
أجرت تركيا وإسرائيل محادثات بشأن إنشاء خط لمنع الاشتباك في سوريا بهدف تجنب أي “سوء تفاهم” ومنع الاشتباكات المحتملة بين جيشيهما، بحسب ما قاله مسؤولان غربيان لموقع “ميدل إيست آي” الأمريكي.
وقال المسؤولان الغربيان لـ”ميدل إيست آي” (لم يسمّهما)، مساء الاثنين 7 من نيسان، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أبلغ نظراءه بأن لدى إسرائيل فرصة محدودة لضرب قاعدة “T4” قبل أن تتمكن تركيا من نشر قواتها هناك.
ونُقل عنه قوله إنه بمجرد دخول تركيا، ستصبح القاعدة محظورة على العمليات الإسرائيلية، وفق المصادر نفسها.
وأضافت المصادر أن تعرض الجيش التركي لهجوم من القوات الإسرائيلية، حتى عن طريق الخطأ، قد يُنذر بـ”صراع كبير”، في حين أن نشر أنظمة الدفاع الجوي في القواعد العسكرية من شأنه أيضًا أن يردع الطائرات الإسرائيلية عن العمل في المنطقة.
الموقع نقل عن المصادر الغربية قولها، إن نتنياهو يعتقد أنه حقق تقدمًا في التوصل إلى اتفاق لمنع الاشتباك مع تركيا في أعقاب الغارات الجوية، مشيرة إلى أن المفاوضات جارية في الملف نفسه.
ونقل “ميدل إيست آي” عن مصدر منفصل مطلع على التوترات التركية- الإسرائيلية (لم يسمّه أيضًا) أن البلدين يجريان مفاوضات لإنشاء خط منع اشتباك منذ الضربات الإسرائيلية على قاعدة “T4” شرقي محافظة حمص وسط سوريا.
وأصدر المسؤولون الإسرائيليون والأتراك تصريحات متطابقة في اليوم نفسه، أكدوا فيها عدم سعيهم للصراع في سوريا، بحسب ما أفاد المصدر، قائلًا، “يبدو أن هذا التصريح كان منسقًا”.
وسبق أن صرّح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، لوكالة “رويترز”، في 4 من نيسان الحالي، أن تركيا لا تسعى لمواجهة مع إسرائيل في سوريا، في حين نقلت الوكالة نفسها تصريحًا لمسؤول إسرائيلي وصفته بالكبير استخدم فيه الصياغة نفسها.
وأضاف المصدر للموقع الأمريكي أنه على الرغم من التهديدات العلنية، فمن المرجح أن تقبل إسرائيل بوجود قواعد عسكرية تركية في حماة وتدمر كجزء من ترتيبات منع الصراع.
وارتفعت حدة التوترات بين إسرائيل وتركيا في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في 9 من كانون الأول 2024، ووصول المعارضة السورية التي تعتبر حليفًا وثيقًا لأنقرة إلى سدة الحكم.
تنظر أنقرة للتحركات الإسرائيلية في سوريا على أنها تقوّض الاستقرار في البلاد بعد رحيل الأسد، وهو ما قاله بيان وزارة الخارجية التركية عقب غارات واسعة النطاق نفذتها إسرائيل في وسط وجنوبي سوريا.
وتعتقد إسرائيل من جانبها أن تركيا تعمل على ترسيخ وجود عسكري لها في سوريا، وهو ما أشارت إليه وسائل إعلام إسرائيلية في تقارير متفرقة، وطُرح على طاولة مسؤولين أمنيين إسرائيليين.
ترامب يتعهد بحل التوتر بين تركيا وإسرائيل في سوريا

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض – 7 نيسان 2025 (AP)
تعهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بحل التوتر بين إسرائيل وتركيا في سوريا، وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض.
وقال ترامب لنتنياهو، الاثنين 7 من نيسان، “أعتقد أنني أستطيع حل أي مشكلة لديكم مع تركيا. أعني طالما أنكم عقلانيون، يجب أن تكونوا عقلانيين. يجب أن نكون عقلانيين”.
وأضاف ترامب، “إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا، فأعتقد حقًا أنك ستتمكن من حلها. كما تعلم لدي علاقة جيدة جدًا مع تركيا ومع زعيمها، وأعتقد أننا سنتمكن من حلها. لذا آمل ألا تكون هذه مشكلة. لا أعتقد أنها ستكون مشكلة”.
