عزّى الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الطائفة الكاثوليكية الرومانية برحيل البابا فرانسيس، تبعها وصول وفد لتقديم التعازي اليوم، الخميس 24 من نيسان، إلى السفارة الباباوية في العاصمة دمشق.
وفق بيان لرئاسة الجمهورية، في 23 من نيسان، ذكر الشرع أن البابا فرانسيس وقف إلى جانب الشعب السوري في أحلك أوقاته، ورفع صوته باستمرار ضد العنف والظلم اللذين استهدفا الشعب السوري.
وأضاف أن دعوات البابا فرانسيس تجاوزت الحدود السياسية، وسيبقى إرثه في الشجاعة الأخلاقية والتضامن حيًا في قلوب الكثير في سوريا.
ووصل اليوم وفد إلى مقر السفارة الباباوية في دمشق لتقديم العزاء بوفاة البابا فرانسيس، بتكليف من محافظ دمشق، ماهر مروان.
وكان في استقبال الوفد المونسنيور فيكتور هوغو، القائم بأعمال السفارة البابوية، المكلف بتقبل التعازي، والأب فراس لطفي، رئيس طائفة اللاتين في دمشق.
وفق محافظة دمشق، عبّر الوفد عن خالص التعازي باسم المحافظ، مؤكدًا عمق العلاقات الروحية والإنسانية التي تجمع بين أطياف المجتمع السوري.
وفي 21 من نيسان الحالي، أعلنت الرئاسة الرسولية لطائفة الكاثوليك المسيحيين بالفاتيكان وفاة البابا فرانسيس، عن عمر ناهز 88 عامًا بعد معاناة مع المرض.
ودخل البابا فرانسيس إلى مستشفى “جيميلي” بالعاصمة الإيطالية روما، في 14 من شباط الماضي، بسبب نوبة التهاب الشعب الهوائية، وبعد أكثر من شهر، عاد إلى مقر إقامته بالفاتيكان.
وبحسب موقع “أخبار الفاتيكان“، عانى البابا فرانسيس من أمراض تنفسية مزمنة وخضع لعدة عمليات منذ العام 1957 بموطنه الأصلي الأرجنتين.
ويأتي بيان التعزية وإرسال الوفد ضمن تغييرات بدأت تدريجيًا منذ سنوات على أحمد الشرع، الذي تحول خطابه خلال السنوات من التشدد إلى الاعتدال، خاصة في التعامل مع باقي المكونات السورية.
كما اتبعت الحكومة نهج “التطمين” قبل الوصول إلى دمشق، وإسقاط حكم بشار الأسد، وكان على شكل رسائل للداخل والخارج، واكبت عملية “ردع العدوان”، وجهتها حكومة “الإنقاذ” التي كانت تعمل في إدلب (نواة الحكومة حاليًا)، أبرزها داخليًا بمنع استهداف أو تهديد قائم على الانتماء المذهبي أو العرقي.
وفي كانون الأول 2024، خلال مقابلة له مع شبكة “CNN“، عزا الشرع (أبو محمد الجولاني)، التغييرات التي مرّت بها شخصيته، خلال السنوات الماضية بدءًا بتنظيم “القاعدة”، ووصولًا لمحاولات الاعتدال، إلى عامل السن.
مناديًا بالعدالة.. “ربيع دمشق” يعود بعد ربع قرن

ربيع دمشق يعود إلى العاصمة السورية مناديًا بالعدالة بعد ربع قرن – 23 نيسان 2025 (عنب بلدي/ أنس الخولي)
بعد غياب لنحو ربع قرن، عاد وجوه من تيار “ربيع دمشق” لاستئناف النشاط السياسي في سوريا، في بيت أحد مؤسسيه السياسي البارز وعضو مجلس الشعب السابق، رياض سيف (78 عامًا)، الذي رفع صوته ضد الاستبداد في وجه “مملكة الصمت” في فترة حكم الأسد الأب، واعتقل في فترة الأسد الابن في أيلول 2001، وأدين لمدة خمس سنوات بتهمة “الاعتداء على سلطة الدولة”.
وبمشاركة وجوه الربيع ذاته، عُقد منتدى “الحوار السوري الديمقراطي”، في منزل رياض سيف بضاحية قدسيا بريف دمشق، في 23 من نيسان، تحدث فيه الباحث في “المركز العربي بواشنطن” رضوان زيادة، والحقوقية السورية جمانة سيف، والباحثة في قضايا المرأة خولة دنيا، عن دور العدالة الانتقالية والسلم والأهلي، باعتبارهما احتياجات اللحظة الراهنة.
