لا شكّ أنّ طبق التبولة ينافس طبق الفتوش على منصب ملك المقبلات الشاميّة، فأي منزل تزوره في سوريا ولبنان مثلاً، سترى أحدهما موجوداً حتماً على موائد الطعام وخاصة خلال شهر رمضان الكريم.
وتتكون التبولة من البقدونس والبندورة والمقشرة والبرغل والنعناع الأخضر ويضاف إليها عصير الليمون وزيت الزيتون، وفي بعض المناطق يضاف الخيار أيضاً إلى مكوناتها.
كما أنها معروفة أيضاً في بعض الدول اللاتينية مثل الأرجنتين والبرازيل والدومنيكيان، حيث تعرف باسم Tipili، ووصولها إلى هناك كان بسبب المهاجرين السوريين واللبنانيين الذين يعيشون هناك.
قصة طبق التبولة
بحسب مخطوطات أكادية فإن طبق التبولة أخترع في العام 1800 قبل الميلاد، من قبل الكلدانيين الذين يعيشون في بلاد ما بين النهرين، ثم سافر عبر التاريخ والجغرافيا نحو بلاد الفينيقيين واستقرّ قرب شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وفق ما ذكره موقع العربي الجديد.
كما يُعتقَد أنّ قدماء اللبنانيين هم من أضافوا البرغل إلى الوصفة الأصلية التي وصلتهم ويرجح بأنها تمت خلال العصر المملوكي في منطقة البقاع، وذلك بسبب انتشار زراعة القمح في تلك المنطقة.
أمّا بالنسبة لاسمها فيعتقد أنه جاء في فترة الفتوحات الآشورية، من مصدر كلمة توابل، ومن فعل “تبّل” وهو على الأرجح اسم عربي اكتسبته هذا السلطة بسبب إضافة توابل مختلفة عليها وخلط مكوّناتها الناعمة.
التبولة تدخل موسوعة غينيس
في العام 2009 سجل نحو 300 طباخ لبناني رقماً قياسياً في موسوعة غينيس للأرقام بتحضير أكبر صحن تبولة في العالم، واستدعى ذلك من الطباخين تقطيع أكثر من 3.5 طن من البقدونس والطماطم والبصل والنعناع ليصنعوا الطبق الفائز الذي بلغ قطره 5 أمتار.
عدا عن ذلك يحتفل اللبنانيون كلّ سنة بـ”اليوم الوطني للتبّولة” في السبت الأوّل من شهر يوليو/تموز، منذ العام 2001، وذلك كمبادرة “لحفظ هذا التراث المطبخي”.
إذ يشكّل جزءاً من التقاليد اللبنانية والعربية وشاهداً على التبادل الحضاري بين العرب، وعلى بعض الصراعات التاريخية التي يخوضونها للحفاظ على هويّتهم.
مكونات التبولة
- باقتا بقدونس ناعمتان ومفرومتان
- ربع باقة نعناع
- 4 حبات بندورة
- بصلة متوسطة الحجم
- 3 ملاعق برغل منقوع
- عصير ليمون
- ملعقتا دبس رمان
- ربع كوب زيت زيتون
- ملح
طريقة تحضير التبولة
ينقع البرغل في عصير الحامض ويترك على جنب. يفرك البصل المفروم بالبهار والقرفة الناعمة ثم يترك على جنب.
في وعاء عميق يضاف كل من البقدونس، النعناع، البندورة، البصل، والبرغل وتخلط مكونات السلطة.
يضاف دبس الرمان والملح ثم تخلط سلطة التبولة والملح حسب المذاق مع إمكانية إضافة عصير الحامض حسب الرغبة.
يضاف زيت الزيتون على سلطة التبولة وتقدم فوراً.
اخترعه أشباه الإنسان، والآراميون سمّوه.. قصة طبق الكباب المشوي الذي تفنن الحلبيون بتحضيره
أبدع السوريون في ابتكار العديد من الطرق لتحضير الكباب المشوي، فمثلاً في مدينة حلب المشهورة بهذه الأكلة سترى أنّ هناك الكثير من الأنواع، منها الكباب الحلبي والكباب الأورفلي، وكباب الخشخاش، وكباب الباذنجان، وجميعها تُشوى على منقل الفحم.
