ليلة العدوان على إيران:هل حقّقت إسرائيل أهدافها من ضرب إيران؟“لو كنت خامنئي لعُدت إلى النوم.. وفضيحة:قصة الصورة التي كان ينظر إليها “غالانت” عقْب الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
هل حقّقت إسرائيل أهدافها من ضرب إيران؟ لماذا ضغطت أمريكا لعدم التصعيد مع طهران ولم تضغط لعدم التصعيد في غزّة ولبنان؟ ما دلالة تنديد دول الخليج.. ماذا عن مواقف السِّر والعلن؟ جدل بعد انتشار نغمة سائدة مفادها “الألعاب النارية بين إسرائيل وإيران والقتل والتدمير والخراب للعرب”
ملأت الضربة الإسرائيلية لإيران الدنيا، وشغلت الناس، وسارع المحللون لقراءة الحدث محاولين تقديم رؤاهم عنه وعن التوابع المنتظرة.
إسرائيل ضربت قواعد عسكرية في إيران، وأعلنت أن العملية اكتملت مالم تلجأ إيران إلى التصعيد.
من جانبه فقد الحرس الثوري الإيراني جنديين في إحدى قواعده التي تعرضت للضرب، وناشدت الولايات المتحدة الأمريكية إيران بعدم التصعيد.
خليجيا اعتبرت السعودية الضربة “عدوانا على السيادة الإيرانية”، وسارعت دول الخليج العربية، بما فيها الإمارات إلى إصدار بيانات إدانة لإسرائيل.
فماذا وراء الأكمة؟! مواقف السر والعلن
إدانات الخليج للضربة الإسرائيلية فسره البعض بأنها مواقف علنية لابد منها، مشيرين إلى أن هناك مواقف أخرى مضادة لا يتم الإعلان عنها، بل يتم التنسيق فيها.
د.نيفين مسعد أستاذة العلوم السياسية تساءلت: لماذا ضغطت أمريكا على إسرائيل لعدم التصعيد مع إيران ولم تضغط عليها لعدم التصعيد في غزّة ولبنان؟
وأجابت قائلة:
ـ “أولًا: لأن الولايات المتحدة تخشى أن تضطر في حالة الرد الإيراني على استهدافها بشكل موجع -إلى التدخّل عسكريًا. أما في غزّة ولبنان فلا يوجداضطرار .أكثر من ذلك صرّح ترامب أن مساحة إسرائيل لم تعد تكفيها وأنها تحتاج للتوسّع. وحتى لو لم يصدر تصريح مماثل من بايدن إلا أن سكوته على الإبادة والتهجير في غزّة يدخل في نفس السياق.
ـ ثانيًا: لأن الولايات المتحدة تخشى من انعكاسات اشتعال جبهة إيران على ارتفاع أسعار النفط في ظل تعقيدات الأزمة الأوكرانية.
ثالثًا: لأن الولايات المتحدّة تراقب وتيرة الخسائر العسكرية الإسرائيلية في غزّة وفي جنوب لبنان وتخشى على إسرائيل من فتح جبهة ساخنة جديدة.
ـ رابعًا: تحتاج الولايات المتحدة لإيران في ضبط سلوك الجماعات الحليفة لها ، ولن تتطوّع إيران بذلك إلا لو ضمنت توفّر الضغط الأمريكي على إسرائيل من أجل عدم استهداف إيران بشكل واسع. “.
واختتمت مؤكدة أن روسيا والصين لم تفعلا شيئًا جديّا خلال العام الماضي لإنقاذ غزّة وبعدها لبنان، وليس من المؤكّد أنهما ستظلان تحتفظان بنفس الموقف في حالة توجيه ضربة عنيفة لإيران.
وأردفت قائلة: أما مسألة إحياء الاتفاق النووي فهي مؤجلة.
برأي الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم نوار فإن إيران نجحت في إحداث توازن القوى، لافتا إلى أن الأمريكان أخبروهم بالمواقع المستهدفة قبل الضربة لتفادي ضربة أخرى من ايران ربما تكون أكثر إيلاما من ضربتها السابقة.
وأضاف أنه إذا لم ترد إيران، فإن التهدئة ربما تشير إلى تغير في الاستراتيجية الإسرائيلية، تحت ضغط الإدارة الأمريكية الحالية، انتظارا لنتائج الانتخابات الرئاسية.
من جهته علق د.كمال حبيب الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية على الضربة الإسرائيلية لإيران بقوله إن (الجبل تمخض فولد فأرا)، مشيرا إلى أن نتنياهو خضع لما تريده أمريكا وبدأ يدرك مع الضربات التي تلقاها في جنوب لبنان الصامد وفي غزة العزة وفي الضفة العظيمة ومن اليمن والعراق حدود قدراته، وأن قدرته علي الردع تهاوت.
