أطلق جنود اسرائيليون النار على سكّان بلدة الخيام قرب الحدود في جنوب لبنان أثناء تشييع، كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، بعد يومين من سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل.
منطقة عازلة في جنوب لبنان بانتظار انتشار الجيش اللبناني وتأليف اللجنة الدوليّة
“يستحقون هذه الفرحة، لأننا نعرف ما هي الحرب وما تكلفتها وكيف يُقتل الأطفال والنساء وتُهدم المنازل على رؤوسهم، وتُدمر أجمل الذكريات”. تقول أماني الخطيب التي تأمل بأن تنتهي الحرب على قطاع غزة بعد طول معاناة.لكن :
العودة إلى جنوب لبنان خطيرة… وإذ به احتلال!
وصل العائدون إلى شريط القرى المدمّرة جنوب لبنان، ولم يجدوا أحداً بانتظارهم سوى ركام منازلهم، وأفيخاي أدرعي الذي راح يهدّدهم بمواصلة قتلهم. لا ماء ولا كهرباء ولا جيش ولا يونيفيل ولا متاجر يشترون منها حاجياتهم. ويضيف حازم الامين في ” درج”:
أكثر من مؤشر في جنوب لبنان يأخذنا إلى الريبة في السلطة اللبنانية ممثّلةً برئيس مجلس النواب نبيه بري ومن خلفه حزب الله، من دون أن ننسى تواطؤ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. الأمر يتعدى انعدام المسؤولية حيال الجنوبيين خلال عودتهم المتعثّرة إلى قراهم المدمرة، ويتعدى أيضاً عدم مكاشفة أهل الجنوب بعد مصابهم بحقيقة ما أُطلق عليه في لبنان “اتفاق وقف إطلاق النار”، وما أُطلق عليه في إسرائيل “هدنة الستين يوماً”.
وصل العائدون إلى شريط القرى المدمّرة، ولم يجدوا أحداً بانتظارهم سوى ركام منازلهم، وما تنام عليه من قتلى تحت الركام. لا أحد كان بانتظارهم باستثناء أفيخاي أدرعي الذي راح يهدّدهم بمواصلة قتلهم. لا ماء ولا كهرباء ولا جيش ولا يونيفيل ولا متاجر يشترون منها حاجياتهم.
نعم علينا أن نرتاب بهذه السلطة التي سبق أن سرقت أموال اللبنانيين، وتآمرت عليهم مع المصارف. السلطة التي خاضت حرباً غير آبهة بحال الإفلاس الذي تسبّبت به. السلطة التي قال ممثلها، نبيه بري، للجنوبيين، عودوا إلى مدنكم وقراكم، هناك حيث كان أفيخاي أدرعي بانتظارهم، ولم يكن أحد غيره هناك، باستثناء عدد قليل من المقاتلين المنهكين، وكميات هائلة من الركام، ومن دفاتر تلامذة المدارس ملقاة على ما تناثر من أثاثات المنازل المدمّرة.
ما سر هذا الاتفاق الذي أبرمته السلطة ممثلةً بثنائيّها الشيعي مع إسرائيل؟ ثمة فضيحة يسعى مبرم الاتفاق الى مداراتها عبر “النصر” الذي صُوّر للناس بأنه في انتظارهم. إنذارات وجه الشؤم الناطق باسم جيش الاحتلال، تفصح عن الفضيحة أكثر مما يفصح عنها الناطقون اللبنانيون باسم “النصر”. الخرائط التي يرسلها إلينا هذا الرجل تقول إن ثمة منطقة عازلة وغير مأهولة بالسكان هي جزء من الصفقة! هذا على الأقل ما سنشهده خلال أشهر تتعدى فترة الستين يوماً. وليس مهماً لرجل مثل بري ألا يأوي أكثر من مئة ألف جنوبي إلى قراهم طالما أن الصفقة شملت حماية المنصب وعدم المحاسبة، وقد تأتي برئيس للجمهورية لا يطيح “الإنجازات” المحققة منذ انفجار المرفأ وصولاً إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
ما يدفعنا الى الاعتقاد بالمنطقة العازلة والخالية من السكان، هو أن مهمة التدمير أُنجزت بالكامل، والاحتلال أعدّ لها الخريطة وراح يذكرنا بها يومياً. لا تعودوا إلى هذه القرى، وسط صمت لبناني مدوٍّ. من قال للناس عودوا إلى قراكم لم ينطق ببنت شفة عندما شطب أدرعي وجهنا بخرائطه. العائدون إلى القرى لم يعثروا على من يجيبهم عن سؤال: “ماذا نفعل… هل نغادر”؟ لا أحد على الإطلاق! ثمة من خدع الناس، وثمة من لم يصارحهم بما وقّع عليه من اتفاقات خلف الاتفاقات.