وكشف ترامب أنه قال لأردوغان في محادثات سابقة، “قلتُ له تهانينا، لقد فعلتم ما لم يستطع أحد فعله طوال ألفي عام. لقد أخذت سوريا، لكن نفى ذلك، لكنني قلت له مجددًا كلا أنت من أخذها”.
قبل أيام وجهت تل أبيب رسائل تحذيرية لأنقرة بعدم تعزيز نفوذها العسكري في سوريا، وذلك عقب استهداف عدة مواقع عسكرية كانت تخطط تركيا للانتشار فيها.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن الهدف الرئيس من الغارات الجوية على سوريا توجيه رسالة تحذيرية إلى تركيا، بعد أنباء عن نيتها إقامة قاعدة عسكرية بريف حمص.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن إسرائيل قصفت بشكل مكثف مطاري حماة وT4″”، لتوجيه رسالة للرئيس أردوغان مفادها، “لا تجرؤ على إقامة وجود عسكري على الأراضي السورية”.
في المقابل، طالبت وزارة الخارجية التركية إسرائيل بسحب قواتها من الأراضي السورية، ردًا على تصريحات تل أبيب ضد أنقرة.
وقالت الخارجية التركية في بيان، في 3 من نيسان، إنه من أجل إرساء الأمن في كافة أنحاء المنطقة، يتعين على إسرائيل أولًا أن تتخلى عن سياساتها التوسعية، وأن تنسحب من الأراضي التي احتلتها في سوريا، وأن تتوقف عن تقويض الجهود الرامية إلى إرساء الاستقرار في سوريا.
لكن بنفس الوقت قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن تركيا لا تريد مواجهة مع إسرائيل في سوريا.
وأوضح فيدان أنه إذا كانت الإدارة الجديدة في سوريا تريد التوصل إلى “تفاهمات معينة” مع إسرائيل، فهذا شأنها الخاص.
كان موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، قال إن تركيا تستعد لبناء قاعدة دفاع جوي بمطار “T4” العسكري بالقرب من تدمر في حمص وسط سوريا.
وتهدف أنقرة من بناء القاعدة، وفق مصادر مطلعة لم يسمها الموقع، لضرب تنظيم “الدولة الإسلامية” وردع الهجمات الجوية الإسرائيلية على سوريا.
وأوضحت “ميدل إيست آي”، في 1 من نيسان، أن خطط البناء للموقع قيد التنفيذ.
ووفق المصادر، ستنشر منظومة دف
الشرع يزور تركيا للمشاركة في منتدى “أنطاليا”

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستقبل الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية خلال زيارته إلى العاصمة التركية أنقرة – 4 شباط 2025 (الأناضول)
قال المتحدث باسم حزب “العدالة والتنمية” التركي الحاكم، عمر تشيليك، إن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، سيزور تركيا يوم الجمعة المقبل، للمشاركة في منتدى “أنطاليا الدبلوماسي”.
وأضاف وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية منها وكالة “الأناضول“، الاثنين 7 من نيسان، أن المنتدى يعقد خلال الفترة بين 11 و13 من الشهر الحالي.
وتعقد الدورة الرابعة من المنتدى السنوي بعنوان “استعادة الدبلوماسية في عالم مجزأ”، بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء ودبلوماسيين وقادة أعمال وأكاديميين وغيرهم، وفق تشيليك.
وقالت وزارة الخارجية السورية، الاثنين، إن الرئيس السوري سيزور الإمارات وتركيا الأسبوع المقبل.
وذكرت وكالة “رويترز” نقلًا عن الخارجية السورية، أن الشرع سيقوم بأول زيارة له إلى الإمارات العربية المتحدة، ومن المقرر أيضًا أن يزور تركيا الأسبوع المقبل في إطار استمراره في حشد الدعم للإدارة الجديدة.
وأضافت الوكالة أن الشرع سيسعى للضغط بشأن مسألة رفع العقوبات عن سوريا.
تأتي زيارة أحمد الشرع إلى تركيا والإمارات في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي ضد سوريا، وآخرها قصف مطاري حماة العسكري و”T4″.
كما أن زيارة الشرع إلى تركيا ستكون بعد تصاعد التوتر بين أنقرة وتل أبيب، إذ قالت “رويترز“، إن تركيا تفقدت ثلاث قواعد جوية على الأقل في سوريا، قد تنشر قواتها فيها، قبل أن تقصف إسرائيل تلك المواقع بضربات جوية في 2 من نيسان الحالي.
