عن زيارة هوكستين لـ”ستارباكس” فردان
وحسب حازم الأمين – صحافي وكاتب لبناني …ربما على خصوم بري وحزب الله اللبنانيين أن يتأملوا بمشهد آموس في مقهى “ستارباكس” فرع فردان، هناك حيث تقيم النخب الاقتصادية الشيعية، وجلها قريب من حزب الله، وكيف احتفل رواد المقهى بضيفهم وإلى جانبه مساعد لبري، ضاربين عرض الحائط بدعوات مقاطعة هذا المقهى الذي “يدعم الحرب على غزة”، ومتجاهلين تماماً حملات الممانعة على المبعوث الأميركي الذي خدم في الجيش الإسرائيلي!
وهنا ليس من المبالغة القول إن القابلية الشيعية لتسييل النفوذ الأمني والمالي في المزاج الاستثماري لرجل الأعمال الأميركي من أصل إسرائيلي، الذي انتدبه بايدن إلى التوسط بيننا وبين إسرائيل، يمكن أن نرصدها بالغبطة المتبادلة بين هوكستين ومستضيفيه في فردان.
نعم تولّي بري المفاوضة وحيداً هو امتداد لمنطق ميليشياوي لا مكان فيه لثقافة المؤسسات. حزب الله أوكل بري المهمة، والحزب يطالب اللبنانيين بأن يكونوا وراءه في هذه الحرب. يقول لهم كونوا معي، فإن انتصرت فالنصر لي، وان انهزمت فسننهزم كلنا. أميركا تشد من عضد الحزب في هذه المهمة. تفاوضه لوحده من دون اللبنانيين، وفي الوقت نفسه تخوض حرباً ضده سيدفع كل اللبنانيين أثمانها. لا بل هي تقول للبنانيين “كلكم حزب الله”! لطالما فعلت ذلك، ولطالما عاقبتهم بوصفهم “أمة حزب الله”.
أميركا هذه شديدة الارتياب من التزام حزب الله بالقرار 1701، وتعتقد أن حزب الله سيسعى إلى إعادة بناء قدراته العسكرية فور وقف الحرب، إلا أنها لا تقيم اعتباراً للدولة في لبنان بوصفها ضمانة تطبيق القرار، فهي تفاوض الحزب ولا تعطي بالاً للدولة ومؤسساتها. تفاوض الرجل الذي ترتاب به. تحبه أكثر مما تحب الدولة.
نعم، أميركا تحب الميليشيات، مثلما تحب نتانياهو.
هوكستين معجب بنبيه بري، والأرجح أن نتانياهو أيضاً معجب به، بالنسبة الى الأول، بري هو القناة الوحيدة التي توصله إلى حزب الله، عدو أميركا التي يصفها بأنها “الشيطان الأكبر”. أما بالنسبة الى الثاني (نتانياهو)، فبري هو قناة التفلت من أي التزام. الـ1701 بالنسبة الى بري، هو نفسه بالنسبة الى نتانياهو. القرار الذي من الممكن عدم الالتزام به.
إذاً أنتم محقون يا نواب الأمة باعتباركم أن التفاوض عبر بري انتهاكاً للسيادة، لكن ثمة ما هو أخطر مما أشرتم إليه، ويتمثل في مواصلة أميركا اعترافها بسلطة الثنائي عليكم وعلى بلدكم. فآموس هوكستين لم يضع شرطاً للتفاوض يتمثل في أن تتولى الدولة اللبنانية المفاوضة، وبالتالي لن تكون الدولة مطالبة بالالتزام ببنود الاتفاق أو القرار، بل نبيه بري ومن خلفه حزب الله.
عليكم أن ترفعوا الصوت في وجه أميركا أيضاً
ربما على خصوم بري وحزب الله اللبنانيين أن يتأملوا بمشهد آموس في مقهى “ستارباكس” فرع فردان، هناك حيث تقيم النخب الاقتصادية الشيعية، وجلها قريب من حزب الله، وكيف احتفل رواد المقهى بضيفهم وإلى جانبه مساعد لبري، ضاربين عرض الحائط بدعوات مقاطعة هذا المقهى الذي “يدعم الحرب على غزة”، ومتجاهلين تماماً حملات الممانعة على المبعوث الأميركي الذي خدم في الجيش الإسرائيلي!
يفاوض رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بوكالته عن حزب الله!
لا يفعل ذلك بوكالته عن الدولة اللبنانية، ذاك أن للأخيرة وكيلاً آخر، وحاله كحالها، ما بيده حيلة، ولا يملك قدرة المفاوضة. إنه الحلقة المتبقّية من السلطة التنفيذية، ونعني هنا رئيس حكومة تصريف الأعمال، رجل الأعمال نجيب عزمي ميقاتي.
ميقاتي هذا، وجد فيه حزب الله خير من يستعاض عنه ببري من دون أن ينبس ببنت شفا. ومن دونه كان سيفقد الثنائي الشيعي أي ادعاء تمثيلي يتعدّى الطائفة.
بري صاحب الوكالة. حررها له أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قبل أن تغتاله إسرائيل، ثم عاد خَلَف نصرالله الشيخ نعيم قاسم وجدّد له الوكالة. إذاً المفاوضات ليست مع لبنان. هي في أحسن الحالات مع الطائفة الشيعية، وفي أسوئها مع حزب الله.
الأصوات المرتفعة في وجه “مصادرة الدولة من الثنائي الشيعي”، وهي محقّة في رفعها الصوت، تغفل حقيقة أخرى تتمثل في أن الولايات المتحدة الأميركية شريكة أيضاً في عملية السطو هذه، ذاك أن مبعوثها آموس هوكستين لا تأخذه قدماه ما أن تحط طائرته إلا إلى عين التينة، ولاحقاً وحفظاً لماء الوجه ييمم وجهه نحو الرجل الباهت الذي لا تؤلمه الإهانة نجيب ميقاتي.
لهذه الحقيقة أوجه مخيفة، ذاك أن أكبر وأقوى دولة في العالم لا تكترث للدستور اللبناني، لا بل تنتهكه، تماماً مثلما يفعل بري. هي شريكته في هذا الانتهاك، لكن المفارقة هي أن خصوم بري اللبنانيين هم حلفاؤها، ويعجزون عن إشهار الحقيقة في وجهها.
المبعوث الأميركي يلتقي نتنياهو لتحديد مصير ملف وقف إطلاق النار مع “حزب الله” في لبنان
القدس- (أ ف ب) – يلتقي المبعوث الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكستين الذي يحاول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس، وفق ما أفاد مصدر رسمي.
وأكّد الناطق باسم نتنياهو عومير دوستري أنه من المقرر أن يجتمع المسؤولان في وقت لاحق الخميس.
ويفترض أن يعقد الاجتماع عند الساعة 12,30 ظهرا (10,30 ت غ)، وفقا لبيان صادر عن حزب الليكود.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن هوكستين وصل إلى إسرائيل مساء الأربعاء آتيا من لبنان، وقد تحدث مساءً مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
… [+]