وخلص حبيب إلى أن هذا الكيان إلي زوال، مؤكدا أن 7 أكتوبر كانت حجر الأساس.
الألعاب النارية
في ذات السياق قال الإعلامي إبراهيم عيسى – تعليقا على الضربة الإسرائيلية لإيران- :
“الألعاب النارية بين إسرائيل وإيران …والقتل والتدمير والخراب للعرب فقط”.
اللافت كان في اتفاق الكثيرين مع عيسى، وانتشار ذات النغمة ، في حين رأى آخرون أن معركة تكسير العظام بين إيران وإسرائيل على أشدها، مذكّرين بالمثل الشعبي الشهير: “اللي ما يشفش م الغربال يبقى أعمى!”.
في سياق توابع الضربة الإسرائيلية لإيران يؤكد الكاتب الصحفي كارم يحيى أن من حق إيران وأي بلد عربي وإسلامي أو حتى بوذي مهما اختلفنا مع طبيعة نظامه السياسي، امتلاك سلاح نووي، وألا تنفرد اسرائيل بهذا التفوق الاستراتيجي الهجومي، لافتا إلى أن من حق دول الجنوب في منطقتنا عربية واسلامية امتلاك قنابل نووية لفرض توازن الردع النووي لحماية الشعوب والبشر والبيئة والحياة.
كانت وزارة الخارجية المصرية قد أصدرت بيانا قالت فيه إن مصر تتابع بقلق بالغ حالة التصعيد الخطيرة والمتسارعة بالشرق الأوسط والتي كان آخرها الهجوم الإسرائيلي على إيران، مشيرة إلى أنها تدين كل الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتؤدي لتأجيج الوضع الهش بالإقليم.
هل حقّقت إسرائيل أهدافها من ضرب إيران؟ لماذا ضغطت أمريكا لعدم التصعيد مع طهران ولم تضغط لعدم التصعيد في غزّة ولبنان؟ ما دلالة تنديد دول الخليج.. ماذا عن مواقف السِّر والعلن؟ جدل بعد انتشار نغمة سائدة مفادها “الألعاب النارية بين إسرائيل وإيران والقتل والتدمير والخراب للعرب”
– على عكس المستوطنين وهربهم إلى الملاجئ حين ضربت إيران إسرائيل.. بدلًا من الاختباء في أماكن آمنة، إيرانيون يصعدون إلى أسطح المنازل لمشاهدة الرد الإسـرائيلي.
– أظهر مقطع متداول على مواقع التواصل إيرانيين على سطح منزل يسخرون من عدم رؤية الضربات الإسرائيلية.
– موقع “واللا” العبري يقول، إن خلاصة الأضرار بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران “تفاهة” لا أكثر، ومحاولة إعلامية فاشلة من نتنياهو لحفظ ماء الوجه.
– تعليقًا على الرد الإسرائيلي على إيران، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عبر حسابه علي (إكس): “عدم مهاجمة أهداف استراتيجية واقتصادية في إيران كان خاطئًا وكان يتعيّن علينا تدفيعها ثمنًا باهظًا”.
– نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصدر عسكري إيراني قوله إنه لا صحّة لضرب إسرائيل 20 هدفًا في إيران والعدد أقل بكثير، وأضاف: “لا صحة لاستـهداف مصفاة طهران وهي تعمل كالمُعتاد”.
– تقارير إعلامية: لتجاوز رفض الدول عبور الطائرات الإسرائيلية مجالها الجوي لضرب إيران، تقديرات بأن الاحتلال استخدم طائرات إف 35 الشبحية لتعبر أجواء بعض الدول، والتي لا تتمكّن من كشفها وهي في أجوائها، ثم إنكار إسرائيلي مُسبق طالما لم تتمكّن تلك الدول من إثبات اختراق أجوائها.
– لم تُهاجم طائرات الاحتلال، البنية التحتية ولا المواقع النووية؛ وذلك استجابة للطلب الأمريكي، وذكرت شبكة “إن بي سي” الإخبارية الأمريكية، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، قوله؛ إن إسرائيل “لم تضرب المنشآت النووية أو حقول النفط في إيران”، كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله؛ إن الهجوم على إيران لم يشمل منشآت نووية أو نفطية.
– سخر مراسل قناة كان الإسرائيلية روعي كايس، من الهجوم الإسرائيلي على إيران قائلًا في تغريدة على حسابه: “لو كنت أنا خامنئي، لعدت إلى النوم، وتحققت مما حدث في الصباح”.
– هل سترد إيران على الرد الإسرائيلي؟.. قالت وكالة تسنيم الإيرانية، نقلًا عن مصادر مطلعة، إن “إسرائيل ستتلقّى الرد دون شك على أي إجراء بشكل متناسب”، وإن إيران تحتفظ بحق الرد، كذلك قال موقع نور نيوز الإيراني إن سياسة طهران بشأن العدوان الإسرائيلي هي الرد دون تأخّر أو تسرّع.