وتعتبر هذه الأكلة خاصة لدى سكان بلاد الشام، ومصر وتركيا بشكل عام، فهي تحضر خلال شهر رمضان وفي أول أيام العيد، فما هي قصة هذا الطبق؟
قصة طبق الكباب المشوي
إحدى الروايات القديمة تدعي أنّ تاريخ الكباب يعود إلى الهومونين وهم أشباه الإنسان الذين استخدموا النار والطبخ في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط قبل نحو 790 ألف سنة، وذلك وفق ما ذكرته جريدة الشرق الأوسط.
خاصة أنّ الاكتشافات تؤكد وجود مواقد وأفران أرضية وعظام حيوانات في أنحاء أوروبا والمتوسط قبل 250 ألف سنة.
فيما تشير الموسوعة الحرة إلى أن هوميروس ذكر في إلياذته الشهيرة قطع اللحم المشوي، في الوقت الذي اكتشفتْ أعمال التنقيب في جزيرة سانتوريني اليونانيّة دعائم حجرية للأسياخ المستخدمة تعود إلى فترة قبل القرن السابع عشر قبل الميلاد.
أصل تسمية الكباب
يشير موقع ويكيبيديا إلى أنّ أصل اسم كباب هو كبابو، ويعود تحديداً إلى الفترة الآرامية في سوريا القديمة، والذي يعني “حرق أو تفحيم”.
بينما الاسم الجديد المتعارف عليه وهو الكباب تم استخدامه بدءاً من القرن الرابع عشر وأضيف إليه كلمة شيش التي تعني “سيخ”، لتدل على أنها مشوية فوق الفحم بواسطة السيخ.
وقد وصف ابن سيار الوراق في كتاب «الطبيخ» في القرن العاشر للميلاد، الكباب بأنه “لحم مقلي في مقلاة أو مشوي على النار”.
بينما ذكر ابن بطوطة في مذكراته أنّ الكباب كان يقدَّم في البيوت الملكية خلال فترة سلطنة دلهي الهندية بين القرنين الثالث والسادس عشر، وكان العوام من الناس يستمتعون بها على الفطور مع خبز النان.
الكباب في العصر الحالي
لا يختلف اثنان على أن أطباق الكباب التي نعرفها حالياً تطورت بشكل كبير في العصور الوسطى، خاصة إيران وتركيا وبلاد الشام، وكانت تُحضر هذه الأطباق عموماً من قطع صغيرة أو شرائح من اللحم أو اللحم المفروم، وغالباً ما كان يتم طهيها على أسياخ فوق النار.
في إيران مثلاً يضاف إلى الكباب الزعفران قبل شويه، وفي تركيا تتنوع الأصناف وطرق التتبيل من مدينة لأخرى، فهناك الكباب الأضني الحار والأورفلي والأنطاكي والسلطاني الإسطنبولي.
لكن البعض ينسبون الفضل الأكبر في تطوير هذه الأكلة لمدينة حلب بسبب التفنن في طريقة تحضيرها.
فهناك الكباب الحلبي الذي لا يضاف إليه سوى الملح والبهار، والكباب بالباذنجان، والكباب بالصنوبر والفستق، والكباب المشوي مع الكماية أو البصل أو الكباب الخشخاش الذي يضاف إليه البصل والبقدونس، إضافة لعشرات الأنواع الأخرى.
مكونات الكباب
- نصف كيلو كباب قليل الدهنة
- ملعقتا طعام من صلصة الطماطم
- رشة ملح
- رشة فلفل أسود
- ملعقة من الزيت النباتي
- فصان مهروسان من الثوم
طريقة تحضير الكباب
- نقوم بعجن الكباب باليد ونضيف له الزيت النباتي والثوم والملح والبهار وملعقتي طعام من صلصة الطماطم، ونعجنها مدة 10 دقائق.
- نقطع الكباب إلى قطع صغيرة ونقوم بوضعها على السيخ.
- ومن ثم نقوم بشويها على النار، ويمكن شوي البصل والطماطم والفلفل الحار إلى جانبها.