كان عادل الطيار طبيباً متميِّزاً في زراعة الكلى، وهو في الأصل من السودان، وتطوَّع لمعالجة المصابين بفيروس كورونا المُستجَد في غرفة الطوارئ. وفي غضون أسابيع، تُوفِّي الطبيب البالغ من العمر 64 عاماً، ليصبح أول طبيب في بريطانيا يلقى حتفه إثر إصابته بالفيروس.
قال ابنه عثمان لصحيفة Washington Post الأمريكية: “كان يدرك أنه في خطر، لكنه لم يعتقد أن الفيروس سيؤثِّر عليه هكذا”.
خط الدفاع الأول
وفقاً للجمعية الطبية البريطانية، فإن الأطباء الذين تُوفوا بسبب فيروس كوفيد-19 كانوا جميعاً تقريباً من أقلياتٍ عرقية ووُلِدوا خارج بريطانيا، مثل عادل الطيار.
أربكت هذه الخسائر المُروِّعة في الأرواح خبراء الصحة، وأثارت قلق الأطباء المُنتمين للأقليات، وأذهلت أمةً تستند إلى المهاجرين لملء صفوف نظام الرعاية الصحية العامة لديها -ومع ذلك صوَّتَت من أجل الخروج من الاتحاد البريطاني على وعدٍ بـ”استعادة السيطرة” على الحدود وتقويض الهجرة.
ويُقدَّر أن 44% من أطباء بريطانيا ينتمون إلى خلفياتٍ من أقلياتٍ عرفية، وهي نسبة أعلى كثيراً من نسبة الـ13% من عموم السُكَّان. وفي العام الماضي، كان أكثر من نصف الأطباء الجدد المُسجَّلين في بريطانيا مولودين بالخارج.
لكن خبراء يقولون إنه لا يزال من المُحيِّر أن 93% من الأطباء الذين ماتوا بسبب كوفيد-19 كانوا من أقلياتٍ عرقية.
قبعات التباعد الصينية.. استخدمت لمنع التهامس واليوم قد تنقذ الطلاب من الكورونا
بينما يعود الأطفال في الصين إلى مدارسهم بعد تخفيف إجراءات إغلاق وباء كورونا، عادت معهم قبعات التباعد الصينية التاريخية، التي ترجع إلى زمن أسرة سونغ الحاكمة، لتصبح موضة منتشرة بعدما كانت جزءاً من الفلكلور عمره آلاف السنين.
وفي إحدى المدارس الابتدائية في هانغتشو، ارتدى التلاميذ أغطية رأس مشغولة يدوياً صُنعت بواسطة الورق المقوى والبالونات ومهارات يدوية أخرى، وتحظى بأذرع بارزة على جانبيها تمتد لمتر واحد.
وذكرت صحيفة South China Morning Post المحلية بعد ذلك، أن قبعات التباعد الصينية الغريبة كانت تهدف إلى المساعدة في التكيف مع تدابير التباعد الاجتماعي، وقد صُممت على غرار القبعات التي كان يرتديها زعماء الصين في يوم من الأيام.
وانتشرت صور الطلاب على شبكة الإنترنت، كما عادت أسطورة أخرى للانتشار: وهي أن تلك القبعات صُمّمت على هذا النحو لإبعاد المسؤولين بعضهم عن بعض، والحيلولة دون تمكنهم من التهامس فيما بينهم والتآمر بما لا يرضى عنه الحاكم.
هل استُخدمت قبعات التباعد الصينية لمنع التآمر؟
ومع ذلك، ينفي البحث في تاريخ الفن والدراسات الآسيوية وظيفة هذه القبعات بـ”التباعد الاجتماعي” تاريخياً، بل وفقاً للأستاذ المساعد في كلية فاسار الأمريكية جين شو، يستند هذا الاقتراح إلى “ظنون لا أساس لها“.
وقال لمجلة Atlas Obscura الأمريكية، إن “العلماء المعاصرين يُرجعون أصل هذه الشائعة إلى عالم صيني من القرن الثالث عشر، معروف بضعفه من الناحية العلمية”.
كان غطاء الرأس الأصلي مصنوعاً من قماش أسود قاتم وكان يطلق عليه “فوتو” futou، أو بالتحديد zhanjiao futou—zhanjiao، وهي تعني “نشر الأقدام والأجنحة”.
كانت قبعة “فوتو” المبكرة عبارة عن قطعة قماش بسيطة تُلف حول الرأس، ثم يغلفها مرتدوها بالخشب أو الحرير أو العشب أو الجلد، وفقاً للباحثة مي هوا، وهي متخصصة في الملابس الصينية
لا داعي للقلق بعد الآن بشأن انتشار فيروس كورونا عبر النقود
شكَّل احتمال انتشار فيروس كورونا عبر النقود مصدر قلق عالمي – وأحياناً هلع – دفع العديد إلى الاستغناء عن هذه الأوراق النقدية والتحول إلى البطاقات. لكن علماء كشفوا أن هذا القلق مبالغ به.
فالصين وكوريا الجنوبية بدأتا أوائل العام الجاري، تعقيم الأوراق النقدية باستخدام الأشعة فوق البنفسجية أو الحرارة المرتفعة قبل استخدامها مرة أخرى. وأيضاً أبقت الدولتان النقود الورقية في الحجر 14 يومياً؛ أملاً في القضاء على أي فيروسات خلال تلك الفترة.
وفي أوائل مارس/آذار الماضي، اقترح متحدث باسم منظمة الصحة العالمية ألا يستخدم الناس النقود إذا كان ذلك ممكناً، لكنه أوضح لاحقاً أن منظمة الصحة العالمية لم تكن بذلك تُصدر للناس إرشادات عامة تخص جائحة “كوفيد-19” باستخدام طرق الدفع من دون تلامس.
بدورها تقول الأستاذة المتخصصة في علوم الصحة البيئية والمهنية والصحة العالمية، لموقع The Conversation الأسترالي، مارلين روبرتس: “أعتقد أننا لسنا بحاجة للقلق كثيراً بشأن النقود مثلما يعتقد البعض”.