واستفاد أعضاء تيار “ربيع دمشق” من فضاء سياسي وثقافي أنتجه التغيير السياسي بسقوط نظام الأسد، ووصول قادة فصائل “ردع العدوان” إلى السلطة في دمشق، بقيادة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع.
وشارك في المنتدى العديد من الشخصيات السياسية والناشطين السوريين في الخارج والداخل، منهم الممثل السوري فارس الحلو، والأستاذة في المعهد العالي للفنون المسرحية منور عقاد، ورئيس الجالية السورية في مصر وتركيا سابقًا نزار خراط، والصحفي كمال شيخو مراسل جريدة “الشرق الأوسط” في سوريا.
عودة بعد 25 عامًا
المعارض السوري رضوان زيادة، وخلال المنتدى تساءل عن مصير تشكيل هيئة العدالة الانتقالية، والتي من المفترض إنشاءها بموجب “المادة 49” من الإعلان الدستوري، مطالبًا بإجراء تشاور وطني موسع في أثناء تشكيل هذه اللجنة، ومؤكدًا ضرورة تشجيع المجتمع المدني على إقامة المبادرات التي تدفع باتجاه العدالة الانتقالية.
زيادة قال، لعنب بلدي، إنه شيء يدعو للفخر أن يستأنف منتدى “الحوار الوطني” نشاطه بعد أكثر من 25 عامًا من الغياب، إذ كانت آخر ندواته في شباط 2001 والتي أعقبها إغلاق المنتدى واعتقال بعض المسؤولين عنه.
وأضاف، “نحن ذاتنا نعود اليوم لاستئناف المنتدى دون أي سقف للنقاش، ودون خطوط حمراء هذا شيء يدعو للفخر في سوريا المستقبل التي ستكون أفضل وأجمل”.
وتنبع أهمية هذا النقاش، بحسب زيادة، من الوقوف على تشكيل مسار للعدالة الانتقالية في سوريا، يحمي من عمليات الانتقام التي تتوارد بعض الأخبار عنها، ويحقق الإنصاف للضحايا بعد 14 سنة من إجرام الأسد وما تركه من ندوب وجروح على المجتمع السوري.
وذكر زيادة أن أعمال المنتدى مستمرة في محاضرات قادمة، إذ ستعقد محاضرة في كلية الفنون الجميلة بدمشق يوم الجمعة المقبل، حول مقارنة تجربة العدالة الانتقالية في سوريا مع الدول الأخرى.

المعارض السوري رضوان زيادة في أولى فعاليات “ربيع دمشق” بعد العودة إلى العاصمة السورية- 23 نيسان 2025 (عنب بلدي/ عمر علاء الدين)
المجتمع المدني غائب
بدورها، رئيسة منتدى “الحوار السوري الديمقراطي”، جمانة سيف، أعربت عن قلقها إزاء عدم اتخاذ أي خطوة باتجاه العدالة الانتقالية، قائلةً إن “الصورة تبدو ضبابية بالنسبة للجميع وهذا الوضع يزعزع الثقة بمؤسسات الدولة، وبالجدية التي ستؤخذ بها العدالة الانتقالية”.
وتحدثت سيف، عن عملية توثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها النظام السوري، وعن دور منظمات المجتمع المدني خارج سوريا في توثيق هذه الانتهاكات والجرائم، معتبرةً أن ما جُمع من توثيقات رسمية لانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، كبير جدًا، “لدرجة أنه لا يوجد صراع في العالم يملك هذا الكم من الوثائق”.
جرى توثيق أكثر من مليون ومئتي ألف عملية اعتقال، تشمل أطفالًا ونساء، قام بها النظام السابق، كما ثبت استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب وبشكل ممنهج كجزء من سياسة الدولة. وتتوقع جمانة سيف أن العدد الحقيقي للضحايا العنف الجنسي، يفوق بأضعاف ما ذكرته التقارير الدولية.
ورغم الجهود التي بُذلت طيلة السنوات الماضية في توثيق هذه الجرائم وتفنيدها، والتقدم بطلب لإحالة تلك الممارسات الموثقة التي ارتكبها النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية للنظر فيها، أحبطها الفيتو الروسي- الصيني. لكن هذه التوثيقات ستوضع تحت تصرف الحكومة السورية حال قررت البدء في مسار العدالة الانتقالية، بحسب ما تقول الحقوقية السورية جمانة سيف.
