، بمعنى أنه لا يزال هناك 73 على قيد الحياة”.
وأوضحت الصحيفة أنه “من الناحية العملية ووفقا للتقديرات والتقارير المختلفة فإن عدد الأسرى الأحياء أقل وربما أكثر من 50″، ولفتت إلى أن “هذا الغموض بشأن مصير العديد من المختطفين يعتبر أحد الخلافات الرئيسية بين إسرائيل وحماس وهو ما يمنع إلى جانب قضية فيلادلفيا ونتساريم من تقدم الصفقة المطروحة”.
وأكدت الصحيفة، أن “هناك شكوك أيضا فيما إذا كان سيتم التوصل إلى صيغة مقبولة لكل من إسرائيل وحماس فيما يتعلق بالانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية ولذلك لا زالت الخلافات والفجوات كبيرة”.
محرر الشؤون العربية في صحيفة “هآرتس”، إن حركة “حماس” ترى فخا في أحدث مقترح لوقف إطلاق النار بعدما تبنت الولايات المتحدة موقف إسرائيل، وإن ردها على ما يجري في غزة قد يكون استئناف العمليات “الاستشهادية”، في حين شككت افتتاحية الصحيفة في أن يكون نتنياهو قد قبل فعلا الخطة الأميركية الجديدة.
وفي تقرير بعنوان “وحدة الجبهات: العمليات الاستشهادية رد حماس على ما يجري في غزة”، كتب جاكي خوري محرر الشؤون العربية في هآرتس أن حماس ترى -في الأساس- في أحدث نسخة من مقترحات وقف إطلاق النار الأميركية المتقلبة تبنيا لموقف إسرائيل في رفض نهاية الحرب والانسحاب الشامل من قطاع غزة.
وكتب أن عملية التفجير في تل أبيب قبل يومين، والأهم منها تبني حماس وحركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتهما عنها، أحيت خوفا قديما وهو عودة العمليات “الاستشهادية” إلى قلب إسرائيل كما في تسعينيات القرن الماضي، حتى إنه لم يُعرف إذا ما كانت الحركتان قادرتين عملياتيا على شنها.
ولاحظ الكتاب أن توقيت التفجير الذي أدى لمقتل شخص وإصابة آخر يكتسي أهمية هو الآخر، إذ جاء في خضم حراك دبلوماسي وسياسي لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وقبيل زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
ورغم أن الهجوم محدود، فإن القلق لن يختفي حسب كاتب التقرير الذي ذكّر بأن رسالة الفلسطينيين، خاصة حماس والجهاد، واضحة، وهي أن مواصلة تعطيل الصفقة، خاصة من قبل نتنياهو، تعني أن الصراع سيتغير، إن لم يكن في القطاع، ففي داخل إسرائيل، وستُطرح العمليات الاستشهادية خيارا مرة أخرى.
ووصف ذلك بنوع آخر من وحدة الجبهات، فأحداث غزة تؤثر على الضفة الغربية وما يستشعره سكان الضفة سيؤثر على كبريات مدن إسرائيل.
التوقيت مهم أيضا بالنسبة لحماس من حيث إنها تنظر لا فقط إلى ما حدث الأيام القليلة الماضية، بل أيضا إلى ما لم يحدث، فالضغط الدولي (بما فيه العربي) ضعيف، والأمم المتحدة نفضت يديها مما يجري، ولم يعد يُعوّل كثيرا على محكمة العدل الدولية، أما غزة فعمها الخراب، وفق تعبيره.
وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن رئيس حركة حماس يحيي السنوار لا يزال يحتفظ بورقتين أشبه بالجزرة والعصا: فمن جهة يمسك بالأسرى الإسرائيليين الذين يتطلب الإفراج عنهم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإنهاء الحرب والانسحاب من غزة، ومن جهة أخرى يشن حرب عصابات في القطاع ويحاول إضرام النار في الضفة وإطلاق عمليات انتقامية داخل إسرائيل.
-
الفخ الأمريكي