– يديعوت أحرونوت: من المتوقّع أن ترد طهران على الهجوم الأخير رغم أن كيفية الرد لم تتّضح بعد.
– استمر الهجوم الإسرائيلي على إيران نحو 4 ساعات، إذ بدأ في حدود الساعة الثانية قبل فجر اليوم مع دوي أصوات انفجارات في طهران وخوزستان وإيلام، وأعلن الجيش الإسرائيلي في الساعة الخامسة والنصف فجرا انتهاء هجومه على إيران.
– “رويترز” عن مسؤول سعودي: المجال الجوي للبلاد لم يُستخدم خلال الضربات الإسرائيلية على إيران.
– بعد انتشار شريط فيديو على منصّة “إكس”، يزعم أن مواطنين أردنيين سمعوا أصوات طائرات حربية في أجواء الأردن، بالتزامن مع الهُجوم الإسرائيلي على إيران، نقلت قناة “المملكة” الأردنية، عن مصدر عسكري في القوات المسلحة الأردنية بأنه “لم يُسمح لأي طائرة عسكرية بالعبور فوق الأجواء الأردنية من قبل الأطراف المتصارعة في المنطقة”، وأضاف نفس المصدر أن “القوات المسلحة كانت تُتابع عن كثب التصعيد العسكري، الذي حدث خلال الساعات الماضية، مشددًا على أن سلاح الجو الملكي كان يُراقب الأوضاع باهتمامٍ بالغ، وعلى أهبة الاستعداد لحماية الوطن”، ودعا المصدر ذاته المواطنين إلى أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية، وعدم الانجرار وراء الإشاعات التي لا تستند إلى أية حقائق.
– أعربت السعودية والإمارات وقطر والكويت وعُمان والأردن والعراق ولبنان ومصر عن إدانة الضربات الإسرائيلية على إيران، وتمت الدعوة في بيانات منفصلة إلى التهدئة وعدم توسيع رقعة الصراع وخفض التصعيد.
– دمشق تُدين العدوان الإسرائيلي: انتهاك وقح لحرمة الأراضي الإيرانية والسورية.
– أظهرت صورة من موقع Flightradar24، التُقطت في وقت مبكر صباح اليوم السبت، خلوّ أجواء المجال الجوي الإيراني من الطيران بعد إعلان إسرائيل تنفيذ ثلاث موجات هجومية على أهدافٍ “عسكرية”، وأعلنت السلطات الإيرانية استئناف رحلاتها الجوية من التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي.
قصة الصورة التي كان ينظر إليها “غالانت” عقْب الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
القدس- متابعات “رأي اليوم”- تداولت وسائل الإعلام صورةً نشرتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوزير الحرب يوآف غالانت وهو ينظر لصورة معروضة ادّعى فيها أنّها التقطت جرّاء الهجوم الإسرائيلي على إيران، خلال ساعات الفجر.
وكشفت قناة كان العبرية حقيقة الصورة المُتداولة تحت عنوان “فضيحة”، مؤكدةً أنّ الصّورة التي التقطها غالانت وادّعى أنها لحريق اندلع نتيجة القصف الإسرائيلي على إيران، هي صورة قديمة تعود لحريق اندلع في طهران عام 2021.
وقال موقع يسرائيل هيوم، إنّ رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه غالانت هربوا إلى غرفة تحت الأرض بمقر وزارة الحرب، عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران.
وفجر اليوم السبت، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي مهاجمة عدة أهداف عسكرية في إيران، فيما ذكرت مواقع إيرانية غير رسمية أن ثلاثة انفجارات متتابعة دوّت غربي العاصمة طهران.
وقالت مصادر صحفية، إن الضربة الإسرائيلية محدود النطاق وليست بحجم التهويل بالإعلام الإسرائيلي.
وأوضحت المصادر أنّ بعض أصوات الانفجارات في أطراف طهران كانت ناجمة عن نشاط الدفاع الجوي، مؤكدةً أنّ الدفاعات الجوية تعاملت بيقظة وأحبطت العملية الهجومية في الوقت المناسب.
وأشارت تقارير إلى أن الوضع طبيعي في مطاري الخميني الدولي ومهر آباد. وادّعت الإذاعة العبرية، أنّ عشرات المقاتلات تشارك في هجمات على أهداف بطهران ومشهد ومحطة للطاقة بكرج.
وزعمت وسائل إعلام الاحتلال، أن نحو 100 طائرة شاركت في العدوان واستهدفت مصانع للصواريخ البالستية والطائرات المسيَرة ومواقع مختلفة عسكرية.