وأضافت، “نحن كمجتمع مدني نريد إطلاق مسار العدالة الانتقالية في سوريا عبر خطة وطنية شاملة، وإشراك حقيقي للمجتمع المدني باعتباره مغيبًا عن المشهد الحالي”.

جمانة سيف إلى جانب والدها رياض سيف خلال منتدى “الحواري السوري الديمقراطي”- 23 نيسان 2025 (عنب بلدي/ عمر علاء الدين)
في 18 من آذار الماضي، أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريرًا يوثق أعداد القتلى والمعتقلين في سوريا، بمناسبة الذكرى الـ14 لانطلاق الثورة السورية.
ووثقت “الشبكة” في تقريرها ما لا يقل عن 234 ألف قتيل، بينهم أكثر من 200 ألف مدني قُتلوا على يد قوات نظام الأسد المخلوع، منذ آذار 2011.
كما وثقت مقتل 30 ألف طفل و16 ألف سيدة، بينهم 23 ألف طفل و12 ألف سيدة قُتلوا على يد النظام السوري السابق.
كما قُتل 921 من الطواقم الطبية، و724 فردًا من الطواقم الإعلامية في سوريا، بينهم 662 من الكوادر الطبية و559 إعلاميًا قُتلوا على يد قوات نظام الأسد.
السلم الأهلي مهدد
خولة دنيا، المتحدثة باسم “منتدى الحوار الوطني الديمقراطي”، قالت “إن أردنا الحديث عن أهمية السلم الأهلي، لا بد لنا من التطرق إلى مجازر الساحل، وما تم قبلها من بعض الانتهاكات وبعض الأحداث التي شهدتها حمص وحماة وريفها. نحن نتكلم عن 20 قرية بريف حماة هُجر سكانها، وبالتالي نحن نعود إلى وضع مشابه لما كان عليه في 2012 و2013 من حيث النزوح واللجوء”.
وأضافت، “خلال السنوات الماضية نشأت مظلومية محقة للشعب السوري بسببما تعرض له السوريون من قتل وتشريد وتعذيب ومن غياب أي سلطات لها طابع قانوني وإنما العسكرة بشكل أساسي. هذا ما سيؤدي إلى الدخول في دوامة مظلومية جديدة”.
واعتبرت دنيا أن الخطير فعلًا هو ردود الفعل الشعبية المرتبطة بالاحتقان، المؤيدة بقوة عسكرية وقوة عقائدية وعدم القدرة على ضبطها سيؤدي للحد من تحقيق السلم الأهلي.
وتحدثت الباحثة عن دور الدولة الأكبر في تحقيق السلم الأهلي، عبر تخفيف الاحتقان والعمل مع حالة الانعزال والانغلاق التي عانى منها السوريون في وقت سابق.
وفي 6 من آذار، هاجمت مجموعات من فلول النظام السابق نقاطًا وحواجز لـ”إدارة الأمن العام” وقطعًا عسكرية تتبع لوزارة الدفاع، ولم تسلم المستشفيات وحتى سيارات المدنيين من هذا الهجوم.
ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في 11 من آذار الماضي، مقتل 803 أشخاص في الفترة ما بين 6 و10 من آذار، في محافظات اللاذقية وطرطوس وحماة.
وسجلت الشبكة، خلال تقريرها مقتل 172 عنصرًا على الأقل من القوات الأمنية والشرطية والعسكرية (قوات الأمن الداخلي ووزارة الدفاع)، و211 مدنيًا بينهم أحد العاملين في المجال الإنساني على يد المجموعات المسلحة الخارجة عن إطار الدولة المرتبطة بنظام الأسد، والتي هاجمت أيضًا ستة مستشفيات في طرطوس واللاذقية.
ما “ربيع دمشق”
يعود ظهور “ربيع دمشق” إلى عامي 2000 و2001، وخلال هذا الحراك مدني، الذي استمر سبعة أشهر فقط، شهدت سوريا ازدهارًا في التعبير والتجمع والعمل السياسي الغائب منذ ستينيات القرن الماضي.
كانت بداية “ربيع دمشق” بعد خطاب القسم الذي أدلاه رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، عندما استلم الحكم بالوراثة في 27 من حزيران عام 2000.
وفي 27 من أيلول من العام نفسه، توافد عدد من المثقفين السوريين من خلفيات فكرية مختلفة، وناشطون من المجتمع المدني، لتقديم بيان تمت صياغته بصفحة واحدة، يتضمن الإصلاحات المطلوبة من قبلهم، سُمي حينها “بيان الـ99″، نسبة إلى عدد الموقّعين عليه.
