كشف مسؤولو الشرطة في كندا، السبت 25 أبريل/نيسان 2020، عن مزيد من التفاصيل حول هجوم إطلاق النار الذي نفذه أحد الأشخاص الأحد 17 أبريل/نيسان، في ريف منطقة نوفا سكوشيا مخلفاً 22 قتيلاً، في أسوأ قتل جماعي في تاريخ البلاد، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
الشرطة الكندية قالت إن فني تقويم الأسنان، غابريل وترمان، منفذ المجزرة، التي أسفرت عن مقتل 22 شخصاً، وانتهت بمقتله، كان قد ارتكب فعلته إثر شجار مع صديقته، التي فرت هاربة من المنزل واختبأت في غابة مجاورة قبل أن تتصل بالشرطة.
تفاصيل المجزرة: بدأت عملية إطلاق النار ليل السبت/الأحد 17 أبريل/نيسان، في بلدة بورتابيك الريفية، وهي قرية على بعد حوالي 130 كيلومتراً من عاصمة المقاطعة هاليفاكس.
في تفاصيل جديدة كشفت عنها الشرطة الكندية، فإن القاتل ارتكب مجزرته المروعة بسبب شجار اشتعل بينه وبين صديقته التي سارعت إلى الهرب من المنزل والاختباء في إحدى الغابات القريبة لتنجو على ما يبدو من موت محتم.
ذكرت المتحدثة باسم الشرطة، دارين كامبل، أن الجاني الذي قتل لاحقاً كان يخطط لارتكاب “جرائم مروعة”، مشيرة إلى أنه قتل 22 شخصاً في 16 موقعاً مختلفاً، وفقاً لما ذكرت صحيفة “ذا صن”.
كما قالت كامبل إن الشرطة تلقت اتصالاً هاتفياً من صديقة غابريل تخبرهم فيها بأنه يقود سيارة تشبه سيارات الشرطة، قبل أن تتلقى اتصالات تفيد بمقتل رجلين وامرأة وإحراق منزلهما الذي يبعد 35 ميلاً عن بيت الجاني.
كامبل أوضحت أيضاً أن المرأة تمكنت من الفرار من ورتمان ونجت من الاختباء بين عشية وضحاها في الغابة. وأشار إلى أن هروبها ربما يكون قد أثار الأحداث التي تلت ذلك، ويعتقد أنه لا يستبعد احتمال أن يكون ورتمان قد خطط لبعض جرائم القتل التي تلت ذلك.
عشرات القتلى وأعمال تخريب: كان غابريل قد أضرم النار في منزله قبل أن يبدأ هجماته المروعة، وظنت الشرطة في البداية أنه قضى انتحاراً. وقالت الشرطة إن ورتمان نفذ معظم الهجوم متنكراً في شكل ضابط شرطة في سيارة تبدو وكأنها سيارة دورية.
بعد ذلك قتل غابريل امرأة كانت تسير على أحد الأرصفة قبل أن يوقف سيارة ويقتل جميع ركابها، وكاد بعد ذلك أن يقتل ضابط شرطة غير أن الأخير تمكن من الفرار رغم إصابته بجروح. وتوالت الأحداث، ليقوم ورتمان بصدم سيارة شرطية قبل أن يقتلها.
بعد 13 ساعة من بدء مجازر ذلك الرجل الذي كان يعرف عنه الهدوء والسمعة الحسنة، استطاع رجال الشرطة أن يقتلوه بينما كان يهم بملء خزان سيارته بالوقود. وأوضحت المتحدثة باسم الشرطة أن صديقة القاتل قد بدأت بالتعافي من الصدمة، وتبدي تعاوناً جيداً في التحقيقات.
صدمة داخل البلدة: حتى الآن، لا يزال دافع ورتمان غير واضح، إذ قال مسؤولو الشرطة إنه ليس لديه تاريخ إجرامي يتجاوز قضية اعتداء عام 2001.
من جانب آخر، كتبت إحدى بنات الضحايا عبارات مؤثرة في نعي والدتها الممرضة التي قضت في ذلك الحادث الدموي، قالت فيها: “لقد قتل وحش فظيع والدتي دون أن يتردد ثانية واحدة، أشعر بموجات من الألم والحزن تسري في جسدي”.
نعت سيدة أخرى شقيقتها المعلمة التي قضت في نفس الحادثة، قائلة: “قلوبنا محطمة اليوم ونحن نحاول تقبل حقيقة خسارة شقيقتي ليزا ماكولي، التي كانت واحدة من ضحايا إطلاق النار الجماعي الليلة الماضية”. وأضافت: “نتقدم بتعازينا إلى أفراد الأسرة الآخرين الذين تأثروا بهذه المأساة. شكرا لدعمكم.. إنه حقاً يوم صعب”.