اندلعت مجدداً احتجاجات عنيفة في مدينة طرابلس (شمال) لبنان، الثلاثاء 28 أبريل/نيسان 2020، تزامناً مع تشييع جنازة شاب توفي خلال المواجهات التي شهدتها المدينة فجر الثلاثاء، أسفرت عن سقوط جرحى أيضاً وإضرام النار في مجموعة من البنوك.
إذ قال مصدر أمني لوكالة “رويترز”، إن المحتجين في مدينة طرابلس بشمال البلاد أضرموا النار في عدة بنوك وسيارة للجيش الليلة الماضية. وأطلق الجنود النار في الهواء واستخدموا الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية. وأضاف أن المتوفى شاب في العشرينات بينما لم تتضح بعد هوية المتسبب في وفاته.
تجدد المواجهات: عاد المحتجون، الثلاثاء، وأضرموا النار في بنكين تجاريين وهشموا الواجهات مما دعا الجيش للانتشار من جديد. وتمركز عشرات الجنود في شارع تجاري رئيسي يضم عدة بنوك وأطلق بعضهم الرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين.
قال الجيش إن قنبلة حارقة ألقيت الليلة الماضية على إحدى مركباته وألقيت قنبلة يدوية على دورية، وأنحى باللائمة على “عدد من المتسللين” ودعا المحتجين السلميين لمغادرة الشوارع سريعاً.
كما قال بيان لاحق للجيش إن 40 جندياً أصيبوا في طرابلس وأماكن أخرى بعد رشق دوريات تعمل على إعادة فتح الطرق بالحجارة. وجاء في البيان أن ثلاثة بنوك وعدة ماكينات صراف آلي في طرابلس أحرقت وألقي القبض على تسعة محتجين.
الأوضاع تزداد تدهوراً: قال سامر ديبليس وهو ناشط من طرابلس “الناس غاضبون كثيراً بسبب الوضع الاقتصادي الذي يعانون منه والارتفاع الجنوني في سعر الدولار. القدرة الشرائية للبنانيين أصبحت معدومة”. وأضاف “نتجه للأسوأ بالتأكيد.. إذا لم يحل سياسياً فسيستمر هذا الوضع بالتأكيد في التدهور”.
كانت طرابلس ساحة أكبر احتجاجات على النخبة الحاكمة بلبنان خلال التظاهرات التي تفجرت في أنحاء البلاد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
بينما أعلنت جمعية مصارف لبنان إغلاق جميع بنوك طرابلس اعتباراً من الثلاثاء إلى حين استعادة الأمن قائلة إن البنوك استُهدفت في هجمات وأعمال شغب خطيرة.
وكثيراً ما كانت بنوك لبنان هدفاً للمحتجين أثناء الأزمة المالية والاقتصادية التي أدت إلى انهيار قيمة الليرة اللبنانية وتجميد أموال المودعين.
تشييع “شهيد الثورة”: وسط إطلاق عيارات نارية في الهواء، شيع عشرات اللبنانيين الشاب فواز السمان الذي توفي، الثلاثاء، متأثراً بجروحه إثر إصابته بطلق ناري خلال مواجهات عنيفة وقعت ليل الإثنين في مدينة طرابلس بين متظاهرين يحتجون على تردي الوضع الاقتصادي في البلاد وعناصر من الجيش حاولت تفريقهم.
جرت مراسم التشييع في ساحة النور، التي شكلت إحدى أبرز ساحات التظاهر التي شهدها لبنان منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول، ضد الطبقة السياسية المتهمة بالفساد والفشل في إدارة أزمات البلاد. وتداول مغردون على تويتر فيديو يظهر لحظة وصول جثمان الشاب إلى منزله الواقع في ساحة الدفتار.
بينما نعت فاطمة السمان شقيقها “شهيد الثورة” في حسابها على فيسبوك قبل أن تشارك في التشييع. وقالت لوكالة فرانس برس “نزل إلى الشارع للمطالبة بحقوقه، لم يرم الجيش بحجارة ولم يحمل سلاحاً”.
كما أوضحت أن أخاها، وهو أب لطفلة لم تكمل عامها الأول، “أصيب بطلق ناري في فخذه، قبل أن يدخل في غيبوبة”، متهمة الجيش اللبناني بإطلاق النار عليه.
توسع الاحتجاجات: يشهد لبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، وقد تفاقمت مع فرض تدابير العزل لمحاولة احتواء تفشي فيروس كورونا المستجدّ، وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من نصف قيمتها، وسط ارتفاع كبير في الأسعار.
على الرّغم من أنّ التدهور يطال كافة مناطق البلاد، فإنّ طرابلس هي واحدة من أكثر المناطق تضرراً، إذ يعيش أكثر من نصف سكانها في الفقر أو تحت خط الفقر، وفقاً للوكالة الفرنسية.
إلى جانب طرابلس، شهدت العاصمة بيروت ومدينة صيدا (جنوب) احتجاجات، مساء الإثنين 27 أبريل/نيسان 2020، على تردي الأوضاع المعيشية.
كما ألقى مجهولون يوم السبت 25 أبريل/نيسان، قنبلة على فرع أحد المصارف الكبرى في صيدا، في هجوم أتى غداة إعلان رئيس الحكومة حسّان دياب أنّ 5,7 مليار دولار خرجت من المصارف خلال أول شهرين من العام الحالي، رغم القيود المشدّدة على سحب مبالغ بالدولار أو تحويلها إلى الخارج.أغلب الضحايا قضوا حرقاً.. تفجير إرهابي بعفرين السورية يخلف أكثر من 40 قتيلاً وعشرات الجرحى