تبع هذا البيان بيان آخر سُمي بـ”بيان الألف”، وُقّعت عليه مجموعة أكبر من المعارضين السوريين، في 10 من كانون الثاني عام 2001.
وتأسست في تلك الفترة المنتديات الثقافية والفكرية والسياسية، وصل عددها إلى ما يقارب 170 منتدى، كان أبرزها منتدى “جمال الأتاسي” وأنشأته سهير الأتاسي على اسم والدها المعارض، ومن داخل هذه الصالونات ظهرت المطالب بإصلاح سياسي وقضائي.
لم تتقبل السلطات السورية آنذاك الفكرة بل عمدت إلى إغلاق جميع المنتديات واعتقال وجوه ورموز ربيع دمشق أبرزهم: الراحل رياض الترك، ورياض سيف ومأمون الحمصي وعارف دليلة إلى جانب حبيب عيسى وفواز تلُّو، ووليد البني.
بعد القبض عليه.. معتقلة سورية تروي قصتها مع “تيسير الوحش”
اعتقلت قوى الأمن السوري، الأربعاء، تيسير عثمان محفوظ ، أبرز قيادات ما يسمى “فرع 215” في سجون مخابرات النظام السابق، وتلاحقه اتهامات بقتل وإخفاء عدد كبير من السوريين إلى جانب ارتكابه عمليات سطو.
معتقلة سابقة تروي "تجربة قاسية"
بعد انتشار خبر اعتقال محفوظ، كتبت المعتقلة السابقة في سجون الأسد، الشابة مروة الغميان، تفاصيل موجعة عن رحلة اعتقالها الثانية في فرع 215، والتي كان محفوظ أحد أهم أركانها لما تسبب به من معاناة وقهر وتعذيب.
وكتبت الغميان: "في اعتقالي الثاني، اقتادوني إلى فرع الأمن العسكري 215. كنت أهبط أدراجاً لا تنتهي، أدراجاً وأنا غارقة بالظلام بسبب الطماشة، حتى فقدت القدرة على عدّ الطوابق أو تمييز الاتجاهات. شعرت وكأنني أنحدر ببطء نحو قاعٍ سحيق، قاع لا رجعة منه، ولا ضوء في نهايته".
وتابعت، أول فتاة تعتقل في الثورة السورية: "أدخلوني إلى زنزانة فارغة، موحشة، صامتة كالقبر، لا ينقضي فيها الوقت. جلست وحدي، لا أعلم ما ينتظرني، ولا ما يُراد بي. كنت هناك، جسداً معلقاً بين الجدران، وروحاً تتخبط في العتمة، يرتجف كل ما فيّ من هول المجهول".
وأكملت الغميان: "وفجأة، انفتح الباب بعنف، ودخل تيسير، المجرم الذي لا تزال ملامحه تطل من شقوق ذاكرتي، لا كما يظهر في هذه الصورة، بل كما كان في ذروة سطوته، متجبراً متلذذاً بالرعب الذي يزرعه. لم يكن إنسانا، كان وحشاً في هيئة بشر، خطواته تسحق الصمت، وصوته يشق الروح قبل أن يمس الجسد. في تلك اللحظة، لم أرتجف برداً ولا ألماً، بل رعباً خالصاً تسلل إلى صدري حتى خنق أنفاسي".
وتابعت: "لا تسعفني الكلمات لوصف ذلك الرعب، كيف زحف كالدخان في جوفي، كيف شعرت أنني عارية من كل شيء سوى الخوف، ذاك الخوف الذي لا يرحم، الذي ينزع عنك جلدك طبقة طبقة، ويتركك تهمس في داخلك، متى ينتهي هذا الكابوس".
وأضافت: "أقول له الآن: جاء دورك لتدخل تلك الزنزانة، لتعرف كيف يهوي القلب في كل لحظة، كيف ينتظر الإنسان شيئاً لا يعرفه، لكنه يعلم أنه مؤلم الآن، ستفهم كيف يرتجف الجسد قبل أن تُمسّه يد، وكيف ينام الخوف في روحك فلا يغادرها، إنها ليست شماتة، إنها عدالة تأخرت كثيراً، لكنها حين وصلت، داوت شيئاً مما تهشّم في داخلي".
“>
وأفادت مصادر سورية بأن جهاز الأمن العام في دمشق اعتقل المساعد أول في قوات النظام السابق تيسير عثمان، مسؤول الدراسات في “فرع 215” التابعة لمخابرات النظام السابق، بعد نصب كمين له في حي “المزة”.