خيوط معقدة ترسم مصير الأسد.. لماذا تتمسك به روسيا؟
وسط تعقيدات المشهد السوري وتشابك خطوط التوازنات الإقليمية والدولية، تطفو مجددا على السطح قضية وجود الرئيس السوري السابق بشار الأسد في روسيا، كلاجئ “إنساني” وفق الرواية الرسمية للكرملين.
فهل ما زالت روسيا متمسكة بالأسد كحليف لا يُمس، أم أنها تدير بذكاء ورقة ضغط دبلوماسية تحفظ مصالحها في لحظة إعادة تشكيل التوازن السوري؟
رفض روسي و"حماية مشروطة"
الرسالة الروسية واضحة، كما ينقلها الدبلوماسي الروسي السابق والأكاديمي فيتشيسلاف ماتوزوف، الذي شدد خلال حديثه لبرنامج "غرفة الأخبار" على "سكاي نيوز عربية"، على أن موسكو لن تقدم على تسليم الأسد لأي جهة كانت، معتبرا أن الأمر "خط أحمر يتعارض مع قيم السياسة الروسية وتحالفاتها طويلة الأمد".
وقال ماتوزوف: "روسيا لا تسلم من احتمى بها، خاصة إن كان حليفا تاريخيا في معركة وجودية كالتي خاضها الأسد ضد الإرهاب. تسليم بشار الأسد سيكون بمثابة انتحار دبلوماسي لروسيا. لن يحدث تحت أي ظرف".
لكن ماتوزوف يربط هذه الحماية بضوابط دقيقة، فالأسد لاجئ لأسباب إنسانية لا سياسية، وبالتالي فهو محكوم بالصمت السياسي الكامل وعدم الظهور الإعلامي، أو الانخراط بأي نشاط دولي أو سوري في الداخل أو الخارج.
وبمعنى آخر، فالحماية قائمة لكنها مقيدة، لضمان عدم إحراج موسكو أو إثارة حفيظة شركائها الدوليين، وعلى رأسهم إسرائيل وتركيا.
موازنة دقيقة
وتعبر قراءة ماتوزوف عن رؤية التيار القومي داخل النخبة الروسية، الذي يرى في الحفاظ على الأسد جزءا من الحفاظ على "شرف التحالفات"، خاصة بعد الدعم العسكري والسياسي الذي قدمته موسكو للنظام السوري منذ 2015، وتثبيت قواعدها في طرطوس وحميميم.
إلا أن مراقبين يرون في هذا الموقف نوعا من "الدفاع الدبلوماسي المؤقت"، وليس استراتيجية ثابتة، خصوصا في ظل المتغيرات الدولية.
ويرى مدير مركز "تقدم" للحوار عبد الله غضوي، أن الموقف الروسي تجاه الأسد "محكوم بحسابات أكثر براغماتية مما يروج له".
وقال: "روسيا تستثمر في ورقة الأسد، لكنها لا تفكر بها على المدى الطويل. هو بالنسبة لها ورقة تفاوض، لا أكثر. في لحظة التقاء المصالح قد تتخلى موسكو عنه بنفس الطريقة التي تخلت بها عن حلفاء سابقين".
الغضوي يصف بقاء الأسد في روسيا بـ"العبء الدبلوماسي"، معتبرا أن موسكو تحتضن شخصية مطلوبة دوليا ومتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق السوريين، وهو ما يضعها في موقع الدفاع المستمر، ويعيق طموحاتها لإعادة التموضع كلاعب سلام في الملف السوري.
“>
وبينما تؤكد موسكو رفضها المطلق لتسليمه، تطرح مصادر مطلعة شروطا صارمة تحكم بقاء الأسد على أراضيها، مما يفتح الباب أمام قراءة أوسع لأبعاد هذا الحضور وأهدافه الحقيقية.
فهل ما زالت روسيا متمسكة بالأسد كحليف لا يُمس، أم أنها تدير بذكاء ورقة ضغط دبلوماسية تحفظ مصالحها في لحظة إعادة تشكيل التوازن السوري؟
رفض روسي و”حماية مشروطة”
الرسالة الروسية واضحة، كما ينقلها الدبلوماسي الروسي السابق والأكاديمي فيتشيسلاف ماتوزوف، الذي شدد خلال حديثه لبرنامج “غرفة الأخبار” على “سكاي نيوز عربية”، على أن موسكو لن تقدم على تسليم الأسد لأي جهة كانت، معتبرا أن الأمر “خط أحمر يتعارض مع قيم السياسة الروسية وتحالفاتها طويلة الأمد”.