أما ما يعزز الريبة أكثر فهو عدم وجود أي تصوّر لمستقبل هذا الركام، فإعادة الإعمار مرهونة، بحسب ما رشح من البنود السرية للاتفاق، ليس فقط بمدى التزام لبنان بالمطلوب منه في الجنوب، إنما أيضاً بإعادة تشكيل السلطة بدءاً من رئيس الجمهورية ووصولاً إلى الحكومة والبيان الوزاري.
إذاً، على الجنوبيين ممن دمرت مدنهم وقراهم ومنازلهم وأرزاقهم انتظار الستين يوماً مضافاً إليها أشهراً من مخاضات “إعادة تشكيل السلطة” حتى يجدوا من يباشر بتمويل إعادة الإعمار. هذا من دون التطرق إلى قضية المنطقة العازلة، ومستقبل أكثر من عشرين قرية يحذّر أذرعي يومياً سكانها من العودة إليها.
لا أحد يكاشف السكان بما إذا كانت مناطقهم محتلّة أم لا، وما إذا كانت عودتهم آمنة أم لا، وهل يباشرون بدفن أحبائهم أم ينتظرون الستين يوماً التي قد تصبح دهراً. إسرائيل تتصرف كما لو أن لها الحرية المطلقة في كل شيء. بالأمس، نفذت غارة على بعد نحو خمسين كيلومتراً من الحدود، واختطفت مواطنين من الخيام وهددت سكان نحو 71 قرية في الجنوب بضرورة عدم العودة. وفي لقائه الأخير مع قناة “الجديد”، كرر الوسيط الأميركي آموس هوكستين أكثر من خمس مراتٍ أن الحكومة اللبنانية وافقت على كل بنود الاتفاق ووقعت عليها. فعلى ماذا وقعتم أيها السادة؟ إجابتكم تتوقف عليها حياة أكثر من مئة ألف لبناني.
الجيش الإسرائيلي يحظر العودة إلى 60 قرية جنوب لبنان، وكلمة مرتقبة للأمين العام لحزب الله
وجه الجيش الإسرائيلي الجمعة، تحذيراً إلى المواطنين اللبنانيين بعدم العودة إلى 60 قرية في الجنوب حتى إشعار آخر.
ونشرالجيش الإسرائيلي خريطة تظهر مساحة من الأراضي بعمق عدة أميال في الجنوب، وقالت إنه” يجب على السكان عدم العودة إليها، وإن أي شخص يفعل ذلك سيعرض نفسه للخطر”
وتهدف الهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ قبل فجر يوم الأربعاء، إلى إنهاء الحرب التي أودت بحياة الآلاف في لبنان، وأدت إلى نزوح جماعي في كل من لبنان وإسرائيل.هذا ومن المنتظر أن يلقي الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الجمعة، كلمة على ما أعلن الحزب في بيان، هي الأولى له منذ سريان وقف إطلاق النار بين الحزب واسرائيل قبل يومين.
وأفاد الحزب عن “كلمة لأمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم حفظه الله اليوم”، لم يحدّد توقيتها.
“إبعاد مشتبه بهم جنوب لبنان”
أطلق جنود إسرائيليون النار على سكّان بلدة الخيام قرب الحدود في جنوب لبنان أثناء تشييع، كما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، بعد يومين من سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل.
وأوردت الوكالة الوطنية “أطلق العدو النار على مواطنين في الخيام، خلال تشييعهم أحد أبناء البلدة”.