معتقلة سابقة تروي “تجربة قاسية”
بعد انتشار خبر اعتقال محفوظ، كتبت المعتقلة السابقة في سجون الأسد، الشابة مروة الغميان، تفاصيل موجعة عن رحلة اعتقالها الثانية في فرع 215، والتي كان محفوظ أحد أهم أركانها لما تسبب به من معاناة وقهر وتعذيب.
وكتبت الغميان: “في اعتقالي الثاني، اقتادوني إلى فرع الأمن العسكري 215. كنت أهبط أدراجاً لا تنتهي، أدراجاً وأنا غارقة بالظلام بسبب الطماشة، حتى فقدت القدرة على عدّ الطوابق أو تمييز الاتجاهات. شعرت وكأنني أنحدر ببطء نحو قاعٍ سحيق، قاع لا رجعة منه، ولا ضوء في نهايته”.
وتابعت، أول فتاة تعتقل في الثورة السورية: “أدخلوني إلى زنزانة فارغة، موحشة، صامتة كالقبر، لا ينقضي فيها الوقت. جلست وحدي، لا أعلم ما ينتظرني، ولا ما يُراد بي. كنت هناك، جسداً معلقاً بين الجدران، وروحاً تتخبط في العتمة، يرتجف كل ما فيّ من هول المجهول”.
وأكملت الغميان: “وفجأة، انفتح الباب بعنف، ودخل تيسير، المجرم الذي لا تزال ملامحه تطل من شقوق ذاكرتي، لا كما يظهر في هذه الصورة، بل كما كان في ذروة سطوته، متجبراً متلذذاً بالرعب الذي يزرعه. لم يكن إنسانا، كان وحشاً في هيئة بشر، خطواته تسحق الصمت، وصوته يشق الروح قبل أن يمس الجسد. في تلك اللحظة، لم أرتجف برداً ولا ألماً، بل رعباً خالصاً تسلل إلى صدري حتى خنق أنفاسي”.
وتابعت: “لا تسعفني الكلمات لوصف ذلك الرعب، كيف زحف كالدخان في جوفي، كيف شعرت أنني عارية من كل شيء سوى الخوف، ذاك الخوف الذي لا يرحم، الذي ينزع عنك جلدك طبقة طبقة، ويتركك تهمس في داخلك، متى ينتهي هذا الكابوس”.
وأضافت: “أقول له الآن: جاء دورك لتدخل تلك الزنزانة، لتعرف كيف يهوي القلب في كل لحظة، كيف ينتظر الإنسان شيئاً لا يعرفه، لكنه يعلم أنه مؤلم الآن، ستفهم كيف يرتجف الجسد قبل أن تُمسّه يد، وكيف ينام الخوف في روحك فلا يغادرها، إنها ليست شماتة، إنها عدالة تأخرت كثيراً، لكنها حين وصلت، داوت شيئاً مما تهشّم في داخلي”.
اللاذقية.. “الداخلية” تقبض على متورط بقتل السوريين

عناصر إدارة الأمن العام خلال حملة أمنية في محافظة اللاذقية – 18 نيسان 2025 (وزارة الداخلية)
أعلنت وزارة الداخلية السورية إلقاء القبض على عروة سليمان المتورط بجرائم بحق المدنيين في سوريا، خلال كمين في مدينة اللاذقية.
وقالت وزارة الداخلية اليوم، الخميس 24 من نيسان، إن مديرية أمن اللاذقية ألقت القبض على المجرم عروة سليمان خلال كمين محكم، وأحالته إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات بحقه.
وذكرت أن سليمان شارك مع مجموعته في الحملة العسكرية على الشمال السوري عام 2019، وارتكب جرائم قتل بحق المدنيين، وشارك في الهجوم على نقاط الجيش والأمن في آذار الماضي.
ويأتي الإعلان عن القبض على سليمان بعد عدة عمليات مشابهة لتعقب مجرمي الحرب في سوريا، إذ أعلن مدير مديرية أمن دمشق المقدم، عبد الرحمن الدباغ، إلقاء القبض على تيسير محفوض في مدينة طرطوس بالتعاون مع مديرية الأمن فيها.
وأضاف أن محفوض كان يعمل لدى فرع الأمن العسكري “215” (سرية المداهمة)، ومتورط بجرائم حرب ضد المدنيين في العاصمة دمشق، وتحديدًا في أحياء المزة وكفرسوسة، بالإضافة إلى مسؤوليته عن تغييب أكثر من 200 شخص، غالبيتهم من أبناء هذين الحيين، في سجون النظام البائد.