وقال ماتوزوف: “روسيا لا تسلم من احتمى بها، خاصة إن كان حليفا تاريخيا في معركة وجودية كالتي خاضها الأسد ضد الإرهاب. تسليم بشار الأسد سيكون بمثابة انتحار دبلوماسي لروسيا. لن يحدث تحت أي ظرف”.
لكن ماتوزوف يربط هذه الحماية بضوابط دقيقة، فالأسد لاجئ لأسباب إنسانية لا سياسية، وبالتالي فهو محكوم بالصمت السياسي الكامل وعدم الظهور الإعلامي، أو الانخراط بأي نشاط دولي أو سوري في الداخل أو الخارج.
وبمعنى آخر، فالحماية قائمة لكنها مقيدة، لضمان عدم إحراج موسكو أو إثارة حفيظة شركائها الدوليين، وعلى رأسهم إسرائيل وتركيا.
موازنة دقيقة
وتعبر قراءة ماتوزوف عن رؤية التيار القومي داخل النخبة الروسية، الذي يرى في الحفاظ على الأسد جزءا من الحفاظ على “شرف التحالفات”، خاصة بعد الدعم العسكري والسياسي الذي قدمته موسكو للنظام السوري منذ 2015، وتثبيت قواعدها في طرطوس وحميميم.
إلا أن مراقبين يرون في هذا الموقف نوعا من “الدفاع الدبلوماسي المؤقت”، وليس استراتيجية ثابتة، خصوصا في ظل المتغيرات الدولية.
ويرى مدير مركز “تقدم” للحوار عبد الله غضوي، أن الموقف الروسي تجاه الأسد “محكوم بحسابات أكثر براغماتية مما يروج له”.
وقال: “روسيا تستثمر في ورقة الأسد، لكنها لا تفكر بها على المدى الطويل. هو بالنسبة لها ورقة تفاوض، لا أكثر. في لحظة التقاء المصالح قد تتخلى موسكو عنه بنفس الطريقة التي تخلت بها عن حلفاء سابقين”.
الغضوي يصف بقاء الأسد في روسيا بـ”العبء الدبلوماسي”، معتبرا أن موسكو تحتضن شخصية مطلوبة دوليا ومتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق السوريين، وهو ما يضعها في موقع الدفاع المستمر، ويعيق طموحاتها لإعادة التموضع كلاعب سلام في الملف السوري\\
نقل سفيريها بموسكو والرياض إلى دمشق

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال لقائه أيمن سوسان في الرياض – 3 كانون الثاني 2025 (سانا)
قالت وزارة الخارجية السورية، إنها قررت نقل سفيري دمشق في كل من روسيا والسعودية إلى الإدارة المركزية.
وذكر مصدر مسؤول في الخارجية السورية لوكالة الأنباء السورية (سانا)، الاثنين 7 من نيسان، أن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أصدر قرارًا بإعادة سفير سوريا في روسيا بشار الجعفري، والسفير السوري في السعودية أيمن سوسان، إلى الإدارة المركزية بدمشق.
وأوضح المصدر أن هذا الإجراء يأتي في إطار حركة التغييرات الدبلوماسية التي بدأت مؤخرًا، دون أن يحدّد ما إذا كانت تشمل مناصب أخرى في السلك الدبلوماسي.
وأشار المصدر إلى أنه سيتم تسيير شؤون السفارتين في موسكو والرياض من قبل القائمين بالأعمال، وذلك إلى حين صدور التعيينات الرسمية من قبل رئيس الجمهورية لتسمية بدلاء في المنصبين خلال الفترة المقبلة.
من بشار الجعفري؟
بشار الجعفري الذي نقل من سفارة سوريا في موسكو، بدأ مسيرته في وزارة الخارجية السورية عام 1980، وتدرج في عدة مناصب دبلوماسية.
شغل منصب السكرتير الثالث في السفارة السورية في باريس بين عامي 1983 و1988، ثم عمل مستشارًا في السفارة نفسها بين عامي 1997 و1998، وعُيّن بعدها وزيرًا مفوضًا وقائمًا بالأعمال في السفارة السورية بإندونيسيا من عام 1998 إلى عام 2002.