وقالت متحدّثة باسم الجيش الاسرائيلي من جهتها لفرانس برس رداً على سؤال حول إطلاق النار على السكّان إنه “خلال الساعات القليلة الماضية، كانت قوات الجيش الإسرائيلي تعمل على إبعاد مشتبه بهم في منطقة الخيام بجنوب لبنان”.
وأضافت “يستمر الجيش الإسرائيلي في الانتشار في جنوب لبنان دفاعا عن دولة إسرائيل وقوات الجيش الإسرائيلي”.
تحذير فرنسي من “انتهاك” وقف إطلاق النار
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الوقف “الفوري” لكل “الأعمال التي تنتهك” وقف إطلاق النار الساري في لبنان منذ الأربعاء، على ما أعلن قصر الإليزيه الجمعة.
وخلال مكالمتين هاتفيتين الخميس مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، دعا ماكرون “جميع الأطراف إلى العمل على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار” بين لبنان وإسرائيل.
وشدد على أن “جميع الأعمال التي تخالف هذا التطبيق الكامل يجب أن تتوقف فوراً”.
من جهته، أكد نزيه عيد، رئيس بلدية البيسارية في جنوب لبنان، لوكالة فرانس برس أن الهجوم ضرب منطقة في بلدته، قائلاً لقد “استهدفوا منطقة غابات لا يصل إليها المدنيون”.
من جهتها، اتهمت القوات اللبنانية إسرائيل بخرق الهدنة عدة مرات.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية عن إصابة شخصين بنيران إسرائيلية في إحدى القرى الحدودية.
وقالت القوات الإسرائيلية إنه “جرى تحديد عدد من المشتبه بهم وهم يصلون بسيارات إلى عدد من المناطق في جنوب لبنان، في خرق لشروط الهدنة”.
وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي “فتح النار تجاههم”، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي “لا يزال في جنوب لبنان وسيواصل فرض القوانين المتعلقة بانتهاكات اتفاقية الهدنة”.
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي، هيرتزي هاليفي، قد صرح بأن إسرائيل “ستنفذ هذه الهدنة بقوة وحسم” مشدداً على أهمية ذلك بالنظر إلى “الجهد الهائل” الذي بذله الجانب الإسرائيلي “للوصول إلى هذه النقطة”.
ويقول لبنان إن ما لا يقل عن 3961 شخصاً قد قتلوا في البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، معظمهم في الأسابيع الأخيرة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، أسفرت المواجهات مع حزب الله عن مقتل 82 جندياً و47 مدنياً، بحسب البيانات الرسمية.
مقتل جندي إسرائيلي على الأقل وإصابة آخرين بجروح خطرة شمالي غزة
أفادت وسائل إعلام عبرية مساء يوم الجمعة، بأن جندي إسرائيليا على الأقل لقي مصرعه واصيب آخرون بجروح خطرة في حدث أمني صعب شمالي قطاع غزة.
وفي السياق أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن العمليات في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة ستستمر خلال الأسابيع المقبلة.
وفي وقت سابق، أفاد مراسل RT نقلا عن مصادر صحفية بأن قصفا إسرائيليا استهدف منزلا في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال غزة، حيث أسفر القصف عن مقتل جميع من كانوا بداخله علما أنه يأوي عددا كبيرا من النازحين والعائلة.
ويعود المنزال الذي قصفته القوات الإسرائيلية يوم الجمعة إلى عائلة أحمد “أبو المعتز أحمد” في منطقة مشروع بيت لاهيا، ووفق شهود عيان فإن المنزل كان يوجد فيه أكثر من 50 شخصا من النازحين والعائلة.
هذا وتواصل القوات الإسرائيلية استهدافها لمناطق متفرقة في قطاع غزة لا سيما شمال ووسط القطاع، فيما كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن أكثر من 1400 عائلة “أبيدت بالكامل” من السجل المدني.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ420 على القطاع إلى 44363 قتيلا و105070 مصابا.
من جهتها أعلنت الأمم المتحدة أن النساء والأطفال شكلوا قرابة 70 بالمئة من قتلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بين نوفمبر 2023 وأبريل 2024.