وأكد الدباغ الاستمرار في ملاحقة كل من تلطّخت يديه بدماء الشعب السوري، حتى ينال جزاءه العادل.
ورغم مواصلة وزارة الداخلية السورية القبض على ضباط وعناصر ضالعين في مجازر بحق مدنيين، لا يزال العديد منهم حرًا طليقًا وسط مطالبات شعبية باعتقالهم.
أبرز الأسماء فادي صقر، القائد السابق لميليشيا “الدفاع الوطني” الرديفة للجيش السابق، والمتهم بالضلوع بما يعرف بمجزرة التضامن.
ووعد الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بعد سقوط النظام السابق بأيام، إصدار القائمة “رقم 1” التي تتضمن أسماء كبار الضالعين في تعذيب الشعب السوري.
وتتجدد مطالب المحاسبة مع أي حالة توتر واشتباكات في سوريا، خاصة بعد اشتباكات دامية شهدها الساحل السوري، مطلع آذار الماضي، وأسفرت عن مقتل مئات الأشخاص خارج نطاق القانون، بدأت شرارتها بكمين من مسلحين موالين للنظام المخلوع في الساحل السوري أو من تصفهم الحكومة السورية بـ”فلول النظام”، استهدف عناصر الأمن في الحكومة.
وفي 23 من كانون الأول 2024، قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، إنها تمكنت من تحديد قائمة تضم أسماء 16200 شخص من النظام السابق متورطين في جرائم وانتهاكات جسيمة بحق السوريين.
من بين القائمة 6724 فردًا من القوات الرسمية، التي تشمل الجيش وأجهزة الأمن، و9476 فردًا من القوات الرديفة، التي تضم ميليشيات ومجموعات مساندة قاتلت إلى جانب القوات الرسمية.
بريطانيا ترفع العقوبات عن 12 كيانًا سوريًا
لقاء ثنائي بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره البريطاني ديفيد لامي، على هامش اجتماعات الرياض بشأن سوريا – 12 كانون الثاني 2025 (وزارة الخارجية)
رفعت الحكومة البريطانية تجميد الأصول عن 12 كيانًا سوريًا، من ضمنها وزارتا الدفاع والداخلية السوريتان وعدد من وكالات المخابرات.
وفق إشعار نشرته وزارة المالية البريطانية اليوم، الخميس 24 من نيسان، حذفت أسماء الكيانات السورية التالية من القائمة الموحدة الخاضعة للعقوبات، ولم تعد خاضعة لتجميد الأصول، وهي:
- وزارة الداخلية.
- وزارة الدفاع.
- إدارة المخابرات العامة.
- جهاز المخابرات الجوية.
- إدارة الأمن السياسي.
- مكتب الأمن الوطني السوري.
- إدارة المخابرات العسكرية.
- مكتب إمداد الجيش.
- الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
- صحيفة “الوطن”.
- قناة “شام برس”.
- قناة “سما”.
ويأتي رفع العقوبات في وقت تبدي فيه بريطانيا والدول الأوروبية ليونة في التعامل مع دمشق، بعد سقوط نظام بشار الأسد، في 8 من كانون الأول 2024، وتولي أحمد الشرع رئيسًَا للمرحلة الانتقالية في البلاد.
وفي 6 من آذار الماضي، أزالت بريطانيا 24 كيانًا سوريًا من قائمة العقوبات لديها، ورفعت تجميد أصولها، شملت مصرف سوريا المركزي، والبنك التعاوني الزراعي، وشركة “الفرات” للبترول، والمصرف التجاري السوري، والبنك المركزي السوري، وشركة “دير الزور” للبترول، وشركة “دجلة”، وشركة “إيبلا”، وهما شركتان نفطيتان.
ورفعت بريطانيا العقوبات أيضًا عن المؤسسة العامة للتبغ، والشركة السورية للنفط، وشركة “محروقات” وشركة البترول الخارجية للتجارة، والمصرف التجاري السوري، والمؤسسة العامة لصندوق الإدخار البريدي.
ورحبت وزارة الخارجية السورية بقرار الحكومة البريطانية إزالة 24 كيانًا سوريًا من قائمة العقوبات لديها، معتبرة أنها خطوة إيجابية ومن شأنها توفير الإغاثة اللازمة للشعب السوري والإسهام في تسهيل عملية التعافي الاقتصادي والسياسي في البلاد.