في عام 2002، تولى الجعفري منصب مدير إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية بدمشق، وبعدها بعامين في 2004، أصبح الممثل الدائم لسوريا لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، ثم عُيّن في المنصب ذاته لدى الأمم المتحدة في نيويورك عام 2006، حيث مثّل النظام السوري المخلوع لسنوات طويلة، ودافع بشدة عن سياسات بشار الأسد المخلوع، ليصبح أحد أبرز وجوه النظام في المحافل الدولية.
في وقت لاحق، عُيّن نائبًا لوزير الخارجية، ما عزز حضوره داخل مؤسسات القرار في دمشق، قبل أن يُنقل إلى موسكو سفيرًا للنظام السوري لدى روسيا، في خطوة اعتُبرت استمرارًا لدوره في تأمين دعم الحليف الروسي.
عقب سقوط الأسد، قال الجعفري في لقاء مع أفراد من الجالية السورية في روسيا، إن دعوة الجالية هي للاحتفال بالتغيير وانتصار إرادة الشعب السوري في إسقاط عهد الظلم وبداية عهد جديد يدعو للتفاؤل بغد مشرق.
الجعفري وبعد سنوات طويلة من الدفاع الشرس عن نظام الأسد، قال لأبناء الجالية، إنه في سوريا لم يكن هناك نظام، ولو كان هناك نظام لدافع عن نفسه، معتبرًا أن ما كان موجودًا هو منظومة فساد رهنت مصالح البلد لخدمة مآربها الشخصية، ولذا سقطت هذه المنظومة بهذه الظروف وهذه السرعة.
كما أبدى تأييده للحوار الوطني في سوريا، مشيرًا إلى أن “الإدارة الجديدة” تقدّم وعودًا جيدة ومغرية وجذابة لكثير من شرائح المجتمع السوري.
من أيمن سوسان؟
أيمن سوسان عُيّن سفيرًا لسوريا لدى السعودية في 6 من كانون الثاني 2023، وأدى اليمين القانونية أمام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
قبل تعيينه في الرياض، شغل سوسان منصب معاون وزير الخارجية والمغتربين منذ عام 2014، كما كان سفيرًا لسوريا لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي حتى عام 2012، ويحمل شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية.
ويُعتبر سوسان من الشخصيات الدبلوماسية المرتبطة بالنظام المخلوع، حيث شغل مناصب قيادية في وزارة الخارجية وعمل سفيرًا في دول عدة.
نقل سفيري سوريا في موسكو والرياض، يأتي بعد ساعات من تداول أنباء عن إبلاغ واشنطن البعثة السورية في نيويورك بتغيير وضعها القانوني من بعثة دائمة لدولة عضو لدى الأمم المتحدة، إلى بعثة لحكومة غير معترف بها من قبل الولايات المتحدة.
وتعليقًا على ذلك، أوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية لوكالة “سانا” أن الإجراء المتعلق بتعديل الوضع القانوني للبعثة السورية في نيويورك هو إجراء تقني وإداري بحت، يرتبط بالبعثة السابقة، ولا يعكس أي تغيير في الموقف من الحكومة السورية الجديدة.
ونوه المصدر إلى أن وزارة الخارجية على تواصل مستمر مع الجهات المعنية لمعالجة هذه المسألة وتوضيح السياق الكامل لها، بما يضمن عدم حدوث أي التباس في المواقف السياسية أو القانونية ذات الصلة، وأكد الالتزام بمواصلة العمل الدبلوماسي، والتنسيق ضمن الأطر الدولية، لتحقيق تطلعات الشعب السوري في بناء وطنه.
وفي هذا السياق، أكد المصدر أنه يتم العمل حاليًا على مراجعة شاملة لوضع البعثات السورية في الخارج، وسيتم الإعلان قريبًا عن قرارات جادة تتعلق بإعادة ترتيبها وتنظيمها، بما يعكس تطلعات السوريين، ويعزز حضور البعثات على الساحة الدولية، وبما يضمن كفاءة الأداء ووضوح التمثيل السياسي.
الحكومة ستشرف على آبار النفط شرقي سوريا
قال محافظ دير الزور، غسان أحمد، إن وزارة الطاقة في الحكومة السورية ستتولى الإشراف الكامل على الآبار الواقعة بمنطقة الجزيرة