وفرضت الدول عقوبات على سوريا بما فيها تجميد الأموال والموارد الاقتصادية للأشخاص الذين شاركوا أو شاركوا في قمع السكان المدنيين في سوريا، أو الذين شاركوا أو شاركوا في دعم نظام بشار الأسد أو الاستفادة منه.
منذ اندلاع الثورة السورية 2011، شكلت العقوبات أداة ضغط على النظام السوري السابق، بحراك ودفع من معارضين للنظام وجهود فردية وجماعية لمنظمات حقوقية وإنسانية، أدت إلى فرض عقوبات وتدابير استهدفت قطاعات رئيسة من الاقتصاد السوري، لتعطيل أنشطة النظام وخفض إيراداته، وتقييد قدرة الأسد على تمويل القمع، وإرغامه على حل سياسي يتماشى مع القرارات الدولية، خاصة قرار مجلس الأمن “2254”.
ويصف باحثون وخبراء العقوبات المفروضة على سوريا بأنها معقدة، فهي لم تفرض بين يوم وآخر، بل كانت نتاج سنوات، بعضها كان قبل الثورة السورية، لكن الأشد والأكثر مطالبة حاليًا برفعها هي التي فرضت على سوريا بعد الثورة.
أمريكا تسحب آليات من الحسكة إلى العراق
من يستورد القمح العراقي إلى سوريا

أول باخرة قمح تصل سوريا بعد سقوط نظام الأسد المخلوع- 20 من نيسان 2025 (الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية)
وقعت المؤسسة العامة للحبوب في سوريا عقودًا جديدة لاستيراد القمح، لتلبية احتياجات المواطنين والمحافظة على الأمن الغذائي.
مدير المؤسسة العامة للحبوب، حسن العثمان، قال لعنب بلدي، في 22 من نيسان، إن التفاوض مع الحكومة العراقية يجري على استئناف المنحة التي كانت مقدمة للشعب السوري قبل سقوط نظام الأسد.
كما يجري التفاوض لشراء كميات من القمح العراقي المعروض للبيع تجاريًا عبر تجار سوريين، بحسب العثمان.
بدوره، أوضح الملحق التجاري للسفارة العراقية، نعيم المخصوصي، لعنب بلدي، أن لدى العراق فائض من إنتاج القمح، وترغب بتصديره وتبلغ كميته مليون طن، وسيتم بيعه بحسب أسعار البورصة العالمية، ويحق للتجار السوريين عبر الشركات الخاصة أو المؤسسة العامة للحبوب أن تتقدم لشراء.
سلاف فواخرجي تعلق على “وثيقة” زواجها من بشار الأسد
وأوضحت في منشور على منصة "فيسبوك" لتبين أن الوثيقة المتداولة مزورة وأنها تحتوي على أخطاء في تاريخ ومكان ولادتها واسم والدها.
وكتبت فواخرجي: "ولادتي بالأوراق الرسمية بعد تلت أيام من ولادتي يعني بـ 1.8.1977 يوم عيد الجيش السوري واللبناني، وبابا الله يرحمه اسمه، محمد ومو محمد سليم.. وخانتي بمشروع صليبة والخانة 65 وبشوف حالي فيها".
وتابعت: "مشان إذا بدكن تعدلوا يانوابغ ياجهابذة.. لانو يعتبر العقد باطل هيك والعياذ بالله".
قرار من نقابة الفنانين
وكانت نقابة الفنانين السوريين قد أعلنت عن شطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي من سجلاتها، بعد تصريحات مثيرة أدلت بها مؤخرا عبّرت فيها عن دعمها للرئيس السوري السابق بشار الأسد، معتبرة إياه "صمام أمان" للبلاد، ومشيدة بطريقة حكمه لسوريا خلال السنوات الماضية.
وقالت النقابة أن القرار استند إلى القانون الذي يجيز شطب الأعضاء في حال "الخروج عن أهداف النقابة".
وجاء الشطب بسبب ما وصفه البيان بـ"إنكار الجرائم الأسدية" و"التنكر لآلام الشعب السوري"، في إشارة واضحة إلى تصريحات سلاف فواخرجي الأخيرة التي قالت فيها إن "بشار الأسد عاش حياة بسيطة، وكان يمثل الاستقرار السياسي في البلاد"، مشددة على أن "المشكلة ليست في الحاكم، بل في الشعب المنقسم".
وكانت سلاف فواخرجي قد صرّحت بأن بشار الأسد حكم البلاد بسياسة دولة ومؤسسات وليس بالدين، وقالت إن "أيام الثورة الأولى كانت جيدة، لكنها اختُطفت لاحقاً من تيارات دينية".
“>

سلاف فواخرجي تعلق على “وثيقة” زواجها من بشار الأسد
نفت الفنانة سلاف فواخرجي، شائعة زواجها من الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بعد انتشار وثيقة على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم أنها لعقد زوجها من الأسد.
وأوضحت في منشور على منصة "فيسبوك" لتبين أن الوثيقة المتداولة مزورة وأنها تحتوي على أخطاء في تاريخ ومكان ولادتها واسم والدها.
وكتبت فواخرجي: "ولادتي بالأوراق الرسمية بعد تلت أيام من ولادتي يعني بـ 1.8.1977 يوم عيد الجيش السوري واللبناني، وبابا الله يرحمه اسمه، محمد ومو محمد سليم.. وخانتي بمشروع صليبة والخانة 65 وبشوف حالي فيها".
وتابعت: "مشان إذا بدكن تعدلوا يانوابغ ياجهابذة.. لانو يعتبر العقد باطل هيك والعياذ بالله".
قرار من نقابة الفنانين
وكانت نقابة الفنانين السوريين قد أعلنت عن شطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي من سجلاتها، بعد تصريحات مثيرة أدلت بها مؤخرا عبّرت فيها عن دعمها للرئيس السوري السابق بشار الأسد، معتبرة إياه "صمام أمان" للبلاد، ومشيدة بطريقة حكمه لسوريا خلال السنوات الماضية.
وقالت النقابة أن القرار استند إلى القانون الذي يجيز شطب الأعضاء في حال "الخروج عن أهداف النقابة".
وجاء الشطب بسبب ما وصفه البيان بـ"إنكار الجرائم الأسدية" و"التنكر لآلام الشعب السوري"، في إشارة واضحة إلى تصريحات سلاف فواخرجي الأخيرة التي قالت فيها إن "بشار الأسد عاش حياة بسيطة، وكان يمثل الاستقرار السياسي في البلاد"، مشددة على أن "المشكلة ليست في الحاكم، بل في الشعب المنقسم".
وكانت سلاف فواخرجي قد صرّحت بأن بشار الأسد حكم البلاد بسياسة دولة ومؤسسات وليس بالدين، وقالت إن "أيام الثورة الأولى كانت جيدة، لكنها اختُطفت لاحقاً من تيارات دينية".
“>
وعلقت فواخرجي على الموضوع بسخرية قائلة “لا تواخذونا عملناها عالضيق ماعزمنا حدا”.
وأوضحت في منشور على منصة “فيسبوك” لتبين أن الوثيقة المتداولة مزورة وأنها تحتوي على أخطاء في تاريخ ومكان ولادتها واسم والدها.
وكتبت فواخرجي: “ولادتي بالأوراق الرسمية بعد تلت أيام من ولادتي يعني بـ 1.8.1977 يوم عيد الجيش السوري واللبناني، وبابا الله يرحمه اسمه، محمد ومو محمد سليم.. وخانتي بمشروع صليبة والخانة 65 وبشوف حالي فيها”.
وتابعت: “مشان إذا بدكن تعدلوا يانوابغ ياجهابذة.. لانو يعتبر العقد باطل هيك والعياذ بالله”.
قرار من نقابة الفنانين
وكانت نقابة الفنانين السوريين قد أعلنت عن شطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي من سجلاتها، بعد تصريحات مثيرة أدلت بها مؤخرا عبّرت فيها عن دعمها للرئيس السوري السابق بشار الأسد، معتبرة إياه “صمام أمان” للبلاد، ومشيدة بطريقة حكمه لسوريا خلال السنوات الماضية.
وقالت النقابة أن القرار استند إلى القانون الذي يجيز شطب الأعضاء في حال “الخروج عن أهداف النقابة”.
وجاء الشطب بسبب ما وصفه البيان بـ”إنكار الجرائم الأسدية” و”التنكر لآلام الشعب السوري”، في إشارة واضحة إلى تصريحات سلاف فواخرجي الأخيرة التي قالت فيها إن “بشار الأسد عاش حياة بسيطة، وكان يمثل الاستقرار السياسي في البلاد”، مشددة على أن “المشكلة ليست في الحاكم، بل في الشعب المنقسم”.
وكانت سلاف فواخرجي قد صرّحت بأن بشار الأسد حكم البلاد بسياسة دولة ومؤسسات وليس بالدين، وقالت إن “أيام الثورة الأولى كانت جيدة، لكنها اختُطفت لاحقاً من تيارات دينية”.